الطواف حول العالم

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 10:34
المحور: الادب والفن
    

1
في زمن السكينة
أطوب في أروقة المدينة
كنت على وشك
أسقط كالطيور كالسمك
بين بيوت فقراء الناس
ومثل طيف درت من
حول بلاط العاهل السلطان
عذت من الشيطان
استدرت كالمجنون
لاحقني قزم بجنحي نسر
فكان ظلّي أينما اختبأت
هربت للبرّيّة
باطن أقدامي كالحنّاء
تصبغها الدماء
ألهث في حقل من الحسك
كنت على وشك
أسقط كالطيور كالسمك
ودمي المنزوف كالبرك
لا الأرض تأويني ولا السماء
من غضب السلطان
أركض في الميدان
ودركيّ الليل والنهار
يركض خلفي أينما ذهبت
نسيت ليل الانس والفرح
في حقبة سوداء
من عُصُر الخلافة الصفراء
2
أشبّ في دائرة العمر
أُغنّي ما توارى خلف الليل والنهار
ولن أُغنّي القادم الجديد
كأنّني جزء من الماضي
وفي دائرة الأُفول
أغنّي كلّ حجر
إنساننا القديم
محطّة أعرج منها عائماً
لليل أهل (الكهف والرقيم)
وحلم الإنسان
في عالمه المطبوع بالنسيان
ولم أكن أهذي ولا سكران
أفرّ من تحت جناحي نسر هذي الأرض
لأدفع البلاء..
طرّزت كلّ العمر بالشقاء
غطست في عوالم الظلماء
ولم أر البهاء
في هذه المدينة العمياء
تنهش من لحومها النسور
وهذه القبور
تكاد أن تغطّي كلّ الارض
3
هنا على الرمل
على امتداد كل ذلك الطريق
أغرس ما أملك من بذار
لقادمين بعدنا
من جبل الثلج ومن خلال تلك النار
احفر بالإزميل فوق ذلك الرخام
للعام بعد العام
4
في ظلّ هذا الوطن المحروس
بالمباركين
والمصلّين
من العبّاد واللصوص
أبكيه أم أضحك في الساحات
من فرح أم حزن
تنهمر الدموع
أطوف في خشوع
وأوقد الشموع
أسرح في قارب حلمي
حول هذا العالم المغمور بالرموز
أسقط أم أفوز
سيّان بين السرّ والعلن
والكلّ لا يعني بهذا الطيف
ووهج هذا السيف
يغريني حيث الحيف
لذلك المخبوء والمرصود
في باب من تسوّلوا وهلّلوا
لملك اللصوص
لن أشتري الفصوص
لخاتم الأميرة
ذاك الذي يلمع بالنقوش
صياغة ومفخرة
كذلك المرسوم في شذرته النعوش
في وطني المحفور في جداره
وجه علي بابا مع الصكوك
يدور هذا العالم المجدور بالبنوك
وذهب العراق
والعالم المغشوش
فيه وفي شلّته
فتارة يأتي بقمصان شباب العصر
وتارة يلوح بالأضرحة المقدّسة
والعمّة المكرّسة..
أأسف صارت مكنسة
ونجسة
مدنّسة..
بالمال والخيانة المقتبسة
من زمن الفرعون..
والراية المنتكسة
في ساح بغداد
ومن كلابه المفترسة
فررت يا أحبّتي
منه ومن أشباحه المشاكسة
وبعد ما غنّى مللت تلكم المجالسة
بين لصوص القوم والذبّاح
وأمّنا بغداد
مسلوبة القفل مع المفتاح
وتحت ذاك فجرنا الوشاح
فررت يا أحبّتي
من نهرنا المسكون بالتمساح
صار الدم الغالي بنا مباح

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات