هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 12:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
ليس من الضروري أبدا أن نستعرض كل ما قاله الأسير المصري فؤاد حجازي في برنامج العاشرة مساء.. الأديب الأسير الذي أسرته إسرائيل في حرب 67.. والذي استضافه البرنامج في حلقة الاثنين التي وافقت ذكرى النكسة في الخامس من يونيو، ليس من الضروري أن نتناقش في كل ما حكى عن تجربته الأليمة في الأسر فقد سمعها كل من تابع تلك الحلقة، وليس من الضروري حتى أن نتوقف أمام الاتهام الدائم للمصريين بأنهم (شعب عاطفي).. فقد مرت بمعظمنا لحظة غريبة في تلك الليلة.. اكتشف فيها الكثير منا أن ذلك (الاتهام) هو الحبل السُري الوحيد الباقي (إن كان ما زال باقيا) يربط بين المصريين، لكن سؤالا واحدا ربما ود كل من شاهد الأسير أن يهمس به لصديقه صباح اليوم التالي: ماذا فعلت حين وصل الأسير في رواية تجربته مع الأسر إلى تلك النقطة.. عندما وصلت إليهم في معتقلهم بإسرائيل عن طريق الصليب الأحمر أولى الهدايا من القوات المسلحة المصرية.. عندما قال الأسير إن كل منهم التفت إلى صديقه في المعتقل وراح يقول:"مش قلتلك مصر مش ممكن تنسانا؟!" ماذا فعلت حين توقف الأسير عند تلك النقطة في روايته ليبكي فبكت معه منى الشاذلي بعفوية وصدق.. هل بكيت معهم مثلي؟!
بكينا إذن.. بكيت.. وتذكرت محاولتنا الجاهدة طوال العمر للتبرؤ من اتهام (الشعب العاطفي)، هل نتساءل الآن: وكيف إذن نحلم بصنع ثورة إن لم نكن عاطفيين؟! هذا الحب لذلك (الشيء الغامض المسمى مصر).. متى وأين يا كل من خجل من دمعته التي سقطت تلك الليلة.. قامت ثورة.. لم يكن الحب رفيقها؟!
** لا هو حبيب ولا هو عادلي:
ينتاب بعضنا شعور بالتشفي عندما يجد العالم يعبر عن (قرفه) من رموز النظام الحاكم في مصر، فقد انضمت BBC هيئة الإذاعة البريطانية إلى خصومه.. بشكواها الرسمية من اعتداء عساكر الداخلية المصرية على مراسليها، ونظم اتحاد الصحفيين البريطانيين مظاهرة احتجاجا على اعتداء رجال الأمن في مصر على الصحفيتين دينا سمك ودينا جميل مراسلتي BBC ، يبدو أن بريطانيا استشعرت- بما لها من تجربة مؤلمة سابقة مع أبقارها- أن عساكر الأمن في مصر أصابهم (جنون البقر)! فراحوا يخبطون بقرونهم كل من ينتمي إلى جنس البشر في الشوارع، فإذا كان بعض الضحايا يجد تضامنا دوليا معه لحمايته من جنون البقر هذا فلا بأس.. ستعم الفائدة على كل حال.. إذ أن كل (قرف دولي) من هذا الجنون.. من شأنه أن يضيف مسمارا في نعش بقر مجنون طليق في شوارع القاهرة.. يشرف عليه راعي بقر برتبة وزير.. أثبت من خلال طريقة تعامل عساكره وضباطه مع المواطنين المصريين أنه.. لا هو حبيب ولا هو عادلي!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟