أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - كُفار مكة














المزيد.....


كُفار مكة


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 04:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عداء الإخوان لمصر وشعبها وجيشها ليس مرتبطا بإقصائهم عن حكم مصر ، ولا هو ناتج عن عملية فض رابعة ، وكل ظواهر العنف والارهاب وكافة ما يبدونه تجاه الوطن لا ترتبط أبدا بأي إجراء قانوني أو أمني تم اتخاذه ضدهم نتيجة مؤامراتهم وخياناتهم المستمرة.
عداء الاخوان لمصر وشعبها مرتبط بالقاعدة الأساسية التي نشأت الجماعة بموجبها وهي أن الأرض لا قيمة لها ، وأن الوطن ما هو إلا حفنة من تراب نجس ، وأن الوطنية هي وهم يتمسك به الكفار في مواجهة مشيئة الله التي تتلخص في الآية التي تقول إن الحكم إلا لله ، وهكذا فإن الوطن في أدبيات الإخوان هو حيث يكون حكم الله ، وحكم الله هذا لن يتحقق إلا بتحقق الفريضة الغائبة وهي إقامة الخلافة الإسلامية ، إذن الوطن في الفكر الإخواني هو الخلافة الاسلامية الذين يعملون علي تحقيقها في أي مكان ، ثم بعد ذلك تتمدد هذه الخلافة لتشمل العالم كله فيما يسمونه أستاذية العالم .
هذه هي القاعدة الفكرية التي نشأت عليها جماعة الاخوان ، الوطن هو الخلافة الاسلامية ، هو حيث يكون الحكم لله ، فالوطن إذن عند الاخوان هو النقيض لمراد الله ، ولكي يتحقق مراد الله فلابد من إزالة الوطن ، أو علي الأقل محو مفهوم الوطنية لأن الاسلام هو الوطن ، والوطنية وفقا لفكرتهم الأساسية هي ضرب من الشرك بالله.
وفق هذا المفهوم يتم تجنيد الصغار والشباب وشحن أرواحهم بأن الاسلام هو الوطن ، وأن الوطنية هي الخلافة الاسلامية ، وما عدا ذلك هو الجاهلية التي حاربت الاسلام في مكة ، وفي كتاب معالم في الطريق يشبّه مفكرهم سيد قطب أعضاء الجماعة بالفئة القليلة التي أعلنت اسلامها للرسول منذ اللحظة الأولي ، والتي تحملت معه كل المعاناة حتي انتصر الاسلام وتحققت دولته ، ويشبه المصريين بكفار قريش الذي قاوموا الاسلام وسقوا الرسول ورفاقه العذاب وكادوا أن يقتلوه ، فمصر إذن في مخيلة أي إخواني هي مكة الجاهلية التي قاومت ظهور الاسلام وعذبت المسلمين الأوائل ، والشعب المصري في الضمير الاخواني هم الكفار أتباع أبي جهل ، وحسب ما جاء في معالم في الطريق فإن انتصار الفئة المؤمنة قليلة العدد قادم لا محالة وسوف تتحقق دولة الاسلام كما تحققت دولة الله بعد فتح مكة......
فحسب فكر الاخوان فإن ما بينهم وبين مصر وشعبها وجيشها هو بالضبط ماكان بين الرسول وصحابته وكفار مكة ، فالعداء والكراهية والرغبة المحمومة في تدمير مصر وتحويلها إلي خرابة هو فكرة وعقيدة ، هم المؤمنون الأخيار ونحن الجهلاء الكفرة أعداء الله ورسوله ، مرشدهم هو الرسول ، ونائب المرشد هو أبو بكر ، ومكتب الإرشاد يضم في عضويته عمر بن الخطاب وعثمان وعلي ابن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف وبقية الصحابة ، وباقي أعضاء الجماعة هم أولئك الذين أعلنوا اسلامهم منذ اللحظة الأولي لنزول الوحي والذين يتحملون العذاب من كفار مكة إلي أن تحين ساعة فتح مصر ، ومن ثم تبدأ عملية الفتوحات وينتشر الاسلام في كافة جهات الأرض وتتحقق أستاذية العالم كما قال سيد قطب.
وحين تتأمل في شعار الإخوان وتري السيفين وبينهما كلمة وأعدوا ستدرك أن حربهم معك أبدية ، وأن العداء لك وكراهتهم والرغبة في محوك من الوجود هي من الأشياء الراسخة في ضمائرهم ، بل صارت من العناصر الممزوجة في تكوينهم البيولوجي .
وللعلم فإن الإخوان - وإن كانوا يتظاهرون بأن كل ما يطلبونه هو أن يتحلي المجتمع بالإخلاق الاسلامية - إلا أن ذلك فقط هو لابتزاز العواطف الدينية لدي الشعب ، فمسألة حجاب المرأة ، أو الكلام عن حرمانية بعض الفنون ، أو المطالبة بتطبيق الشريعة ، كل ذلك من الاجراءات التكتيكية لإقناع الناس بمشروعية وجودهم كدعاة للفضيلة ، فحتي لو كل ذلك تحقق فإنه لا يؤثر علي الهدف النهائي الذي هو إزالة الوطن وإحلال الخلافة التي هي الوطن والوطنية معا.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان
- كورونا في خطابي الدين والثقافة
- مخدرات
- كيف ننجو؟؟!!
- صاحب المعالي
- من غير لف
- قول علي قول
- بعض مصادر الاختلال
- حالة حب مصرية
- الرسالة
- مأساة الذوق العام
- يا ابيض يا اسود
- إلهي ما يوعي يرجع
- حتي المسبحة!!
- الحلوة
- ليست صيني ولا تيواني
- مثقفون وعلماء
- حرب بلا بنادق
- الجميلة واللص
- جذر واحد


المزيد.....




- مصدر لـCNN: أمريكا تنقل صواريخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكران ...
- إسرائيل: قواتنا ستبقى في جبل الشيخ بسوريا -إلى أجل غير مسمى- ...
- تفاصيل اتصال بين وزيري خارجية أمريكا ومصر بعد تصريحات ترامب ...
- ماذا يعني وقف المنح الفيدرالية والمساعدات الخارجية الأمريكية ...
- هواوي تطلق هاتفا مجهزا بكاميرات ومواصفات مميزة
- العمل من المنزل أو المكتب؟.. دراسة تكشف أيهما الأفضل لصحتك
- سر انقراض إنسان نياندرتال قد يكون مخفيا في دمه!
- خبيرة تغذية: نقص البروتين يؤدي إلى تكرر نزلات البرد 
- أنفاق الموت. قاعدة الجلادين وضباط الناتو السرية أصبحت قبورًا ...
- سؤال واحد وسبع إجابات: كيف ستستجيب الدول لرسوم ترامب الجمركي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - كُفار مكة