مخ ... ومخ لا

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 17:51
المحور: كتابات ساخرة
    

بعض الأتباع ينتقدون المتظاهرين لأنهم لم يساهموا بالتبرع للسلال الغذائيه للمعوزين وللعوائل التي حال منع التجوال بين معيلها وبين أسباب رزقه ... العجيب الغريب إن هؤلاء المنتقدون يستخدمون لغة تخوين جارحه ضد شباب نزلوا للشارع بسبب مايعانوه من بطاله وحرمان من أبسط حقوقهم بينما يرون بأم أعينهم ثروات البلاد تتبدد بوجوه إنفاق ما أنزل الله بها من سلطان ، أحد الناقدين الناقمين على شباب الأنتفاضه عقد مقارنات بينهم وبين جهات لديها إمكانيات وإستثمارات ورواتب عاليه وسوى ذلك من مصادر المال التي إختلط حلالها بحرامها .

المعروف أن شباب الساحات كانوا من أوائل المساهمين في هذه الفعاليات الأجتماعيه ورغم عوزهم قدموا مايستطيعوا تقديمه وهم المبادر قبل (زمن كورونا) الى إسعاف حاجة العديد من العوائل والمرضى الذين يحتاجون المساعده ، لقد تحاملوا على عوزهم وأعانوا غيرهم قبل أن يعلو صوت نباح الأتباع الأدعياء الذين يبتلعون ألسنتهم أمام أثرياء زمن الفلتان ممن تراكمت أموالهم وشحوا على أهلهم بابسط الواجبات .

إفهموها ياذيول .. شباب الحراك أغلبهم ممن يعانون البطاله وليس لديهم من الأموال وفره ، ومع هذا تضامنوا مع فقراء أهلهم بما تمكنوا , ولو كنتم تنتقدون بدون غايات سوء لكنتم وجهتم نقدكم لغيرهم ، إن كنتم بما تفعلون مأجورين مدفوعين بدوافع التابعيه فافعلوا ماشئتم لأنه باب (رزقكم) الذي سفحتم ماء وجوهكم من أجله وإن كنتم أبرياء حركتكم موجة الجيوش الألكترونيه المأجوره فعودوا الى عقولكم وضمائركم ولا تجرحوا هؤلاء الشباب الذين عرضوا أنفسهم للموت والأعاقه ورابطوا طيلة شهور تحملوا خلالها حر الصيف وبرد الشتاء من أجل قضية وطن .

في الجيش العراقي هناك صنف يُسمى صنف المخابره ويٌرمز له (مخ) حين يكون الجندي مخابر لاسلكي يقال صنفه (مخ لا) وحين يكون سلكي يقال إن صنفه (مخ) وياسين الجندي نصف المجنون الذي أعادته لجنة شرحبيل للخدمه يقرأ باجاتهم بصوت عالي وحين يلتقي اللاسلكي يضحك بصوت عالي ويُردد (ماكو مخ ماكومخ) ويستمر بضحكته الهستيريه وفي إحدى المرات إلتقى (حمزه) وهو مخابر لاسلكي فصاح كعادته (ماكو مخ ماكومخ) ... ضحك حمزه وقال :

(والله يا ياسين ما أدري أنه الماعندي مخ لو أنت) .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات