روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6521 - 2020 / 3 / 23 - 09:48
المحور:
الادب والفن
مذ رن هاتفي في قيلولة ذاك اليوم الخريفي
وقبل أن ينمو الليل بين أجفاني بمترين
حملني صدى الصوت الهادر من حنجرة أنثوية الملمس
إلى حجر روحي
لا فرار منه
منذئذ ..
انقطعت أخبار الأسطول الأمريكي من متاحف الشعر
لا علم لعصافير حديقتي
أين قفز الدب القطبي
ساعتي لم تنبه عن رحلات خليفة الدولار
وخوازيقه المدببة تحت أرداف المسلمين
لم استمع إلى الراديو
لم أشاهد الجغرافيا على التلفاز
ولم أرسم خريطة جديدة لوطني
فقط .. بين الحين والحين
تغزو مناماتي أشباح في هيئة ثوار التحرير
وما زال القيد يلوي كلماتي
كل ذلك كان .. قبل الكورونا
كل ذلك كان .. بعد الكورونا
تمهلي في استدعاء صور القحط
من ماخور الجن
الربيع لم ينجب بعد أجنة الفراديس
وعلى جيدك ..
وشمات هيجان السرير من ليلة الأمس
لا حراس على مقابر انزوت وحيدة
ترفع تكبيرات الموت .. كلما
سجلت الملائكة سطرا من عناق
ولد قبلة بين الصدر
وانفجر وطنا في صحن الفخذين
إني هنا ...
ممسحة تكنس الآثار
فتنقل العدوى بين قبلة وأخرى
إني هنا ..
هراوة تخيط جعبة الآثام
فيهرع الفم إلى تلاوة المعصية على أبواب الجنة
إني هنا ..
أكرع كؤوس القيامة من صراط الأنبياء
فيترنح النادل بين سيقان أمه .. في كأسي
كل ذلك .. كان قبل الكورونا
كل ذلك .. كان بعد الكورونا
هنا .. على صهيل الخوف
الحيطان تحمل كتابات
بلغة لم تكتبني
ربما كانت مسمارية من زمن ولادة قلبي
بين أدوات التنجيم
وربما كانت هيروغلوفية
لم تنجب آهات مخاضي
اسمع دندنة من الخارج
تشبه سوط الجلاد حين يفك أزار مدينة
لم تفك بكارتها تحت حوافر الجياد
في قزحيتي ..
لوحة موبوءة بألوان العصر
تحمل امرأة قد وضعت يدها على رأس
يشبه الطاعون في ملمسه
وهي تقسم بأغلظ المواسم
أن الغد حبلى بيرقات الخصوبة
فتسقط اللوحة في يدي
وفي الجوار
الكل يعلن الفرار من كتب الأساطير
وحده الفجر يرتجف
ليلثم دمعة سقطت من كفي
قبل أن ينتحب السماء في الهزيع الأخير من أنفاسي
كل ذلك .. كان قبل الكورونا
كل ذلك .. كان بعد الكورونا
٢١/٣/٢٠٢٠
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟