أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توما حميد - أمريكا بحاجة الى المزيد من الحروب و الأنتصارات فمن العدو القادم!















المزيد.....

أمريكا بحاجة الى المزيد من الحروب و الأنتصارات فمن العدو القادم!


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 455 - 2003 / 4 / 14 - 12:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

 

بينما لم يتم بعد القضاء على النظام بشكل نهائي، وتنكشف تدريجيا حجم مأساة الجماهير في العراق وتتعاظم الصعوبات التي تواجة التحالف في هذا البلد،  سارع وزير الدفاع الامريكي الى تضخيم اهمية الانتصار على النظام العراقي بتشبيه سقوط هذا النظام بسقوط جدار برلين.
في الحقيقة رغم كل محاولات الادارة الامريكية والماكنة الاعلامية ، سيبقى النصر على النظام العراقي بالنسبة لامريكا، في احسن الاحوال حدثا عابرا ونشوته محدودة و مؤقتة. ففي الحقيقة  لايمكن المقارنة بين  انهيار الاتحاد السوفيتي و القطب الشرقي من جهة و انهيار نظام صدام من جهة اخرى.
 كان الاتحاد السوفيتي ندا قويا للقطب الغربي لعقود، بسط نفوذه على انحاء واسعة من العالم. حيث كان قطبا عسكريا قويا منافسا لامريكا و القطب الغربي في فترات طويلة من عمره ، و شكل نموذجا اقتصاديا منافسا في مراحل معينة رغم تخلف هذا النموذج المتمثل برأسمالية الدولة قياسا براسمالية السوق الحر. كما ان استنادا الى قوته العسكرية و طريقته المختلفة في تنظيم الاقتصاد و ادارة المجتمع و التي لاتعني بالضروة انها كانت افضل من نموذج القطب الغربي،  برز الاتحاد السوفيتي كقطب ايدولوجي قوي خاصة في العقود الاولى من عمره.
 في حين ان نظام صدام حسين افتقد كل تلك المقومات، حيث كان بالكاد يحكم بلداً صغيرا و محدودا في امكاناته. القدرات العسكرية العراقية لم تتعدى جيشا جائعا مسلحا باسلحة قديمة تعود الى السبعينات، وضعيف التدريب مثقلا بالهزائم مجبر على القتال، ومجموعة من الصواريخ الخاملة وربما اسلحة غير تقليدية محدودة عديمة لاية قيمة عسكرية في حرب ضد جيش حديث كالجيش الامريكي. القدرات  الاقتصاية العراقية هي الاخرى محدودة جدا ودمرت في حرب الخليج الثانية وخلال 12  سنة من الحصار الاقتصادي.

 لماذا اذا كل هذا الجهد لاعطاء هذا النصر ابعادا اكبر من ابعاده الحقيقية؟ دول التحالف تعرف جيدا ما يواجهها ويواجه الجماهير في العراق. الواقع مختلف عما تحاول وسائل الاعلام عكسه عن طريق التركيز على مشاهد بعض  العراقيين وهم يحتفلون بسقوط النظام. هذا جانب من الحقيقة، الجانب الاخر للحقيقة، هو اكثر جدية بالنسبة للجماهير في العراق و لدول التحالف ايضا. عشرات الالاف من العراقيين مدنيين وعسكريين  قتلوا في هذه الحرب، هؤلاء لم ينزلوا من كوكب اخر. هؤلاء لهم اقارب واصدقاء ومعارف سوف لن يستقبلوا التحالف بالورود!  البنية التحتية في العراق التي دمرت في حرب الخليج الثانية و نتيجة للحصار الاقتصادي قد زيدت دمارا. بعد ان تنتهي نشوة التخلص من صدام ستفوق الجماهير في العراق على المذابح و الخراب والفوضى وانعدام الامن و انعدام الكهرباء و الماء و الخدمات الصحية و غيرها. ستفوق على تقهقروتراجع المجتمع المدني. ستفوق على البديل الاكثر رجعية الذي بدأت ملامحه تتبلور. القوات الغازية تعود للعمل بقانون العشائر لعشرينات القرن الماضي وكأن المجتمع قد بقى ساكنا دون ان يتطورخلال ثمانين سنة مضت. نسوا ان نفوذ العشائر كان قد كنس من حياة الجماهير في العراق ، وان صدام نفسه هو الذي اعاد بعض الهيبة للعشائر كوسيلة رجعية للسيطرة على المجتمع والابقاء على حكمه. الاشخاص الذين دعوا الى اجتماع الناصرية، 14 منهم مما يسمى بمعارضة الخارج وهم مجموعة من عملاء CIA والجنرالات السابقين للنظام البعثي وملالي في قمة الرجعية و29 شخص من الداخل اغلبهم من رؤساء العشائر. ماذا تتوقع من هؤلاء، من ديمقراطية قبلية تحت اشراف البنتاغون! . ستفوق الجماهيرلتجد ان اكثر قطاعات المجتمع تخلفا ورجعية تتحكم في مصيرهم.

من جهة اخرى فان انهيار الاتحاد السوفيتي عزز مكانة امريكا السياسية. وان لم يدم سوى بضع سنوات، فحتى قبل هذه الحرب ورغم القوة العسكرية الغاشمة التي تمتلكها امريكا الا ان مكانتها السياسية ومصداقيتها بدأت تضعف كثيرا. وهذه الحرب رغم النصر على النظام الفاشي ربما سوف تقوض هذه المكانة اكثر. على خلاف الحمقى وقصيري النظر من المعارضة العراقية فان الاغلبية الساحقة من الناس في هذا الكوكب لايصدقون ادعاءات امريكا و الاهداف المعلنة من وراء هذه الحرب. الحرب غير شرعية  حسب القانون  الذي وضعوه هم انفسهم. الان حتى واذا اكتشفت اسلحة غير تقليدية في العراق سيكون من الصعب اقناع العالم بانها كانت  تشكل خطرا جديا على امن العالم. امريكا لن تبني العراق ووضع الجماهير سيسوء بشكل او باخر وسوف يتبين بانها لم تاتي لكي تنقذ الجماهير من الدكتاتورية او لترسخ الديمقراطية وعندها ستتأكل هذه المصداقية اكثر .
 و الاكثر من ذلك ان هذه الحرب ادت الى ولادة حركة سياسية جماهيرية قوية، رغم كل اختلافات المنظوين تحتها، الا انها موحدة في عدائها ضد الظلم الذي تمارسه امريكا في مختلف انحاء العالم. هذه القوة في اقل تقدير هي قوة اعلامية لابأس بها ضد امريكا. 
أذا لماذا كل هذا التضخيم في حجم نصرهم و الانجازات التي حققوها؟
رامسفيلد يعرف جيدا ضرورة تحقيق نصرا في هذا الوقت من تاريخ امريكا. كما قلنا لقد كانت مكانة امريكا السياسية  كقوة عظمى وحيدة وكقائدة العالم تتهاوى الى ان اتت احداث 11 ايلول وحربها في افغانستان لتحسن  تلك المكانة قليلا و تنفس موقتا عن الازمات التي تمر بها امريكا. ألا ان مفعول هذه الحرب التي اعطت امريكا الفرصة لكي تكشف عن قوتها وتفوقها العسكري وتحاول ان تبرهن بان العالم بحاجة الى قيادتها بوجه عدو كالارهاب الاسلامي، لم يدم طويلا، لذا فالادارة الامريكية بما فيها رامسفيلد احست بحاجة امريكا لحرب اخرى، فاتت الحرب في العراق. لكن هذه الحرب ايضا و رغم النصر العسكري الواضح سوف لن يدوم مفعولها طويلا. هذا ان لم تضر بمكانة امريكا. يجب ان لاننسى ان مكانة امريكا الاقتصادية ايضا وطوال هذه الفترة كانت تتقلص بسبب تباطئ الاقتصاد الامريكي واحتمال الدخول في ركود قاسي اكثر من بروز قطب اقتصادي منافس.    
 لذا فان امريكا  بحاجة الى عمل عسكري اخر والى حرب اخرى او بالاحرى الى حرب مستمرة تبرهن للعالم تفوقها العسكري وتكون رسالة اخرى تذكر الاصدقاء قبل الاعداء بان امريكا قائدة العالم بدون منازع. من يكون العدو القادم سوريا، ام ايران ام كوريا الشماية، وماذا ستكون  الحجج؟ هذا غير مهم. المهم هو شن حرب اخرى وتحقيق انتصارات اخرى.
  



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لن تقوم امريكا ببناء العراق؟ الفرق بين عراق اليوم والم ...
- المعارضة العراقية: يا عالم لاحل لدينا غير حرب امريكا!!!!!!!! ...
- جوق التسبيح بحمد المنقذ الأمريكي
- الليبرالية على طريقة المعارضة البرجوازية العراقية


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توما حميد - أمريكا بحاجة الى المزيد من الحروب و الأنتصارات فمن العدو القادم!