أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - يوسف حمك - غلاء المهور عنفٌ موجعٌ بحق الفتاة .














المزيد.....

غلاء المهور عنفٌ موجعٌ بحق الفتاة .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 22:38
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


تمجيد المال و تقديسه هو نتاج الجهل الخائب العاثر المنهزم ،بالاعتقاد أن التنافس في الإسراف ، و الغلو في إنفاق الأموال برهانٌ على علو المقام و الرفعة . و أن العامل المادي ورقةٌ رابحةٌ للفت الأنظار ، كما يحتل المقام الأول لخطف الأضواء .

مجتمعٌ فيه الغرور يغزو العقول ، و الخيلاء يجتاح الأفكار ، و التعالي يحتل الأذهان ، و التبختر يستوطن النفوس .
الناس كل همهم التبجح و التكبر و بريق الأضواء ، و الانصياع خلف المظاهر الزائفة .

من ألمع الاعتقاد قبحاً ، و أكثر السلوك سوءاً أن يطلب الأب مالاً باهظاً ثمن زواج ابنته ، كسلعةٍ نادرةٍ أو درةٍ نفيسةٍ ، تُعرض للبيع في مزادٍ علنيٍّ ، يحصل عليها من يدفع أكثر .
يتعمد الغلاء و لسان حاله يقول : " أنا الأرفع مقاماً و الأعلى منزلةً ، بل أنا الأكفؤ و الأنسب و الأرقى ....

نعم الفتاة قد تكون جوهرةً مرصعةً بالرقة و الجمال ، و درةً مكتنزةً بالملاحة و النضرة .... و ناهيك عن أن الأنثى نعيم العيش و رغد الحياة و فردوسها .
فبدلاً من أن يُنظر إليها بترفعٍ و ارتقاءٍ ، يعاملها ولي أمرها باستخفافٍ و سفولٍ حينما يرفع مهرها غالياً ، كي يرضي غروره ، مغتراً بالزعامة ، متبختراً في مشيته بتعجرفٍ .... معتقداً أن غلو مهر ابنته من علو مقامه و سمو منزلته و ذروة شهرته .

المهر من حق الزوجة نعم ، لكن ليس لدرجة البلوغ إلى إرهاق كاهل الشباب و تعجيزهم عن الدفع ، أو لجوئهم للاستدانة أو الاقتراض و الاستلاف .
و ناهيك عن العزوف عن الزواج و العنوسة ، كردة فعلٍ لعادة إنفاق المال الطائل في البذخ و التبذير لتجهيزات الزفاف ، و إقامة الحفلات التي تنبض بالرفاهية و الترف في أفخم القاعات و أكثرها تميزاً ....و التباهي بتقديم الأطباق الشهية و المقبلات اللذيذة التي تتناسب تطلعات دعاة الشهرة الزائفة و هواة المفاخرة المذمومة .
و علاوةً على الاستخفاف بالآراء التي لا تتوافق و نهجهم الاستعلائي اللامبالي .

نهجٌ عنجهيٌ ، و تسفيهٌ لذات المرأة و التدني لمنزلتها و الهبوط بقدرها إلى الحضيض .
لأن قيمة الذات تكمن في أفكارها النيرة و أهدافها النبيلة و عطائها المتفاني ، كما ثراء عفتها ، بعيداً عن جعجعات الأضواء الكاذبة و زيف الشهرة .
أهو تعويضٌ لعقدة النقص ، أم هو مرضٌ نفسيٌ ؟!
ملعونةٌ هي الثقافة العتيقة ، دنيئةٌ تلك العقلية المغموسة بطينة التقاليد البالية ، و سافلٌ ذاك الذهن الخائب الذي يعتقد أن كل شيءٍ قابلٌ للبيع و الشراء حتى الإنسانية نفسها .

لو اقتصر الأمر على بضع أفرادٍ لهانت المسألة و لانت ، أما أن يصبح فيروساً يتفشى في كل مفاصل المجتمع ، و يصب داءه على كل طبقاته فتلك مصيبةٌ . و حينما يغدو ذلك عادةً و تقليداً ، و المحاكاة تطبعاً تصبح المصيبة أعظم .

للآباء و أولياء الأمور نذكرهم :
ليس كل شيءٍ يقاس بالمال في الوجود . فالمال أداةٌ لحفظ الكرامة و العيش الهانئ ، لا مبلغ الحياة و منتهاها .
قد يكون الفقر مقيتاً كالحاً . لكن كنز المال و تكديسه أو العبادة له و التبختر به عهرٌ للفكر ، و قهرٌ للذهن ، و فناءٌ للعقل ، و الهبوط بمنزلة الإنسان إلى أدنى من مرتبة الحيوان .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الفاسد لا يحظى القبول بالمطلق .
- للمرأة في كل أيامها .
- و ماذا في صالات العزاء غير المفاخرة و الرياء ؟!
- الاحتفاء بالحب ليومٍ واحدٍ تقزيمٌ لقدره .
- هل حقاً : عصا الجنة وسيلة ردعٍ و امتثالٍ ؟
- حينما يكون الوطن مختطفاً .
- ليس من طبع المرتزق ، البحث عن ذاته .
- العطاء حكمةٌ راقيةٌ ، و سلوكٌ أنيقٌ .
- الكيل بمكيالين ، أم غشاوةٌ على الأعين ؟!
- كل عامٍ و مستقبلنا يصنعه المستعمِرون و الطامعون .
- براعة الشرق في صناعة الأصنام ، و عدم الأوطان .
- إطلالة نافذتي مفعمةٌ بمشهد الحياة .
- الشعور بالعار ليس من شيم الطغاة .
- و أخيراً تمسك لا فروف بقرنيِّ الثور .
- بكثرة الطهاة يفسد الطبق .
- حينما تكون الصرخةُ مفلسةً .
- شبحي لكم مرعبٌ .
- ردٌ هادئٌ على مداخلة الأخ مسهوج خضر .
- خذها من قلمي ، أيها العاشق .
- رسم الخرائط سيُعاد من جديدٍ .


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - يوسف حمك - غلاء المهور عنفٌ موجعٌ بحق الفتاة .