جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 21:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عندما تأتي الى قصة مريم و ولادة عيسى في القرآن (فناداها من تحتها) لا تستطيع ان تفهم كلمة (تحت) بمعناها العربي (الاسفل) اذا اخذنا بنظر الاعتبار ملحمة قدرة المسيح على الكلام و هو لا يزال في بطن امه الا اذا كان المعنى من تحتها هو في بطنها او رحمها اي ان معنى (تحت) يقابل البطن او الرحم لاننا لا يمكننا ان نتصور المسيح بعد الولادة و هو يرقد في اسفل مريم.
بنفس الطريقة لا نستطيع ان نفهم معنى (جنات تجري من تحتها الانهار) بمعنى الاسفل بل في داخلها و هذا يعنى بان معنى (تحت) يقابل الداخل و الداخل هو البطن او الرحم ايضا على الاقل في اللغة المجازية.
و هذا يعني بان هناك معنيين لتحت اولا معنى ديني مجازي و هو البطن و معنى دنيوي (انا تحت امرك) و هو الاسفل و هناك طبعا نوع من التقارب بين الاسفل و الباطن و الاعلى او بالاحرى الفوق و الخارج و اذا كان المعنى الديني هو البطن و الرحم و الداخل فالسؤال هو من اين اتى هذا المعنى لاننا لا نستطيع ان نجده في اللغات السامية الاخرى كالارامية و النبطية و لا نجده في لغة مجازية عربية و السؤال هو هل هناك معنى دينى لتحت فعلا ام ان القرآن لا يستطيع ان يميز بين الباطن و الاسفل؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟