أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الرفيق طه - سليمان و البومة الحكيمة














المزيد.....

سليمان و البومة الحكيمة


الرفيق طه

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 11:13
المحور: الادب والفن
    


حكمة البومة
كان سليمان حكيما تهابه كل الطيور و لا ترد له امرا و لا طلبا.
ذات مرة اشترطت زوجته عليه تحقيق طلب مقابل قبولها الاستمرار في زواجه منها.لم يكن الشرط لا ذهبا و لا فضة ،و لكن منزه من ريش افضل الطيور.
سليمان الذي كانت له الحكمة و الحكم ،و له من الخدم و الاملاك ما لا يقاس بالارقام ،و هيبته تغطي كل ما تنيره الشمس على الارض،شعر بالحرج من طلب زوجته.و فكر و تفكر ،و استعان بالحكماء و الكهنة و الكبار و لم يحصل على رأي يخرج به لابراء ذمته ام سيدة قلبه و غالبة ملكه.
انتفض عليهم جميعا و راح يبحث بين عامة الناس لعله يجد حيلة لعقدته.
بينما كان سليمان يمر بمكان خراب سمع جماعة من المشردين يقهقهون مما يحكيه الناس عن حال سليمان.قال احدهم اما حكمة او استهزاء ان كان يحكم الطير فليدعوهم لاتيانه بريشها و منها يصنع منزه زوجته و يرصعه بالجميل منه.
عاد سليمان لمحجره الذي يعطي منه الاوامر و يتلقى به الرسائل.طلب من قادة اسراب الطيور الحضور لمجلسه.
اجتمع كل قادة الطيور من الدجاج الى الصقور بين يدي سليمان الحكيم.الكل ينتظر حكمة منه او نبوءة تحذرهم من كارثة او عاصفة ستأتي على الطيور.لكن المفاجأة كانت صادمة لقادة الطيور حين طلب منهم ابلاغ كل الطيور صغارا و كبارا ،ذكورا و اناثا بسلخ اجسادها من الريش و وضعه تحت إمرته.
عم العله بين الطيور.و اتى القادة يرأسون اسراب الطيور يسلخون اجسادهم من الريش افواجا افواجا.
كل الطيور حضرت و ادت ما طلب منها الا قائدة البوم تأخرت عن الحضور الا بعد ايام.
دخلت البومة على سليمان دون اهتمام بما سيكون حكمه عليها .التفت اليها غاضبا و قال "اين غبت يا حقيرة الطيور؟".
اجابته بنظرات العاقل المتمكن :"يا سليمان الحكيم،اخذت الفكرة المشردين من البشر ،فهل تسمع الذكر من المشردين من الطير؟"
جلس سليمان القرفصاء و هو يخط على الارض و قال اسمع و ها أذني صاغية.
قالت البومة " تأخرت عن الحضور لان ابنائي بلا ريش احضنهم من قر البرد،
و بينما انا احضنهم كنت افكر في ثلاث "
قال سليمان و عينه على الارض يخط خطوطه على التراب "ما هي تلك الثلاث؟".
قالت :
الاولى النهار و الليل،و الثانية الرجل و المرأة،و الثالثة الحياة و الموت.
اما الاولى النهار للعمل و العطاء و الليل للاستهلاك و النوم.اما الرجل و الرجل اذا افتقد المروءة فلن تبقى فيه الا الذكورة و التي اذا افتقدت لا يختلف عن المرأة.و المرأة اذا افتقدت المروءة ضاعت منها الانوثة.و المرأة بلا انوثة رجل بلا رجولة.اما الثالثة من لم يعش الحياة لن يكن له ممات.لان الموت لا شيء غير نهاية للحياة."
نظر سليمان الى البومة و قال لها مستفزا و بقلق و تعجب:" الاولى و الصلة بين النهار و الليل واضحة ،اما الثانية و الثالثة فمبهمة علي كحكيم فكيف سيعرفها غيري من العامة؟؟".
قالت :" الرجل لن يكون رجلا اذا لم يكن امرأة ليعرف ما تحتاجه المرأة من الرجل ،و هذا لن يتم له الا بامتلاكه للمروءة،.و المرأة لن تمتلك الانوثة الا برجل ذو مروءة.و مروءة الرجل هي اهتمامه بالضعيف و المبعد و المقهور و بالمنبوذ و المحتاج،بالفقير و المحتاج.و المرأة انوثتها في تساوي مروءتها الاصيلة بمروءة الرجل المكتسبة.
اما الموت و الحياة ،فمن يعمل من اجل الموت لا يعرف معنى الحياة ،و من يعمل للحياة يعرف ان الموت ليس الا نهاية لا يستحق الا محاربته و ابعاده."
التفت سليمان الى البومة مشمئزا و قال :"انت تثيرين غضبي و تشرحين المجهول بالمجهول".
قالت البومة :"هون عليك يا سليمان ،فاما المنزه فليس الا للنوم ،و انت اشتغلت لليل و اضعت النهار.اما الرجولة فانت لم تعر اهتماما لام تحضن بيضا او زوجا مريضا او فراخا لم تكسو اجسادهم ريش،لم تعر اهتما لطائر يبحث عن حبات تعرت اجنحته لتقيه من عواصف الرياح،فاين المروءة فيك؟ فمن اين تاتيك الرجولة و كيف تنتظر في زوجتك الانوثة المفقودة في رجولتك و انت تبحث عنها بتعرية الطيور.؟....
قاطعها سليمان و قال " اذن انا لن اكسب ود زوجتي بصنع منزه الريش ؟"
قالت البومة :" لن تحصل على ود المرأة و انت تنشر الموت بين الطيور ،بين الاناث و الذكور ،بين الصغار و الكبار،.لان رجولتك بمروءتك و مروءتك بنشر الحياة لا بالموت ،و المرأة تفيض ودا بالانوثة ،و الانوثة بمروءة الرجولة و ما قمت به يا سليمان ليس مروءة و لكنه موت يواجه الحياة."
قال سليمان و ما الحل يا بومة؟
قالت ان خلع التاج من على رأسك و تذهب عند المشردين الذين اخذت عنهم فكرة جمع الريش من الطيور ،و عندهم ستد الحكمة التي تخرجك من بحر الموت الذي غرقت فيه،هم وحدهم يعرفون شاطىء الحياة و يمتلكون سفن النجاة.
قال سليمان و ان لم اجدهم ؟ قالت البومة اعد لكل طير ريشه.
و كيف سيعاد الريش لاجسام اضاعته؟
قالت البومة اعد كل ما تملك لاهله و افتح الخزائن للفقراء و المساكين و الطيور و كل الاحياء تحت الشمس .هناك تصبح واحدا منهم و تكتشف المروءة التي افتقدتها يا سليمان و تعيش بين الناس ككل الناس.
ما ان اكملت البومة كلامها حتى حضر عموم الناس و فتحوا الخزائن و وزعوا الاموال بالتساوي و اعطوا الطيور ما يكفيها من الحبوب و الغذاء لاعادة تلبيس اجسادها ريشا و تربية فراخها.
صعدت البومة على برج و قالت هاهي المرأة اعادت لك مروءتك و ها هي البومة من خيرة الاطيار نباهة.
اطلقت البومة جناحيها للريح و حلقت ....
سي محمد طه 19ابريل 2020 تحت الحجر
اسم سليمان لا صلة له لا بنبي او حاكم و لكنه اسم لشخصية قد تكون عاشت في الهند او افريقيا او اي مكان ...
ا



#الرفيق_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براز الابل
- حزب العدالة و التنمية و مرحلة الانهيار الشامل
- الجماعات الاسلاموية رأس واحد باجساد متعددة
- النقد بين تتفيه اليسار و وصولية العقلاء
- هل نحن ضد تقاعد بنكيران؟ طبعا لا.
- تأسيس لنقاش الحريات الفردية
- بيان النهج الدقراطي القاعدي مراكش بعد اغتيال بنعيسى
- جريمة التطبيع تملق و تزلف لكيان مغتصب
- الوجه الاخر لمسألة الروهنغا ببورمة
- حماة حراك المغرب 2017
- اعتقال ناصر الزفزافي
- ترامب ،كلينتون ، فوز و خسارة و وهم
- هل للماركسية راهنية ام ماتت بموت معلميها ؟
- .ستالين يدحر النازية و يؤسس لاخلاق الشيوعية -2- جزء من رد
- ستالين يتحدى المقصلة الخروشتشوفية -1- جزء من رد
- ستالين اكبر من النعيق و تقية اعداء اللينينية - ما قبل الرد -
- ستالين اكبر من زعيق الببغاوات -رد على رشيد حمداوي
- حب بطعم التحدي -الجزء الاول -
- غابة خلف شجرة بانكيمون . او مسيرة الرباط تحجب البحر الخفي
- سوريا ... الحرب القذرة


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الرفيق طه - سليمان و البومة الحكيمة