أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - الاختراق الوهابي في الحوامدية















المزيد.....

الاختراق الوهابي في الحوامدية


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنا دائما نتحدث ونتناقش في الاختراق الوهابي لمصر من خلال تأثر المصريين الذاهبين للعمل ببلاد الخليج بالأفكار وطريقة المعيشة التي شاهدوها وعاشوها هناك وحاولوا تطبيقها عند عودتهم إلى مصر ولكنى لم اكن اعلم ان هذا الاختراق لم يعد قاصر على العمالة المصرية المهاجرة إلى دول الخليج ولكنه امتد إلي ماهو اكثر من ذلك فقد انتقل من تأثرنا بهم ونقلنا لبعض أفكارهم إلى قيام هؤلاء الخليجين بأنفسهم بنقل أنماط فكرهم وطريقة معيشتهم بل وفرضها فرضا علينا من خلال قدموهم إلى مصر وقضاء إجازتهم بها .
فقد قرأت بجريدة الفجر العدد 53 يوم الاثنين 5/6/2006 تحقيق جميل وجرئ قامت به الأستاذة أمال معوض تحت عنوان فتيات الزواج الحرام في الحوامدية رصدت فيها ظاهرة زواج الأثرياء العرب من فتيات الحوامدية .
فمدينة الحوامدية التي كانت مشهورة في الماضي بمصنع السكر أصبحت في عصرنا الحالي مشهورة بفتياتها التي أصبحت الواحدة منهن عند إبائهن كالفرجة التي تبيض ذهبا نتيجة استغلالهن في المتاجرة بأجسادهن للزواج من الأثرياء العرب الذين لم يكتفوا بما احله لهم الدين من الزواج بأربع فاصبحوا بعد الوفرة النفطية الهائلة التي نزلت من السماء على بلادهم يسعون إلى زيادة متعتهم فحللوا الحرام وعرفونا بأنواع كثيرة من الزواج لم نكن نعرفها أو نسمع عنها من قبل كزواج المتعة وزواج المسيار والزواج العرفي وغيرها ووجدوا الكثير من الأئمة والمشايخ الذين يحللون لهم هذه الزيجات طالما ان خير هؤلاء الأثرياء يعم على الجميع .
وفى الوقت الذي كان فيه الثراء يصيب هذه المجتمعات الخليجية كان الفقر يصيب بلاد عربية أخرى كمصر واليمن وغيرها وهذا الفقر المدقع الذي أصاب الكثير من السكان والذي تزايدت حدته في الآونة الأخيرة جعل كل شئ يهون على الأباء فوجدنا من يبيع أحد أولاده كي يتمكن من الأنفاق على الباقين أو يبيع أحد أعضاءه للغرض نفسه وفى مثل هذا الجو الذي زاد فيه الفقر وتغيرت أنماط الاستهلاك وزادت النزعة الاستهلاكية بفعل الأعلام الذي شجع عليها لم يجد المصري البسيط في الحوامدية والبدرشين أي شئ يتاجر به إلا ابنته وطالما ان الأمر كله سيتم باسم الدين فلما لا ؟
فوجدنا الأب البدريشنى لاهم له ألا الحفاظ على ثروته من البنات فهو يفرح لمولدها عكس الأب المصري في كافة أنحاء القطر المصري ويحاول تعليمها التعليم المناسب لان كل هذا سيرفع من سعرها أي ان هذه الفتاة قد أصبحت مشروع استثماري بالنسبة لوالدها وفى النهاية تأتى لحظة تسويق هذا المشروع الاستثماري وتبدأ لحظات عرضه والمساومة مع الثرى على المهر والمقدم وخلافه وتنتهى بكيفية خروج أي أب من هذا الزواج دون خسائر تذكر وتزويجها لثرى آخر وبأسرع مايمكن حتى يستفيد منها الاستفادة القصوى ووجدنا كما يقول التحقيق الصحفي ان مسالة زواج البنت من الثرى العربي تجارة من الأب وشطارة من البنت ووجدنا ان البيوت هناك يطلق عليها أسماء هؤلاء الفتيات فهذا بيت فاطمة وهذا بيت أيمان وهكذا .
والذي يتأمل هذه المقالة سيجد الآتي :
1 ان هذه الزيجات تمثل تجارة مربحة لذوى هؤلاء الفتيات والدليل ان أحدهم وهو سمسار متخصص في التوفيق بين طرفي هذه العملية (وهما والد الفتاة والثرى العربي) قد زوج ابنته أيمان ذات السبعة عشر ربيعا ثلاثة عشر مرة من الأثرياء العرب انتقلت فيهم ابنته من حضن هذا إلى حضن ذاك دون ان يجد الرجل حرجا في كل هذا طالما ان سيقبض مقدما ثمن كل زيجة وطالما ان كل هذا مغلف باسم الشرع والدين .
2 ان معظم هذه الزيجات تتم بدون أي أوراق رسمية حيث تتم الزيجة وفق عقد يكتبه محامى وعادة يكتب من نسخة واحدة يحتفظ بها الزوج آو السمسار أو والد الفتاة و لا تعرف الفتاة عن هذا العقد شئ .
3 ان معظم هذه الزيجات تتم دون أي التزامات اللهم مبلغ من المال يدفعه الثرى كمقدم للزواج ويتقاسمه والد الفتاة والسمسار والمحامى ولا توجد أي التزامات على الزوج فليس هناك بيت ثابت للزوجية ولا إشهار لمثل هذا الزواج كي يضمن للفتاة حقوقها بعد الطلاق خصوصا لو رزقت هذه الفتاة بطفل ولعل مثل هند الحناوى وعذابها في المحاكم لمدة اكثر من عامين كي تثبت نسب ابنتها من أحمد الفيشاوى خير دليل على مدى المعاناة التي يمكن ان تعانيها أي فتاة تتزوج بمثل هذه الطريقة وتحاول إثبات نسب أطفالها .
4 أننا نستطيع ان نتبين من مثل هذه الزيجات ان هؤلاء الأثرياء العرب قد فاقوا في فجورهم ما كان يحدث حتى قبل الإسلام أيام الجاهلية فقد رأينا كيف تطلق الفتاة من هذا الزوج كي تتزوج بآخر بعد يوم آو اثنين دون انتظار لمرور فترة العدة في وقت كان العرب قبل الإسلام ينتظرون مرور هذه الفترة منعا لاختلاط الأنساب .
5 ان هذا الفجور لم يقتصر على ما سبق فقط بل تعداه إلى ما يمكن ان نطلق عليه تبادل الزوجات وكله باسم الدين حيث تحكى إحدى الفتيات واسمها صالحة 18 سنة عن تجربتها قائلة أنها عادة ما تتزوج في شقة بمدينة نصر مكون من اكثر من دور كل دور يعتبر شقة بمفرده وتقول صالحة أنها تزوجت من عبد العزيز الحويطى 48 سنة لعدة اشهر في نفس الشقة في الوقت التي كانت فيه ابنة عمتها فايزة 22 سنة متزوجة من عجمان 42 سنة وفى العام التالي تزوجت من عجمان وتزوجت فايزة من عبد العزيز .
6 نلاحظ أيضا ان الثرى من هؤلاء بعد ان كان يتزوج بإحدى هؤلاء الفتيات وبأخذ زوجته معه إلى دولته وجد انه من الأوفر له ان يتمتع بهؤلاء الفتيات في مصر فبدل من إقامة منزل وتأثيثه ومصروفات سفر وعودة وخلافه وجد انه يمكن ان يتمتع ليس بفتاة واحدة بل بأكثر من فتاة في إجازاته المتعددة إلى مصر وبتكلفة اقل ووجد الكثير من ضعاف النفوس والطماعين يقبلون بهذا النوع من الشذوذ .
7 المتأمل في الأمر يجد ان معظم هؤلاء الأثرياء هم سعوديو الجنسية التي أثبتت شركة جوجل للبحث من خلال بحث أجرته أخيرا حول استخدام الكمبيوتر والإنترنت ان السعوديين قد احتلوا المركز الثاني في البحث عن كلمة مثيلي الجنس بعد الفليبينيين وانهم احتلوا مركز من المراكز المتقدمة في القائمة وذلك في بحثهم عن كلمة جنس واحتلوا مركز تدنى جدا في بحثهم عن كلمة ديمقراطية وهذا البحث يبين لنا مدى تفاهة الأفكار التي يحملها هؤلاء السعوديين وكيفية استخدامهم للنعم التي وهبها الله لبلادهم فنجد ان غالبيتهم أصيبوا بعدوى التطرف سواء ناحية الدين ومثلهم أسامة بن لادن أو ناحية الجنس ومثلهم كل مضاجعي الأطفال والحيوانات .
ان هذا الاختراق الوهابي الذي بدأ في السبعينات من خلال العمالة المصرية المهاجرة والذي زاد وتعمق في الثمانينيات والتسعينات بعودة العمالة المصرية المهاجرة ومحاولتها فرض أنماط المعيشة والأفكار التي قدموا بها من بلاد الخليج انتقلت إلى مرحلة خطيرة عن طريق انتقال هؤلاء الخليجين أنفسهم إلى بلادنا وزواجهم من بناتنا و فرضهم لقيمهم وملابسهم على مجتمعنا وللآسف فان هذا المجتمع يقبل طالما ان هذا الثرى يستطيع الدفع.
ان قيمنا وتعاضدنا كمصريين جميعا قبل هذا الاختراق الوهابي كان جميل فلماذا نستسلم لمثل هذا الاختراق ؟
ان زينا المصري المحتشم افضل ألف مرة من العباءة والجلباب السعودي فلماذا نتخلى عنه ؟
ان موسيقانا ومسلسلاتنا وأفلامنا المصرية كانت عامل جذب لكل العالم العربي فبأي مقابل نتخلى عنها لصالح فكر وهابي يحاول تدميرها ؟
ان صوت الشيخ الطبلاوى ومحمد رفعت افضل مليون مرة من صوت البكاء والنحيب الذي نسمعه من مشايخ السعودية فلماذا لا نسمع الآن إلا هؤلاء الباكين في كل مكان ؟



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات احمد نظيف والعلمانية وجريدة الأسبوع
- طالبان الصومال تدق الأبواب فهل ينتبه المجتمع الدولي؟
- وقوع البلاء ولا انتظاره، التوريث أو الإخوان
- الشيطان يعظ
- مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع
- التدين الظاهري ومسؤولية الحكام
- تعليق على برنامج الكلام وأخره
- سياسة تقبيل اللحى وضياع الحقوق
- مأساة الكنائس المغلقة في مصر
- الأغلبية والأقلية في مصر
- تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
- متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
- مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
- أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
- مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- الميكافيلية وبعض نماذجها العربية
- الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - الاختراق الوهابي في الحوامدية