أسقطت الجماهير العراقية تمثال الطاغية في بغداد، تعبيراً عن رفضها للديكتاتورية، حيث كانت بانتظار أية فرصة للتعبير عن مشاعرها الحقيقية تجاه الديكتاتورية. وهذا الموقف الواضح للجماهير تجاه الديكتاتورية تأكيد على عدم استعداد الشعب خوض الحرب من أجل الطغمة الحاكمة.
غير أن هذا الموقف الواضح للجماهير العراقية لا يضفي المشروعية على الحرب. فالحرب الدائرة تبقى غيرعادلة وغير مشروعة.
إن هذا الموقف الرافض الحرب منذ بدايتها لايعني عدم ادراك حقيقة مفادها حتمية انهيار النظام الديكتاتوري، ولكن في المحصلة النهائية فإن سقوط الديكتاتورية بيد التحالف الأمريكي البريطاني سيترتب عليه استحقاقات ونتائج سياسية مغايرة فيما لو سقطت الديكتاتورية على يد الشعب العراقي أساساً وبدعم دولي.
وفي كل الأحوال فان جماهير شعبنا تشعر بالسعادة الكبيرة بسبب انهيار الديكتاتورية في بغداد وليس هناك أحد من العراقيين يأسف لرحيل الديكتاتورية. ولكن تبقى هذه السعادة مثلومة لأن جماهير شعبنا كانت تريد أن تحقق هذه المهمة بيدها، وقد تجلى ذلك بقيام العراقيين بأنفسهم باسقاط التمثال الكبير للطاغية الديكتاتور وسط بغداد. ومن المهم أن نؤكد هنا على حقيقة أخرى وهي إن النظام المنهار فضَل السقوط أمام قوات الغزو الخارجي وتسليم السلطة لتلك القوات، وعدم استعداده تسليم السلطة الى الشعب حتى في حالة الإحتضار.
إن المهمة الآنية التي تفرض نفسها بالحاح تتجسد في ايقاف الحرب فوراً والخلاص من مخلفات وآثار الديكتاتورية المنهارة، عبر تدخل الأمم المتحدة وانهاء التفرد الأمريكي البريطاني، عبر التأكيد على وحدة الصف الوطني ورفض الغزو والإحتلال، وتجنب كل ما من شأنه أن يخلق خلافات قومية ومذهبية وطائفية، ومساعدة الشعب العراقي وقوى المعارضة العراقية لتشكيل حكومة ديمقراطية ائتلافية تمثل كافة أطياف الشعب العراقي بمساعدة الأمم المتحدة، وتقديم مساعدات انسانية عاجلة للشعب العراقي وتطبيق اتفاقية جنيف لحماية المدنيين.
نشرة دورية تصدرها لجنة التضامن مع الشعب العراقي في أرنهم