|
العودة إلى العائلة في كانتونات الواتس آب2020
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 11:00
المحور:
الادب والفن
لا علاقة لعنوان هذا النص "العودة إلى العائلة: في كانتونات الواتس آب2020"، بكتاب إنجلس "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة-1884 ، والذي كان خلاصة حوارات حول العودة لمعرفة نقطة بدء العائلة، والمرتبط بالملكية، والزراعة، وصناعة أدوات الزراعة، والاستقرار، وهذا من بقايا ما علق برأسي من الكتاب، في إطار المكتبة - اليسارية- المكتبة الماركسية التي اطلعت والكثيرون من أبناء جيلي، والأجيال السابقة وبعض الأجيال اللاحقة، على الكثير منها، وقرأنا بعض المجلدات منها مرات ومرات للاحتكام إلى بعض- مقولاتها- المستظهرة في نقاشاتنا، ويخيل إلى بعضنا أنها أصبحت من الأسلحة "المنسقة" التي لا لزوم لها، بيد أنني أعد أنه كان لها الفضل علي، كما كانت لثقافة بيتي الدينية من أثر علي، في خلق قاعدة أولى، أتفاعل مع ما يلزمني منها، وأعد - إنسانيتي- بمعناها الواسع من جهة، وارتباطي بما هو خصوصي- من جهة أخرى، من نتاج هذه الثقافة!
هل استطردت؟ أسألني؟، وأجيب ب: نعم لأن ما أكتبه ليس له أي بعد فكري، ولا فلسفي، وإنما هو أمر شخصي، سيدرك القارىء الكريم فحواه، وهو يتابع هذا النص، إذ إنني لمست ثمة ابتعاداً عن العائلة لدى كل منا. ولأكن أكثر دقة لدى نسبة كبيرة منا، لظروف متعددة: تعدد واختلاف مشاغل أفراد الأسرة الواحدة، واضطرارها لتأمين سبل حياتها، ومعيشتها، وتطورها، بالإضافة إلى أمر جد مهم هو بلوغ وسائل التواصل الاجتماعي، وألعاب الأطفال، في مرحلة ما بعد- التلفزيون- الذي كان يستعبد أفراد الأسرة، في مرحلة سابقة، قبل أن يتفاقم أمر إدمانها واستعبادها لنا، وباتا أكبر خطرين يهددان الأجيال الجديدة، بل يكادان يهدداننا معاشر الكبار، وأنا منهم! في هذا الزمن الكوروني العصيب الذي نمرُّ به، بات لدى كثيرين منا هامش من الوقت ليتصرف خلاله ما شاء، إلا من كان من أصحاب المشاريع الخاسرة - من أمثالي- الخاسرين حتى مع استخدام الزمن، ضمن الحيز اللازم، إلا أنه - مهما يكن- فإن فوائد ما اكتسبناها. كل على طريقته من هذا الوقت الباذخ. وقت السجين الذي كان يشتغل لقتل فراغه في السجن على - الأعمال اليدوية- ومنهم من حط قدمه على درب العلم، والمعرفة، والكتابة، والفكر، وحتى تعلم لغة، أو لغات عديدة. من الفوائد التي اكتسبتها، أنني حرضت أفراد أسرتي. العائلة، وهم في أكثر من بلد: الوطن - كردستان تركيا- كردستان إيران "بحسب تقسيمات اليوم" أوربا، لنتواصل بوتائر مختلفة عما قبل، فمن التواصل عبر السكايب لأجل سرد حكايات تراثية إلى الانتقال بها إلى فضاء أوسع، وفوائد أعمّ، ينتفع بها مقربون من ضمن العائلة الكبرى - ما أمكن- يجتمع فيها الصغار والكبار. النساء والرجال. الفكرة بدأت مما يلي: لدينا غرف دردشة سياسية، عائلية، دراسية، وظيفية. جيلية للأطفال.. للشباب والصبايا. غرف للطرائف. غرف للحوارات العابرة. غرف مناسباتية، فلم لا نطور فكرة- سرديات السكايب إلى غرفة دردشة، نجتمع فيها كلنا: أنا "المسن" - يالله أصبحت شيخاً- مع أقربائي، ومنهم نساء أكبر سناً مني. رجال مسنون. شباب. الأبناء والبنات والأحفاد. طرحت الفكرة على أقطاب - العائلة- وعمدتها، فكانت الإجابات كلها مسرة، وباعتباري سريعاً، ولست متسرعاً، أمام هكذا مشروعات يبدو أكثر من وجه لها مفيداً، على الصعد: اليومية - المرحلية- الاستراتيجية، فقد جمعت رقماً كبيراً من شتات الأهل، ووضعنا شرطاً للكروب: يفتتح باب الغرفة في الساعة التاسعة صباحاً " ولا مراعاة لظروف المسنين ممن يفيقون في السادسة صباحاً" تغلق في العاشرة بحسب توقيت الوطن" الغرفة لرواية وعرض وتوثيق القصص والحكايات الفلكلورية على أن تروى باللغة الكردية، يحق لأي منا أن يصحح ويزيد ويضيف على الحكاية الواردة في الرسالة الصوتية. الإعلاميون والإعلاميات والتقنيون عليهم أرشفة الرسائل الصوتية الواردة و توثيق المحتويات مع أسماء أصحابها، وبعد أن تم الاتفاق، انهالت علينا الحكايات القصص. كانت الأولى منها من قريبة لنا، هي من عداد الأكبر سناً " بيننا عشر سنوات فقط" فأنا مازلت شاباً، لنجدنا بحاجة إلى وقت لمتابعتها، في جلسات عائلية، في آخر كل ليلة. وثمة كلمات جديدة كانت ترد في بعض الحكايات نساعد الصغار، والجيل الجديد، في التعريف بها. أمس طرحت سؤالاً عليهم: كيف ترون التجربة؟ كانت الإجابات متشابهة الكبار والصغار: إننا سعداء...!!! هذه الغرفة تجمع أجيالاً مختلفة. يقول الكبار: آباؤنا باتوا يسمعوننا. يقول الكبار: من الممكن أن يتخلى صغارنا عن هواتفهم وألعابهم. يسأل طفل: هل هذه القصة حدثت حقاً؟ يجيب آخر: إنها أفضل من أفلام الكارتون... ما آلمني أنني ومن عاصرت أجيالاً عدة، بعد مرحلة وعيي، بدأت ألاحظ اندثار دور الحكواتي الكردي، وانحسار حضوره، وأكبر مثال على ذلك: أنني عدما كنت طفلاً فإن قريبة لي كانت تكبرني لطالما كانت تروي لنا قصصاً جميلة، مثيرة، الآن باتت ترويها، وتكاد تنسى مقاطع. أفكاراً منها، وسبب ذلك، عدم الحاجة إلى الحكاية، واندثار مجالسها، بعد حضور: الراديو -التلفزيون- الفيديو- السينما ومن ثم شبكات التواصل الاجتماعي، أضف إلى ذلك أن الكثير من سحرها لم يعد موجوداً، ولربما سبب ذلك أننا كبرنا على هكذا أنواع من الدهشة، وأن الأجيال التي جاءت من بعدنا تربت على -دهشات- مصطنعة – بديلة! أية كانت الملاحظة، فإن ثمة فسحة للتعارف توافرت. إنها فسحة للإصغاء إلى ذاكرة الماضي. فسحة لاستقراء الأمس، صحيح، أن أكثر ما سمعته معهم من حكايات كان مألوفاً، معروفاً، منتشراً في أجزاء كردستان وتم توثيقه من قبل الباحثين الكرد، والمشتغلين في إطار جمع التراث الشعبي بأنواعه: الملاحم والأغاني والأمثال والحكايات والقصائد إلخ، إلا أن ما بقي بين أيدينا من جاذبية هذه الكنوز لابد من الحفاظ عليها، فقد تتمكن غرفة افتراضية عائلية، كغرفتنا "جيروك وجيفانوك Ç---îrok û Ç---îvanok" أن تصطاد قصة غير موثقة، تضيفها إلى مكتبتنا الكردية المتناهبة، في عز الظهيرة، على نحو بارع، من قبل الجهات اللصوصية الغازية لإرث الآخرين، بل لما تبقي من إرثهم، وصمد في مواجهة المحو المنظم! وباعتباري صاحب الفكرة، فقد قررت: ألا أترشح لأية مهمة تنتهي مهمتي بعد استكمال عدد الأعضاء ترشيح عضوات وأعضاء مجلس حكم ديمقراطي ترشيح عضوات وأعضاء برلمان عام ترشيح عضوات أعضاء مكاتب تكون القيادة مشتركة: رئيسة ورئيس، أسوة بالقدوة الحسنة في إحدى التجارب العالمية في تحقيق جندر السلطات! الانقلابات ممنوعة عقوبات الطرد والفصل ممنوعة وعليه أوقع
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حفيد المدعو سارس يعيدنا إلى الكتاب الورقي!
-
تراجيديا مصطفى سليمي وكشف اللِّثام عن قبائح وجوه اللئام..! (
...
-
-كورشمات-الاستبداد حالة إسارات الكويئن اللامرئي
-
إبراهيم محمود.. تحية وإشارة وأسئلة أولى
-
مصطفى سليمي يكتب روايته ويمثل دوره في فيلم طويل ومؤثر
-
عن أمسيتي في أووهان!
-
منيار بونجق.. أنموذج من شبابنا المضحي!
-
من اخترق سورالصين العظيم؟:ماساة وينليانغ...
-
محاكمة أولى لدولة عظمى الصين في قفص الاتهام
-
الكاتب في محنته الكبرى: وجريمة إعدام الآخر لذنب لم يرتكب
-
سجون ومعتقلات الدكتاتور كورونا رؤساء وقادة ونجوم وهامشيون!
-
في حرب كورونا الكونية العظمى أطباء وممرضون وطواقم صحية مقاتل
...
-
مانفستو عالم رهن الانهيار كرة أرضية تتقاذفها أرجل فيروس لامر
...
-
خلطة أمي لمعالجة كوفيد19
-
السياسي الكردي وضرورة المراجعة الصادقة..!
-
كورونا وأسئلة الوجود والعدم غياب دارالعبادة وحضورالله
-
ماقبل كورونا مابعد كورونا
-
قيامة كورونا: إعلام خارج التغطية
-
الموت في زمن ال-كورونا-
-
الطبيب الأمي
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|