حواس محمود
الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 13:03
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لن أدخل في تحليلات تفصيلية حول مقتل الإرهابي أبي مصعب الزرقاوي ( يوم الخميس 8/6/2006) ، ولكنني سأتحدث عن دلالات ومؤشرات مقتل الزرقاوي
الدلالات :
أولا :هذه النهاية المأساوية لزعيم تنظيم القاعدة في العراق، ان دلت على شيئ فإنما تدل على فقدانه للدعم الشعبي في العراق، وتلمس العراقيين لخطورته بسبب عمليات القتل والتفخيخ والتفجير والنحر للأطفال والشيوخ والنساء والأبرياء عموما في العراق ، الأمر الذي يرفضه العراقيون عموما
ثانيا : لم يعد الوضع الإقليمي قادرا على حماية الزرقاوي ودعمه بالإرهابيين بتسهيل تسللهم عبر الحدود ، وهذا ما يضعف تنظيم القاعدة في العراق
ثالثا : الحالة السياسية لم تعد كما كانت عليه من قبل ، إذ أن أغلبية الأطراف العراقية – ان لم نقل كل الأطراف العراقية ، تشارك الآن في الحكومة والبرلمان ، وهذا يساهم في الإقلال من دعم ومساندة الإرهابيين في العراق
المؤشرات
أولا : ان ثقافة الإرهاب خاسرة وفاشلة واقعيا ، فالجماهير التي كانت متحمسة تحت ضغط إيديولوجيا التعبئة والتحريض والتجييش ضد الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف الغربي ، ثبت لها بالملموس القاطع أنها مجرد شعارات فضفاضة نتيجتها العنف والخراب والدمار، فبدأت تتهرب شيئا فشيئا من عملية دعم الإرهاب
ثانيا : على مستوى النخبة العربية بدأت تشعر بخطورة تأييد ما يسمى ب" المقاومة العراقية " ،لأن " المقاومة " هذه تقتل العراقيين أكثر بكثير مما تقتله من الجيش الأمريكي والقوات الغربية المتواجدة في العراق
ثالثا : هنالك محاولات من بعض وسائل الاعلام العربية للاستمرار في تأييد الإرهاب تحت مسمى " المقاومة " ، وهي لم تعد تحظى بتأييد معظم الفعاليات في العالم العربي
وكما قال أحد الباحثين العراقيين لإحدى الفضائيات العربية :" أرى أنكم أقمتم مأتما حول مقتل الزرقاوي بينما العراقيون أقاموا عرسا فلماذا ؟ " ، وهذا التوجه من بعض وسائل الاعلام له خطورته الكبرى بعدما تحول المزاج الشعبي العربي باتجاه نبذ العنف والتطرف مهما كانت الأسباب والذرائع بينما تحول القسم الأكبر من الفضائيات العربية الى نقد الإرهاب والتطرف بعد حمامات الدم اليومية التي تجري في العراق
وفي الختام يمكن القول إن مصرع الزرقاوي ، يشكل بداية النهاية للإرهاب والفكر الإرهابي في العراق والمنطقة والعالم
#حواس_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟