|
حول إقالة الرئيس و الجرائم ضد الإنسانيّة و الليبراليين و الأكاذيب ، و الحقائق المستفزّة و العميقة - لبوب أفاكيان
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 14:51
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
حول إقالة الرئيس و الجرائم ضد الإنسانيّة و الليبراليين و الأكاذيب ، و الحقائق المستفزّة و العميقة بوب أفاكيان جريدة " الثورة " عدد 636 ،1 مارس 2020 https://revcom.us/a/635/bob-avakian_on-impeachment-crimes-against-humanity-liberals-and-lies-en.html
في القضيّة الأخيرة لإقالة الرئيس دونالد ترامب ، قام المتّهِمون من الحزب الديمقراطي ( " مجلس الإداريّين " بقضيّة تحمل على الإنتباه الشديد – و بالفعل غير قابلة للدحض – و ذلك في إطار سعيهم لإبعاد ترامب . و أقسم النوّاب الجمهوريّون الذين تجاهلوا الوقائع و الحقيقة ، و مبادئ دستور البلاد ، بالدفاع عن ترامب و رفضوا إدانته و إصدار حكم ضدّه في تلك القضيّة فكان هذا محلّ إدانة تامة و بحقّ خاصة من قبل " الليبراليين " ( و بعض اللآخرين أيضا ). لكن لنلقى نظرة على كيف أنّ الديمقراطيين و " الليبراليين " الذين إتبعوا خطام لم يتجاهلوا الحقائق العميقة بل نشروا كذلك أكاذيبا فاحشة . و آدام شيف ، أحد أهمّ الفصحاء في " مجلس الإداريين " ذكر ذكرا إيجابيّا رونالد ريغن و إعتبر الولايات المتّحدة " مدينة منارة على جبل " ، في حين أنّ هذه البلاد تأسّست في الواقع على العبوديّة و الإبادة الجماعيّة ، وإستمرّت في استغلال و الإضطهاد الفاحشين للشعوب – و تنفيذ غزوات و إنقلابات قاتلة ، فيما دمّرت البيئة – بتبعات رهيبة على الجماهير الشعبيّة ، في كافة أنحاء العالم . و طوال جلسات سماع محاكمة إقالة الرئيس في المجلس ، ثمّ إبّان محاكمة مجلس الشيوخ، أثار شيف و ديمقراطيّون آخرون نقطة تمجيد الشهود الذين شاركوا في جيش الولايات المتحدة في الفتنام ، مشيرين بصفة متكرّرة إلى وليام تيلور على أنّه " بطل " ل " خدمته " في جيش الولايات المتّحدة في الفتنام . لم يوجد و لا يوجد ما هو " بطولي " بشأن جيش الولايات المتّحدة . بل بالعكس – دون أدنى مبالغة – هذ الجيش آلة ضخمة لإقتراف الجرائم الحربيّة و الجرائم ضد الإنسانيّة التي لا توصف ، و ما فعله في الفتنام تمثّل تكثيفا منهجيّا لذلك ، بمستوى تدمير و سفالة أخلاق تقريبا أعمق من أن يسبر غورهما : - قتل ملايين المدنيّين الفتناميين ، بالقذف المستمرّ بالقنابل و الرشق بالمدافع ، حتّى للمدارس و المستشفيات و السدود و بنية تحتيّة حيويّة أخرى و الإستعمال الواسع النطاق لقنابل النابلم [ الحارقة للبشر و للشجر ] و الفسفور الأبيض و المكوّن البرتقالي ، و ملايين الأسلحة المضادة للأشخاص ، و الحرق حدّ الموت و التسبّب في إعاقة عدد ضخم من الأطفال و غيرهم ؛ - تدمير حياة ملايين الفتناميين الآخرين – بتحطيم أجزاء كبيرة من الأرض و الحيوانات الضروريّة للغاية لحياة الناس في الفتنام الريفيّة ؛ - تعذيب المساجين – بمن فيهم أعداد كبيرة من المدنيّين ، ذكورا و إناثا و شيوخا و شبّانا و حتّى أطفالا ؛ - إحداث عاهات في الأجساد و حمل أعضاء الجثث الفتناميّة المقطوعة ك " غنائم نصر " ؛ - الإغتصاب الجماعي للنساء و البنات الفتناميّات . و كلّ هذا و أكثر ، على يد جيش الولايات المتحدة و جنوده " الأبطال ". في السابق، تحدّيت " الليبراليّين " بوجه خاص أن يتفاعلوا جدّيا مع سلسلة " الجرائم الأمريكيّة " على موقع revcom.us التي تدوّن الوقائع مرتّبة حسب تاريخها و تروى في خطوط عريضة العديد من أكثر جرائم الطبقة الحاكمة للولايات المتحدة شناعة ، راجعة إلى بدايات هذه البلاد وصولا إلى الحاضر ، المقترفة في ظلّ الإدارات الجمهوريّة و الديمقراطية . و ضمن هذه السلسلة ، هناك مجزرة باي لاي في الفتنام و خلالها قتل جنود الولايات المتحدة بلا موجب أكثر من 500 مدني كلّهم تقريبا من الشيوخ و النساء و الأطفال الذين ليسوا من المقاتلين و المقاتلات . و إنّه لواقع جيّد التوثيق أنّ هذه المجزرة لم تكن نوعا من الإستثناء أو حالة شاذة ، بل هي تمثّل المقاربة و الوسائل الأساسيّة لآلة الحرب الأمريكيّة في الفتنام ، التي يغذّيها مزيج خبيث و سام من الجهل و معاداة الشيوعية بشكا غير عقلاني ، و شوفينيّة أمريكيّة و عنصريّة غريبة عجيبة و كره النساء ، فكانت تعامل الفتناميين على أنّهم " قذارة " و " وحل " و من صنف بشريّ أدنى و الإيناث منهم أدنى من الجميع . لن يأتي أي شيء جيّد من إنكار و تجاهل هذه الحقائق الأساسيّة عن هذه البلاد و دورها في العالم ، أو بتحديد الذات في إدانة الأكاذيب الجليّة لترامب و أتباعه الفاشيّين في الحزب الجمهوري ، بينما يتمّ تبرير أو حتّى تبنّى الأكاذيب العميقة للمدافعين عن الحزب الديمقراطي و مدّاحى هذا النظام الوحشي الرأسمالي -الإمبريالي . و من الشائع للغاية أن ينتهي إلى أسماعنا التنديد بالشيوعية على أنّها " شموليّة " / " كليانيّة " ، لكن الواقع هو أنّه لا وجود لشيء إسمه " الشموليّة ". و لم يوجد أبدا مجتمع – في روسيا و الصين و أي مكان آخر – ينسحب عليه ما تؤكّده هانا آرندت في كتابها " جذور الشموليّة " ، العمل المحوري و " الإنجيل " المناهض للكليانيين ". و مثلما شرحت بإستفاضة أنّ " الشموليّة " " نظريّة " غير علميّة تماما – أو ، حقّا مناهضة للعلم – وقع طبخها و الترويج لها من قبل مثقّفين من مدّاحى هذا النظام المقترف للشناعات الدائمة ( هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ) وهي توظّف للإلهاء عن و لعقلنة سير هذا النظام و جرائمه الهائلة ضد الإنسانيّة و للتشجيع على المعارضة غير العقلانيّة للثورة و بالأخصّ للثورة الشيوعية (1). و إمكانيّة إتّخاذ أي إمرء هذه " النظريّة " على مأخذ الجدّ – و معاملة هذه " النظرة " على نطاق واسع كنوع من " الحكمة المقدّسة " – دليل مرير على الرغبة العنيدة لدي الكثيرين جدّا ، و منهم عديد الذين يعلنون أنفسهم ك" الليبراليين " ، ليتأقلموا مع هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي القائم على الإستغلال بلا رحمة لبشر يعدّون المليارات عبر العلم ، بمن فيهم مئات ملايين الأطفال الذين يتمّ إخضاعهم بوساطة القمع العنيف و العنف المدمّر على نطاق واسع . ما نحتاج إليه في ما يتّصل بالتجربة التاريخيّة للشيوعية و علاقتها بتحرير الإنسانيّة هو منهج و مقاربة علميّين . و مثلما جرت الإشارة إلى ذلك في مقال " التشويه الفاشي و ردّ الشيوعية الجديدة " ( المنشور حديثا على موقع revcom.us): و في حين أنّ التجربة العامة للبلدان الإشتراكية على طريق الشيوعية كانت نهائيّا إيجابيّة و ملهمة ،وُجدت بها ثانويّا مشاكل و أخطاء حقيقيّة ، بعضها محزن فعلا ،و في أعمال بوب أفاكيان ، طوال عقوقد أربعة ، هناك تفحّص نقدي علمي للتاريخ الفعلي للحركة الشيوعيّة – مكاسبها العظيمة و كذلك ، ثانويّا و إن كان الأمر مهمّا ، أخطائها الجدّية و تراجعات حادّة ... و هذه الدراسة العلميّة ، إلى جانب التفاعل الجدّي مع و إستخلاص الدروس من عدّة مجالات هامة أخرى من النشاط الإنساني ، قد أفضت على وجه الضبط إلى خلاصة متجسّدة في الشيوعية الجديدة ز و أجل ، هذه الشيوعيّة الجديدة تسمح للذين يستوعبونها و يطبّقونها كمنهج علمي حيّ كما هي ، بإنجاز ما هو أفضل حتّى . ------------ (1) في كتاب " الديمقراطية : أليس بوسعنا إنجاز أفضل من ذلك ؟ " دحض بوب أفاكيان دحضا شاملا و فضح تماما الطابع المناهض للعلم ل " نظريّة " " الشموليّة " و بيّن أن إستخدامها الأوّلي كان تحديدا للتشجيع غير العقلاني لمعاداة الشيوعية . +++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- المساومة مع الشيطان - – فاشيّة ترامب ، - تقديس أوباما - و
...
-
بواء كورونا فيروس – كوفيد - 19 : نظرة شيوعية ثوريّة
-
الولايات المتّحدة الأمريكية تغادر أفغانستان عقب قتل أكثر من
...
-
عالم متورّم بكره النساء و الفقر و الحروب و هجرة البشر ... كف
...
-
اليوم العالمي للمرأة ، 2020- النضال من أجل تحرير النساء قوّة
...
-
فيروس كورونا و الهيمنة الإمبرياليّة على العالم
-
نداء عالمي : بصدد 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة ، يوم النضال
...
-
الشيوعية الجديدة : مزيد الإختراق بفضل الخلاصة الجديدة - مجتم
...
-
بيان للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )
...
-
مجلس الشيوخ يبرّر دونالد ترامب ، دائسا حكم القانون و دافعا ب
...
-
موقفان متعارضان تماما تجاه المحرقة و - لا يجب أن يتكرّر حدوث
...
-
الشيوعية الجديدة : مزيد الإختراق بفضل الخلاصة الجديدة - القي
...
-
الشيوعية الجديدة : مزيد الإختراق بفضل الخلاصة الجديدة -إسترا
...
-
الشيوعية الجديدة : مزيد الإختراق بفضل الخلاصة الجديدة - العل
...
-
الماركسيّة كعلم – الماديّة الجدليّة و ليس المثاليّة الميتافي
...
-
إلى الإضراب ! – بيان للمجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا
-
بيان للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي )
...
-
إحتجاجات جماهيريّة تهزّ إيران : الجمهوريّة الإسلاميّة تطلق ا
...
-
كارل ماركس : لأوّل مرّة في التاريخ ، مقاربة و تحليل علميّين
...
-
تمهيد المترجم لكتاب جديد لبوب أفاكيان : إختراقات - الإختراق
...
المزيد.....
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
-
استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين
...
-
رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
-
تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج
...
-
التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر
...
-
Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
-
هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح
...
-
مقترح ترامب للتطهير العرقي
-
برلماني روسي يستنكر تصريحات سيناتورة تشيكية حول حصار لينينغر
...
-
غزة: لماذا تختار الفصائل الفلسطينية أماكن مختلفة لتسليم الره
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|