أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رشا فرحات - يسألونك عن الاستفتاء















المزيد.....

يسألونك عن الاستفتاء


رشا فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


وثيقة الأسرى ، ورقة جديدة من أوراق التنازلات الفلسطينية ، وثيقة جديدة لنهتف ونهلل من جديد ، دون جدوى ودون أي نتائج سوى إتعاب حنجرتنا من الكلام عن المبادئ وعن الثوابت الفلسطينية وإسرائيل تسير وتجرف في أراضينا وتحصد أرواح شبابنا يوما بعد يوم ونحن... حتى على ورقة لم نتفق .
إسرائيل التي تستهر بالوثيقة وتعتبرها لعبة فلسطينية بين الفصائل هي اكبر دليل على عدم قدسية هذه الوثيقة وبأنها مجرد ورقة لا قيمة لها ... وهي تبغي من خلالها فقط التخلص من الحكومة الحالية وليس الاعتراف بحق الفلسطينيين في أرضهم وحياتهم الكريمة ، كما أنها تهزأ بها كما هزأت دوما بما نقضته من اتفاقيات موقعه ، فهل يتوقع من أي رئيس وزراء إسرائيلي أن يعترف بهذه الوثيقة وثوابتها وقد نقضوا سابقا كل المعاهدات الموقعة وضربوا بقوانين الشرعية الدولية عرض الحائط ، وهم اللذين يحاصرون القدس اليوم من كل جهاتها ويمنعونا حتى من الصلاة في مقدساتها ، وهم الذين اعتقلوا ثلث أبناءنا وما زالوا يعتقلون ، وهم الذين هدموا بيوتنا وما زالوا يهدمون ، وطالما أن القدس أصبحت لهم ، وأبناءنا تحت رحمتهم ، وانتم لا تهتمون ... فلماذا يعترفون بورقة نحن أنفسنا لا نعترف بواقعية حلولها المطروحة ونرى على جمال كلماتها بأنها مجرد حبر على ورق، ونعتبرها حلما أضعناه بأيدينا ... ولم يعد بإمكاننا أن تسترجع منه شيئا فكيف نعترف بقوانين الشرعية الدولية وهي التي لم تعترف بحقنا أبدا ولا بشرعيتنا على أرضنا .
ثم هناك شيء تفضلت به الوثيقة يطرح سؤالا مباشرا .. كيف يمكن أن تكون منظمة التحرير المرجع الوحيد لفتح وهي التي لم تقدم على أي خطوة لترتيب صفوفها الداخلية وإعادة هيكلتها من جديد لتصبح قادرة على تعزيز ثقتها داخل صفوف الشعب وعلى تقديم شيء .. أي شيء ، فيجب أولا على حركة فتح ومنظمة التحرير التغير من واقعها والإصلاح من شئنها لتقنع هذا الشعب اليائس بشرعية الوثيقة المطروحة ، لأن هذا الشعب شبع من حكومات تهتف بشعارات شتى ولا تقدم شيء، وتحمسهم الكبير لهذه الوثيقة إنما يثبت فقط حرصهم وسعيهم لاسترجاع مقاعد البرلمان لا حرصا على المصلحة الشعبية .
ثم أنني لا أتخيل أن تنضم حركتي حماس وفتح في منظمة التحرير تحت شعار حكومة موحدة والواقع الذي نراه يزداد يوما بعد يوم أن كل منهم قد أصبح عدوا للآخر .. فكيف ينادون بوثيقة ويعتبرونها حلا دون أن يتحاوروا فيما بينهم ودون اتفاق في الأصل ألا يجب علينا الاتفاق أولا ثم الاستفتاء .
وحتى العمليات التي كانت تقوم بها المقاومة والتي أرعبت صفوف شعب إسرائيلي لم نعد نرى آو نسمع عنها شيئا وبات الأمر مكتفيا ببعض صواريخ تطلق لا تصيب أحدا ولا تفش غلا ... وقد كانت هذه العمليات بمثابة عزاء لشعب باعت الحكومات المتناحرة كرامته بأبخس الأثمان وقد اعتبر شعبنا هذه العمليات ثمرة لصموده وصبره الذي قارب على النفاذ . فعلى ما يبدو أن إخواننا في حماس وفتح فضلوا ترك المقاومة للمحتل ليتفرغوا تماما لمقاومة ومناقرة بعضهم البعض .
ثم أنني اطرح استغرابا آخر لسيادة الرئيس أبو مازن ... هل ستضمن لنا الوثيقة بعد الاستفتاء عليها حياة هنيئة دون قمع أو عنف آو إطلاق نار ، هل ستضمن لنا الوثيقة حلا لمشكلة الفساد داخل المؤسسات الفلسطينية ، هل ستضمن مستقبلا مشرفا لأبنائنا دون بلطجة آو عربدة ،هل سنهنأ بنومنا أخيرا دون أن نصبح على قتل ودمار وخراب صنعه تناحركم الدائم على السلطة ،إن وثيقتكم تتحدث عن رؤوس أقلام هتفنا بها طول السنوات السابقة و تحدثنا عنها دوما ومرارا وتكرارا وما زالت سطورها مرجعا ومبدأ وحيدا يقتنع به كل أفراد شعبنا دون نقاش ،وعلى رأسنا ، وانه لشرف لنا أن يقدم أسرانا البواسل بمثل هذه الخطوة ..لكن ... كيف ؟؟؟؟؟؟
نحن نحتاج لضمانات، لمعرفة الإمكانات المتاحة و المقنعة لتنفيذ ما جاء في الوثيقة وبأنها فعلا لن تبقى مجرد حبر على ورق نحن نحتاج إلى برامج ووثائق مفصلة وموضحة مكونة من : كم وكيف ومتى ولماذا ؟؟؟ لأننا تعبنا فعلا من ترديد الشعارات والهتافات دون نتائج على ارض الواقع .
ثم أنني استغرب موقف حركة حماس الغامض والمماطل ... قدموا برنامجكم ، قدموا اعتراضكم ، ثم قدموا أسبابا واضحة ومقنعة ، كيف تريدون حلا للمشكلة دون برنامج سياسي واضح ، وفي المقابل ترفضون الاستقالة أو التنازل ، إذن اخبرونا .. ماذا تريدون ... ما هو الحل .. ما هو البديل لديكم ....أو انسحبوا ، لماذا ترفضون الوثيقة إذا كانت مبنية على مبدأ حدود 67 ، ولماذا لا تفعل منظمة التحرير حتى تكون ممثلا للشعب الفلسطيني- بعد التغير والإصلاح الداخلي فيها طبعا - ما المانع في ذلك ، إن مرجعنا الأول والأخير هي فلسطين المحتلة هي قضيتنا المنسية هي جنسيتنا الفلسطينية ، وما دون ذلك هي ألقاب ومسميات لا تفسد للود قضية – إن كان هناك ود طبعا - ، وإذا كانت منظمة التحرير الفلسطيني هي ممثل الشعب الفلسطيني فهذا لا يعني أن منظمة التحرير قد أصبحت جنسيتهم أو أصبحت وطنا لهم . ومن أراد أن يقدم شيئا لمصلحة هذا الوطن فلن يمنعه شيء .والوقت يمضي.. والخسائر فادحة.. وانتم ما زلتم تتحججون بأعذار واهية وغير مقنعه هدفها فقط مناقرة ومناهدة حركة فتح لا غير .والضحية .. جوع وألم وحرمان ومزيد من الحصار .
ولكن في النهاية يجب أن يسمع كل من المتحاورين اليوم كلمات أهم من هذا الشعب الصامد ... أن الأرواح الفلسطينية التي سقطت في الأيام السابقة بنيران الجوار أو بنيران الحوار أو بنيران الاحتلال ، هم حصيلة مفاوضات وتنازلات تلو التنازلات والتي جعلت منا أضحوكة أمام العالم يلعبون بنا وبدمائنا كيفما شاءوا، فكيف بعد ما رأينا من أوجاع على يد اتفاقياتكم ووثائقكم المشابهة .. والتي لم نحصد منها سوى التنازلات تلو الأخرى حتى تنازلنا عن لقمة عيشنا ، فهل سنثق بعدها بأوراقكم المخادعة ، واجتماعاتكم المؤرقة، وحربكم الإعلامية الطاحنة ، وأرائكم المذبذبة ، والتي ترسلنا يوما بعد يوم إلى هوة لا مخرج لنا منها ... لقد كان شرفا على رؤوس الفلسطينيين لو بقوا تحت نيران الاحتلال يفقدون كل يوم عشرات من أطفالهم الأبرياء ، خيرا من أن ينتخبوا حكومات تحصد أرواحهم وكراماتهم من اجل مصالحها ، وتقدم مصالحها على حقوق شعبها .. فمن فضلكم .. لقد وثقنا بكم ..وسلمناكم مصائرنا ... فلا تلعبوا فيها كيفما شئتم .. هذا إذا كان فيكم فيكم حكمة القرار و أمل في استرداد وطن .. بعد أن قرر العالم بمصائرنا ومصائركم .. حتى لقمة عيشنا لا تستطيعون توفيرها.... فعلى ماذا اليوم سنستفتي ؟!!!!!!



#رشا_فرحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تبني ... وانتم تهدمون ......
- لقد سئمنا ..رجاءاً
- كفاكم تلاعباً بالحقائق
- لسنا لعبة بأيديكم
- أخطأت حماس
- ليست نكبة واحدة
- نحن لا نقتل بعضنا !!!
- إعلام .. عربي .. فلسطيني .. إلى أين ؟
- لماذا لم تبدأ حماس !!!!!!!!!!؟
- !!!!!!!!!أوقفوا هذه المهزلة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رشا فرحات - يسألونك عن الاستفتاء