أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جوزيف بشارة - مقتل الزرقاوي ومقتل الفكر الإرهابي














المزيد.....

مقتل الزرقاوي ومقتل الفكر الإرهابي


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 11:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أعلن رئيس الوزراء العراقي المالكي مقتل زعيم تنظيم تنظيم القاعدة بالعراق أبو مصعب الزرقاوي. وأكدت القوات الأمريكية أن غارة لها على منطقة قرب البعقوبة قد قضت على الإرهابي الأول في الأول الذي تسبب في مقتل وإصابة عشرات الألاف من الأبرياء في بلاد الرافدين. سارع الرئيس الأمريكي بوش بالتهليل لمقتل عدوه اللدود الزرقاوي، الذي تسبب بدرجة كبيرة في تدهور شعبيتة، ووصف الغارة بأنها أنزلت العدالة بـ "أكبر إرهابي مطلوب في العراق." كما أعلن توني بلير رئيس الحكومة البريطانية أن مقتل ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق يعد لحظة هامة جدا للعراق. غير أنه نقل عن وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت تصريحات أكثر تحفظاً حين قالت انه من السابق لأوانه القول بأن هذه نقطة تحول لكنها بالتأكيد يمكن ان تكون مفيدة وامل في ان يكون هذا هو الحال.على صعيد أخر جاءت تصريحات الإسلاميين حول العالم لتقلل من شأن مقتل الزرقاوي حيث نقلت رويترز عن ياسر السري مدير المرصد الإعلامي الإسلامي، الذي يعيش بلندن والمعروف بمساندته لتنظيم القاعدة، قوله أن موت الزرقاوي لن يكون له تأثير يذكر على الجهاد في العراق مؤكداً على أنه –الزرقاوي - مجرد قائد جماعة يقاتل تحت قيادة مجلس المجاهدين. وتوقع السري عدم حدوث تراجع في الجهاد بل ربما يحدث تصعيد لان انصاره سيقومون بعمليات قتل انتقامية. كما نقلت رويترز عن منتصر الزيات محامي الجماعات الاسلامية في مصر قوله "الزرقاوي كان علما، كان قائد جيش، إذا سقط الزرقاوي فان هناك آخرين سيتولون المهمة." ما بين تفاؤل الزعماء الغربيين بأن غياب الزرقاوي سيساعد في القضاء على الإرهاب، والتفاؤل المضاد لزعماء التطرف باستمرار الإرهاب على أيدي أجيال جديدة من الإرهابيين تدور أسئلة عدة حول الأثر الذي يمكن أن يخلفه مقتل الزرقاوي على العمليات الإرهابية في العراق.

على الرغم من أن تهليل الغرب لمقتل الزرقاوي قد يكون مبرراً في بعض مظاهره، إلا أن المغالاة في تصوير الزرقاوي على أنه الزعيم الأوحد للجماعات الإرهابية في العراق قد يأتي بنتائج سلبية على الجهود المبذولة لتنقية هذا البلد من العنف المسلح وجماعاته ورجاله. ليس من المتوقع أن يتأثر النشاط الإرهابي بصورة كبيرة في المرحلة القادمة نظراً لوجود عشرات الألاف من المؤيدين للزرقاوي القادرين على مواصلة مسيرته. إذ لا تزال مقدرة التنظيمات الإرهابية الدولية قادرة على إمداد التنظيمات الإرهابية في العراق بالمؤن البشرية في ظل عدم قدرة السلطات العراقية بمعونة القوات الأجنبية على التحكم في الحدود الدولية للعراق ومنع المتطرفين من التسلل إلى داخل العراق. فضلاً عن ذلك، فعلى الرغم من وجود اختلافات وانقسامات عديدة بين الجماعات المتطرفة بينها البعض حول مفهوم الجهاد ووسائله وغاياته، إلا أن الانقسامات الداخلية تعد أمراً نادراً. من غير المعروف عن الجماعات المتأسلمة تناحرها على القيادة، حيث تتم عمليات نقل السلطة عادة بسلاسة ودون مشاكل. السلم الوظيفي لهذه الجماعات يبدو مرتباً ترتيباً جيداً بما يضمن شغل المناصب القيادية الشاغرة بهدوء وفي إطار النظام الداخلي المتبع. كثيراً ما خلت مناصب قيادية للجماعات المتطرفة خلال الحرب على الإرهاب في العراق وأفغانستان ومصر والجزائر، ولكن لم يعرف عن أي من هذه الجماعات وجود صراعات داخلية حقيقية بها تؤثر بالسلب على نشاطاتها. لعل هذا قد يشير إلى أن موت الزرقاوي ربما لا يعني موت الإرهاب في العراق.

لا أريد بتشاؤمي أن أقلل من شأن مقتل الزرقاوي، إذ أن لا شك في أن غياب الزرقاوي يعد انتصاراً للمجتمع الإنساني على الإرهاب والتطرف وأسامة بن لادن ورجاله المختبئين في جحورهم بأفغانستان. ولا شك في أن مقتل هذا الإرهابي يعد خضوة مهمة في إطار مساعي الحفاظ على مستقبل العراق ووحدته إذا ما نجحت الحكومة العراقية في استثمارها جيداً بتفكيك البنى الأساسية للخلايا الإرهابية. إن انقاذ العراقيين من الأثار المدمرة التي خلفها الزرقاوي على وحدة العراقيين تتطلب جهوداً جبارة من الحكومة العراقية، ففكر تكفير الشيعة والمسيحيين وغيرهما من الطوائف العراقية الذي زرعه الزرقاوي في عقول العديدين من أنصارة العراقيين والعرب لا يمكن القضاء عليه بين يوم وليلة أو بغارة عسكرية. ولعل الدفاع الذي يلقاه هذا الفكر الإرهابي من قادة الجماعات الإسلامية حول العالم يؤكد الحاجة إلى جهود دولية لا تهدأ تبدأ بتوقيف كل من يتبنى هذا الفكر ويبرره، إذ أنه من العار أن يبقى من يدافعون عن هذا الفكر أحراراً ينفثون سمومهم في عقول المغفلين في بغداد وكابول ولندن والقاهرة وغيرها من العواصم الدولية، وهو ما يدفع ثمنه الأبرياء من ضحايا الإرهاب هنا وهناك. أرجو أن يكون غياب الزرقاوي ليس فقط غياباً لجسده، ولكن بداية لغياب فكره الإرهابي.



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبء النفوذ السياسي لرجال الدين – نموذج السيد حسن نصرالله
- التوريث، الإخوان وأزمة الأحزاب السياسية في مصر
- ثروات الرؤساء والملوك في ميزان -Forbes-
- حكومة المالكي ونزع فتيل الطائفية
- مصداقية نجاد أم تربص المجتمع الدولي؟ أين المشكلة؟
- الإخوان يستهدفون حرية العقيدة في مصر
- قانون الزي الموحد يفضح عنصرية نجاد
- دافينشي كود بين مبدأي حرية التعبير والتسامح
- التديين التجاري وهداية هيفاء الواوا!
- قراءة في حديث استباحة فوضى القتل
- الأخ العقيد يصدر التطرف إلى إفريقيا!
- في إستقطاب الفتيات وتغييب العدل والشفافية والحريات!
- معضلة الإرهاب الديني
- التحالف مع الإرهاب تحالف مع الشيطان!
- إعتداءات دهب وكشف عورة الإرهاب
- الهروب من المسئولية في أحداث الإسكندرية
- إيران من اللعبة النووية إلى المواجهة النووية
- إلى شهداء الحرية: شكراً؛ ليس حب أعظم من هذا
- أثر الوسواس الديني في الفكر التحريمي – فتوى التماثيل كنموذج
- مبارك، العراق وفضيحة الصحافة في مصر


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جوزيف بشارة - مقتل الزرقاوي ومقتل الفكر الإرهابي