|
الكتاب الثالث _ الباب الخامس
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 11:10
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الكتاب الثالث _ الباب 5 ....من الزمن السحري إلى الزمن الحقيقي
1 تستخدم مفردات الزمن بشكل عشوائي إلى اليوم 4 / 4 / 2020 في العربية وغيرها ! مثلا كلمات زمن ، وقت ، زمان هل هي مترادفات أم تسميات متعددة لفكرة وخبرة واحدة ، أم أنها تسميات لخبرات ( أو أفكار ) مختلفة بالفعل ؟! مثل هذا التشويش ، والركاكة ، لا يقتصر على الزمن وحده . مثلا البيت والمنزل والدار ؟! المشكلة اللغوية والفكرية أيضا ، موجودة في مختلف القضايا المعرفية ، وربما تبقى بلا حل ! .... لنتأمل تجربة مشتركة ويعرفها الجميع ، بهدوء وبدون أحكام مسبقة ، وسوف أحاول متابعتها بأكبر قدر من التفصيل والدقة خطوة ، بعد خطوة : طفل _ة بعد لحظات من الولادة ... يمكن تقسيم اليوم الأول أو الساعة ( وحتى الثانية ) إلى عشر فترات زمنية ، ويمكن تجزئة كل فترة إلى مئات ، أو ملايين الوحدات الأصغر فالأصغر ، وسأكتفي بثلاثة : 1 _ الفترة الأولى ، لحظة الولادة تكون لحظة الحياة ولحظة الزمن واحدة ومتطابقة بالفعل . 2 _ الفترة الثالثة ، ( الأخيرة ) لحظة الموت ، هنا تتكشف المفارقة ، حيث يفصل بين لحظة الولادة ولحظة الموت عمر الفرد سواء كان سبع سنوات أو مئة . 3 _ الفترة الثانية ، ( المتوسطة ) لحظة التشابه والتكرار _ مع الاختلاف أيضا _ وهي غامضة ومجهولة بطبيعتها ، والمؤسف أنها ما تزال خارج الاهتمام العلمي وغيره . مع لحظة الولادة تحدث المفارقة الكبرى ، حيث يتجه الزمن ( العمر والأحداث المختلفة ) إلى الماضي بسرعة ثابتة ( هي التي تقيسها الساعة ) . بالتزامن مع حدث معاكس ويتجسد عبر بقاء الطفل _ة في الحاضر حتى لحظة الموت . كيف حدث ذلك ؟! لا أحد يعرف ، أو حتى يهتم ! مع أنه يتكرر بشكل موضوعي ومع بقية الأحياء ، وليس الانسان فقط . .... طفل _ة في عمر 3 ساعات ، لحظة الميلاد تكون قد صارت في الماضي بالفعل ( قبل 3 ساعات ) ، وهو _ أو هي يبقيان في الحاضر المستمر . العمر : زمن سلبي ، كان في الحاضر وصار في الماضي ، وقبل الولادة كان في المستقبل ، نحن جميعا كنا في المستقبل ، ثم انتقلنا إلى الحاضر ، والآن نقاوم السقوط الحتمي في الماضي الموضوعي أو بيتنا الأخير . الهوية : تجسد استمرارية الحاضر . .... ظاهرة مباشرة تتمثل بثنائية الآن _ هنا ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط : تنفصل الأحداث بصرف النظر عن مصدرها ( الإنسانية أو الحيوانية أو الطبيعية ) عن الحاضر وتبتعد في الماضي باتجاه ثابت ووحيد ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . بينما يبقى الفاعلات _ ون بصرف النظر اختلافاتهم _ن في الحاضر المستمر . هذه الظاهرة تمثل ، وتجسد النظرية الجديدة للزمن . الحاضر ثلاثي البعد بطبيعته ( 1 _ وعي ، 2 _ زمن ، 3 _ مكان ) : المكان ( هنا ) تكرار ، ويتمثل بدقة عبر الإحداثية . الزمن ( الآن ) يتجه إلى الماضي بحركة ثابتة ونفس السرعة التي تقيسها الساعة . الوعي ( الحياة ) البقاء في الحاضر المستمر ، قادما من الماضي بالطبع ( وهذه ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء ، تشبه الظاهرة العكسية ، حيث يتحول الزمن الحاضر إلى الماضي قادما من المستقبل باستمرار ) . 2 من لا يمكنهم فهم الفكرة ( الخبرة ) السابقة ، أعتقد أن مشكلتهم ثقافية وليست مع النص . .... هوامش الواقع الموضوعي بين الموقف القديم ، وبين الموقف الجديد بدلالة النظرية الرابعة للزمن ؟ 1 النظرية الرابعة للزمن ( الجديدة ) تتضمن ما سبقها ، والعكس غير صحيح . النظرية الجديدة تدمج النظريات الثلاثة السابقة ، وتضيف عليها ، والعكس غير صحيح . النظرية الأولى " التقليدية " ، وهي مشتركة بين العلم والفلسفة والأديان ، تعتبر أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل . وهي حركة موضوعية ، وبسرعة ثابتة . وتتجسد مشكلة النظرية ( خطأها ) في عكس الاتجاه الصحيح لحركة الزمن ، أيضا لا تربط بين سرعة حركة الزمن وبين ما تقيسه الساعة . النظرية الثانية " النقدية " وهي مشتركة بين التنوير الروحي ، وبين موقف عقلي شائع في مختلف الأوساط العلمية والثقافية والشعبية والشعبوية أيضا ، يعتبر أن الزمن فكرة رمزية تشبه اللغة والرياضيات ، ولا يوجد ما يقابلها ويمثلها بشكل موضوعي في الطبيعة والواقع . في هذا الموقف " الانكار " ، يعتبر الزمن هو الحاضر فقط ، مع اهمال الماضي والمستقبل معا ، ويتم اعتبارهما مجرد أبنية عقلية بدون وجود موضوعي ، وفعلي . النظرية الثالثة " الحديثة " وأبرز من يعبرون عنها اينشتاين وستيفن هوكينغ ، حيث تعتبر اتجاه حركة الزمن عشوائية وغير محددة . المشكلة في النظرية الثالثة ( أو الموقف ) ، أنها نسخة مطابقة عن الموقف البوذي من الزمن ، لكنها نسخة رديئة ، مزورة ومسلوقة ، ومسروقة ربما . 2 علاقة الحياة والزمن جدلية عكسية ، يمكن ملاحظتها واختبارها وتعميمها بدون استثناء . بعد لحظة الولادة ، يبقى الطفل _ة في الحاضر لبقية العمر . هذه حقيقة موضوعية ، تشمل الحياة والطبيعة أيضا ، وهي ظاهرة وتقبل الاختبار والتعميم . المشكلة في الموقف العقلي للفرد من الزمن ( هو أو هي ) ، تشبه من يعتقدون أن الأرض مسطحة وثابتة وحولها يدور القمر والشمس والنجوم إلى درجة التطابق . الشعور يقود الاعتقاد والتفكير ، عند الفرد الانفعالي وما قبل النضج والموضوعية . وهذا المستوى من الأفراد منتشر في المواقع العليا للدول والمجتمعات ، وأعتقد أن العلاقة بين الجدارة والشهرة والسلطة عكسية في البلدان والثقافات المتخلفة ، ويندر أن تترافق الجدارة مع الشهرة أو السلطة في بلادنا على الأقل يمكن اختبارها بشكل دائم وبسهولة . 3 كيف تشكل الماضي ، ومن أين يأتي المستقبل ؟! هذا السؤال المزدوج ، محور النظرية الجديدة . الماضي يبتعد ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، في اتجاه ثابت نحو الأبعد فالأبعد . المستقبل يقترب ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، في اتجاه ثابت أيضا نحو الحاضر . هذه الظاهرة المزدوجة أيضا تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء . 4 هل يوجد صعوبة في فهم ما سبق ؟! أشعر باليأس أحيانا . لكن أذكر نفسي بسرعة ، أنهم يتألمون بطرق لا يمكن تخيلها . " مرضى لا أشرار " عبارة فرويد المضيئة إلى اليوم . 5 الحاضر يتضمن الحياة والزمن ، هذه بديهية . كل لحظة يبدأ الحاضر ، وكل لحظة ينتهي أيضا . هذا ليس شعرا ، إنها تجربة ملموسة وتقبل القياس العقلي (والمنطقي والتجريبي ) بسهولة . لحظة الحياة تتحرك من الماضي إلى الحاضر ، عبر النبات والحيوان والانسان بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ( السرعة المعاكسة لحركة الزمن ) . لحظة الحياة تقترب من الماضي إلى الحاضر . ثم تبتعد من الحاضر في اتجاه المستقبل البعيد ، فالأبعد ( المجهول بطبيعته ) . لحظة الزمن تتحرك من المستقبل إلى الحاضر ، عبر النبات والحيوان والانسان بنفس السرعة التي تقيسها الساعة أيضا ( السرعة المعاكسة لحركة الحياة الموضوعية فقط ، لا الذاتية ) . لحظة الزمن تقترب من المستقبل إلى الحاضر . ثم تبتعد من الحاضر في اتجاه الماضي البعيد ، فالأبعد . .... ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكناب الثالث _ الباب 4 ف 3
-
الكتاب الثالث _ الباب الرابع مع مقدمة جديدة
-
الكتاب الثالث _ الباب الرابع ف 2
-
الكتاب الثالث _ الباب الرابع ف 1
-
الكتاب الثالث _ الباب الرابع ، مقدمة متعثرة ...
-
الكتاب الثالث _ الباب الثالث مع المقدمة والفصول 1 و 2 و 3
-
الكتاب الثالث _ الباب الثالث ف 2
-
الكتاب الثالث _ الباب الثالث ف 1
-
الكتاب الثالث _ الباب الثاني مع حلقة مشتركة مع ب 3
-
الكتاب الثالث باب 2 ف 3
-
الكتاب الثالث باب 2 ف 2
-
الكتاب الثالث باب 2 ف 1
-
الكتاب الثالث _ الباب الثاني، مقدمة مشتركة
-
نظرية جديدة للزمن _ مخطوط المجلد الكامل ( الكتاب الأول نظرية
...
-
الكتاب الثالث _ الباب الأول
-
الكتاب الثالث _ ف2
-
الكتاب الثالث _ ف3
-
لماذا الكتاب الثالث ....
-
نظرية جديدة للزمن _ مخطوط الكتاب الثاني
-
الكتاب الثاني تطبيقات - نظرية جديدة للزمن - ، القسم الثاني
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|