أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - غموض غير متععمد














المزيد.....

غموض غير متععمد


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


ما بعد حدّ الوردِ يأتي العطر محتدّاً
ويرفض أن نشبّهه بمسكِ غزالةٍ
أو نزوة امرأةٍ تبثّ نجومها شرقاً وغرباً...
هذا مكانٌ لا يطيلُ الظّلّ
حتى يخسرَ الجسدُ الهزيلُ رداءهُ
ويعود طفلاً...
أشبهُ الماضي ولا أمضي إليهِ،
لي هنا حجرٌ نما في ذاته وترٌ
فجمّع فوقه بعض الطيورْ
لا حدّ لي
مستوحشٌ كالأرضِ فارغةً
كجسرٍ لا يجمّله العبورْ
فعلى الرياح إذا مفاوضتي
لنسقط في الفراغ معاً
ونترك إخوةً في سلّة الآلامِ ثم نسيلُ
كالتّوتِ الشّآميّ المهيأ للمساءْ
كم مرةٍ أجَّلتُ عرس الأرض في مهد النّدى
وقطعتُ صوت البلبل الذهبيّ حتى
لا يعكّر رغبة الأنثى التي سكتت
أساورها ونامت في فحيح خيالها
قلتُ الأميرةُ سوف تزعلُ
كيف نفعلُ لو هوت من حالها في حالها
أسندتُ شتلةَ نعنعٍ نشوى إلى شجرٍ قريبٍ من يدي
أجلستُ فوق الغصنِ كلّ بلابلي
لأعدّ سيمفونيّة أخرى
تناسبُ ما تجدّد من زمانٍ أو مكانٍ
لم يكونا هكذا من قبلُ...
قلتُ ستفرح الأيامُ لو سمّيتها عسلاً
ولكني أسميها طواحين الدمار
فتخجل الأيام من لغتي
وتدفن رأسها في الرملِ...
عاريةً تجيءُ البنتُ
تدلك بالعبير نهودها
وتعيرُ جزءاً من ذراعيها لخيّالِ الشبقْ
- أعني أنا -
حتى يدوزنَ جنّةً صغرى
ويُبْعِدَ عن زوارقها الغرقْ...
.........
الوردُ في ذهني خيالٌ لازورديٌّ
يشرّقُ أو يغرّبُ
أو يبادلُ سيدات النبعِ شهوتهنّ
يرشو حارسَ البستان كي يسهو عن التفاحِ والرمانِ
والبستان قاطبةً ويسرق ما تيسّر من عبقْ
هذا غموضٌ غير مقصود
لهذا لن أبالغ في الوصولِ إلى جمالٍ غير معهودٍ
وقد أرثُ ارتعاش الفجر من شفةٍ
تذيب اللوزَ في شفتي
وقد ألتذّ بالتقريبِ بين يدٍ وخصرٍ
ينحني ويميلُ حتى يسقط الجبلُ الجليديّ اللعينْ
الورد في كفّي
وفي قلبي عواءٌ شاحبٌ
والوقت لا يكفي لأغفو قرب عازفةٍ تقطّر في النهاوندِ
العتيق عراءها
أنا لستُ زرياباً
ولن تُجدي مقامات العراق جميعها
في وصف سيدة تشلّحني الفضاء
وتنزوي في نغمةٍ مأخوذةٍ من لحظتينِ
كأن بينهما حواراً مستمراً حول طعم الرقصِ
والأوتارُ صامتةٌ لأسبابٍ تخصّ ذهولها
بجمال سيدة ترقّصُ حولها حتى الهواءْ
حتى جزيئات الوجودِ تظنّ أنّ الجنّ
قد دخلت إليها فانتشتْ من نعمةٍ حدّث بها
واشكر عليها كلّ آلهةِ السّماءْ
هل بعدَ سحرِ الرّقص إغراءٌ يثيرُ الساهرين
ويخطف المعنى إلى معنى جديد ؟
.........
يا ليل ما أشهى الظّلامَ العاري
ثمرٌ توهّج دونما أشجارِ
نضجتْ خصور اللابساتِ حدائقاً
فاتبع خطاياها ولو للنارِ
يا ليلُ ينكسر الخريفُ إذا صحتْ
بنتٌ... وتنزل كلّها أمطاري
.........
لو كنتُ وحياً
لاخترتُ نفسي شاعراً لأضيء ذاتي
فوق ما ضاءت بها الأنثى
ولو جمحت بكوكبها القصائد
لانتبذت بها مكاناً غير مكشوفٍ
وألفتُ الأغاني من لقاء النور في جسدينِ
يحتفلان تحت الرّعدِ بالذكرى...
ولو كانت مفاتيح الجنان معي
إذاً لرميتها واخترت فاكهة الجحيم
" بودلير " يامولاي ساعدني لأسكن فيك
يا جدّي الرّجيمْ
22/8/2004



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن واقعية ماركيز وسحره
- الشاعر نزيه أبو عفش والبحث عن الجمال المفقود
- ياسمين على جبين ياسين الحاج صالح
- محاولة لتصحيح المعنى تحت المطر
- مفتاح آخر على باب سردابها
- الشاعر موحشاً
- رقصة على أرض موحشة
- من آناء الليل والنهار
- قصائد تنقصها البداية
- بعض المختلف في شعر نزار قباني
- احتمالات بائدة
- ردا على عينيك
- قراءة في غابة برجها
- نثرٌ آخر للحب
- من جدل القلب
- من أجل استعادة بدوي الجبل
- المسرحي السوري وليد فاضل وشؤون مسرحية
- شهادة عابرة في شاعر ليس عابرا - تحية إلى مظفر النواب
- محمد الماغوط حصن النثر من بلاغة الشعر
- الحداثة الشعرية من أوهام التلقي إلى المستقبل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - غموض غير متععمد