عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6520 - 2020 / 3 / 22 - 22:25
المحور:
كتابات ساخرة
قتلاً للملل ، إتّصلتُ هاتفيّاً بعدد من الأصدقاء "الحصريّين" – المُحاصَرين – المُجاهِدين .. وسألتهم السؤال العراقي التاريخي : ها شلونك على كَعدة البيت ؟
كنتُ أسألُ عن سلوكهم وتصرفاتهم هُم .. فإذا بأجوبتهم تتمحوَرُ كُلّها حول سلوكِ زوجاتهم .
أخبرني أحدهم ، أنّ زوجتهُ بدأت ترتدي أزياء غريبة.
قال آخر ، أنّ زوجته تتحدّث فقط عن الفايروسات ، وكأنّها باحث أقدم في معهد باستور ، وليست إحدى حفيدات حليمة السعديّة.
أحدهم قال: أنّ زوجته تتحدّث عن الأوضاع الإقتصادية ، وكأنّها ليست زوجته تلك "أُم السواكَة" ، بل واحدة من كبار اقتصاديّي البنك الدولي.
زوجٌ آخر قال : زوجتي بدأت تقرأ كتب مثل : رأس المال ، وأصل الأنواع ، والوجود والعدم ، وهكذا تكلّم زرادشت .. وعندما سألتها : ما الذي يقولهُ هؤلاء (عليج العباس) .. خَنْزِرَتْ عليّ .
صديقٌ آخر همَسَ لي بالتلفون ، وبالكاد سمعتُ صوته ، أن زوجتهُ تُصَلّي دائما (خارج الصلوات الخمس) ، وتقرأُ القرآنَ كثيراً .. وهو يعتقِدُ جازِماً أنّها قد ذهبتْ إلى الحَجّ والعُمرة عشر مرّاتٍ تقريباً في أيّام الحصار السبعة .. وأنّهُ يراقبها باستمرار وهي "تَنْفُرُ" راكضةً بين المطبخِ و"الهول" ، وكأنّها تسعى في الحرَمِ المكيّ ، وليس في بيتٍ مساحتهُ مائةُ متر.
آخرُ قال : أنتَ تتذكّرُ مذاق طبخها سابقاً ؟ قلتُ لهُ .. نعم .. ايخَبُّل .. قال : تعال وذوق هسّه .. عبالك دتاكُل بمعسكر للنازحين !!!!.
أغلقتُ تلفوني .. وأقسمتُ ان لا أتّصل بعدُ بـ "زوجٍ" صديق أبداً .. إلى أنْ تنجلي الغُمّة ، عن " أزواجِ" هذه الأمّة.
شعرتُ بسعادةٍ غامرة ، وشكرتُ ربّي كثيراً ، لأنّ زوجتي الحبيبة ، وربّة بيتي وقلبي وروحي ، لا تشبهُ زوجات أصدقائي .. يبو فدوة لكَلبها الحْنَيّن .. الجبير.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟