أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - من أدب عشق الأوطان.














المزيد.....

من أدب عشق الأوطان.


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 04:03
المحور: الادب والفن
    


فجأة، تفجرتْ براكين العشق للأوطان عند كثيرين من معارفي في بلدان العالم، سمعتُ عزَف عواطفهم الشجية على أوتار الحنين، ونغمات سيمفونيات الذكريات، وقصائد الحُب الشفيف للأوطان، مما حرَّك في داخلي بعض محفوظاتي من أدب الحنين إلى الأوطان، فقد حفظنا في الصغر قول الشاعر العباسي، ابن الرومي:
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعًه... وألا أرى غيري له الدهرَ مالِكا
وحفظنا بيتا مشهورا، كان هذا البيتُ الشعريُ أكثرَ شهرةً من قائله، لم أكن أعرف حين حفظْتُهُ أنَّ قائلة شاعرٌ عاش في القرن السابع الهجري، هو قتادة إدريس:
بلادي، وإن جارتُ عليَّ عزيزةٌ..... وأهلي، وإنْ ضنُّوا عليَّ كِرامُ
تذكرتُ ما أحفظه من شعر الحنين إلى الأوطان، تذكرت الشاعر َالعربي، أبا فراس الحمْداني، حين اشتاق إلى مسقط رأسه، مدينة حلب السورية، حيث نشأ وترعرع، قال بيتين من الشعر يصف حنينَه إلى مدينة حلب، حيث شبَّه نفسه في بلاد الغُربة بحصاةٍ تُرمى في الفضاء البعيد، لكنها تعود إلى موئلها، إلى حلب:
أسيرُ عنها، وقلبي في المُقامِ بها,,,, كأنَّ مُهري لثُقلِ السيرِ مُحْتَبسُ
مِثلُ الحصاةِ التي يُرمى بها أبدا.... إلى السماءِ، تَرقى، ثُمَّ تنعكسُ
تذكرتُ كذلك الشاعر المبدع، نزار قباني، حين كتب يصف حلب أيضا:
"كانتْ حلبُ دائما على خريطة عواطفي، تختبئُ في شراييني، كما يختبئُ الكُحلُ في العينِ السوداء، وكما يختبئ السُّكَّرُ في العنب"
نزار نفسُه وصفَ حنينَه إلى دارِهِ في دمشق، قال: "هل تعرفون معنى أن يسكنَ الإنسانُ في قارورةِ عطرٍ؟ بيتُنا كان تلك القارورة، أنا لا أحاولُ رشوتكَم بتشبيهٍ بليغٍ، ولكن، ثِقوا أنني بهذا التشبيه لا أظلمُ القارورة، بل أظْلِم بيتنا، كلُّ حروفي مُقتلعةٌ حجرا، حجرا، من بساتينها، وفسيفساء جوامعها، كل ألفٍ رسمتُها هي مئذنةٌ دمشقية، وكلُّ حاءٍ كتبْتُها هي حمامةٌ على قبة المسجد الأموي، ألاف الأزهار الدمشقية تتسلقُ أصابعي كلما أردتُ أن أكتب"
تذكرتُ بيتا مشهورا لأمير الشعراء، أحمد شوقي:
وطني، لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنه..... نازعتْني إليه في الخُلْدِ نفسي.
كتب شوقي أيضا حينَ نفاه الإنجليز عام 1915 بسبب أشعاره الثورية، إلى إسبانيا، ثلاثة أبيات رائعة في الحنين لبلد الكنانة، مصر، قال:
يا ساكني مِصرَ إنَّا عَلَى .....عهدِ الوفاءِ وإنْ غِبْنَا مُقيمينا
هَلَّلا بعثتمْ لنا مِن ماءِ نهركمُ..... شيئا، نَبُلُّ به أحشاءَ صادينا
كُلُّ المناهلِ بَعد النِّيلِ آسنةٌ..... ما أبعدَ النِّيلَ، إلا عن أمانينا!
فجَّرت أبياتُ شوقي ،يُنبُوع مُجايِلهِ، شاعرِ النيل، حافظ ابراهيم، ردَّ على شوقي بأبياتٍ على موسيقى الشعر نفسها، تفيض بالرقة والحنين، قال:
عجبتُ للنِّيلِ يدري أنَّ بُلبُلَه صَادٍ...... فيسقي رُبا مصرَ، ويسقينا!
واللهِ، ما طابَ للأصحابِ مورِدُهُ...... ولا ارتَضَوْا بعدَكم مِن عَيشِهِ لِينا
لم تنأَ عنه، وإنْ فارقتَ شاطِئَهُ...... وقد نأيْنَا، وإن كُنَّا مُقيمينا
أخيرا، هل فيضُ الحنين إلى الأوطان إحساسٌ طارئٌ، يشتغل في الأزمات، مثل أزمة الكورونا الحالية؟ أم إنه جِينةٌ وراثيةٌ، يرثُها أبناءُ الوطن، عن أوطانهم، جينةً، تظلُّ ثاويةً في الأعماق كوشمٍ أزلي لا يزول؟!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاب تَشمُّ الُّلعاب!
- الكورونا وبعير طرفة!
- الجلجامش الأمريكي!
- قذائف الكورونا !
- الداعون بهلاك الصين !
- هل ألكورونا فايروس رقمي؟
- المصارع، ترامب!
- قصة البطل البدوي
- صفقة القرن!
- الترامبيَّة
- ظرفاء البخلاء
- اغتيال سليماني
- سفرٌ على حصان
- المخدرات أفضل من المتفجرات!!
- إلى منقبي العقول !!
- نتنياهو في خطابه الأخير
- السلفية السياسية
- برامج التعليم تنشر الجهل !
- حقائق وعد بلفور !
- اختراع الأبطال


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - من أدب عشق الأوطان.