أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري














المزيد.....

الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 02:56
المحور: الادب والفن
    


الصورة واللفظ والفكرة
آفاق الجبوري

النت يسهم في تطوير الأدب والفنون، فعندما يضع الأديب صورة/لوحة مقرونه لنصة الأدبي، فأنهما يتماهيان معا، ليشكلا جسم أدبي/فني، ورغم أن الفصل بين الصورة/اللوحة وبين النص الأدبي، يُبقي هناك خصوصية لكلا منهما، إلا أنهما معا، يعطينا شكلا أدبي/فني جديد، فما دامت المتعة حاضرة والفكرة موجودة، بالتأكيد فأن هذا التزاوج بين الصور/اللوحات والأدب سيشق طريقة في المستقبل ليكون شكل أدبي جديد، له من يربط بين اللوحة/الصورة والنص ليس على مستوى الفكرة فحسب بل على مستوى الألوان والاضاءة والكلمة والحرف.
بتجرد ـ قبل الدخول إلى النص ـ استوقفتني صورة الطفل الواقف والحامل للمغذي، والمريض المستلقي على الأرض في مكان غير مناسب للمرضى، لكن ـ رغم قسوة النص ـ لم يكن يقل جمالية عن الصورة، وأن يبدأ النص بحرف "لا" بالتأكيد له دلالة تشير إلى رفض ما في الصورة، ما يجري على الأرض:
"لاكورونا في بطون الفقراء
ألم يَقل لنا ذلك الطبيب
انها لاتعيش في الحرائق
من منا لم يرى ؟
تلك الحرائق التي أشعلها الجوع
في بطون الجوعى"
وأن تكون الكلمة الأولى الطاعون الجديد "كورونا" وأن تأتي مجموعة من الألفاظ القاسية في فاتحة النص: "الفقراء، لا، الحرائق، لم، أشعلها، الجوع، الجوعى" واللافت أن كل الألفاظ القاسية السابقة مكررة، وحتى لفظ "بطون" مكرر، وهذا يعكس ما تحمله الكاتبة في العقل الباطن، بمعنى أنها تكتب بمشارعها الداخلية وليس من خلال (الوعي)، فلفظ "الفقراء" والمعنى/الفكرة المتعلقة بهم، والحروف التي يشكلها نجد له أثر على بقية الألفاظ: " بطون، لا، لم، الجوع، الجوعى" فكل هذا الألفاظ لها علاقة بالفقراء، ونجد حرف القاف حاضرا في "يقل، الحرائق" كل هذا يجعل الألفاظ والحروف متوحدة في خدمة موضوع/فكرة الفقراء.
لكن القصيدة افتتحت بلفظ طبي "كورونا"، والصورة تفتقد لحضور الطبيب، وحتى للمكان مناسب، وهذا استدعى أن يكون هناك (حضور/تناول) للطبيب في النص، فكان "الطبيب" وما قاله: "لا تعيش في الحرائق" يربط بين الصورة وفاتحة النص، وما يستدعي التوقف، الحروف الكثيرة وأسماء الاشارة التي سبقت ولاحقت حضور الطبيب: "ألم، لنا، ذلك، أنها، لا، في، من، منا، لم" فبدت لنا وكأنها تتماثل مع (التواجد/الحضور) الضعيف أو السريع للطبيب، هذا ما تعكسه لنا تلك الحروف الكثيرة، وهذا ما نجده من خلال الطفل الحامل للمغذي، فهو حامل الكيس الذي وضعه الطبيب، ولم يبقى/ولم يستطع أن يتابع حالة المريض.
"من يعلم لماذا ؟
لم يخنقنا دخانها!!!
جلادة الإنسان
مارثون عالمي
يتسابق إليه الجميع
حفاة بلا رحمة
قرع بطون الفقر
لا يوقف السباق
لا منعطف ..
حتى تلك المنحنيات البارزة
فوق جسد هزيل
لا تُغير مجرى السباق"
كلنا يعلم أن الأسئلة في النص الأدبي تستوقف المتلقي ليتفكر فيما يطرح، فيما تحمله الأسئلة، ففي الفاتحة جاء "ألم، من منا، وهنا تستمر الأسئلة: "من يعلم" وفي هذا المقطع نجد مجموعة ألفاظ تحمل حرف القاف الموجود في الفقراء: "يخنقنا، يتسابق، قرع، يوقف، السباق، فوق" وهناك ألفاظ متعلقة بالفقر والفقراء: "يخنقنا، حفاة، بلا رحمة، قرع البطون، لا، جسد هزيل، الالفاظ المجردة توصل الفكرة، وهناك حرف "لا" الذي يؤكد عدم وجود "رحمة، يوقف، منعطف، تغير" ورغم هذا الواقع القاسي إلا أن هناك أيضا "مارثون، سباق" ويجب خوضه، أو المشاركة فيه.
"جماجم النافقين
قناديل أعطبتها
غفوة الإنسانية
لازال السباق
يتخذ هياكل الأجساد جسراً
يعبر به صوب الوحشية
فإن ماتت الضمائر
من يوقد قناديل الإنسانية .."
الألفاظ " جماجم، قناديل، عفوة، السابق" تشير إلى صورة متعددة ومبعثرة، لكنها تجمعها مأساة الفقراء: "النافقين، أعطبتها، الوحشة، ماتت" وأيضا نجد حرف القاف في: "النافقين، قناديل، السباق، يوقد" بهذا تكون وحدة النص حاضرة في الألفاظ والحروف قبل أن تكون في الفكرة، وهذا ما يجعل النص (صادر/خارج) ليس من حالة الوعي، بل من العقل الباطن، من داخل الكاتبة.
وإذا ما ربطنا لفظ "الإنسانية" الذي جاء أكثر من مرة بالصورة، يمكننا أن نقول أن الصورة والنص يكمل أحدهما الآخر.
النص موجود على صفحة الكاتبة Afak Aljobory AlJobory



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتسال وعدم تطهر!! في مصيدة الحب خليل ناصيف
- ليالي مصرية، الطاغوت والرجال فخري فايد
- منذر خلف الحاج محمد سؤال أسير
- الرجال والرفض رواية المقاومة الإيطالية إيليو فيتوريني
- محمد حلمي الريشة وتعدد الاشكال
- الشيخ المجاهد عز الدين القسام -بيان نويهض الحوات-
- الأنا والآخر في الرواية الفلسطينية أمين دراوشة
- الروايات في كتاب -وجهك ولا القمر، يافا!-
- الحوار النتي
- مجموعة طريد الظل سعادة أبو عراق
- محمد كنعان
- محمد دلة والبياض غير المتكل.
- محمد داوود في قصيدة -الساعة الآن موت-
- حجم ومضمون القصيدة -نجم شحيح الضوء- كميل أبو حنيش
- الحب في ديوان مناجاة حلم سوسن حمزة داوودي
- مسرحية شجر وحجر إبراهيم خلالية
- هم ونحن في الانتظار الجميل كميل أبو حنيش
- مناقشة «كتاب الوجه – هكذا تكلم ريشهديشت»
- وجه في ظل غيمة أمين خالد دراوشة
- أثر السجن في قصيدة -في السجن- منذر خلف مفلح


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري