سعد محمد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 17:32
المحور:
الادب والفن
حين نتأمل الوجود المطلق بالغازه وسحره ومنظومته الدقيقة ندرك حينها مدى ضآلتنا ومدى قسوتنا وتناقضاتنا.
فنحن هنا فوق هذا الكوكب مجرد هوامش بسيطة من ضمن المخلوقات الاخرى التي تنتمي الى الطبيعة الأم .
هذا ما شعرت به أثناء زيارتي الى جزيرة "فيليب آيلاند" في فكتوريا وأنا أنتظر الغسق على الساحل الرملي مترقباً مجيء مجاميع البطاريق القادمة من أعماق جنوب المحيط الهادئ.
بعدما شاهدت حيوانات الكوالا الوديعة والمنعزلة معلقة بواسطة مخالبها المعقوفة بأغصان أشجار اليوكالبتوس وهي تغط بنوم عميق
وعلى مقربة من جزيرة "سيل روكس" سحرني مشهد الفقمات أيضاً تسترخي على الصخور مع صغارهن تحت أشعة الشمس الدافئة بينما بعض الفقمات تعانق بعضها أو تلهو بين أمواج الماء.
أدهشتني البطاريق في تلك الجزيرة وأنا أتأملها لاول مرة فتلك الطيور
البرمائية التي تجمع ما بين طبيعة الاسماك وتكوين الطيور ترحل كل فجر الى أعماق المياه وهي تجذف باجنحتها التي تشبه الزعانف في رحلاتها في أعماق المحيط تصطاد الكائنات البحرية ثم تعود أثناء غروب الشمس الى سواحلها وأعشاشها المحفورة بين التجاويف الصخرية أو بين الجحور الرملية.
ومن الغرائب في مملكة البطاريق هنالك روابط مثيرة في علاقاتهم العاطفية فاذا أراد ذكر البطريق الزواج من أنثى يقوم باستعراض مشيته المتمايلة الظريفة منتصبا متبختراً مع كرادلة البطاريق وهم يبدون وكأنهم ذاهبون الى حفلة عرض أزياء بسترهم السوداء الطويلة وتحتها قمصان بيضاء ثم يختار البطريق بعدها الانثى التي يرغب بها من بين مجاميع الاناث المتجمعات على ضفاف الساحل فيخطبها أولا ثم يهديها بعد ذلك حجرة ملساء كمهرٍ أو هدية لطلب ودها وللزواج منها.
#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟