أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهى بشارة - مهزلة الافراج عن عامر فاخوري














المزيد.....

مهزلة الافراج عن عامر فاخوري


سهى بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 6522 - 2020 / 3 / 24 - 13:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


أمضيتُ عشر سنوات داخل معتقل الخيام الذي يعتبر رمزاً من رموز انتهاك حقوق الانسان في القرن العشرين، واسم هذا العميل والذي كان يلقب بـ”جزار الخيام” كان حاضراً في زنازين هذا السجن الذي كان يتولى امرته العسكرية.

في تاريخ 17 أيلول (سبتمبر) 2019 تم توقيف عامر الياس فاخوري وجاهيّا بعد 13 يوماً من دخوله إلى الأراضي اللبنانية عبر مطار بيروت.
وفي ١٦ أذار (مارس) 2020 تم إخلاء سبيله بقرار من رئيس المحكمة العسكرية.
هذه المحكمة تنظر في العديد من الجرائم الاستثنائية من ضمنها تلك التي تمسّ بأمن الدولة الداخلي أو الخارجي ومنها الخيانة أو التجسّس أو الصلات غير المشروعة مع العدو.

بعد جلسة المحكمة العسكرية وبحثها، وأخذها بعين الاعتبار ما أسند لعامر الياس فاخوري من ممارسات أقدم عليها ضد الأسرى أثناء توليه إمرة سجن الخيام قبل العام 1998، تتراوح بين قمع الاحتجاجات بالعنف والقوة، وممارسة ضروب التعذيب والمعاملة غير الانسانية، والمشاركة أو الاشراف على تعذيب الأسرى وخطف وإخفاء الأسير علي حمزة بعد تعذيبه، أصدرت المحكمة العسكرية الحكم بكف التعقبات بحق المتهم “وذلك لسقوط دعوى الحق العام بمرور الزمن العشري… “.

سمعت باسم عامر الياس فاخوري قبل أن يتم اعتقالي من قبل الاحتلال الاسرائيلي عبر عملائه المعروفين باسم “جيش لبنان الجنوبي”، فأنا من أهل منطقة الشريط الحدودي، واسم هذا الرجل كان شائعاً بين الناس بصفته من وجوه المعتقل وواحداً من أبرز السجانين. أمضيت عشر سنوات داخل هذا المعتقل الذي يعتبر رمزاً من رموز انتهاك حقوق الانسان في القرن العشرين، واسم هذا العميل والذي كان يلقب بـ”جزار الخيام” كان حاضراً في زنازين هذا السجن الذي كان يتولى امرته العسكرية.

سمعت باسمه ونحن في زنزانة رقم 6 عبر شهادة على لسان المعتقلة السابقة كفاح عفيفي إذ روت لي كيف أطفأ سيجارته في جرحها المفتوح. كفاح عفيفي الفلسطينية التي خرجت حية من مجازر صبرا وشاتيلا. هذه المجازر التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في العاصمة بيروت عام 1982 مطلقاً وموجهاً خلالها العنان لعملائه في جيش سعد حداد. وهذا الجيش نفسه كان في أثنائها عامر الياس فاخوري في صفوفه اللوجستية، وشارك تبعاً لأقواله في الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، وهذا ما ورد في رسالة من عائلته نشرتها جريدة النهار في 23 أيلول (سبتمبر) عام 2019.

عندما أعيد وأعيد قراءة هذا القرار، أشعر وكأنهم يتحدثون عن آمر لسجن لبناني، اقترف ما اقترف من ممارسات وانتهاكات وضروب من الإجرام، مضى عليها الزمن.

المحكمة لم تكلّف نفسها أن تذكر في مكان ما بين الأسطر التي خطّتها ولو بالحد الأدنى كلمة اسرائيل للتوضيح، أو كلمة عدو أو خيانة أو المرور على عبارة، على صعيد المثال وليس الحصر، المّس بأمن الدولة! ليستوقفني مباشرة، هذا العرض الطبيعي لجريمة الإخفاء القسري للأسير علي حمزة واعتبارها أيضاً جريمة يمر عليها الزمن!

عندما أعيد وأعيد قراءة هذا القرار يجتاحني شعور بالغضب من معادلات يكادون يسقطونها من ناحية على السجن وكأنه لم يكن معتقلاً للعدو الاسرائيلي، ومن ناحية أخرى على الاحتلال وكأنه كان من مخلفات الحرب الأهلية.

بعد كل ما أتيت على عرضه، ماذا علينا أن نقول للشهداء الذين سقطوا في معتقل الخيام! ماذا نقول لكل الشهداء الذين سقطوا وهم يقاومون الاحتلال الاسرائيلي!

اليوم وباسم القانون اللبناني وبدعة أن العمالة تسقط مع مرور الزمن، فليشرع لبنان أبوابه للعميل رياض العبدالله وغيره من العملاء الذين نشرهم جهاز الامن والاستخبارات القومي الاسرائيلي في العالم ولم يحتاجوا أن يحملوا الجنسية الاسرائيلية.

ولمن لا يعرف رياض العبد الله فهو من بين أهم العملاء اللبنانيين في الموساد الإسرائيلي . تم القبض عليه مع 20 من عناصر ما كان يعرف بجيش لحد، عام 2002 في ساحل العاج بتهمة الوقوف وراء أعمال عنف وتم إطلاق سراحه على أثر تدخل إسرائيلي.

أما أخيرا وليس آخراً وفي سياق هذه المهزلة التي ترتكب باسم القانون، أميركا التي تدخلت مباشرة لمنع السلطات الفرنسية من إطلاق أقدم سجين سياسي في سجونها، السجين جورج ابراهيم عبدالله( 1985)، ها هي اليوم تتدخل لإجبار السلطة القضائية اللبنانية – وغيرها- لإطلاق مواطن أميركي من أصول عربية… عفوا فينيقية.

ليبقى السؤال لماذا دخل عامر فاخوري الأراضي اللبنانية؟ وكيف تمت ازالة اشارة الأمن العام عن اسمه واسم غيره من العملاء؟



#سهى_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة الافراج عن عامر فاخوري


المزيد.....




- ترامب يعلق على رفض بايدن إمكانية مهاجمة إسرائيل لمواقع إيران ...
- ترامب لإسرائيل: اضربوا منشآت إيران النووية
- وزير كويتي سابق: لن تكون هناك أزمة حدودية مع العراق إذا حسنت ...
- أنباء عن استهداف شقة في شمال لبنان بـ -مسيرة-
- بايدن: الفرق الأميركية والإسرائيلية على تواصل دائم بشأن التط ...
- إسرائيل: مقتل جنديين في هجوم بمسيرة -من الشرق-
- لأول مرة منذ بداية الحرب.. الجيش الإسرائيلي يستهدف طرابلس شم ...
- الجزائر تستغرب من عدم تحديد الجناة في تفجير -السيل الشمالي- ...
- المغرب.. رصد عوامل تعرض 40% من تلاميذ المملكة للتحرش الجنسي ...
- بايدن -قلق- مما سيفعله ترامب في الانتخابات الرئاسية، في أول ...


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهى بشارة - مهزلة الافراج عن عامر فاخوري