أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أسويق - غربة القصيدة الشعرية














المزيد.....

غربة القصيدة الشعرية


محمد أسويق

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 08:23
المحور: الادب والفن
    


تغترب القصيدة كلما اغترب الشعر والشاعر عن موطن الإبداع الفني. أو حين يقل البعد الجمالي في عملية الكتابة الداعية انتسابها إلى موطن الفن. وهذا العوز نتاج لفقر التشكل البياني وضعف البلاغة في تشييد الصورة الشعرية. فتبقى لغة غير شاعرية تفتقد لكل المضامين الشعرية و الفنية أثناء البناء الهندسي. لتصير بعد ئذ لغة غير انزياحية يغلب عليها طابع الخطابية والتقريرية والمباشرة التي تأتي في نقل الواقع خارج كل المعايير الجمالية التي تعوض بالموقف والتصور بدل أي حس جمالي آخر...وتحديد الموقف مسبقا في عملية الإبداع هو سلوك ديكتاتوري يتنافى مع المفاهيم الأدبية والأخلاقية بحيث تحرم المتلقي من إبداء رأيه وإشراكه في قراءة النص من أجل التناص الشعري .و لان اللغة التثويرية أو الإنفعالية التي تنبطح مع الواقع ولا تغيره تكون لا تحتمل أي موقف يساهم به المتلقي

إن اللغة الشعرية حين لاتكون لغة إنزياحية يصعب عليها تقديم التيمة في صورة تشكيلية تجمل الحدث وترقى به عبر الخيال المنهل من لون الجمالية المتمايل مع الجرس الموسيقي. ليبقى التشكيل سر القصيدة النابضة بالحدث و بالحداثة المستوعبة لتقنيات الكتابة الفنية التي تمنح للقصيدة بطاقتها الهوياتية خارج أي اغتراب أو غربة
والقصيدة التي استكملت شروط مميزاتها الفنية عبر انسجام اللغة والخيال معاهي: القصيدة المثلى والحاملة لمناعة تحميها من كل انحطاط وتدهور واختراق وغزو ... لأن شروط مأسسة الروح الفنية حسب القراءة النقدية المكتسبة من كل الإشارات الدالة والمستقاة من الرمز والجناس والطباع والسجع والتكرار....وكل التسميات الرمزية عند باقي اللغات الاخرى
وتجاوز الغربة والإغتراب الذاتي يعود بالأساس إلى تجربة الشاعر مع جحيم الكتابة القاسية بشكل عام والقصيدة بشكل خاص. وتجربة اطلاعه على باقي التجارب العالمية وطبيعة تامله في جدلية القراءةالنصية التي ترى بأن الموضوع يساوي درجة الصفر في الكتابة الإبداعية . وهذا لا يعني أن القصيدة تكون خالية من الإيديولوجية أو من الغرض بل أن لايبلع هذا الأخير خصوصياتها الفنية التي بها تحيى وتعيش وهذه الحياة المثالية موجودة في الصور البلاغية التي تحاكي الواقع بالبيان والصورة لا بالموقف والرأي
والإشكال في غربة النص الادبي لاتتحمل فيه اللغة كوعاء للفكر ثمة مسوولية بل الامر يرجع بالأساس إلى حنكة المبدع وإلمامه بقيم الإبداع والجمالية. فان تصير القصيدة هيكل لغوي ليس إلا أوتعبير لغوي يفيد المعنى. هو الجهل بالثوابت الفنية كخصوصية تقنية وفنية تنوجد في اللغة ذاتها التي لا تقرأ بالعين المجردة. بل بالحواس والمشاعر
فليس القصيدة إذن ان توزع التعابير والشذرات اللغوية على بياض الورق. بل الأمر كيف نموضع النص داخل الإطار الفني .الجمالي.... ودون ذالك نكون نجرب الكتابة ولا نمارس الإبداع . وقد تثير انتباهنا ولا تستأثر باهتمامنا. أي هي كتابة عابرة كونها لا تلتزم بجدلية الثالوث داخل النص الشعري كبديهية لأي نص فني جمالي لتاكيد المرجعية النصية على مستوى التاريخ والإنسان والمعرفة لنوضح بأن الفن لا علاقة له بالفراغ والصدف والغرائز كما يعتقد سيكموند فرويد الذي كان ينطلق من كبته الخاص
فتجاوز القصيدة للإغتراب يبدأ من تجاوزنا للتعسف على اللغة ومنحها توهجها اثناء الممارسة الإبداعية التي يجب أن ترقى من التجريب إلى الإحترافية والنضج الواعي.
فالشعر ذوق وجمهور وآداب عامة لها إسهامات متعددة في تارخ الشعوب على مستوى الأخلاق والتقاليد الإجتماعية و من هنا تأتي إعادة النظر في المهرجانات التي لا تكرس غير البهرجة واستنزاف خيرات الشعب باعتبارها غير توجيهية او استراتيجية تكرس النخبوية والزبونية ولا تقر إلا بالاسماء الحزبية المعروف المنسجمة التصور والمبعدة لكل الأسماء الأخرى التي تعتبرها هامشية ومهمشة فيموت المبدع والإبداع معا كما يفعل اتحاد كتاب المغرب كأكبر قصارية تدعي تمثيل المثقفين النخبويين والذي يكرس الميز الثقافي بشكل مفضوح خصوصا مع الامازيغية التي تقصى من كل المهرجانات. لأن الحضور للأقوى سياسيا وليس تاريخيا لندع المبدعين الامازيغيين على حافة التهميش كون اهل المعرفة عندنا أعمتهم العروبة كايديولوجية تؤمن بالرأي الوحيد ولاتكرس الإختلاف والامازيغي غير مرغوب فيه علما أن القصيدة الامازيغية تحمل بين طياتها جمالية وبلاغة توحي بأن القصيدة أكثر من إالهام والمتذوق للشعر الأمازيغي أكيد لن يتنكر لمثل هذه الخصوصية على مستوى الخيال واللغة والصورة الشعرية
حيث تقول الشاعرة:رل ثسريث ناغ أذ سنذ غكما
اذ سنذ غرصار ثروا أن فميليا
ثنلي مني ثكوذ ياك ارقهوى ثقان
نيغاس غام ئيدوسيغ أموطاون ئيذعقان
فاللغة هنا تتجاوز الوصف والتعبير وملتزمة بالمعايير الفنية مما صارت فضاءا تشكيليا قبل كل شيئ وقد برهنت على أن اللغة غير قاصرة بل الإنسان هو القاصر بسلوكاته حين يمنعها من الإبداع ومن ترجمة الموقف الأخلاقي ويحاول اغترابها والزج بها في الغربة المحرقة
فتصيح الشاعرة الامازيغية :أراح قسمحغاك مار يسمحاك الله
أيا مين تسرغ ذوارن أزي عيبدلاه



#محمد_أسويق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيمة والزلزال
- شبكة العنكبوت الرقمي
- الأمازيغية والإسلام السياسي
- توقيع
- فاكهة الصلصال
- الأدب الأمازيغي والقمع المؤسساتي
- انتظار
- الوشم
- العولمة الإقتصادية وسؤال الهوية
- توهج
- دور المثقف في التغيير الإجتماعي
- الحركة الأمازيغية صوت الثقافة الشعبة المقموعة
- نخاسة الأجناس
- الحركة الأمازيغية صوت ثقافي محلي في بعد سياسي كوني
- الحركة الأمازيغية صوت حقوقي جماهيري
- تجاعيد المرآة
- الحركة الأمازيغية صوت ديموقراطي حداثي علماني
- الحركة الأمازيغية صوت يساري تقدمي
- رقصة الموج
- النزعة الإنسانية في الشعر الأمازيغي


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أسويق - غربة القصيدة الشعرية