خالد الصعوب
الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 00:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تختبر الظروف القاسية معادن الرجال ولا شيء يظهر معدنهم كما الاختبارات. بعيدا عن الصعوبات، جميعنا مثاليون، وطنيون، محترمون. أما في الصعوبات، فيتميز الخبيث من الطيب.
كمامة فاين كانت تباع قبل أزمة تفشي الكورونا بثلاثة دنانير واليوم تباع بثمانية عشر دينارا، هي هي، لم يتغير منها شيء، فأين المسؤولية المجتمعية لمجموعة نقل منتجة هذه الكمامات وهي تعرف تمام المعرفة أن المواطنين ومعظمهم من ذوي الدخل المحدود بأمس الحاجة للمعدات الطبية؟ كم ثمانية عشر دينارا يتضمن راتب موظف بسيط لكي يغطي احتياجات عائلته من الكمامات فقط؟ منتجات شركة فاين قائمة على استهلاك المواطن أولا وأخيرا، فكيف تستفيد منه بيد ثم تجلده بالأخرى؟
خطابي هنا للسيد إيليا نقل، رئيس مجلس إدارة الشركة المحترمة، قرأت في عديد من المقالات أن تشديدكم على ممارسات العمل الأخلاقية هو ما برز باسم الشركة، فهل الارتزاق على أكتاف الأزمة عمل أخلاقي؟ وإن تاجرتم بالمواد الغذائية كما بدأتم، فهل ستذلون الأردنيين إن وقعت مجاعة لا سمح الله؟
لن أصف من يستغل أزمة وطن ليتاجر وبدلا من أن يصطف إلى جانب الحكومة ليدعمها في المحنة، ينتظر من حكومته أن تضعه تحت مجهر الرقيب لكي يتقي الله.
نواجه اليوم واحدا من أصعب الظروف متمثلا بهذا الوباء رفعه الله عنا. ومع صعوبة الظرف وحرجه، إلا أنه يبين من نكون بحق. لا نحتاج شهادة من أحد برغم شهادة الأخبار حول العالم بالمثل الذي نضربه في الأردن، فضلا عن مقالة ألمانية بأن الأردن البلد الأكثر أمنا في ظل تفشي الوباء. حس المسؤولية لدى الأردني لا يقارن به لدى أي من شعوب الأرض. فأين حس المسؤولية لدى الشركات التي تتخذ من هذه البلاد مقرا لها والتي لولا المواطن الأردني ما نجحت؟
#خالد_الصعوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟