|
رأيٌ في .. ماهية النهضة؟!..... (الجزء الثالث والأخير)... محركات النهضة وكوابحها؟
خلف الناصر
(Khalaf Anasser)
الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 15:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في كل الذي تقدم ـ في الجزئيين السابقين من هذه الدراسة المتواضعة ـ حاولنا أن نقول ونثبت فيهما ، أن النهضة عملية تاريخية ، وليست مشروعاً سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً مفرداته كذا وكيت ، كما لا يمكن لأحد صناعة النهضة أو خلقها من فراغ أو من العدم . وإذا كان أحد تعريفاتنا للنهضة بأنها استحقاق تاريخي ، أوجبته سنن التطور التاريخي والطبقي والفكري والحضاري العام للأمم والشعوب والمجتمعات والأجناس البشرية ، وأن هذا الاستحقاق التاريخي كان حصيلة لتطور وحراك اجتماعي طبقي داخلي على مديات زمنية طويلة نسبياً ، رافقها تفاعل نوعي كثيف مع المحيط الخارجي! ولتراكمات فكرية واجتماعية وسياسية ودينية وحضارية في البنيتين الفوقية والتحتية للمجتمع ، في واقع قومي اجتماعي طبقي لأمة من الأمم الكبيرة أو لإقليم من الأقاليم أو لقارة من القارات ـ كنهضة القارة الأوربية وانسانها الأبيض مثلاً ـ وأن تلك التطورات الاجتماعية والتفاعلات الداخلية والخارجية والتراكمات النوعية الكثيفة المتنوعة ، قد أدت بمجموعها إلى خلق شروط ومقومات ومحفزات ، للخروج من مرحلة تاريخية قائمة إلى مرحلة تاريخية جديدة بكل تفاصيلها ، وأن النهضة هي أداة الانتقال هذه : ومن عصر قائم إلى عصر آخر! ومن نمط حضاري معين إلى نمط حضاري مختلف وأكثر رقياً! ومن منظومة قيم ومفاهيم ومعارف لعصور قديمة ، إلى منظومة قيم ومفاهيم ومعارف لعصر أحدث! ومن طبقة اجتماعية استهلكت اغراضها التاريخية ، إلى طبقة اجتماعية جديدة جاء دورها التاريخي!
والنهضة في هذا العصر تعنـــــــــــــــــــي : عملية الانتقال الشامل من العصور القديمة إلى هذا العصر الحديث.. أي الانتقال من عصور الدين والمذهب والطائفة والقبيلة والمنطقة أو الجهة ، إلى عصر القومية الأمة والدولة القومية ، التي تنصهر في بودقتها جميع هذه العناصر والمسميات! ***** إن معضلة النهضة في كل عصر هي الإرث السلبي للمرحلة القديمة السابقة عليها ، وأن معضلة النهضة لكل أمة ومجتمع في هذا العصر، تتمثل في قدرتها على (الإفلات بصاروخ النهضة) من جاذبية المرحلة الدينية (الشديدة الجذب) إلى فضاء المرحلة القومية الواسع ، وفي القدرة على تجاوز – وليس إلغاء أو إمحاء أو نفي – .. أي، تجاوز كل ما : هو كهنوتي آخروي إلى ما هو مدني دنيوي ، لأن النهضة قضية دنيوية وليست آخروية! وتجاوز كل ما هو مذهبي إلى ما هو سياسي واجتماعي! وما وتجاوز كل ما هو طائفي وقبلي و مناطقي ، إلى ما هو قومي ووطني شامل! وتجاوز كل ما هو ماضوي خرافي معرقل ، إلى ما هو واقعي وعملي وبناء للحاضر وللمستقبل! وإن النجاح في عملية التجاوز المتشعبة هذه ، هي بطاقة الدخول إلى العصر الحديث ، كما تدلنا تجارب لشعوب وأمم كثيرة تقدمت ونهضت فعلاً! فالأمة التي تنجح في عملية التجاوز هذه وتعبر إلى المرحلة الأخرى ، تكون قد صنعت ـ في الوقت نفسه ـ النهضة وجعلتها حقيقة معاشة في واقع الحياة الوطنية والقومية ، وسارت في طريق التطور والتقدم والرخاء الاجتماعي والرفاه الروحي والمادي! أما الأمة التي لا تستطيع ـ لأسباب عديدة ـ أن تعبر هذا الخانق التاريخي ، فإنها تبقى تراوح مكانها وتتخبط في متاهات (المرحلة الدينية) السابقة ، وترتد بما يشبه النكوص التاريخي إلى قشور الدين والمذهب والطائفة والقبيلة والمنطقة ، وصراعاتها الوهمية التي لا تنتهي!! فتؤدي هذه الحالة بها إلى التمزق والتشرذم والتهرؤ والانقسام الشديد وربما إلى الاندثار المعنوي ، وكما هو حاصل لنا نحن العرب والمسلمون اليوم .. فنحن جميعنا قريبون جداً من هذه الهاوية السحيقة... ولكن!! ***** من كل هذ الذي قلناه ـ في هذه الأجزاء الثلاثة من دراستنا هذه ـ يمكننا أن نصوغ شروط ومهمات ومحددات النهضة بنقاط معلومة.. وكالآتي : أولاً: إن النهضة استحقاق تاريخي أوجبته وفرضته سنن التطور الحضاري والتراكم التاريخي والحراك الطبقي الاجتماعي في واقع قومي معين ، وبالتالي، فإن النهضة ـ كما أكدنا عدة مرات ـ ليست مشروعاً سياسياً أو تنموياً أو اقتصادياً ، ولا حتى مشروعاً إحيائيا أو إصلاحيا ، إنما هي نهوض داخلي وأداة انتقال بين مراحل التاريخ المختلفة! ثانياً: إن النهضة تاريخياً تمثل لحظات الانتقال المضطربة القلقة الفاصلة بين مراحل التاريخ المختلفة ـ نكرر مرة ثالثة ـ أن النهضة هي أداة الانتقال الوحيدة بين مراحل التاريخ المختلفة ، ويمكن تشبيهها بصاروخ لمركبة فضاية مهمته الأساسية ، هي الافلات بالمركبة الفضائية من (جاذبية لأرض الشديدة) إلى الفضاء الكوني الواسع .. وكذلك النهضة ، فإن مهمتها الأساسية الافلات بالشعوب والمجتمعات البشرية من جاذبية المرحلة السابقة عليها ، والنهضة هي الصاروخ أو المركبة التي تنتقل بها الشعوب انتقالاً شاملاً : من عصر إلى عصر آخر! ومن نمط انتاج اقتصادي إلى نمط مختلف! ومن طبقة اجتماعية مهيمنة إلى طبقة أخرى صاعدة! ومن نسق حضاري إلى نسق حضاري وأكثر تطوراً!
أي أن النهضة ـ نكرر مرة نلو أخرى ـ هي عملية تاريخية كبيرة وليست مشروعاً سياسياَ أو اقتصادياَ أو تنموياً ، إنما هي أداة الانتقال الشامل بين مراحل التاريخ المختلفة ، ومن مرحلة تاريخية بكل تفاصيلها واشكالاتها ومعوقاتها ، إلى مرحلة تاريخية جديدة أكثر تقدماً بكل تفاصيلها أيضاً! ثالثاً: إن النهضة لا يمكن أن تقوم في بلد صغير محدود المساحة والسكان والموارد ، فأهم صفات النهضة الحقيقية هي أنها ذات محيط جغرافي وبشري واسع ، وفضاء حضاري شامل لمجموعة بشرية كبيرة: فالنهضة أما نهضة لآمة كبيرة كالأمة الصينية أو الأمة العربية مثلاً ، وأما أن تكون نهضة لقارة من القارات أو لجنس معين من الأجناس البشرية ، كالنهضة الأوربية التي كانت نهضة [ لقارة أوربا وجنسها الأبيض تحديداً] أو النهضة الحالية الشاملة لليابان والصين وكوريا وباقي النمور الآسيوية ، وهي في حقيقتها نهضة لما يسمى بالجنس الأصفر بمجموعه ، وليس لجزء واحد أو أجزاء متفرقة منه! فحتى النهضة الشاملة التي أحدثها الإسلام في حياة العرب وعموم الشرق ، كانت في جوهرها نهضة للجنس العربي ثم امتدت ـ لشموليتها الإنسانية ـ لباقي شعوب وأجناس الشرق برمته! .
رابعاً : إن نهضة أية أمة لا يمكن أن تنطلق من فراغ أو من العدم ، ولابد لها من خميرة حقيقية ينسج حولها التاريخ كل خيوطه ، وأهم هذه الخيوط على الإطلاق.. هــــــــــــي: العناصر الإيجابية في تراثها وقيمها: لأن النهضة عملية تأصيل وليس تغريب! وثانيها التلاقح الفكري والثقافي مع مراكز حضارية متقدمة عليها! وثالث الخيوط أن يصل مجتمع الأمة المعنية إلى وضع نفسي وفكري منفتح ، يقبل ويتقبل بهذا التلاقح ويسمح به ، ويصوغ منه (مركباً ثقافياً جديداً) خاصاً به ، منتجاً لثقافة وحضارة خاصة بذلك المجتمع .
خامساً: إن مقدمات النهضة وروحها ومهمتها الأولية تتمثل في مسألتين مهمتين: الأولى: إن روح النهضة روح نقدية ، تتناول في البداية بالنقد والتحليل والتعديل والتجديد والتطوير والتبديل ، قيم ومفاهيم وعقائد وتصورات تقليدية سائدة في المجتمع . الثانية: إن النهضة تطلق العقل وترفع الوصاية عنه ، وتحرره من كل قيد يحد من حريته ، والنهضة ـ في ًالبلدان الشرقية على الأقل ـ وإن كانت تحترم المقدس وتجله ولا تستغني عنه شعوبها ، لكنها تحاول حصره في أضيق نطاق ، حتى لا يعيق العقل ويحد من حريته وإبداعاته ، في لحظات النهضة التاريخية الحاسمة! والنهضة التي لا تستطيع إنجاز هاتين المهمتين الجوهريتين في بداية انطلاقها ، تفشل في نهاية المطاف في انجاز مهماتها التاريخية الكبرى ، والمتمثلة بالتغير الاجتماعي الحضاري الشامل ، واللحاق بالعصر وبدوله ومجتمعاته المتقدمة! ***** إن بعض النقاط التي أثرناها بخصوص عوامل النهضة وشروطها ومحدداتها قد تثير بعض الاشكالات في ذهن البعض.. كصغر البلد مثلاً : فسنغافورة مثلاً: وهي بلد صغير جداً ، لكنه متقدم جداً ونهض نهضة شاملة بسرعة فائقة؟ في الحقيقة أن سكان سنغافورة أغلبهم من الصينين ، وكانت نهضتهم جزءاً من نهضة الصين ومن نهضة الفضاء البشري الأوسع للجنس الأصفر بكامله!
وثانيها : تقدم "إسرائيل" المذهل في محيط عربي متخلف؟؟ إن "إسرائيل" ـ أي فلسطين المحتلة ـ بكل المقاييس ليست جزءاً من هذا المحيط العربي المتخلف ، إنما هي جزءاً من المحيط الأوربي المتقدم ، فأغلب مستوطنيها هاجروا من دول أوربا إلى فلسطين واستوطنوها ، كما أن "إسرائيل" كيان وظيفي يؤدي وظائف كبيرة للإمبريالية العالمية في المنطقة ، وهي التي زودته بكل وسائل التقدم ليكون متقدماً على محيطه العربي ، كي يؤدي وظائفه المنوطة به بكل كفاءة واقتدار ، فتقدم هذا الكيان على محيطه المتخلف نتيجة لعوامل خارجية بحتة ، وليس لعوامل تاريخية داخلية أدت إلى نهضته وتقدمه !!
والمثل الثالث : في هذا المجال هو نهضة بعض بلدان الخليج العربي رغم صغر حجومها ، ورغم أنها تعيش في وسط عربي متخلف؟ أن النهضة ـ أية نهضة ـ في حقيقتها نهضة للبشر وليس للحجر ، باعتبار أن الإنسان صندوقاً تخزن فيه كل تراكمات التاريخ وتفاعلات المجتمع ، وجميع التطورات الحضارية والفكرية والروحية......الخ على مدات زمنية طويل نسبياً ، والذي ينهض هو هذا (الخزين التاريخي) في أعماق الإنسان وهذا التراكم المتنوع داخل الإنسان ، وليس الأبنية والشوارع والعمارات الشاهقة فهذه تأتي كتحصيل حاصل وكجزء من النهضة الشاملة ، وليست النهضة بعينها ، فنهضة دول الخليج العربي العمرانية نهضة شكلية ، وهي مرهونة بأموال النفط واستمرارية تدفقه ، وهناك ألف احتمال يقول أن هذه الدويلات ستكف عن النمو والاستمرار في حالة انقطاع النفط أو انقطاع أمواله المتدفقة كالسيل العرم ، كما أن الذين قاموا بكل هذه النهضة العمرانية في دويلات الخليج العربي هم من الوافدين وليسوا أبناء البلد الأصليون ، فابن الخليج تطور شكلياً ، لكنه بقي على حالته وحياته وبنيته التقليدية ، ولم يمسها شيء من كل هذا التغير المحيط به!! ومع هذا ، فإن هذه النهضة الخليجية تحسب لقادة الخليج العربي ، بأنهم خصصوا جزءاً مهماً من أموال النفط لهذه النهضة العمرانية الكبيرة ولم تبدد جميع أمولهم ، كما بدد صدام حسين مثلاً ثروات العراق الأسطورية في حروب عبثية! فالنهضة يجب أن تكون نتيجة لتطور داخلي والعوامل الخارجة فيها تكون عوامل مساعدة ، وليس لعوامل خارجية طارئة أو دائمة ، كما هي عند الكيان الصهيوني ودويلات الخليج العربي!
#خلف_الناصر (هاشتاغ)
Khalaf_Anasser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كورونا العنصرية!!
-
رأيٌ في .. ماهية النهضة؟!... (الجزء الثاني) : مراحل التاريخ
...
-
رأيٌ في ..... ماهية النهضة؟!... (الجزء الأول).. دور النهضة و
...
-
تآكل الدولة الوطنية العربية..ونهوض القوى الشعبية!!(2)
-
تآكل الدولة الوطنية العربية..ونهوض القوى الشعبية!!(1)
-
((صفقة القرن)): حصيلة عمل منظم لأكثر من مائة عام!!.....(2 وا
...
-
((صفقة القرن)) ليست مصادفة: إنما هي حصيلة عمل منظم ومخطط لأك
...
-
((علقوا لي المشنقة!!*)) ..... (2-2) والأخير .
-
((علقوا لي المشنقة!!*)) ..... (1-2)
-
أســطـــورة أفـــريـــــقــيــة*!!
-
للثورات الشعبية شروطها الموضوعية؟! .... (النسبة الاجتماعية ا
...
-
الانتفاضات الشعبية دائماً: مطلبية في بدايتها ، سياسية في وسط
...
-
من فرعون إلى السيسي إلى عبد المهدي إلى جميع الحكام العرب: ((
...
-
الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 ب).. المشروع
...
-
الحكمة الجزائرية : قفوا لهم (اسبوعياً) بالمرصاد!!
-
الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 أ).. المشروع
...
-
الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(2 ب)..جذور الم
...
-
الكيان ، تركيا ، إيران : مشاريع في الميزان؟!(2 أ)
-
الكيان ، تركيا ، إيران: مشاريع في الميزان؟!...(1)
-
جيش بلاستيكي (لا يقهر)!!؟؟
المزيد.....
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا
...
-
انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
-
إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
-
رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا
...
-
مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|