|
اختتام الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 11:10
المحور:
الادب والفن
خمسة أفلام من الجزائر ومصر وفلسطين والعراق ولبنان تحصد الجوائز الكبرى للمهرجان أُختتمت فاعليات الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، وقد إشتمل المهرجان هذا العام على برنامج حافل ضم العديد من المحاور والأنشطة الثقافية والفنية من بينها عروض الأفلام العربية التي جاوزت الخمسين فيلماً، إضافة بعض الأفلام الأجنبية مثل " إله واحد للجميع " لسيريل كوهين، وأفلام أخر تتحدث بأكثر من لغة مثل " بابا عزيز " لناصر خمير. كما تضمن البرنامج أربع مسابقات للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة التي تتنافس على جوائز الصقر الذهبي والفضي والبرونزي، إضافة إلى جائزة الـ " أي آر تي " التي تُمنح لأفضل عمل أول. وعلى هامش المهرجان أقيمت أربع ندوات وحلقات نقاشية مع عدد من المخرجين والنقاد السينمائيين العرب والأجانب. " البوسطة " يخطف جائزة الـ " أي آر تي " خلافاً لتوقعات الكثير من المخرجين والنقاد والمشاهدين الموضوعيين فاز فيلم " البوسطة " للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي بجائزة أفضل عمل أول والتي تُمنح من قبل " أي آر تي ". وقد جاء في قرار لجنة التحكيم ما يلي " جائزة أحسن عمل أول مُنحت لقصة مليئة بالحيوية والمشاعر تخلط بشكل نوعي بين فيلم الطريق والفيلم الموسيقي. الفيلم يبيّن الحاجة بعد الحرب اللبنانية إلى روح الحياة عبر الرقص، وعبر مزج واعادة مزج الموسيقى التقليدية والحديثة." والغريب أن قصة الفيلم ليست حيوية، ولا مليئة بالمشاعر كما ورد في تقييم اللجنة، بل أن القصة على العكس مملة، وبطيئة، وتفتقر إلى الأحداث والحبكة في آن معاً، ولعل الشيء الجديد فيها هو " رقصة التكنو " الحديثة التي تمزج بين الموسيقى التقليدية والمعاصرة. وقد نجحت اللجنة في تصنيف هذا الفيلم بأنه فيلم طريق وموسيقى في آن واحد. جائزة الأفلام الروائية القصيرة تنافس ثلاثة عشر فيلماً روائياً قصيراً على جائزة الصقر الفضي، وكان هناك عدد كبير من الأفلام المهمة، والناجحة فنياً من بينها " الغسّالة " للسوري هشام الزعوقي، و " على فين " للمصري كريم فانوس، و " صباح الفل " للمصري شريف البنداري، و " شعرك الأسود يا إحسان " للعراقية/ المغربية تالا حديد، و " زيارة إلى الجنة " للعراقي مقداد عبد الرضا، و " تصاور " للتونسي نجيب بلقاضي، غير أن الجائزة قد ذهبت باستحقاق كبير إلى فيلم " بيروت بعد الحلاقة " للمخرج اللبناني هاني طمبا. وقد بررت لجنة التحكيم منحها الجائزة لأن الفيلم " ذو قصة محبوكة بعناية، ومروية بمهنية عالية، ومدعومة بأداء مميز من الشخصيات الرئيسية، ما أضفى الكثير إلى متعة الحكاية. نجح المخرج بذكاء في تصميم عالم يجمع الواقعي بالسريالي والحياة بالعالم الآخر.". أما جائزة الصقر الذهبي للأفلام الروائية القصيرة فقد أُسندت لفيلم " صباح الفل " للمخرج المصري المتميز شريف البنداري. وقد توفرت قصة الفيلم على" تقنيات سردية ممتازة عن امرأة واحدة في غرفة واحدة تخلق عالماً كاملاً من حولها عبر مونولجها الداخلي. وفي الفضاء المصغر للغرفة نشعر بتدفق الوقت، ونحس بماضي حياتها وحاضرها ومستقبلها."
دوار النساء " ينال كبرى جوائز المهرجان أما جائزة الصقر الفضي للأفلام الروائية الطويلة فقد ذهبت إلى فيلم " يوم جديد في صنعاء القديمة " للمخرج اليمني " المقيم في بريطانيا " بدر بن حرصي، والذي سبق له أن أخرج فيلماً مهماً يحمل عنوان " الشيخ الإنكليزي، والسيد اليمني " وفيلماً آخر مثيراً للجدل ينضوي تحت عنوان " اليمن والحرب على الإرهاب " بنسختين إنكليزية وعربية. أما لجنة التحكيم للأفلام الروائية والتي ضمت هذا العام واحداً من أكبر المخرجين الهولنديين الباقين على قيد الحياة جورج سلاوزر، إضافة إلى عضوية كل من الناقدة السينمائية الهولندية بيليندا فان دو خراف، والمخرج المغربي المقيم في باريس إسماعيل فروخي، والفنانة المصرية سميرة عبد العزيز. وقد رأت هذه اللجنة متنوعة الإنتماءات أن الفيلم يتوفر على شروط النجاح الفنية، وأنها " منحت الجائزة لفيلم نكتشف فيه بلداً لم نره من قبل في فيلم روائي. في اليمن وفي مدينة صنعاء نتعرف على مجتمع تصطدم فيه التقاليد بلغة القلب مما يؤدي إلى ضرورة اتخاذ قرارات صعبة." أما كبرى جوائز المهرجان، وهي جائزة الصقر الذهبي " فقد فاز بها فيلم " دوّار النساء " للمخرج الجزائري محمد شويخ. وقد تناول الفيلم "حكاية أسطورية تجري أحداثها وسط غابات نائية وتتأمل في أحوال مجتمع يحكمه الخوف والرعب. إنه فلم يذكرنا بأفلام رعاة البقر الكلاسيكية عندما يغادر الرجال القرية فتمسك النساء بزمام الأمور، يستبدلن حقائبهن ببنادق وقوة يقاتلن كل من العدو اللامرئي القادم من خارج القرية والعدو القابع بينهن.". وقد سبق لمحمد شويخ أن مثّل في عدد من الأفلام المميزة من بينها " فجر المعذبين " و " رياح الأوراس ". الأفلام الوثائقية إرتأت لجنة التحكيم لهذا العام منح تنويهين أحدهما لفيلم وثائقي طويل والآخر قصير، وكلاهما جاء تقديراً لجرأتهما في الطرح، ولتعاطيهما مع موضوع إنساني أولاً قبل أن يكون موضوعا خاصا بالمرأة. الفيلم الأول الذي إستحق هذا التنويه هو فيلم " المهنة امرأة " للمخرجة المصرية الشابة هبة يسري، وقد طرح هذا الشريط قضية حساسة تدخل في مجال التابوهات، وفيما يتعلق بابتزاز المرأة على نحو عام. وقد منع الفيلم في مصر وعدد من الدول العربية، وقد كانت سانحة حظ أن يُعرض في مهرجان الفيلم العربي، ويُشاهد من قبل الجمهور العربي الذي كان تواقاً لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا المنع. أما التنويه الثاني فقد مُنح لفيلم " نساء بلا ظل " للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، وقد منح هذا التنويه لأن الفيلم يساند قضية المرأة السعودية، ويظهرها على أنها مسؤولة عن وضعها.كما يشير الفيلم الوثائقي من جانب آخر إلى أن النمو الاقتصادي المتسارع في الخليج عموماً يساهم في إرجاعها إلى الوراء، بدل أن ينهض بها، ويضعها بموازاة النساء اللواتي يعشن في الدول المتحضرة التي تحترم المرأة، وتضعها بمستوى الرجل من دون تمييز على أساس الجنس. أما جائزة الصقر الفضي للفيلم التسجيلي القصير فقد منحت لشريط محمود المساد "ثلاثون مترا من الصمت" لنجاحه في تصوير الصراع من أجل الحفاظ على الهوية في بلد يدعي بالانفتاح، لكنه يعمل على الدمج القسري للأجانب والوافدين الجدد إلى هولندا. الصقر الذهبي للعراقية هبة باسم أما جائزة الصقر الذهبي للفيلم الوثائقي القصير فقد أسندت عن جدارة للمخرجة العراقية الشابة هبة باسم عن فيلمها المهم " أيام بغدادية " لشموليته في تصوير راهن وطن هو العراق عبر يوميات امرأة تحاول أن تجد عملاً وسكناً وحباً في أرض بات كل شيء فيها... شبه مستحيل. أما جائزة الصقر الفضي للفيلم الوثائقي الطويل فقد فاز بها مناصفة فيلم " مكان إسمه الوطن " للمخرج المصري تامر عزت، وفيلم " وجوه معلقة على الجدار " للمخرج اللبناني وائل ديب. وجدير ذكره أن فيلم " مكان إسمه الوطن " قد نال إعجاب الجميع، وقد ضجت القاعة عشرات المرات بالضحك والتصفيق لأن الفيلم كان شديد الإثارة والتعبير والرمزية، ويقول أشياء كثيرة في جمل خاطفة سريعة. وقد بررت اللجنة منح هذا الفيلم جائزة الصقر الذهبي " لتصويره الناجح والممتع لحياة وأحلام مجموعة من الشباب القاهري الباحث عن تحقيق ذاته في مكان ما على الأرض وسط عالم سريع التحول.". أما جائزة الصقر الذهبي للفيلم الوثائقي الطويل فقد أسندت لشريط "من يوم ما رحت" للفلسطيني محمد بكري لقدرته على الجمع بين السيرة الذاتية والجماعية فيما يعرض واقع شعب يرفض التخلي عن الأمل. ومن اللافت للإنتباه أن تختار اللجنة التنظيمية للمهرجان فيلم " بنات وسط البلد " لحفل الإفتتاح. ومع أن محمد خان هو مخرج متميز إلا أن هذا الفيلم كان مملاً، ونمطياً، ورتيباً، ولا يصلح للإفتتاح قطعاً، علماً بأن هناك أفلاماً روائية عديدة كانت أفضل منه بكثير لكنها لم تنل هذه الفرصة السانحة مثل " عمارة يعقوبيان " لمروان حامد، و " دوار النساء " لمحمد شويخ، و " خشخاش أو زهرة النسيان " لسلمى بكار.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجليات الأسلوب اليوغند ستيلي في - أصابع كاووش - التعبيرية
-
عدد جديد من مجلة - عمّان - الثقافية
-
إعتقال المفكر الإيراني المعروف رامين جهانبكلو وإتهامه بالتجس
...
-
مهرجان الفيلم العربي في روتردام يحتفي بربيعه السادس
-
بنية الإنسان المكبوت في مسرحية - الصفعة - لإيخون فان إنكْ: ا
...
-
إستذكارات - كاميران رؤوف: تتأرجح بين الأداء الكاريزماتي وتأج
...
-
مُلوِّن في زمن الحرب لكاظم صالح ينتزع جائزة الجزيرة الخاصة:
...
-
في شريط - قطع غيار - لجمال أمين: كائنات معطوبة، فقدت الأمل ب
...
-
وفاة الكاتب الهولندي المثير للجدل خيرارد ريفه: موضوعاته المف
...
-
الفيلم التسجيلي - السجين رقم 345 - والإنتهاكات المروّعة لحقو
...
-
راشيل كوري.. ضمير امريكي ليحيي بركات: شريط تسجيلي يوثق لسياس
...
-
مهرجان الجزيرة الدولي الثاني للإنتاج التلفزيوني يعلن عن: ولا
...
-
إختتام الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التلفزي
...
-
المخرج الأردني محمود المسّاد: تجربة التمثيل مهمة بالنسبة لي،
...
-
في الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة للإنتاج التلفزيوني
-
مجلة المصير في عددها المزدوج الجديد: ملف خاص عن مهرجان روترد
...
-
الأبعاد الرمزية وترحيل الدلالة في فيلم - أحلام - لمحمد الدرا
...
-
عدد جديد من مجلة - الألوان الكونية - المتخصصة في الفن التشكي
...
-
صدور العدد الثاني من مجلة سومر
-
شريط - عراقيون وسينما - للمخرج خالد زهراو: محاولة لرسم معالم
...
المزيد.....
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|