أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمدعبد الرحمن - اليوم صفر















المزيد.....

اليوم صفر


محمدعبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اليوم صفر
كان لا بدّ من المؤثرات الهوليودية حتى يكتمل المشهد: الرئيس رقم واحد في العالم بكامل أناقته وحضوره وحبوره وتحفـّزه وفحولته يعلن نبأ الإنتصارالمبين على (الأمبراطورية الزرقاوية) وليس (الأمبراطورية اليابانية) ، فنحن هنا لسنا في نزهة الحرب العالمية الثانية ولا بصدد حديقة (هيروشيما) ، نحن هنا في زلزلة (الحرب الكونية على الإرهاب) وبأزاء كوكب الشر الرهيب (هبهب) ، الأمر الذي يتطلب استنفار واستثمار أقصى وأدهى وأحدث منجزات العقل البشري وزجّـها في معركة الخلاص، ولن ينتهي الأمرعند حدود تقديم رأس الأمبراطور الزرقاوي على مائدة غدائنا بل ستأخذنا رئاسة (هيئة الأركان الكونية المشتركة) على جناح القمر الصّناعي الى المجاهيل (الهبهبية) لنتلمس بأيدينا معالم وآثار المعركة الأسطورية ولنصغي الى شرح ٍ موقعيّ دراماتيكيّ تشويقيّ يضعنا في صورة حدث أحداث الألفية الثالثة.

كان بحقّ يوماً حاسماً في تاريخ الإنسانية يُمفـصِل رزنامة كـوكبنا الى ـ ماقبل الزرقاوي وما بعده ـ ويضع مؤرخينا أمام مسؤولياتهم الجسام لتقصّـي ثوانيه بكل جزئياتها وحيثياتها إحقاقاً وانتصاراً للحقيقة وقطعاً للطريق أمام أي عابث يحاول تحجيمها أو تشويهها أو تقزيمها ، كـأنْ يطلع على الدنيا مشاغب يدّعي أنّ ما جرى في (يوم الأيام) كـان محض مهزلة من ألفه الى ياءه وبكل شخوصه من ممثلين ومخرجين ومنتجين ومروّجين لم يكتفوا بتسويق هذه الملهاة البائسة على الناس بل ذهبوا الى تجريب عقلنة اللامعقول من أجل أنْ يصنعوا من (حبّة العدس كوكب مشتري) : ـ
ـ أسعار النفط اللاهبة تتحرك نزولا ًمع سقوط القيصر الزرقاوي.
ـ الدولار يصعد على درج الزرقاوي في سوق العملات.
ـ قنوات فضائية عالمية (وبالأخص عربية) تنصرف عن كل خيباتنا اليومية لتتفرغ الى(آرمجدون القضاء على الزرقاوي) بالتفصيل والتحليل والتعليل والتأويل والتهويل والتضليل والتبجيل والترتيل.
ـ سجالات أثيريه،أنترنيتيه، خلويّه ، حـدّ التراشق بالأحذية بين آل الزرقاوي وآل بوش تحت الشعار التناوبي (أنا الخير ـ أنت الشّـر).
ـ جنرالات ومحللون نابوليونيون وروملـّيون يتقدمهم أحفاد (خالد بن الوليد) ، ذبحونا على أقلّ من مهلهم بسكين الزرقاوي.
ـ سماء الأرض تمطر برقيات الكل على الكل في مهرجان التهاني فرحاً بزوال العتمة الزرقاوية عن الكل.
ـ صحف من الوزن الثقيل حتى الضئيل ، كلها تشرق علينا بالصورة الخالدة التي وزعتها وزارات الخارجية والدفاع وال س. آي . أي وربما ناسا وستوديوهات يونيفيرسال الأمريكية : وجه الموت الدّامي (العربي بالتأكيد).
ما هذا يا عالم؟؟
هذا بعضٌ من ملمح الصورة العولمية لنا نحن العرب (المسلمين) التي يراد لناأنْ نزدردها كاملة ً بلا تأفف ولا تساؤل ولا تفلسف ، بل أن نبتدع لها أسباب بقاءها ونقاءها وتزويقها بأعتبارها الصورة الجمعية الوحيدة (لشرقنا) الزرقاويّ الطبع والتطبّع والطبيعة.

هل نحن فعلا ً هكذا؟؟
يحيلنا خطاب( الصراع الحضاري) الغربي من الزرقاوي الى جهاديي بن لادن ثم يعرّج بنا الى استشهاديي فلسطين المحتلة ويطير بنا الى سلفيي الجزائر ثمّ يأخذنا الى صدّام حسين ولا يتوقف حتى عند حدود جمال عبد الناصر في سياق تراكمي تهجيني يجتهد لينتهي الى تكريسنا في الذاكرة الإنسانية في صورة النموذج (الأكاديمي) لسيرةالأرهاب بتعريفه الواسع الذمه، وهنا لا تجدي معه نفعاً كل محاولاتنا المستميتة
لتوضيح العلامات الفارقة بين هؤلاء أو لتحديد المعنى الدقيق للأرهاب ، ذلك لأنّ الهدف الأخير لهذا الخطاب هو تأبيدنا جميعاً في زنزانة الصورة الارهابية النمطية بأعتبارنا البديل الأكثر جهوزية ً وحضورا ً عن (الشّرالشيوعي) الآفـل كما بشّرتنا بذلك أناجيل (صراع الحضارات) وكما قبلها تنبأت بذلك مزامير( الإستشراق).

هل تحـقـّق هذا الهدف الجهنّـمي؟؟
ما يعزّز المخاوف والإكتئاب والإحباط معاً ،هي تلك النخوة العربية الحاتمية الفائقة، فثمة بين ظهرانينا النقيضين المتطرفين اللذين يسوّقان الخطاب الغربي المعني ّفي الساحة العربية قبل سواها من حيث يصطرعان:
ـ فهناك الخطاب الإسلاموي الأصولي العنفي الذي لا يستلّ من سلفيته لتحقيق غاياته الاّ سيف الجهاد.
ـ وهناك الخطاب الإستسلامي التهافتي الذي يدرج التفريط بالحقوق في باب الإجتهاد.

وما بين هذا وذاك تكاد تنسحق العقلانية وتندثر الوسطية وتنحسر الليبرالية الحقيقية ، لا تلك الحرباوية التي تتلون وفق مطامع(لامصالح) المعايير الغربية الإزدواجية، فتفرغ الساحة الا ّ من تداعيات صراع هذين الشقيقين اللدودين فيما يغذيهما الطامع الأمريكي الأكبر وشركاه بكل أسباب التطرف العدمي المهلك من تأليه اسرائيل الى محق الشعب الفلسطيني الى تدمير العراق الى فضائح غوانتانامو وابوغريب وحديثه وكاريكاتورات رسول الإسلام ، مضافا الى ذلك وغيره ما هو متوفر أصلاً عندنا من عوامل التيئيس والإنفجا ر كمهازل انتخابات الجمهوريات الملكية والملكيات القبلية ومظالم مصادرة الحريات والحقوق المدنية الى آخر السلسة الطويلة مما يؤهل شرقنا الأوسطي ليكون (الولا ّدة) الأعظم لما لا يمكن أن يوصم بالأرهاب قدر ما يحتاج الى ما هو أبعد من وقفة تأمل لكي يُسـّمى ويُعـرّف ويُشـَرَّح ظاهراً وباطناً بأعتباره تناجاً طبيعياً لحمل ٍ مُشـوّهٍ ومخاض ٍدام ٍ.

فماذا بعد الزرقاوي؟؟
زرقاويون طبعاً بألوان وأشكال أخرى يعتاشون على معين الخراب الشامل، بما قد لا تعدو بأزاءهم ظواهر كأسامة بن لادن سوى محطات صغيرة عابرة على طريق المجهول المهول.

فعن أي انتصارمزعوم يتحامق الكبار قبل الصغارفي هذا السيرك الأحمق ؟؟
ما بالهم يصنعون من وجه الموت بانوراما أوديسيه؟؟.
نفهم انّ بوش بحاجة الى مايرفع من أسهمه الهابطة في بورصة الرأي العام الأمريكي على خلفية الأخبار السوداء القادمة من العراق.
ونقـدّر أنّ بلير بحاجة الى من ينتشل معنوياته من مستنقع تردّيها لنفس الأسباب.
ونستوعب حاجة نوري المالكي لحقنة تقويه.
ونعلم بدوافع وخلفيات التنافس الفضائحي الغبي لفضائيات عربية بعينها لتقديم الصورة الأكثر فجاجة لواقع عربي لا تنقصه التناقضات الطاحنة.
لكن ما يحفِّـز المعدة على التقيوء هو تلك الطريقة التي قدّموا بها وجه الزرقاوي للمدعـوين الى مـائدة الإحتفاء العولمي بالأنتصار الباهـرعلى الارهـاب فـي
(اليوم صفر)
يا للخيبه



#محمدعبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمدعبد الرحمن - اليوم صفر