محمد البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 17:36
المحور:
الادب والفن
يوميات صغيرة في الحجر الصحي -2-
يا أبي ماهو الكورونا ؟
أبي ماهو الكورونا ؟
هكذا تاه الأب عن سؤال صغيرته ،وهو الذي مازال يفرك عينيه ليستوعب دلالة ومفهوم الكورونا انطلاقات من منصات التفاعل الاجتماعي وبرامج التلفزيون التي تحاول إيصال الفكرة للجميع حتى الذي يرفض تتبع برامج اعتاد تفاهتها.
• بنيتي ،هو فيروس ..
وماهو الفيروس ؟
• هو شيء خطير يصيب الإنسان من مختلف الأعمار ،لا يميز بين هذا ولا ذاك،ينتقل عبر العدوى من إنسان لآخر .
ولماذا نجلس في منازلنا. أليس له علاج بالمستشفى ؟
• بنيتي المرض خطير جدا لم يصب به أحد من قبل .
ولماذا يتزاحم الناس حول الصيدلية القريبة من بيتنا ؟
• المرض لا دواء له ،والأصل أن تتمكن مناعة الإنسان من تجاوزه ،لذلك يحرص الناس على نظافتهم والابتعاد عن بعضهم البعض ،وتعقيم الأماكن برش أدوية تساعدهم عل تجاوز إكراهات عارضة .
صمتت طفلتي لتحاول تركيب وفهم ما قلته قبل قليل ،ظننت أنها اقتنعت آو تجاوزت إلحاحها على الفهم
لكن أبي .. أين هي المختبرات الطبية ؟ أين هم العلماء ؟
هل عجزوا وقف وفيات تتواصل يوما عن يوم في الصين وغيرها ؟
أين جوائز نوبل للطب ؟
أين .....؟
أين
ذهل الأب أمام أسئلة ابنته ولم يشعر إلا هو يضيف أسئلة أخرى ...
أين ..... ؟
أين ........؟
أين ...........؟
وهل فعلا لا شيء ..لا جواب ..
رن الهاتف ،ففضل المغادرة على مواصلة نزيف أسئلة ترفض الانتهاء، وهو بالكاد مازال يتلمس لها جوابا فبالأحرى أن يجيب ويقنع صغيرة تتلهف بفضول الصغار لمعرفة كل شيء عن هذا الجديد...الذي اقتحم الحياة العامة في كل أرجاء المعمور دون استئذان.
20 مارس 2020
#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟