حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 08:50
المحور:
الادب والفن
الحزن يحمل أشياءاً نعرفها ..
وأشياءاً أخرى نجهلها ..
وأشياءاً هي الفخاخ بعينها ..
ينزلق القلب فيها .. والروح تغرق في الهاوية
لا منقذ .. ولا مخلص .. ولا طوق نجاة
الروح أثقل شيء فيك الآن
تهبط بك إلى أسفل ..
وتطفو أوراقك .. وحروفك
وأحلامك البسيطة
تطفو فوق السطح
كمراكب ورقية .. لا تحمل عون ..
تأخذها الريح حيث تشاء
مركبة هنا .. على هذه الجزيرة ترسو
ومركبة .. تختفي لا نعرف أين ذهبت
ومركبة .. لا تهدأ ولا تستكين
تسأل الأمواج عنك
وروحك في الهاوية لا تستقر
وكيف تستقر في الظلام
وكيف تؤد الهاوية الأحلام
الحزن شباك ..
وأنت لست بصياد ماهر
تتعرقل خطواتك .. تتلعثم يداك
ويشتد خناق الروح لربك
تتدلى كعنقود .. عنقود يهوذا
مـُسمراً كأخشاب البيت
مرذولاً كصليب الغيب ..
ملهوفاً لحصاد الغيث
تتدحرج رأسك على صدر هيروديا
مرتبكاً .. تتحرك فيك الأعمدة والأركان
ثوابتك الملغومة بالأحلام
وتاجك المرصع بالشوك وبالأحزان
في وطن قد تعوّد معك العراك
مدِ حضوره .. وجزرِ غيابه
قمر يقدم نصفه .. ونصفه الآخر يؤخره
وأنت بين النصفين .. نصفين
متناثر .. أشلاء .. مرتبكاً
تغني نصف أغنية
وتحلق بجناح واحد أحد ..
هل يمكن أن يـُحلق غير المـُشرك سيدتي ؟
وثني الحلم أنت ..
وصنم يتحرك .. يتحقق .. ويوجد
وينفخ الروح في الأحياء
أقصد من يظنون سيدتي أنهم أحياء
أناملي على وجههه ..
أنامله على وجهي
كل منا يحدد وجه صاحبه
هنا عين .. تسبح فيها الأنغام
وهنا أنف .. نافر كالغرام
وهنا فم ساخر .. لا يهدأ ولا ينام
تتربع ملامحك على عرشي ..
وجنودك تملأ كل كياني بالاحتلال
أفقد أسلحتي بإرادتي
وأمسك بذات الفعل .. فعل الاحتلال
ويتم فيك الحـُكم
رجم .. ومقصلة .. وميدان
والصلب كما تعودت سيدتي .. بين لصين
ومجدلية تعرف هذيان العشق ..
وعشق الهذيان
اهرب منكِ .. أهرب مني
أهرب منكِ .. وأهرب مني
فصعودك حل .. وفرارك حل
ونفيك خارج وطنك حل
والآن أنت أمامك .. حل
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟