أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - مقاومة المحتلين بدأت قبل الزرقاوي ولن تنتهي بعده! لسنا مع الزرقاوي ولكننا ضد الإحتلال الأمريكي للعراق















المزيد.....

مقاومة المحتلين بدأت قبل الزرقاوي ولن تنتهي بعده! لسنا مع الزرقاوي ولكننا ضد الإحتلال الأمريكي للعراق


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 11:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المحتلون الامريكيون ومعهم حكومة الدمى العراقية واسرائيل الرسمية ووسائل اعلامها وجميع اعداء الحرية والسيادة لشعب العراق في كل مكان يقيمون الدنيا ولا يقعدونها تهليلا وطربا لنجاح قوات الاحتلال الامريكي وعملائها ومخابراتها بتصفية وقتل ابو مصعب الزرقاوي ومجموعة من مساعديه في احدى الامكنة القريبة من الرمادي. فبعد اخبارية من احد عملاء الاحتلال عن مكان تواجد ابو مصعب الزرقاوي واصحابه قامت الطائرات الامريكية بقصف المكان وقتل جميع المتواجدين فيه. ومن استمع الى اقوال الحاكم العسكري الامريكي في العراق واقوال رئيس حكومة الدمى العراقية وغيرهما من المسؤولين في سلطة الاحتلال في العراق، وما رافق ذلك من تصريحات وتهاني حكومات بلير واسرائيل يعتقد، او هكذا يريد المحتلون واعوانهم الايحاء، وكأنه بتصفية الزرقاوي استتب الامن والاستقرار في العراق ويستطيع الشعب العراقي ان ينام الليل الطويل على الجنب المستريح هادئ البال، وانه لم تعد في العراق مشكلة اسمها احتلال انجلوامريكي للعراق بعد قطف رأس قوى الارهاب في العراق!!
قبل ان اتطرق الى الحرب النفسية – السياسية، الى المدلولات السياسية التي سيلجأ المحتل الانجلوامريكي واعوانه الى استغلالها من التلويح بقميص الزرقاوي الملطخ بالدماء، قبل اتطرق الى ذلك اود ايضاح الموقف من جماعة الزرقاوي المسلحة ومن المقاومة العراقية حتى لا تختلط الاوراق لدى أي احد كان.
فموقفنا المبدئي السياسي الذي نطرحه دائما بوضوح تام ودون تأتأة هو ان الحق المقدس، الحق الوطني والانساني، الحق الشرعي لكل شعب يرزح تحت نير الاحتلال، مقاومة المحتلين بالطريقة التي يختارها ويراها مناسبة لكنسه والتخلص من دنس وجوده لضمان حريته واستقلاله الوطني. فجدلية التطور والصراع ان الاحتلال يولد المقاومة ولا تعايش بين المحتل وبين ضحيته، الشعب المصادرة حريته وسيادته. ومن هذا المنظور والمنطلق، وبعد ان كشفنا اكاذيب وزيف الادعاءات والتبريرات التضليلية الامبريالية الامريكية بانهم جاءوا لنشر نسيم الحرية والدمقراطية في العراق، واكدنا على الاهداف الاستعمارية لهذه الحرب الاستراتيجية العدوانية ولاحتلال العراق، من هذا المنظور والمنطلق اكدنا بان شعب العراق الماجد، وتاريخه النضالي الماجد ضد الغزاة والمستعمرين، لن يركع ويحني هامته عند اقدام الغزاة المحتلين الانجلوامريكيين وسيهب مقاوما لكنس المحتلين واستعادة وجه الحريةالمشرق والاستقلال الوطني للعراق. فبرأينا أي شكل من المقاومة، ان كان مسلحا او سلميا جماهيرنا، موجه الى المحتلين واعوانهم وعملائهم هو مبارك وشرعي ويستدعي من كل الشرفاء والاحرار في العالم التضامن معه وادانة المحتلين.
ولو انحصر توجيه رصاص سلاح وتفجيرات تنظيم القاعدة في ارض الرافدين الذي يتزعمه ابو مصعب الزرقاوي الى قوات الاحتلال الانجلوامريكي وعملائهم من العراقيين الخونة لقلنا انها فعلا مقاومة شرعية تستند الى الشرعية الدولية في مواجهة شريعة الغاب الامبريالية الامريكية، ولكن ممارسات جماعة الزرقاوي جلبت الضرر لكفاح الشعب العراقي ضد المحتلين، كما سودت وجه المقاومة العراقية وشوهت سمعتها بين اوساط الرأي العام العالمي في مختلف البلدان وقارات المعمورة، هذا اضافة الى ان المحتل الامريكي استفاد من هذه الممارسات للتغطية على الجرائم التي يتركبها بحق الشعب العراقي وابنائه لترسيخ اقدام وجوده الاحتلالي في العراق. فاللجوء الى اختطاف اجانب ودبلوماسيين وصحافيين وعمال اجانب وقطع الرؤوس بصورة همجية فحشاء ليست ابدا من ممارسات مقاومة وطنية بل من ممارسات عصابات الاجرام المنظم.
فقتل الناس الابرياء لتحقيق وابتزاز اهداف سياسية ضيقة مدان سياسيا وانسانيا واخلاقيا يا جماعة الزرقاوي وامثالكم في كل مكان. والاخطر من كل ذلك ان جماعة الزرقاوي في العراق رقصوا في الحلبة الكارثية التي اعدها المحتل الامريكي، فبدلا من ان يكون طابع المقاومة وطنيا من مختلف مكونات النسيج الوطني العراقي من مختلف الوان الطيف وهويات الانتماء الطائفي والقومي والسياسي الذين يجمعهم موقف واحد وهو مقاومة وكنس العدو المشترك الواحد – المحتل، بدلا من ذلك طبعت جماعة الزرقاوي "مقاومتها" بالميسم الطائفي المقيت، بتوجيه اسلحة الموت والتدمير ليس فقط ضد جيش الغزاة المحتلين وعملائهم بل ضد الشيعة والمسيحيين بتفجير اماكن عبادتهم، مدارسهم، اسواقهم، بقتل المدنيين الابرياء منهم، وكأن الصراع في العراق هو بين السنة التي ينتمي اليها الزرقاوي الاردني الاصل وبين الشيعة. وبهذه الجرائم الطائفية قدم ابو مصعب الزرقاوي اكبر خدمة للمحتل الانجلوامريكي ولسياسته الممارسة، سياسة تمزيق الوحدة الوطنية للشعب العراقي من خلال تأجيج الفتن الطائفية والصراع الطائفي كمقدمة وتمهيد لتمزيق اوصال الوحدة الاقليمية لارض العراق وترسيخ اقدام الهيمنة الامريكية على دويلات هشة ومصطنعة تأمل بقيامها على انقاض عراق موحد. فالاحتلال لم يلجأ فقط الى اقامة المؤسسات الرسمية الخادمة للاحتلال، الحكومة والبرلمان والمحاكم وقوات الامن وغيرها على اساس المحاصصة الطائفية، بل يلجأ كذلك الى زرع الفتن الطائفية الدموية لتأجيج حرب اهلية ذات صبغة طائفية اثنية. ويستغل المحتل الامريكي بعض جرائم جماعة الزرقاوي ضد المدنيين من الشيعة وغيرهم ليقوم ليس فقط بتأجيج النعرة الطائفية الشيعية ضد السنة ودفعهم لعمليات انتقامية ضد العرب السنة ومؤسساتهم المدينة والدينية، بل كذلك قيام جنده بارتكاب جرائم القتل والتدمير تارة ضد السنة في الاحياء السنية وتارة ضد الشيعة في الاحياء الشيعية وخلق الوهم وكأن جماعة الزرقاوي او غيرهم، من السنة والشيعة، يمارسون اعمال انتقامية. كما يستغل المحتل الامريكي بعض جرائم جماعة الزرقاوي للتغطية على الجرائم التي يرتكبها بحق الانسانية والشعب العراقي، فبحجة مطاردة جماعة الزرقاوي و "محاربة الارهاب والارهابيين" يقوم جند هولاكو الاحتلال الامريكي بارتكاب جرائم هدم احياء سكنية بكاملها، قتل عائلات بكاملها، اعتقال مئات الالوف، فما اكتشف من جرائم ضد المدنيين ارتكبها جند الاحتلال الامريكي وخدامهم من قوات الامن العراقي في الفالوجة والحدثة والرمادي والاسحاقي هي غيض من فيض لم تكتشف بعد مآسيه المخضبة بدماء الضحايا المسفوكة بايدي همج البشر.
مما لا شك فيه ان ادارة بوش واحتلاله في العراق ستستغل تصفية وقتل الزرقاوي، الذي اكثر من برز على ساحة الصراع في العراق، في الحرب النفسية – السياسية لرفع اسهمها المنهارة في العراق وفي الولايات المتحدة الامريكية وفي الشرق الاوسط وكونيا. ففي العراق سيحاول المحتل الامريكي خلق الوهم انه بتصفية الزرقاوي سيصفي ويدفن المقاومة العراقية ويرسخ اقدامه الهمجية في بلاد الرافدين. ولهذا فان ما ننتظره بعد قتل الزرقاوي ان يصعد المحتل الانجلوامريكي من اعماله الارهابية ومن جرائمه الدموية ضد الشعب العراقي، ففي الوقت الذي اعلن فيه عن تصفية الزرقاوي نقلت وسائل الاعلام المختلفة ان المحتل الامريكي عزز وجوده الغازي بعشرة آلاف جندي مستعمر جديد استدعي بعضها من قواعده العسكرية في الكويت وغيرها وانه سيستدعي قوات اضافية من الولايات المتحدة الامريكية. ولكننا على ثقة بان جمرة المقاومة العراقية للمحتلين الغزاة، للمستعمرين الجدد لن تنطفئ حتى لو جند المستعمرون معهم كل قوات الحلف الاطلسي العدواني. فمشكلة الشعب العراقي وقضيته الاساسية هي الوجود الاحتلالي الاجنبي، اما نشاطات وطابع ممارسات جماعة الزرقاوي فجزء من المشكلة ولهذا فحل المشكلة العراقية جذريا لا يكون الا بجلاء المحتل عن جميع الاراضي العراقية المحتلة وتجسيد حق الشعب العراقي بالحرية والاستقلال الوطني، بالحفاظ على الوحدة الاقليمية للاراضي العراقية.
لقد انخفضت شعبية الرئيس جورج دبليوبوش بين اوساط الرأي العام الامريكي الى حضيض لم يسبق له مثيل وذلك بسبب التورط الاستعماري في اوحال العراق المحتل الذي يكلف الغزاة المحتلين الثمن الباهظ جدا بالارواح والاموال والعتاد المدمر. ويأمل جورج دبليوبوش ان يخدم تصفية الزرقاوي مساعي تحسين وضعه بين الشعب الامريكي وذلك من خلال تكثيف الدعاية الديماغوغية بان ما بعد الزرقاوي سيكون عهدا استقرار وامن في العراق!! كما ستشغل ادارة عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم تصفية الزرقاوي لتصعيد سياسة البلطجة العدوانية العربيدة في الشرق الاوسط ومختلف المناطق تحت يافطة "محاربة الارهاب" تصعيد التآمر والعدوان ضد كل من يناهض سياسة الهيمنة الامريكية ومخططاتها الاستراتيجية العدوانية.
ولم نفاجأ من بهجة وسرور المحتل الاسرائيلي لتصفية الزرقاوي، فسيستغل هذا الحدث لتصعيد جرائمه في المناطق المحتلة ضد الشعب الفلسطيني وقياداته وبحجة "مواجهة الارهاب الفلسطيني".
نعود ونكرر ان "حكمًا ضل ما ظل" ولن يكون مصير الاحتلال الامريكي او مصير الاحتلال الاسرائيلي بافضل من مصير جميع الاحتلالات الاستعمارية السابقة الى مزبلة التاريخ. ولهذا نؤكد اننا لم نكن يوما مع الزرقاوي في الجرائم التي ارتكبت ضد الابرياء، ولكننا مع المقاومة لكنس المحتلين، فنحن، وبشكل لايقبل التأويل ضد الاحتلال والمحتلين ان كان في العراق المحتل او في فلسطين المحتلة. ونتمنى للشعب العراقي النجاح في نضاله الوطني العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ينجح الدجالون اعداء الحزب الشيوعي في دق الاسافين بين الحز ...
- ماذا وراء لقاء مبارك – اولمرت في شرم الشيخ؟
- في الذكرى السنوية ال39 للحرب والاحتلال: اما لهذا الليل المدل ...
- العربوش عربوش حتى لو وصل اعلى العروش
- هل ما يبعث على التفاؤل من محادثات أولمرت- بوش في واشنطن؟
- ألم يحن الوقت لترتيب البيت الفلسطيني؟!
- على ضوء معطيات دائرة الاحصاء المركزية: هل تعيش اسرائيل فعلا ...
- زيتون المثلث الذي غرسته يا عبد الحميد ابو عيطة سيبقى أخضر مو ...
- في الذكرى السنوية ال 61 للنصر على النازية: لتوحيد قوى الكفاح ...
- على ضوء طرح الميزانية للقراءة الاولى: هل ستتأرجح هذه الحكومة ...
- حنين مقاتل قديم
- ألمدلول السياسي للتغيّرات التقدمية العاصفة في بوليفيا وأمريك ...
- ستبقى أعلام الطبقة العاملة والتضامن والكفاح الحمراء خفّاقة
- ألعودة حق ولا عودة عنه !
- ألمدلول الحقيقي للشراكة الاستراتيجية بين حزبي كديما والعمل!
- لا مكان لذكر الشيطان الطائفي بيننا
- لا مفرّ من الوحدة يا شعبنا لمواجهة الذئاب المفترسة للحقوق
- لن نتخلّى عن هُوية حزبنا وجبهتنا الامميّة المميّزة يا غازي أ ...
- لمواجهة الخطة الاستراتيجية الكارثية لحكومة كديما الشارونية
- ألجبهة عزّزت من مكانتها جماهيريًا ومن تمثيلها برلمانيًا ألمد ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - مقاومة المحتلين بدأت قبل الزرقاوي ولن تنتهي بعده! لسنا مع الزرقاوي ولكننا ضد الإحتلال الأمريكي للعراق