|
الازمة الاقتصادية – الاجتماعية ما بعد covid-19
مهتدي الأبيض
كاتب وباحث اجتماعي
(Muhtadi Alabydh)
الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 13:27
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
ما اكتبه هنا لا يلخص في مقال وانما يحتاج الى دراسات كبيرة وكثيرة لكن نكتب هنا بقدر المستطاع حتى نوصل المعلومة بشكل بسيط للقارئ الكريم. حسب ما نعرفه من التاريخ البشري ان لكل أزمة عالمية لها تداعيات فيما بعد على الواقع الاجتماعي ومؤسساته. لذا في هذا المقال نحاول ان نسلط الضوء على تداعيات الأزمة العالمية بعد جائحة وباء .covid 19 أرى أن هذا الوباء من أكبر آثاره التي سيتركها على المجتمع العالمي هو الانهيار الاقتصادي وما يترتب على بنية النظام الإجتماعي والسياسي حول العالم. لذا ان الإنسان بطبيعته يواجه الموت في مقابل الحصول على لقمة العيش. فضلا عن أن أحد أسباب الإجتماع البشري هو الاقتصاد كما ذكرها ابن خلدون في مقدمته. ونحن لاحظنا أن الكثير من الناس لا تكترث للوقاية الصحية والحجر المنزلي بقدر تمسكها في عملها. خصوصا في المجتمعات الفقيرة وذات الدخل المحدود والمجتمعات الراسمالية كذلك. في برنامج (العالم الى اين؟) الذي ينقل عبر قناة RT الفضائية تحدث الخبير الاقتصادي طلال ابو غزالة عن مرحلة ما بعد القضاء على كورونا. وتوقع تشتد الصراعات الدولية في المستقبل. وقال (نتكلم عن حدوث افلاسات وحدوث كساد كبير في الاقتصاد. لكن الارواح هي الاغلى والاهم خلال الوباء وبعده) وحين ركز ابو غزالة على الارواح فهو يعي ان الكثير من الدول اليوم تفكر في الاقتصاد وليس في الارواح. وبالتالي هيمنة الجانب الاقتصادي على الجانب الصحي. وهذا له تداعياته الخطيرة على مستقبل الجنس البشري. ربما نتحدث عن هذا الموضوع في مقال اخر حول (مناعة القطيع) السياسة التي تتخذها بعض الدول الرأسمالية. وقال ايضا ابو غزالة عن حجم الخسائر(توقعت التقارير الى ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة الى 25 مليون عاطل عن العمل). وعلق على ذلك (ما يصيب امريكا يصيب العالم كله). فسوف يهبط الدخل القومي وبالتالي هبوط الدخل الفردي في المقابل كثرة الديون مما يؤدي الى الافلاس. وبالتالي لو نظرنا الى الجانب الاقتصادي وتأثيره على بنية المجتمع. فإن كورونا سيترك دول وحكومات ومجتمعات في ازمة اقتصادية كبيرة. الامر الذي يؤدي بالدرجة الاولى الى شيوع الجريمة بكل اشكالها (القتل والسرقات والسطو المسلح والسرقات المنظمة وتجارة المخدرات ...الخ) لان عندما يكون هناك خلل اقتصادي وشيوع البطالة والفقر حتما سيؤثر على البنية الاخلاقية للمجتمع واستقراره. اما في الدرجة الثانية ان كثيرة الجرائم التي سترتفع في المجتمع تؤدي الى حروب اهلية صغيرة خصوصا اذا اصبح هناك تفاوت طبقي ملحوظ في الاقتصاد. وبالتالي تكون هناك طبقة اجتماعية غنية واخرى فقيرة بتفاوت كبير مما يجعل التناحر بين الطبقتين امر وارد جدا. فضلا عن حدوث ثورات جياع في كثير من المجتمعات التي سيتضرر اقتصادها بشكل كبير. اما في الدرجة الثالثة هو حدوث صراعات دولية كبيرة. وهذا يأتي بسبب المشاكل التي ستواجها الحكومات من مجتمعاتها خصوصا الحكومات ذات الانظمة الرأسمالية. لذا ان الدول العظمى ستفكر بايجاد بدائل خارجية لتعوض اقتصادها او الحفاظ على هيمنتها على العالم. او تتوجه بعض الدول الكبرى الى الصراعات الدولية قبل حدوث أي مشكلة اجتماعية. بمعنى انها تسبق وقوع الحدث في ايجاد حلول مسبقة للمشكلات الاقتصادية. علما كان من المتوقع حدوث صراع كبير بين امريكا والصين هذا العام حسب رؤية طلال ابو غزالة. لكن وباء كورونا قلب كل المعادلات العالمية. لذا ان المواجهة بين الكتلة الشرقية المتمثلة بالصين والكتلة الغربية المتمثلة بأمريكا واردة جدا بعد وباء كورونا واي كتلة يصعد نجمها على الاخرى تحدث تغييرات في السياسة العالمية وخريطة العالم. وبالتالي ان ما بعد كورونا سوف يحدث تغيير في النظام الاقتصادي العالمي. هذا التغيير يلحقه تغيير في البنية الاجتماعية وما يحلقها من مشكلات اجتماعية ذكرتها اعلاه ومن ثم ان هناك شكل جديد للواقع الاجتماعي على المستوى الاقتصادي والثقافي والديني وما شاكل ذلك. لكن من الممكن ان الدول تجد حلول مناسبة اخرى اذا فكرت في ارواح الناس اولا. والتنازل عن انانيتها والتفكير في الوحدة الانسانية العالمية من خلال مجلس الامن الدولي او المجتمع الدولي. او ايجاد بدائل اقتصادية سليمة مثل طبع النقود او اعادة توزيع الثروات بشكل عالمي. فالموارد الطبيعية واحدة والانتاج يفي بالغرض والناس واحدة.
#مهتدي_الأبيض (هاشتاغ)
Muhtadi_Alabydh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرضيات في انقراض مجتمعات بشرية. الفرضية الثانية. الاصطفاء ال
...
-
فرضيتان في انقراض مجتمعات بشرية . الفرضية الاولى . وراثة الذ
...
-
الوجه في ثقافة المجتمع العراقي
-
الفهلوية في الشخصية العراقية
-
علوم الهندسة والتطرف الديني
-
(علمنة الله- محاولة علمانية جديدة)
المزيد.....
-
بيونسيه حققت فوزاً تاريخياً.. أبرز لحظات حفل جوائز غرامي 202
...
-
إطلالات خطفت الأنظار في حفل جوائز غرامي 2025
-
ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
...
-
ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
-
بيسكوف: روسيا ستواصل الحوار مع السلطات السورية بشأن جميع الق
...
-
الشرع يؤدي مناسك العمرة في مكة المكرمة (صور)
-
لبنان.. -اللقاء الديمقراطي- يدعو لتسهيل مهمة رئيس الحكومة ال
...
-
إنقاذ الحديد الجريح
-
مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع الكشف عن مصير أخيها (ف
...
-
كيف يمكن استخدام اليوغا كعلاج نفسي لتحسين صحتك العقلية؟
المزيد.....
-
الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة
...
/ محمد أوبالاك
-
جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية
/ اريك توسان
-
الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس
...
/ الفنجري أحمد محمد محمد
-
التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19-
/ محمد أوبالاك
المزيد.....
|