مدخل ل الإتجاه السلوكي في علم النفس الجزء الأول

إسماعيل حجازي

الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 18:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أهلا بك/ي عزيزي/تي القارئ/ة ، أتمني لك/ي قراءة ممتعة و كامل الإستفادة من هذا المقال.

المحتويات : هذا المقال يتكون من عشرة بنود وهم كالتالي :

1- نبذة عن الصحة النفسية
2- نبذة عن الإتجاه السلوكي في علم النفس
3- نبذة عن السلوك السوي و سماته
4- الشخصية السوية عند المدرسة السلوكية
5- تعريف العلاج النفسي
6- المهنيون المهتمون بالعلاج النفسي
7- طرق العلاج النفسي عند المدرسة السلوكية
8- سيكولوجية القلق عند المدرسة السلوكية
9- الميكانيزمات الدفاعية عند المدرسة السلوكية
10 - العلاج البيولوجي و أهميته في الطب النفسي
11- المصادر و المراجع

وسيتم الإكتفاء في هذا المقال بأول أربعة بنود فقط.



أولا : نبذة عن الصحة النفسية

لئن كان الجسد البشري الفسيولوجي في هذه الدرجة من التعقيد لدرجة أن يكون الأطباء حول العالم حائريين في الكثير من الألغاز الطبيه التي لم يصل أحد إلي حل فيها وما أكثر هذه الألغاز ، فإن النفس البشرية أولي أن تكون أكثر تعقيدا و إثارة للجدل ، وكما عرف الإنسان الأعراض الجسدية ، و إلتمس لها العلاج ، فإنه عاني أيضا من الأعراض النفسية و حاول أن يفهمها وأن يعالجها ؛ بالطبع فإن هذا الفهم وما يترتب عليه من علاج كان يتفق مع المستوي الذي وصل إليه الإنسان من المعرفة ؛ فقد كان هذا العلاج يتم في إطار فهم الإنسان ل الطبيعة الإنسانية و للمجتمع الذي يعيش فيه و للكون المحيط به و للعلاقات التي تربط بين النفس و المجتمع و الكون و سنري أن كفاءة العلاج و معقوليته كانت ترتبط إرتباطا إيجابيا مع دقة الفهم لهذه العناصر الثلاثة و لطبيعة العلاقة بينهما.

وتعتبر بدايات القرن العشرين هي بدايات نضج علم النفس و الطب النفسي حيث تبلورت الإتجاهات الرئيسية في الطب النفسي و علم النفس الإكلينيكي كما نعرفها اليوم ؛ و تتمثل الإتجاهات الرئيسية في الميدان الإكلينيكي اليوم في :

أولا : الإتجاه التحليلي الذي أرست قواعده نظرية التحليل النفسي بزعامة " سيغموند فرويد " و بعض زملائه و تلاميذه.

ثانيا : الإتجاه السلوكي الذي يعتمد علي التشريط و التعلم ومن أعلامه "جون واطسن " و "بورهوس سكنر " ؛ وهذا الإتجاه هو ما سنتحدث عنه في هذا المقال

ثالثا : الإتجاه الإنساني الذي أخذ يتبلور أخيرا حول نظرية العلاج المتمركز حول العميل ل " كارل روجرز " ومن أبرز أعلامه أيضا " أبراهام ماسلو " صاحب هرم ماسلو للإحتياجات الإنسانية

وهناك العديد من المدارس الأخري في علم النفس مثل المدرسة الغشتلتية وغيرها ولكن لضيق الوقت و لعدم الإطالة ، فضلنا عدم ذكرها.




ثانيا : نبذة عن الإتجاه السلوكي في علم النفس

بدأ الإتجاه السلوكي بإكتشاف " إيفان بتروفيتش بافلوف " الفسيولوجي الروسي للشرطية الكلاسيكية ، وهي قدرة مثير محايد علي إستدعاء إستجابة معينة ، إذا إشترط هذا المثير بالمثير الأصلي الخاص بهذه الإستجابة ، ورغم أن بافلوف لم يكن عالما نفسيا ، إلا أن بعض علماء النفس تلقفوا إكتشافه بترحيب شديد ، وكان هذا الإكتشاف بداية لعدد من التجارب ، إنتهت بتأسيس الإتجاه السلوكي ، وهو إتجاه عريض يضم داخله عددا من الإتجاهات الفرعية ، شأنه في ذلك شأن الإتجاه التحليلي ؛ و يمثل الإتجاه السلوكي المنافس الرئيسي للإتجاه التحليلي ، و العالم الذي يرجع إليه الفضل في بلورة هذا الإتجاه هو " جون واطسن ".

كان " واطسن " يريد أن يجعل من علم النفس علما مثل العلوم الطبيعية ، وكان يري أن هذه العلوم هي النموذج الأوحد للعمل ، وبالتالي فإنه إعتبر الظواهر التي يمكن ملاحظتها ملاحظة مباشرة ، و قياسها قياسا دقيقا نسبيا ، هي وحدها موضوع علم النفس ؛ ولذلك فإن " واطسن " أنكر علي كثير من الموضوعات التي كانت تعالج ضمن موضوعات علم النفس أن تكون موضوع دراسة لعلم النفس ، مثل فكرة اللاشعور عند فرويد مثلا و فكرة أن المريض النفسي هو موطن صراع بين دفعات الهو و الأنا و الأنا العليا عند فرويد كذلك.

وتقوم الشخصية سواء في إنحرافها أو في حال سوائها عند السلوكيين علي مجموعة من العادات التي سبق أن تعلمها الفرد ، و العادة هي مجموعة من الأساليب السلوكية التي سبق وأن خفضت التوتر عند الفرد أو أشبعت دوافعه و حاجاته ، وبذلك تدعمت وأصبحت سلوكا يستدعيه الفرد كلما وقع في نفس الموقف مرة أخري ؛ وعلي ذلك فإذا تعلم الفرد عددا من الأساليب السلوكية الصحيحة أو السليمة المرتبطة بموقف معين ، نقول أن الفرد قام بتكوين عادة صحية أو سوية مرتبطة بهذا الموقف ؛ ومن مجموع عادات الفرد تتكون شخصيته ، فالشخصية ماهي إلا جهاز العادات الذي إكتسبه الفرد ؛ والشخصية كلها مكتسبة متعلمة تحت شروط التدعيم ، فمن تعلم أساليب سلوكية سوية تكونت لديه عادات سوية ، وبالتالي حظي بشخصية سوية ، والعكس صحيح فمن تعلم أساليب سلوكية خاطئة أو هروبية أو إنعزالية أو لا تواجه الموقف مواجهة صحيحة و كفئة ، تكون لديه عادات

#إسماعيل_حجازي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات