أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - بلدٌ يخلو من الدهشة














المزيد.....


بلدٌ يخلو من الدهشة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 21:06
المحور: كتابات ساخرة
    


نحنُ العراقيّونَ أقَلُّ الشعوبِ "إصابةً" بالدهشة.
تهطُلُ علينا الأمطارُ خفيفةً ، مرّتينِ في العام ، فنغرَقُ ، لأنّنا نكتَشِفُ أنّ لا مجاري لدينا .. ولا نُصابُ بالدهشة.
تأتي الرياحُ مُحمّلةً بالغبار ، فنكتَشِفُ أنّ نصفنا مُصابٌ بالربو .. ولا نُصابُ بالدهشة.
يذهبُ المُصابونَ بالربو إلى المستشفيات ، فنكتشفُ أنّ لا أوكسجينَ في المستشفيات .. ولا نُصابُ بالدهشة.
نُصابُ بـ "كورونا" ، فنموت ، لأنّنا نكتَشِفُ أنّ لا أسِرّةَ كافيةً في المستشفيات.. ولا نُصابُ بالدهشة.
يأتي الشتاءُ ، فنشعرُ بالبرد ، ونكتَشِفُ أنّ لا "نفطَ أبيضَ" لدينا .. ولا نُصابُ بالدهشة.
يأتي الصيفُ ، فنشعرُ بالحَرّ ، ونكتَشِفُ أنّ لا كهرباء لدينا .. ولا نُصابُ بالدهشة.
نحرِقُ الغازَ الذي لدينا ، ونكتَشِفُ أنّ "الاخرينَ" لا يَحْرِقونَ الغازَ الذي لديهم ، فنستورِدُهُ منهم .. ولا نُصابُ بالدهشة.
تنخفضُ مناسيبُ دجلة والفرات ، ونكتشِفُ أنّ سدودنا قليلةً ، و نكادُ نموتُ من العطش .. ولا نُصابُ بالدهشة.
يغيبُ رئيسُ الوزراء "طَوْعِيّاً ، لنكتَشِفَ أنّهُ لا يغيب .. لأنّهُ يظهَرُ أثناء الغياب، مُرتَدياً "كمّامة" الحضور .. ثُمّ يُعاودُ الغيابَ ، ثُمّ يظهرُ .. ولا نُصابُ بالدهشة.
يستقيلُ رئيسُ الوزراء ، فنكتَشِفُ أنّ لا أحد يصلَحُ ليكونَ رئيساً للوزراء بدلاً عنه ، من بين 40 مليون عراقي ، 20 مليوناً منهم(على الأقلّ) يحملون شهادة الدكتوراه .. ولا نُصابُ بالدهشة.
تحتَلُّ "داعشَ" ثُلثَ العراق ، فنكتَشِفُ أنّ لا جيش لدينا .. ولا نُصابُ بالدهشة.
تنخَفِضُ أسعارُ "مولانا" خام برنت ، فنكتَشِفُ أنّ لا عائداتَ لدينا ،عدا ايرادات النفط .. وبأنّنا يجبُ أن ننتحِر .. ولا نُصابُ بالدهشة.
تسرَحُ الحيتانُ الكبارُ بيننا ، وتمرَح ، ونكتَشِفُ أنّنا لا نستطيعُ إصطيادَ حوتِ واحدٍ منها لإطعامِ الجياع .. بينما الجياعُ يُطاردونَ السردين ، وصغارَ "الزوري" .. ولا نُصابُ بالدهشة.
نُنفِقُ 1000 مليار دولار ، و نكتَشِفُ أنّ لا شيءَ يَتّسِعُ لدينا غيرُ المزابل والمقابر .. ولا نُصابُ بالدهشة.
نحنُ نموت .. نموتُ كثيراً .. ونَكتَشِفُ أنّنا نموتُ بلا سبَبٍ معقول .. ولا نُصابُ بالدهشة.
كُلُّ هذهِ الأشياءَ إكتَشَفناها .. دونَ دهشة.
ولكن .. أنْ نموتَ أخيراً ، ونكتَشِفُ أنّنا قد لا نَجِدُ قبراً لنُدفَنَ فيه .. فهذا هو الأمرُ الوحيد .. الذي يبعَثُ على الدهشة.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه ليست سياسة .. هذا اقتصاد
- الموازنة العامة والتمويل بالعجز ومحنة الإقتصاد والناس
- نيابةً عنهم .. وأصالةً عن نفسي
- تنظيرات كورونا المُميتات
- كورونا وأُمّي والصين والنضال القديم
- الأهداف الإجتماعيّة للإقتصاد في محنة كورونا الراهنة
- زوجات .. وأزواج .. و حصار كوروني
- عُزلة عاديّة .. لطفلٍ في السبعين من العُمر
- عن دور الدولة، ودور-الفئة-السياسية الحاكمة في العراق.. الآن
- واصِلوا تفجيرَ أنفسكم
- حربُ كورونا الراهنة ، وحروبها اللاحقة
- رئاسة الوزراء و دجاجة الحُصّة
- سلاماً لهذا الوَجَع العظيم .. سلاماً لروحي
- كيفَ تكونُ مُحَلِّلاً استراتيجيّاً في يومٍ واحدٍ فقط ؟
- جمعة أخرى غير مُباركة .. علينا جميعاً
- كورونا وأُمّي ذاتُ القناع الحديدي
- الإقتصاد البذيء في الزمنِ النفطيّ
- سندريلا التي تركضُ حافيةً فوق قلبي
- الإقتصاد السياسي للنفطِ المخلوطِ بكورونا
- عن تأثير تذبذب أسعار بيع النفط على عجز الموازنة العامة للدول ...


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - بلدٌ يخلو من الدهشة