|
الملك عبدالله يعفو عن السجناء الشيعة ويفتتح جامعة القطيف
علي فردان
الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 13:03
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
من هو الملك عبدالله؟ لا يخفى على الكثير منّا بأن الملك عبدالله شخص بسيط في تفكيره، وربما طيب القلب و أيضاً "نزيه" إلى درجةٍ ما، لكنّ ذلك ليس كافياً لأن تجعل منه قائداً أو حاكماً أو ملكاً ناجحاً. الكثير من القرارات التي يتم اتخاذها من قبل الملك يتم التراجع عنها بعد فترة قليلة، والكثير من هذه القرارات كانت قبل أن يتولى الحكم، أي في وقت كان في الملك فهد في غيبوبته. ويستدل الكثير على أن الملك عبدالله ضعيف وذو نفوذ أضعف لأنه لم يستطع أن يستلم الحكم في الفترة الماضية حين كان الملك فهد في غيبوبة أو في عالمٍ آخر لعدة سنوات؛ مع أن الملك فيصل عزل الملك سعود علناً بحجة أو بأخرى. الملك عبدالله لن يستطع تغيير وضع مأزوم تديره عصابة تحيط بالملك، فالملك بدون شك لن يُفرّط في الحكم ولا في حكم آل سعود من أجل "سواد عيون" الملايين من الشعب، خاصةً وأن المصالح العليا "للوطن" في نظر آل سعود، هي المصالح العليا لآل سعود أنفسهم، فهم يعتبرون أنفسهم مُلاّكاً للوطن وأهله. لربما يرى البعض في أن الملك عبدالله يحاول الإصلاح ولكن البطانة "الغير الصالحة" تحيط به، لكن ذلك القول مردود لأن جميع مستشاري الملك هم باختياره وهم كلهم من نجد، وهذا يعني أن الملك لا يثق في غيرهم، ولا يعير اهتمام لبقية مكونات المجتمع "السعودي". إذا ما كنّا نلوم دائماً الجهات المسؤولة عن تدني الخدمات والإهمال المتعمد لمنطقة القطيف، عدا سياسة القمع والتنكيل بالشيعة ونقول بأن ذلك هو من أمير المنطقة محمد بن نايف، وكذلك من وزير الداخلية، فإن الحقيقة تظل أمامنا وهي لو أن الملك أراد خيراً لمنطقة القطيف لفعل. وربما يريد ذلك ولكنه لن يفعل ويضحي بعلاقته مع بقية "البطانة الصالحة" وأخوته، أو يعرّض حكومة آل سعود لضغوط وهابية من أجلنا نحن الشيعة.
القطيف مرةً أخرى وأخرى الملك عبدالله وهو في المنطقة الشرقية كما ذكرت الصحف المحلية محتفيةً به لافتتاحه مشاريع تزيد قيمتها عن 60 مليار ريال، لم يفتتح مشروعاً واحداً في منطقة القطيف. الملك عبدالله الذي أعلن عن افتتاح جامعة في الباحة وحائل كبشرى في احتفالات الخمسينية لجامعة الملك سعود، لم يعلن عن افتتاح ولو معهد في منطقة القطيف؛ عدا استمرار نزيف آبار أخرى من النفط في القطيف لتصب أموالها في أماكن بعيدة. الملك عبدالله وهو يتعطف ويساعد ويتبرع بالملايين، لم يستطع إلى الآن أن يأمر بالإفراج عن السجناء الشيعة الذين ما زالوا في سجون الداخلية لسنوات دون ذنب ولا محاكمة لا عادلة ولا علنية. تعطّلت صادرات النفط في نيجريا أكثر من مرة بسبب اضطرابات في إقليم النفط والسبب يعود لرغبة سكان المنطقة في الحصول على نسبة من إيرادات النفط لتنمية مناطقهم، والحكومة النيجرية تتفاوض معهم على ذلك. إقليم جنوب السودان تصالح مع الحكومة السودانية تحت قوانين جديدة تضع للإقليم نسبة 50% من خيرات أرضه إضافةً إلى نائب للرئيس، مع أن نسبة المسيحيين في السودان هي حوالي 5%. إقليم دارفور أيضاً يعج بالاضطراب والسبب هو تقاسم الثروة. لكن الشيعة إلى الآن لم يطالبوا بتقاسم الثروة، والتي هي من حقهم أصلاً، ومع ذلك لا يتحدثوا عن ذلك وكأنهم غرباء عن أرضهم. حتى بعد انتشار أعمال الإرهاب في السعودية ومحاولات تفجير النفط وحز الرؤوس والتفجيرات، لازالت الحكومة تنظر للشيعة على أنهم الخطر الأكبر مع أن خيرات الوطن من أراضيهم.
شيعة القطيف وسنة العراق: مقارنة! شيعة القطيف لن ينالوا إلاّ الحصرم سواءً استقبلوا الملك عبدالله ورموه بالورود أم لا. شيعة القطيف لن يحصلوا على جامعة سواءً كتبوا القصائد في مدح الملك عبدالله أو الأمير محمد بن فهد أم لا. شيعة القطيف لن يحصلوا على تصريح بإنشاء صحيفة أو إنشاء مدرسة خاصة للبنات حتى لو فرشوا الأرض ورداً لأبو متعب. شيعة القطيف لن يروا سجنائهم وقد نالوا حرّياتهم فقط لأنهم استقبلوا "صقر الجزيرة" في أرضهم. شيعة القطيف لن يروا عقاباً للدكتور "الشيخ" علي المالكي الذي وصف فيه الشيعة على قناة الإخبارية بتاريخ 2 يونيو 2006 م، بقوله "لا.. لا.. الرافضة ليسوا أخوة لنا وتعبيرك عنهم بالاخوة تعبير خطير... لا يا عبدالله.. هؤلاء. يجب تسميتهم على أحسن تقدير بزملاء في الوطن...". شيعة القطيف لن ينالوا من وطنهم كما نال سنة العراق من وطنهم في الحصول على حقائب وزارية مهمة مثل الدفاع والتعليم العالي، ومناصب أخرى كنائب للرئيس ورئيس للبرلمان، عدا سفراء كسفير العراق في واشنطن ولندن والإمارات العربية المتحدة، ومناصب أخرى كثيرة. إذا ما نظرنا للوضع العراقي حيث السنة العرب فيه أقلية، كما الأكراد وكيف أن هذه الأقليات حصلت على حقوقها كاملةً غير منقوصة، وكيف أن أراض السنة العرب تفتقد الثروات النفطية، حيث أن معظم نفط العراق هو في الجنوب والشمال، نرى الوضع معاكس تماماً في السعودية. هذا الوضع شبيه بوضع العراق أيام صدام البائد، حيث تتمتع أقلية بخيرات الوطن كاملةً؛ هنا في السعودية الأقلية هي نجد وعائلات نجد؛ حيث تتمتع بخيرات الوطن كاملةً غير منقوصة بينما يعيش الشيعة وغيرهم من المواطنين في وضع معيشي مزري للغاية.
وهم القيادات الشيعية طالما ما تسمّي نفسها "قيادات" شيعية ترى أن المطالبة بالحقوق هي عن طريق "الكواليس المظلمة"، فهي لن ترى نتيجة لهذه الكواليس إلاّ أشباح وليس منشآت تقوم بتوظيف أبناء المنطقة. عندما ترى مبنى إدارة سابك في الرياض والمؤسسة العامة لتحلية المياه في الرياض وقيادة القوات البحرية في الرياض، بدون شك تُصاب بالألم، لأن هذه المنشآت كان يجب أن تكون في مناطقنا أو بجوارنا. عندما ترى مياه الشرب المحلاّة تصب في الرياض وتسقي بها الصحراء وشعب القطيف لازال يشرب المياة السبخة التي أقرب لماء البحر منها إلى مياه الآبار، لا شك تُصاب بالحزن. قيادات الشيعة اليوم هي أبعد ما تكون عن القيادة، وأبعد ما تكون عن نبض الشارع، ولهذا لا عتب عليها، فهي تعيش في زمان مختلف عن هذا الزمان وتعتقد بأنها تعيش فترة الثمانينات حين كان صوتها له قيمة في قلوب الناس ظهر في دعمهم لهذه الحركات تجسّد في دعم مالي سخي وصل إلى بيع حلي الأطفال والنساء، وحتى تبرعت الكثير من الأمهّات بـ "عيدية" أطفالها لدعم العمل في الخارج. تبرعات كثيرة وصلت إلى العظم، فحرمت الكثير من العائلات أطفالها من أبسط الاحتياجات لتقدّم هذه الأموال بنفس راضية، قدّمتها لقادة العمل والعاملين في الخارج.
مطالب عادلة لشيعة القطيف الوضع الآن ليس مثل الأمس، ليس فقط لأن الوضع المعيشي أصبح أصعب، بل لأن أكثرية الشيعة لم ترى من تفاهم مع الحكومة لحفظ حقوق الشيعة إلاّ الكذب والخداع والتدليس والمماطلة، وهذا أفقدهم الثقة في قيادات ترى أنها تدافع عن الحق الشيعي لكنها أخفقت في رصد نبض الشارع. نبض الشارع يقول أين النتائج؟ أين الوظائف؟ أين الخدمات وأين مشاريع التنمية وأين الجامعات والمعاهد والمدارس وأين الإذاعة؟ أين حصتنا من النفط؟ أين حصتنا من التمثيل السياسي؟ أين حصتنا من التمثيل الديني والاعتراف بنا كمواطنين أسوةً بالآخرين. للأسف، وأقولها بمرارة، للأسف، فإن زيارة الملك عبدالله للمنطقة الشرقية لن تختلف عن غيرها، فهي زيارة قبل وبعد منطقة القطيف عندما يتعلق الأمر بالمشاريع، ولكن عندما يتعلق الأمر بضخ النفط، فبئر القطيف وحده يضخ أكثر من مليون برميل يومياً، فهل لنا حصة ولو بسيطة من هذه الملايين من براميل النفط خاصةً وأن سعر البرميل فاق السبعون دولاراً؟
#علي_فردان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة القطيف والأحساء: حق تقرير المصير
-
من قتل -ندى من الرياض-؟
-
قطيفي في الكونجرس
-
في القطيف: العيد عيدان وأكثر!
-
خمسة + خمسة + واحد = صفر
-
متى يصبح الشيعي مواطنا؟
-
لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق – في القطيف
-
علي التميمي: أين الأصل وأين الصورة للإرهاب الوهابي؟
-
فيدرالية في السعودية!
-
لا تُبايع .. لا تُبايع
-
أنا إيراني
-
إيران .. السحلية !
-
نايف ... الإنسان!
-
أبو عادل .. أم عادل .. عادل
-
بيع الجمل يا علي!
-
هل تليق الديمقراطية بالسعوديين؟ جواب إلى الأستاذ شاكر النابل
...
-
سجن الإصلاحيين يكشف حقيقة الحكومة السعودية
-
تسونامي عسير
-
الرئيس بوش للأمير عبدالله: النفط مقابل البقاء ...
-
وزيرتان سعوديتان في ضيافة الرئيس بوش
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|