|
كلمات
عبدالامير آل حاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 23:45
المحور:
كتابات ساخرة
يقول الأديب والشاعر والصحفي المصري الرائع عبد الرحمن الشرقاوي على لسان الأمام الحسين (ع)بعد أن طلب منه الوليد بن عتبة أن يبايع يزيد: (الوليد : نحن لا نطلب إلا كلمةفلتقل: " بايعت " واذهب بسلام لجموع الفقراءفلتقلهاوانصرف يا ابن رسول الله حقنا للدماءفلتقلها..آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة الحسين: ( منتقضا ) كبرت كلمة!وماالبيعة إلا كلمة ؟مادين المرء سوى كلمةماشرف الرجل سوى كلمةماشرف الله سوى كلمةابن مروان : ( بغلظة ) فقل الكلمة واذهب عنا الحسين: أتعرف ما معنى الكلمة...؟مفتاح الجنة في كلمة دخول النار على كلمةوقضاءالله هو الكلمةالكلمةلو تعرف حرمةزادمذخورالكلمةنوروبعض الكلمات قبوربعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى الكلمةفرقان بين نبي وبغى بالكلمةتنكشف الغمةالكلمةنورودليل تتبعه الأمةعيسى ما كان سوى كلمةأَضاءالدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروايهدون العالم!الكلمةزلزلت الظالمالكلمةحصن الحريةإنالكلمة مسئوليةإنالرجل هو الكلمةشرفالرجل هو الكلمةشرفالله هو الكلمةابنالحكم : وإذن ؟!الحسين: لا رد لدى لمن لا يعرف ما معنى شرف الكلمةالوليد: قد بايع كل الناس يزيداإلاأنت.. فبايعهالحسين: ولو وضعوا بيدي الشمس..!ابنمروان : فلتقتله.. اقتله بقول الله تعالى..ابحثعن آية..أقتلهبقول رسول اللهفيمنخرج عن الإجماعالحسين: أتقتلني يا ابن الزرقاء بقولة جدي فيمن نافق ؟أتزيففي كلمات رسول الله أمامي يا أحمقأتقتلنييا شر الخلق ؟أتؤولفي كلمات الله لتجعلها سوط عذابتشرعهفوق امرئ صدق ؟”) ما أروعها من كلمات ..قوية ومؤثرة ,واضحة ومعبرة ,متسقه كما الموسيقى ومنساقة كمياه الجدول بلا تعقيد ولا زخرف..مقابل ذلك أقرأ للكثير من الذين يحسبونأنفسهم شعراء وكتاب نصوص لا أفهم الهدف من كتابتها وما الذي يريده الكاتب فلا يهم اتساع الموضوع وكثرة التنميق بقدر الوضوح وسهولةالتعبير وأيصال الفكرة والهدف بعد أن تحدِّد جيدًا ما تتقن في مجالك، وما يحتاجهالمجتمع مما تُتقنه.فالأشياء البسيطة التي تعلمها وتُدركها قد تكون مخفية لدىالكثيرين.لاتستخف بمعلوماتك وإضافاتك، واطرحها كماترى وتحب.الكتابةليست بتلك الصعوبة التي تتخيل، ولا بالسهولة المطلقة؛ حيث إن بعض العوامل تلعبدورًا في نجاحك . فدعكم من الكلمات الطنانة والرنانة والمفخمة التي قد تتحول الىمفخخة من حيث لا تشعرون ..أكتبوا وعبروا عن الأفكار ببساطة ويسر وبلغة سلسة مفهومةمن الجميع.غريبهذا اللهاث المسعور والجري المحموم وراء شوارد اللغة وغريبها .. لماذا لتثبتوا لناأنكم مثقفون وكتاب متمكنون ..هذا المسلك المعقد في تصوير الأفكار وأستنزاف الفكر ومحاولة اثبات قدراتكم الثقافية يزيد الناس نفوراً وبعداً عنكم ...أما علمتم أنأجمل الكلمات أوضحها وأرق العبارات أسهلها..دعوا أعين الناس تنتقل من كلمة الى أخرى كما تنتقل الفراشات بين الزهور فلستممجبورين على التكلف والاصطناع ...هل سمعتم يوماً هذه الكلمات بالصوت الملائكيالنازل من السماء (تعا تا نتخبى من درب الأعمار، وإذا هِنِ كبروا نحن بقينا صغار،سألونا وين كنتو؟ وليش ما كبرتو انتو؟ وبنقلون نسينا!!) أنا أتحدث عن كاتب النصولن أتحدث عن فيروز فعذوبة صوتها المنسكبمن السماء كما قلت مع شفافية وجمال الألحان يحتاج لصفحات ولكن أقل ما يقال لمن صاغالكلام على بساطته المتناهية :أنت رائع ومبدع ..وأعتقد لا يكفي ذلك فهو يستحق أكثركلمات بسيطة وسهلة ورقيقة تلامس شغاف القلب وتهز المشاعر وعميقة في المعنىوالمضمون.يقولالجاحظ (المعلومات والافكار ملقاة على قارعة الطريق ) لاحظ قمة التعبيروالأيجاز فالعرب قالت قديماً (البلاغةالأيجاز) يكفيك الانتباه وحسن التفكر لألتقاط وتدوين الفكرة ما أن تجدح الكلمة الأولى هي مفتاح المغارة الفكرية لتتدفق الكلمات بسلاسة معبرة عن مكنوناتالنفس ..هذا في قديم الزمان فما بالك ألان فشريحة (موبايل) قادرة على أستدعاءجميع الأفكار والمعلومات ما أن توعز لها بكبسة صغيرة من أصبعك برعاية العم الرائع (google) وماعليك سوى نظمها وعرضها بسهولة ويسر بعيداً عن التعقيد .
#عبدالامير_آل_حاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كورونا وأشياء أخرى 2
-
القعود على التل أسلم
-
أنهم يقتلون الجياد2
-
عقدة الانتماء
-
حرب الحجاب
-
خريف العمر
-
الرقابة الفكرية
-
مشكلة عراقية بأمتياز
-
أوسعناهم شتماً وفازوا بالابل
-
خير الكلام
-
الاعمال بالنيات
-
التسول المنظم
-
توالي العمر
-
يحدث في العراق
-
الكميتريل
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|