|
رواية (حساء الوطواط) ح5
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 13:42
المحور:
الادب والفن
مر الأسبوع هذا ثقيلا جدا بأحداثه وبما صار عليه الكنغ من عصبية وتوتر لا تعرف تماما مصدره ولا أسبابه، فكثيرا ما تأزمت الامور في البلد دون أن تؤثر بأي شيء في سلوكه، هل كانت الأسباب هي رحلة أربيل؟ أم أن هناك خطب ما لا تدركه أو حتى لا تعرف ما هو؟ الأسئلة تتوالى عليها ليزيد من توترها اليومي مع كثرة الأخبار المزعجة الي تسمعها وأختلاط الحابل بالنابل منذ من أن قتلت أمريكا عدوها الرئيس في العراق، الوضع أشبه ببركان قد يتفجر لمجرد أن يشعل أحدهم عود ثقاب ليولع سيجارته، أه........ كم فضيع أن تعيش في قافلة لا تعرف بالتحديد من هو سائقها....... وإلى أي نقطة ستصل، العراق أشبه بسفينة تائه يتوقع لها أن تقتحم مثلث برمودا في أي لحظة. حتى صلاح لم تعد تراه إلا قليلا والذهاب إلى ساحة التحرير أصبح مزعجا عندما يعرف الكنغ أنها كانت هناك، حتى لا تثير معه أي مشكلة قررت الصمت التام في العمل وفي السكن، كل شيء يبدأ بكلمة وينتهي بأخرى، الجو المشحون لا يساعد حتى في أن تسأله عما يشغله وعن الهم الذي يحمله، قد يكون مني بخسارة مالية... أو أن ما كان يجنيه لم يعد كما كان، لا تفكر أصلا أن يكون كل ذلك نتيجة الوضع السياسي في البلد فهو من أنصار شعار طنش تعش تنتعش، السياسة بالنسبة له مثل شخص يرغم على السباحة في مستنقع أسن وهو في قمة أناقته ويطلب منه أن يحافظ على تلك الإناقة. لم يبقى أمامها إلا الجلوس في الشقة بعد أنتهاء عمل المكتب وأنتظار ما يجري وبصمت، توثقت علاقتها مع الشاشة تتابع كل ما يجري تتنقل من قناة تليفزيونية إلى أخرى، تركيزها على أخبار التظاهرات بالتأكيد إنه يغنيها عن الذهاب إلى الساحة، لكنه لا يسد لهفتها إلى رؤية الوجوه حيه ومتفاعلة هناك، تظاهرات صاخبة هنا وتظاهرات أكثر صخبا هناك وأحداث السفارة وووو.... الكثير مما يشدها للشاشة وتتابع بصمت، حتى الكنغ بدأ يتابع معها أثناء السهرة المتأخرة ما يجري... إنه تحول جديد.. في لقطة مرت سريعا رأت شخصا يشبه (الحجي أبو إيمان) من بين الذين ظهروا يحملون السلاح.... هو لا ...هو نعم ... لكن ما مر كان سريعا جدا لم يدعها أن تتأكد وتخشى السؤال من (جي جي) بالتأكيد أنه رأه... نظرت من تحت إلى وجهه لترى ردة الفعل... لم تلاحظ شيئا وكأن الأمر لا يعنيه إن كان هو..... شاهدت اللقطة التي يظهر بها الرجل أكثر من مرة وفي كل مرة تزداد حيرتها مع الشك، هل من الممكن أن يكون (الحجي ابو إيمان) هو يسير خلف (.......) حاملا سلاحه وكأنه أحد رجالات الحماية وهو من يسير وخلفه حماية مسلحة، قد يكون شبيها له ولكن كل العلامات التي ركزت عليها هي ما تؤكد شكها فيه، لا شيء غريب في الأمر هذا هو عالم السياسة والقوة والأمر الواقع طالما انه يؤمن حياة مرفهة وعيشة مع سلطة تسحق تحت اقدامها، ليس البشر المختلف معها إنها تتوحش حتى مع كرامة من يظهر لك قويا وصلبا وذا سطوة.... إنها متوالية القوة من تحت لفوق ومن فوق لتحت... الوزير يتملق للرئيس والمدير العام يتملق للوزير ونهاية السلسة المواطن البسيط يتملق لمن يقف في باب غرفة موظف الأضابير... جاءتها فكرة سريعة أن تصور اللقطة من خلال كامرة الهاتف المحمول وبعد عدة محاولات نجحت أخيرا في ذلك، أرسلت على عجل الصورة إلى صلاح خدمة لتسأل إن كان يعرف هذا الرجل، لم يتأخر الرد سريعا.... نعم يعرفه وكيف لا تعرفيه أنت... أنسيتي من كان الوسيط في قضية سلام زوجك ... إنه هو الذي أقنع سلام بمشروع المقاولة وقبض ثمن وساطته مقدما ثم أختفى... صاعقة أخرى تضرب مخها المهزوز بالمفاجآت المتتالية وتزيد من البلبلة التي تعيشها منذ أسبوعين تقريبا. لم يكن وقع الجواب على سؤالها من أن (الحجي أبو إيمان) كان هو الوسيط بقدر غرابة أمر علاقته بالكنغ هو ما جعلها ترغب بالتقيؤ، هل كان يعرفه حقيقة وهو الذي حاول أن ينقد المرحوم بأي طريقة، أم أن علاقته قد تكون بعد ذلك ولا يعرف من الأمر الذي جرى، من المؤكد أنه كان يعرف ذلك فقد توسلت له من قبل أن يردع سلام عن المضي بمشروعه وهو الذي أخبرها في حينه أن كل الأطراف (ثقة) ويعرفهم جيدا... يا ترى هل حياة سلام كانت بيده وفرط بها وهو يعرف ما سيكون .... من فعل ذلك بالتأكيد يعرف أكثر عما جرى وما كان .... لا أستغرب أبدا أن يكون هذا البدين المقرف مجرد حيوان مفترس يأكل ضحاياه واحدا بعد الأخر وهو واثق أن القانون لن يطاله بشيء لأنه يملك المال.... الدولار الملعون سيد الموقف في ظل دولة ليس فيها غير الاسم المعلن. أرسلت رسالة أخرى له يا صلاح هل من الممكن أن يكون هذا الأخرق شريكا معهم في قضية سلام؟ ارجوك لا تقل أنك لا تعرف... أكاد أمزق ثيابي وأخرج عارية للشارع... أرجوك هل تعرف من قبل مكان أو عمل هذا الملعون (أبو كفر)... أنتظرت الجواب الذي تأخر كثيرا وهي تتقلب كأنها سمكة أبتلعت سما فهي لا تستقر ولا تهدا وعاجزة عن فعل ما يطفئ نيران أشعلها جواب صلاح.. لا أعرف التفاصيل بالضبط، ولكنه كان يتحدث في المرتين السابقتين الذي ألتقيت بهما ومعي سلام أنه مع الوزير المعني بالأمر كالخاتم في الأصبع، قد يكون كذلك ولكن ما تأكدت منه أنه أرتكب الجريمة دون أن يترك أي دليل ضده أو ضد الوزير. من يستطيع أن يقنعها الآن أن تترك الأمر حتى تهدأ العاصفة وتمر بسلام، ثم تتحرك نحو القضاء لتسترد جزأ مما يمكن أن يجعل روح سلام تقر وتستقر في قبرها وقد ذهب ضحية الدناءة والجشع، كيف ستتصرف مع الكنغ حول هذا الأمر وهي معلقة كالمشنوقة بين يدية تنتظر ركلة الكرسي لتموت هي الأخرى بلا ثمن، لا بد من أن تفعل شيء... لا بد أن تنتصر لظلامتها... أبو إيمان قاتل وهو أبرأ من الإيمان وأقرب إلى شيطان بثياب ولي.. هو غريمي الآن لا مجال حتى مع الرحمة مع من لا يعرف الرحمة... حياة إنسان ذهبت لأجل عيون الدولار... فكرت ان تذهب لغرفة الكنغ وتفتح الخزانة اللعينة تلك لتبحث عن أي دليل أو شيء ما يقودها إلى هدفها الجديد، تسللت للغرفة وهو نائم بعد ليلة من الثمالة الشديدة فقد أنهى كل ما بين يديه من ويسكي، إنه كالجثة الآن، تحسست أنفاسه ما زال الكلب حيا، سحبت الغطاء عليه حتى لا يصحو من نومته وهي تدخل غرفته خلسه، لا يتحرك وشخيره يملأ المكان، ذهبت إلى الصورة المعلقة على الجدار لتجد المفتاح، يا أبن اللعينة لقد غير المكان،.... اين يمكن أن يكون الآن... كيف يمكن الاهتداء له، إنه ثعلب بدين بروح كلب عاق وذئب أجرب، بصقت عليه وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء. الفجر يولد بهدوء في سماء بغداد والبرد في كل شوارعها، الشباب في الساحات وحدهم يحرسون أسوار الثورة من أن يغتالها أشقياء الزمن الرديء تحرسهم روح دجلة ودعاء الأمهات من فجعت ومن تنتظر خبرا يقرع باب ألامها، ليتني كنت أما الآن لسهرت الليل كله أحرس خيام المعتصمين وأنا أرتدي كفني راية العراق، ليتني مت قبل أن أكون جارية لهذا المسخ .... لم أعد أطيق ذلي ولا يمكن أن أكون لقمته السائغة في كل وقت.... سأنتقم منك ... سأنتقم من شريكك بالقتل الشيطان أو الكفر...
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية (حساء الوطواط) ح4
-
رواية (حساء الوطواط) ح3
-
رواية (حساء الوطواط) ح2
-
رواية (حساء الوطواط) ح1
-
عالم ما بعد الكورنالية الراهنة. تحولات كبرى وأزمات متجددة.
-
العراق .... بعين العاصفة.ح2
-
العراق .... بعين العاصفة.ح1
-
حسابات الوهم وحسابات الدم
-
من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح11
-
كتابات يتيمة قبل الرحيل
-
من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح10
-
من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح9
-
بيان المعتزلة الجدد ج2
-
بيان المعتزلة الجدد ج1
-
من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح8
-
من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح7
-
من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح6
-
من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح5
-
نصوص من دفتر خدمتي الضائع
-
من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح4
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|