محمد أمين خيرالله
الحوار المتمدن-العدد: 6520 - 2020 / 3 / 22 - 19:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في هذه اللحظات،عندما تتمشى بين ازقة الحياة ما هو الذي يجعل الواقعَ واقعاً؟
و هذا ما يجب أن يلتفت إليه العالم أننا قد ننزلق في منحرف اشبه بالحلم
كلٌ منا قد مر بحُلم،تلك اللحظة التي تستيقظ منها من الحلم و تكتشف أن ما كنت فيه كان مزيفاً محض حلم
و بذلك تعي أنك قد رجعت إلى الواقع،قد استيقظت
و انا هنا اطرح سؤال بجدية كبيرة
ما الدليل على أن العالم في يقظة و ليس حالماً
ما الدليل على افعالنا أنها هي الواقع،انها هي الأصل و وجودنا هنا هو اليقظة من الحلم و ليس العكس!
و هذا هو المأزق الايديولوجي الذي يمر العالم فيه الآن و الاعتقاد السائد إلى أن البشرية قد توصلت إلى أصل اليقظة و كل ما كان كان حلماً
و هذه مشكلة العالم الأوروبي و الغربي في الحقيقة
أن العالم يظن بأنهُ يسير في الاتجاه الصحيح اليقظ و أن ما نمر فيه و أن مرحلة ادراكنا هذه هي الأصل
نحن نحتاج إلى تلك الصفعة التي تخرجنا من ثقتنا في الحقيقة
و هنا التفت لأمر مهمين في المفهوم الفلسفي لبيان الواقع
الأول و هو الاغتراب،ان يشعر الإنسان انهُ ليس جزء من الواقع و ليس منتمي له،لكنهُ يحتاج إلى ذلك الوعي،ذلك الثقب الذي تتسرب منه الحقيقة إلى بصيرة العقل و تشكل تلك الحجارة التي تضرب المرايا لتهشمها
نحن نحتاج الى هذه الصخرة الآن الثقة الحالية في الواقع تشكل مشكلة كبيرة في العالم
العالم مغيب تماماً عن نفسه أصبح يخلق مفاهيم تنعكس من القلق لتضبيط نفسه في عصف الحياة الواسع
و قد التفت هنا إلى القلق من التعاسة
تلك النظرة المخيفة إلى التعاسة
بمجرد ان يمر العالم في تعاسه ما خوفاً من مصلحة استقرارة التي تبث السعادة فيه
يلهث وراء ما ينسيه،يسعى إلى السعادة بكل الطرق!
هذا العالم خلق لنفسه قيماً جبانة ليصنع استقرارة
لذلك تكثر في عالمنا جمل مثل لا تقلق!،لا تفكر ليس هنالك شيء
و كأن العالم يدرك انهُ يعيش في حلم لكنهُ يرفض أن يصحو منه
أنهُ حب الكذب و الزيف من أجل حفظ النفس
لا يستطيع البشر أن يفهم أن هذا العالم ليس هم
أنهُ منفصل العالم ليس إلا تفسير معين
أنهُ مجرد حلم لدى الكثير و هذا ما فعلته ثقافة السعادة
تدمير الإنسان عن طريق الإحساس و ليس الإدراك
المكاتب مليئة بالخزعبلات عن البحث عن السعادة و محاربة القلق
و كأن واقع العالم يجب أن يكون سعيد
يجب أن يكون ذلك الحلم الجميل
هذا ما يجعل العالم سذج و مجانين
لا اقصد المجانين أولئك الذين نميزهم من ملابسهم المبعثرة و كلامهم المتبعثر اللامنطقي
اقصد المجانين الذين لا يدركون أن استيقاظهم من الحلم هو بداية حلم جديد آخر
#محمد_أمين_خيرالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟