أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مديح الصادق - من مذكراتي... 9- 4 - 2003














المزيد.....

من مذكراتي... 9- 4 - 2003


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم هو التاسع من نيسان عام 2003، المكان جامعة الجبل الغربي في (الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى)، أخبار الوطن الأم تشدّنا، بل نوصل الليل بالنهار ونحن نتابع القنوات الفضائية التي تنقل الأحداث هناك،
ابتداء من عصيان أم قصر بوجه الأمريكان، حتى (إسقاط فلاح لطائرة أمريكية ببندقية البرنو)، وتصريحات (الصحّاف) التي باتت موضوعاً للتندر فيما بعد، الاتصال مع الأهل مقطوع، ولكم أن تتخيلوا من هو في الغربة ويرى
الخراب والدمار والموت يطال بلاده، وليس بإمكانه الاطمئنان على شعبه، ومن تركهم هناك.
الليبيون متضامنون بشكل غير طبيعي مع الشعب العراقي؛ كأنهم كانوا يعرفون مقدماً ما سيفعل المحتل به من دمار وخراب ونهب للثروات، وماذا سيجلبون معهم من كلاب سائبة جندوها لهذه الأغراض، ومنهم من جندته بعض
من دول الجوار لنهب المصارف، والخزائن، والمتحف العراقي، وبيوت الوزراء والمسؤولين، كأنك أمام مرتزقة للعراق بأدنى صلة لا يمتّون.
قبل يومين أصرَّ الطلاب، ووافقتهم الإدارة؛ على إقامة مهرجان تضامني للشعب الليبي مع الشعب العراقي، شعري خطابي، واختير اليوم التاسع من نيسان له، وعُطِّل في الكليّة الدوام لهذا اليوم، أُلقيت القصائد والخطابات، التهبت
حناجر الحضور بالهتاف والتصفيق الحاد، وكأيّ اجتماع لجمهور عربي؛ انفضّ الجمع باتجاه موائد الطعام، دخلتُ الإدارة ومعي بعض الزملاء العرب والعراقيين، لقد ساد الوجوم وجوه الجميع، بالكاد ردّوا السلام، كانت شاشة
التلفاز تعرض مشهداً لدبابة أمريكية على الجسر الجمهوري تقصف القصر الرئاسي دون مقاومة، وعلى الشاشة الأخرى يهدّد الصحّاف (العلوج) ويعدهم بالويل والثبور، وأنهم حتماً خاسرون منكسرون، قناة أخرى تعرض الطاغية
وهو خارج من جامع أبي حنيفة وحوله زبانية من بقايا الحزب ورجال الأمن والتابعين، ثم اختفى بعدها، وغاب غيبة حتى أُخرج من حفرته مثل جرذ مبلول، مشهد آخر لجندي أمريكي يرفع علم بلاده على تمثال الصنم قبل إسقاطه.
بعد ما يُشبه الغيبوبة من تلك المشاهد عدتُ للزملاء الليبيين، مابكم أيها الزملاء؟ أجاب كبيرهم:
لقد تغيرت نظرتنا للعراقيين 360 درجة عمّا هي من قبل، عجباً، قبل دقائق كنتم معهم تهتفون متضامنين، والآن نظرتكم إاليهم تغيّرون، أجاب آخر: الأيام بيننا، وهي التي ستثبت لكم أن الذي جاء لكم فاتحاً، ماهو إلا دجّال لئيم،
في جعبته النهب والسلب والخراب والدمار، وأن بين الأخوة بانتظاركم الحرب والاقتتال، وسوف عليكم يُسلِّط البغاث وسقط المتاع.
اليوم لك زميلي الليبي العزيز أقول: لقد صدقتَ بما تنبأتَ، بل هو التحليل الصائب الذي كان يدركه كل حليم في رأسه لبّ.
الخميس 9 - 4 - 2020



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدفعية الدوري تقصف ميسان، آذار 1991، الحلقات 1،2،3
- الشيخ (شلندخ)... قصة قصيرة
- حديثُ الصباح... القدَر...
- انتحار... قصَّة قصيرة
- ميشانُ... نصٌ شعري
- إيَّاكِ أعني... نصٌّ شعري.
- لي في العراقِ حبيبة... نصٌّ شعري
- وتلك ثمار نظام المحاصصة القومية الطائفية البغيض...
- تقريرمُفصَّل عن مهرجان شقائق النُعمان الشعري في تورونتو بكند ...
- قراءة للنصّ الشعري ( إش زهرون ) للزميل الشاعر، الدكتور وليد ...
- السُلطان... قصَّة قصيرة
- إنَّ غدَ الثوَّارِ لآتٍ، آت
- ادعموا المُعتصمين، نداء إلى الناشطين في الجالية العراقية في ...
- اضطهاد المرأة جزء من اضطهاد أكبر، ملف المراة والتطرف الديني ...
- خواطرُ ليلةٍ شتويِّة
- صلاةٌ في حضرةِ الحبيبةِ... نص شعري
- في ذكرى انتفاضة معسكر الرشيد ( حركة الشهيد حسن سريع ) 3 - 7 ...
- ( تالي الليل تسمع حِسّ العِياط )...
- حبيبتي ووجهُ الوطن... نص شعري
- تراتيلُ الدماء.... نص شعري


المزيد.....




- غارة جوية إسرائيلية تهز جنوب بيروت وتعليق من نتنياهو وكاتس
- ما المطلوب للخروج من الدولة السلطانية إلى الدولة المدنية الح ...
- السعودية وقطر تسددان ديون سوريا للبنك الدولي وتعلنان دعم مرح ...
- صدمة في فرنسا بعد مقتل مصلٍّ مسلم تلقى 50 طعنة داخل مسجد جنو ...
- بالصور: وردة بيضاء وحيدة تزين ضريح البابا فرنسيس
- ثمانية قتلى من عائلة واحدة في قطاع غزة، وقطر تشير إلى -بعض ا ...
- لماذا تخشى أوروبا تقارب بوتين وترامب؟
- ليفربول يكتسح توتنهام بخماسية ويتوج بطلا للدوري الإنكليزي ال ...
- هجوم كشمير.. تداعيات خطيرة وشكوك بشأن دوافعه
- المنصات تسخر من حكم الكلاسيكو.. بدا -كـأب ضايع- بين أطفاله ف ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مديح الصادق - من مذكراتي... 9- 4 - 2003