أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - خطورة الحنين الي الطغاة














المزيد.....


خطورة الحنين الي الطغاة


راني ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الربيع العربي نسمع بين الحين والآخر من بعض الشعوب التي أصيبت ثوراتها ببعض التشوهات والعقبات والنكسات عبارات خطيرة كالحنين الى زمن الطغاة المخلوعين الذين اغرقونا بالظلام، وأعادونا الى العصر الحجري، وأجبرونا بظلمهم واستبدادهم على العيش في كيانات غوغائية منزوعة الدسم.

فحنين بعض الشعوب العربية إلى الطغاة يشكل صفعة وإهانة إلى الأرواح التي قضت دفاعا عن تطلعاتها للحرية والكرامة والازدهار، ويعبر عن ضحالة وعيها السياسي وقدرتها على تقييم وتحليل سياسات وسلوكيات أنظمتها الجديدة التي هي في الواقع ليست الا امتدادا للأنظمة الشمولية التي لطالما عاشوا في ظلالها.

فالنظام السيسي في مصر على سبيل المثال ليس سوى امتدادا لحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ فعبد الفتاح السيسي أتى من المجلس العسكري الذي حمى ودعم نظام مبارك لأكثر من ثلاثين عاما، وهو المجلس العسكري نفسه الذي يضع افراده وسلطاته فوق القانون منذ نهاية العهد الملكي في البلاد؛ ولهذا فعندما سقط مبارك كان بديهيا ان يكون عبد الفتاح السيسي اكثر انبطاحاً للغرب من النظام السابق، وأن يقدم تنازلات أكبر لأمريكا وحليفتها إسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ليحصل على الشرعية الدولية ليحكم مصر، وعلى المساعدات العسكرية والاقتصادية الازمة للمحافظة على النظام ودعم أركانه من عسكر وسياسيين انتهازيين منتفعين.

أضف الى ذلك أن كسر الشعب المصري الثائر لحاجز الخوف، وتمكنه من خلع مبارك من الحكم، وتعطشه لإقامة نظام جديد يضمن له حريته وكرامته كبقيه شعوب العالم، أثار مخاوف العسكر والطبقة الحاكمة في مصر وجعل نظام السيسي أكثر بطشاً وهتكاً من نظام مبارك بالشعب للحيلولة دون خروجه من حظيرة الطاعة.

أما ما يحدث من دمار وخراب اليوم في ليبيا واليمن وسوريا فهو نتيجة تشدق حكام هذه الدول بالسلطة، ونتيجة لسياساتهم التي ساهمت في خلق جيل جديد يقدم الولاء الطائفي، أو العرقي، أو القبلي على حساب الانتماء الوطني الاشمل.

ولهذا لم يكون غريبا ان يقوم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالعمل على إفشال أي انتقال سلمي للسلطة في بلاده، ولم يكن غريبا أن يتحالف مع طائفة الحوثي ضد الآخرين لتدمير اليمن وترسيخ الطائفية فيه، وكذلك لم يكن غريبا أن يقوم معمر القذافي وبشار الأسد بخوض حروب مدمرة ضد شعوبهم الثائرة ضد طغيانهم، وعملهم على لتكريس القبلية، أو الطائفية وحرق الأخضر واليابس في بلدانهم من أجل البقاء في السلطة.

لذلك فإن الحديث عن أن عهد حسني مبارك أفضل من عهد عبد الفتاح السيسي، وأن ليبيا القذافي، أو سوريا الأسد، أو يمن علي عبد الله صالح كانت أفضل حالا مما عليه اليوم، ليس إلا قصور في مفهوم معنى بناء نظام جديد يلبى تطلعات الشعب الثائر، وتحليل سطحي لما يحدث في تلك الدول من أزمات سياسية واقتصادية خانقة سببها خروج اظمتها الجديدة من نفس مدرسة أسلافها السابقين، او بسبب الامراض الاجتماعية التي هي صنيعة أنظمتهم الحالية
والغابرة.

خطورة الحنين للطغاة تكمن في إعادة ثقافة الانهزام والعبودية إلى الأجيال العربية الشابة، وخلق ثقافة جديدة تبجل وتقدس الطغاة من قبل المسحوقين وليس المنتفعين فقط لسحق الضمير الإنساني الذي يشكل مناعة ضد ظهور تماثيل عربية جديدة، وتقديم الذين حكموا بالحديد والنار، وقتلوا شعوبهم كما تقتل الحشرات بالمبيدات على انهم القادة الفاتحين والمناضلين في مناهجنا التعليمية العربية.



#راني_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائحة كرونا تفضح عورات العالم العربي
- الحكام العرب آلهة على هيئة بشر
- سراب الانتخابات الفلسطينية
- الأنظمة العربية أسلحة تفتك في الجسد العربي
- في الوطن العربي يصبح اللص مديرا أو وزيرا أو حاكما
- تداعيات اهتزاز أركان عرش السيسي
- عندما يصبح الحج آداه للعقاب ونشر الأكاذيب والدجل
- عندما يصبح الحج آداه للعقاب ولنشر الأكاذيب والدجل
- فلسطين بين نصرة الشعب الجزائري الحبيب وخيانة الحكام العرب
- سقوط السودان في شباك العسكر
- من الأخطر على الامة العربية أنظمتها او إيران؟
- مخاطر البنود المسربة لمؤامرة القرن المسمّاة -صفقة القرن-
- السلطة الفلسطينية قصة فشل لا تنتهي


المزيد.....




- بيونسيه حققت فوزاً تاريخياً.. أبرز لحظات حفل جوائز غرامي 202 ...
- إطلالات خطفت الأنظار في حفل جوائز غرامي 2025
- ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ...
- ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
- بيسكوف: روسيا ستواصل الحوار مع السلطات السورية بشأن جميع الق ...
- الشرع يؤدي مناسك العمرة في مكة المكرمة (صور)
- لبنان.. -اللقاء الديمقراطي- يدعو لتسهيل مهمة رئيس الحكومة ال ...
- إنقاذ الحديد الجريح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع الكشف عن مصير أخيها (ف ...
- كيف يمكن استخدام اليوغا كعلاج نفسي لتحسين صحتك العقلية؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - خطورة الحنين الي الطغاة