عبدالرحمان الصوفي
الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 00:52
المحور:
الادب والفن
في زمن قبل " زمن الكورونا " " أيوب اليمني " لا يملك إلا كتفيه كباقي عمال " الموقف " ... اليمنى يحمل عليها اغراض الناس هرولة وصعودا ونزولا ...اليسرى تعطلت منذ شارك مع المعطلين في وقفة مطالبة بالشغل تم تفريقها ب " الهراوة " ...
يتأوه " أيوب اليمني " ... يتحسس كتفه الأيسر...يصرخ في وجه ناس " زمن الكورونا " : " رجاء أقنعوني بأني مواطن !!! " ..." من يعيد لي منكم كرامتي المسلوبة !!!! ...
عرفت قدر جبني حين تأكدت من سبب استعماله كتفه الأيمن فقط دون غيرها .....
-----------------------------------------------------
قبل زمن الكورونا جمعت الحياة في قرية صغيرة طفلين ، واحد قضى عمره في الدراسة ، والثاني يرعى الغنم ويتعلم العزف على كمان قصديرية ...صار الراعي نجما من نجوم التلفزة والحفلات والمهرجانات ، تعاظم جهله وانتفخ رصيده البنكي ....
أما الأول فعاش مآسي البطالة التي تشبه قانون الحجر الصحي زمن الكورونا ، بل كان ينظر إليه على أنه هو وباء الكورونا نفسه ...وحين حل زمن الكورونا وجدوه أول عامل نظافة يجد ويخلص في عمله لمنع انتشار الوباء ، لذلك كافأته شركة النظافة بمهمة تنظيف محيط فيلا الفنان " الشعبي " المشهور ....
-------------------------------
كان مهوسا بالجمع والزيادة ...كارها لكل نقصان أو خسارة... في يوم من أيام الحجر الصحي ، قال لزوجته : " سأخرج لشراء سبع بيضات... " ، قالت له : بل أحضر عشرة " صاح في وجهها غاضبا :"أصبحت أكره تصاعد الأرقام و الزيادة ..." رمى بالفاتيح التي كان يحملها على الأرض ...ارتفع صوت خصامهما..أخرستهما مكالمة من ابن عمه في المهجر، يطلب منه مبلغ شراء قبر ...تعانقا وجثما على ركبتيهما وهما يبكيان...يكرهان الآن كل زيادة أو نقصان...
-----------------------------------------------------------------------------
#عبدالرحمان_الصوفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟