أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عامل الخوري - رحلة الهجرة النهائية ………














المزيد.....

رحلة الهجرة النهائية ………


عامل الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 21:28
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كم من الشيوعيين كان يفكر يوماً ما ان يكون مهاجراً ، لا بل لاجئاً ، اكاد اجزم القلّة القلية ان لم تكن معدومة ، لكن الفاشية الدموية البعثية ، ان كانت صدامية او غيرها لا يبدل من اصل القضية ، انه حزب للاجرام الدموي ، اجبرتنا كما اجبرت الغالبية على هذا الطريق ، فلم يكن لدينا خياراً آخر ، رغم قسوة العراقيين لحد هذه اللحظة ممن يحاول ان ينفث سمومه ، وكأن اللجوء هو اختيار تام لنا. بل كأنما العيش في اورپا هو الغاية بالنسبة لمعظمنا .
على كل حال توجهنا ، زوجتي و رفيقة دربي وحياتي مع اولادنا ( عائلة خرجت سالمة من العمل السري المرعب في الداخل اولاً ، ثم هي عائلك انصارية بعد ذلك ، العائلة الانصارية ، اي التي انضمت لحركة انصار الحزب الشيوعي العراقي في كوردستان العراق ) الى موسكو من دمشق ، ومن هناك سيحاول احبتنا و نحاول ايجاد سبيل آخر للوصول تهريباً الى مكان آمن في هذا العالم . كيف خرجنا من دمشق ، فهذا موضوع آخر ، المهم ركبنا الطائرة المتوجهة الى موسكو على ان تهبط في مطار لارنكا/ قبرص ، كان النزول في قبر مخيف جداً لحد اللعنة لنا ، فقد كنّا نحمل جواز سفر مزوّر و بأسماء مزورة و بطاقة طائرة مزورة ، على كل حال اجتازينا هذا المرحلة بسلام و وصلنا الى مطار موسكو في السابع او الثامن عشر من الشهر الثاني عشر عام 1990 ، و كان في استقبالنا الصديق و الرفيق الغالي ابو انيس الذ ي تجمعني به علاقة زمالة عمل و رفقة وصداقة قديمة ، هناك اوصلنا ابو انيس الى شقة كان قد استأجرها ، لغيرنا قبلنا ولنا في موسكو فهو من سبقنا الى هناك وتحمل صعابنا و صعاب غيرنا ، قبلنا و بعدنا . المهم قضينا في موسكو حوال اسبوع ، استطاع ابو انيس من خلال علاقاته هنا وهناك تدبير سفرنا ( كان قرارنا انا وام علي ، لايهم اين الاتجاه ، المهم الامان و مستقبل أطفالنا ، مشمش و سمسم ، اولادنا و رفاق دربنا في العملين السري و الانصاري ، فكانت السفرة بأتجاه السويد حيث قيل لنا هو افضل بلدان اللجوء للعوائل و اطفالهم ، واثبتت السنوات صحة ذلك ) .
اصطحبنا ابو انيس الى مطار موسكو و كل التوقعات ان يتم اكتشاف مجموعة التزويرات هناك و رفض مغادرتنا ، ولم يكن امامنا غير المجازفة ، نعم توجهنا الى المطار ، وسارت الامور في البداية على ما يرام ، سلمنّا حقائبا و توجهنا الى الطائرة و من خلال مركز تدقيق الجوازات ، فبينما كان الضابط الشاب يريد ختم الجواز للمغادرة ( كنّا نحمل جواز سفر بحريني ، عائلي ، مزور ، وصورتي و انا بالعقال) ، واذا بضابط برتبة عالية يدخل غرفة المغادرة و يمسك بيد الضابط قبل الختم ، و يخرج منها متجهاً نحونا و مؤشراً لي ان التقيه ، تقدمت عدّة امتار منه ، وتوجه لي قائلاً بلغة انكليزية ركيكة ، وانا اتمكن من الانكليزية بشكل اكثر ركاكة ، سأسلك بضع اسئلة ، ان اجبتني بصدق ، امامك الطائرة تستقلها انت وعائلتك بسلام ، وان كذبت ، فالسجن بأنتظارك …… قلت نعم ، اسأل ، قال لي انت عراقي و لست بحريني ، و انت متجه للسويد طلباً للجوء ، اجبت فوراً نعم هذه الحقيقة ، نحن عائلة عراقية و نتوجه لطلب اللجوء في السويد . قال سؤالي الثاني ، هل الجواز بحد ذاته مزور ام ان جواز السفر اصيل و المعلومات الذي تحويه فقط مزورة ؟ ، اجبته ، لا الجواز اصلي و لكن المعلومات التي ترد فيه مزورة ، اجاب اذاً كيف حصلت على جواز سفر بحراني اصلي ، قلت له اشتريته من سائق يعمل في السفارة البحرانية في طهران ، أهه ، وكم دفعت ثمنه ؟ قلت بدون تردد خمسمائة دولار ، سرح بتفكيره قليلا ثم قال ، هذا صحيح ، فهذه قيمته في السوق ، اذاً ، ليس لديّ اسئلة اخرى ، اصطحب زوجتك واولادك الى الطائرة ، مع السلامة ، قلت له ، اذا ممكن هناك صديق ينتظر هل ممكن ان اكلمه ، سمح لي بذلك ، ناديت ابا انيس ، المتبقي معي مائتا دولار اعطيها الى عائلة ام نوار التي ستأتي بعدنا ، فهم بحاجة لها ، وودعته و استقلينا الطائرة المتجّهة الى ستوكهولم و معنا ، ثلاثة دولارات فقط لاغيرها يوم الثالث والعشرين من شهر كانون الاول عام 1990 . لابد من ذكر ، ان جواز السفر البحراني الذي كنّا نحمله لم يكن اصلياً ، بل اشتريته من منطقة السيدة زينب في دمشق بثلاثمائة دولار ، وكان اختيار الجواز البحريني لسببين ، الاول ، يمكن لعائلة ان تسافر بجواز سفر واحد بدلاً من شراء عدّة جوازات ، و الثاني ان سفر البحريني الى اورپا بدون سمة دخول ، ، وهذا يعني ان اي مطار لن يطالبنا بسمة دخول الى اية دولة اورپية .



#عامل_الخوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اصبح الفيس بوك - جائحة - ء
- الصدر ، مقتدى وحلم القيادة الدموي
- فوضى البرلمان في اخراج القوات الاجنبية
- الحشد الشعبي بين القداسة و الجريمة
- الانتخابات السويدية و الكتلة الاكبر …
- الورقة العاشرة ،،، من ذكرياتي ،عندما أصبحت مصريا !!!
- الورقة التاسعة .... ربما الانتقال الاخطر
- الورقة الثامنة .... مما تبقى من الذاكرة
- لسباحة ضد التيار ، هل ستتعض القيادة ……
- الورقة السابعة ....
- الورقة السادسة .... ذكرى تبقى محفورة في الذاكرة !!!!!
- المدعو faik jaber , و الحوار المتمدن
- من أوراق العمل السري ... الورقة الخامسة ..... مراسلة و مراسل ...
- قاطعت الانتخابات … لست ضمن قاطعوا الانتخابات !!!
- من أوراق العمل السري في الداخل…… الورقة الرابعة
- من أوراق العمل السري في الداخل …الورقة الثالثة ......
- من أوراق العمل السري في الداخل ………… الثانية
- أوراق من ايام العمل السري في الداخل
- من بقايا الذكريات …………الجزء الثالث
- الجزء الثاني من ذكريات


المزيد.....




- شاهد.. محرك طائرة ركاب ينفث النار بعد اصطدامه بحيوان أثناء ا ...
- السلطات الأمريكية تحدد هوية مطلق النار في جامعة فلوريدا.. وا ...
- اسم جديد لقهوة -أمريكانو-.. شاهد كيف ردّت المقاهي المكسيكية ...
- الجمهوريون بالكونغرس الأمريكي يطلقون تحقيقا حول هارفرد بعد ا ...
- -أكثر الهجمات دموية-.. الحوثيون يعلنون حصيلة قتلى الغارات ال ...
- كيشيناو تمنع ممثل مطرانية مولدوفا الأرثوذكسية من السفر إلى ا ...
- الأصوات المعارضة للحرب تعلو داخل إسرائيل وخارجها
- عشرات القتلى والجرحى في غارات أمريكية استهدفت ميناء وقود بال ...
- -وول ستريت جورنال-: ويتكوف ناقش مع بوتين -قضية الأراضي-
- -كيف سأعانقك بلا ذراعين؟-.. صورة طفل فلسطيني في غزة تفوز بجا ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عامل الخوري - رحلة الهجرة النهائية ………