سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 17:32
المحور:
الادب والفن
يا أمَّةً تعبتْ مـــــــــن الإحرامِ
لكِ قد فرشــــتُ عباءتي لتنامي
فدنتْ معذبةَ الحَشــــــا حتى إذا
ظللَّتُها بســــــــــــــــلالم الأنغامِ
نامت كراهبةٍ وحـــــــين تنهدَتْ
فاجأتُها مـــــــــن شــاهق الآثامِ !
قـــــــــالت ملاكٌ أنت أم جِنٌّ طغا
طَغْواً على قلبي الضعيف الداميْ ؟
فأجبتُها بـ ،، كلاهما ،، فتضاحكتْ
لا شأنَ لـــــــــي بملائكٍ وسخامِ !
قالت، ورشّـــــت طيبَ عمرٍ ناعمٍ
قـــــــــــــــد طيَّنوهُ بغبرةٍ وجَهامِ
ثم اســـــــتدارتْ كي تقول بنبرةٍ
بيضاء هذا مهبط الأحـــــــــــلامِ
فهلمَّ نغفـــــــــــــــو ثانياً أو ثالثاً
فهنا العبادةُ والعفافُ الســـــــامي
وبنوكِ ؟ قالــــت دَعْهمو لسبيلهم
لم يبق فيـــــــــــــهم حافظٌ لذِمامِ
لم يبق فيــــــــهم طائرٌ في عشه
وكذا الغُصينُ ســـــــعى بلا كمّامِ
وتوادعت شــــهبٌ أثيراتُ المَدى
عدَماً تغلغلَ في رحــــــــــاب نظامِ
حتى الخطى سُحِقتْ فما من مَلْمَحٍ
لهسيسها كغوابر الأعـــــــــــوامِ
فأجبتُها يا عُرسَ عُرسِ قيامتي
كل الأســى ما صيغ في الأرحامِ
هَلَعٌ تفتَّقَ كذبُهُ عــــــــــــــن لذةٍ
فالله كـــــــــــــابوسٌ وأفقُ عِظامِ
لو لاح فينا هامـــــــــشٌ لتحضُّرٍ
مــــــــــا اختالَ فينا مرْكبٌ لِلِئامِ
راموا المســــــــافة بيننا ضوئيةً
لا ضــــــــــوءَ فيها والدجى للهامِ
إلا ســـــــــماءً من هواك وكنتُني
فيها المبــــــــــــادِرَ للندى كهمامِ
ولقد بلغْنا قمةً فــــــــــــــي لهْفنا
وســـــــــنحتفي سيراً على الآلامِ
ونرى مــــــدامعنا كحاناتٍ شَدَتْ
وكؤوسُــــها ما شئتِ من أحجامِ
بينــــــــي وبينكِ خُصلتانِ وقُبلةٌ
تنساب لحناً مــــــن ربوع الشامِ
فلتحملي قدميك وامشي في السنا
مشـــــــــــيَ الهوينا مثلما بزحامِ
ثُم اقتفي لغــــــة الصخور فإنها
فــــــــي مشيها لم تعترف بلجامِ
قلتُ الصخور ولا أبوح بســرِّها
إلا غلالاتٍ مــــــــــــــن الإلهام
فهــــــي السدودُ بوجهِ حِسٍّ قانطٍ
حتى من النارنج والشـــــــــــمّامِ
ـــــــــــــــــ
برلين
نيسان 2020
#سامي_العامري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟