|
جلالة الميكروب و نَمارِدَةٌ العصر
لينا ابو بكر
الحوار المتمدن-العدد: 6516 - 2020 / 3 / 17 - 09:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الخوف من مَلِكِ الموت أم مَلاكه ؟ • كلما كانتْ الكبائرُ دنيئةً وحقيرةً ، كلما كان الفيروسُ أصغرَ و أشدّ خُطورةً ، هذه حكمة الطبيعة ، وقوانين الفيزياء ، وفلسفة السماء ....فمن أين نبدأ : من الخطأ أم من العقاب ؟ • كورونا ليست فيروسا لقيطا ، بل هي ابنة سلالة شهيرة ، تمتد إلى شجرة الفيروسات الإكليلية ، التي اكتشفت أول مرة في ستينات القرن الماضي ، وأخصبتْ شُعَبا ميكروبية ، تهاجم الجهاز التنفسي ، حتى ليصبح الهواء عدوا مباشرا يهدد حياة الأنسان ، التي لا يمكن لها أن تكون بدونه ، وهي مفارقة عجيبة ، لأن التحدي الحقيقي ليس بنظافة الرئتين ، بل بنظافة الهواء .. هل يستطيع جبابرة هذا العصر أن يعتقلوا الهواء ؟ • استنادا إلى " المورفولوجي " أو علم التشكل ، فإن الفيروس يشبة التكور البصلي ، الذي يظهر على شكل أزواج صدفية كثيفة والكترونية ، تفرق بين المرء وزوجه ، فكلما اتحد الفيروس وتآلف ، تفسخت الحميمية في العلاقات الاجتماعية ، حتى أضحى أقربُ الناس إليك خطرًا عليك ، و إنها لعبة الفيروسات يا خَيْ ! • اعتاد الفقراء والأبرياء أن يدفعوا ثمن المناطحة بين الوحوش و اللصوص، حتى جاء الفيروس ، قلب الطاولة ، ورشق عتاة العصر، وجبابرة الشر ، بِكُراِته البصلية ، و " تاجه القنفذي " الذي يخرج من بول الخنازير ، و مخاط الخفافيش ، و لا يمكنهم رؤيته بالعين المجردة ، إذ يبلغ قطر جزيئاته حوالي 120 نانومتر ، بما هو أحقر من بعوضة نمرود ، إن أخذت بعين الاعتبار أن النانومتر ، هو جزء من مليار جزء من المتر ... وهذا تماما ما يليق بالعُتاة ، فكلما تجبّروا ، استحقوا عقابا تافها وهزيلا بهذة الضآلة ، وهذا الفتك ، أليست هذه هي عدالة السماء يا صاح ! • المؤامرة جماعية ، تخطط لها قوى عظمى ، و تشترك فيها الشعوب ، طالما أن الميكروب -المجهري- أثبت ذكاء يفوق احتمال الإنسان ، ويفضح ضعفه ، بفعالية تخترق عتاد الجيوش و مخيلة العلماء ، فالأمم التي لم تعزلها الحروب ، ولم يوهن عزمها الطغاة ، ولم يدمرعزيمتها الغزاة ، ولم تحظر صلواتها الفيلة ، ولا الوحوش -على اختلاف أحجامها ، ترتجف ، من مجرد فيروس ! • الهروب من المرض أو الفرار من الموت ، محاولة بائسة للاختباء من الغيب، فهل هذا جهل أم هو استخفاف بالقدر، إلى الدرجة التي يمنح بها الخوفُ إجازة مرضية لعزرائيل ، مُنَصِّبًا الميكروب ملاكا للموت ! • جلالة الفيروس كورونا ، يرتدي تاجا ، بلا صولجان ، يحكم كوكبا بأسره ، فيصبح بقدرة قادر ، الملك الميكروب ، الذي يضرب التيجان بحجرين : المورفولوجي والتكتيكي ( الشكل و الفعل ) ، يصدر فرمانا بالسجن ، والحصار ، يمنع القبلات ، والمصافحات ، يقفل دور التعليم ، ودور العبادة ، يحظر على المرضى ارتياد المستشفيات ، و يحول القصور والبيوت إلى زنازين طوعية ، بلا سجانين ولا كلاب حراسة ، الخوف وحده ، هو الكلب الوحيد الذي استوطن العقول ، يحرس أبوابها الزجاجية ، و يقيد حكمتها الغريرة ، الخوف هو المخبر العسكري لصاحب الجلالة : كوفيد – 19 ! • يا لمكة .... وحيدة ، مهجورة ، كعذراء بلا مسيح ، يحدها الوباء من كل الجهات ، وهي القبلة التي تحرسها الصلوات ، و تذود عن حياضها السماوات ، وطيور الأبابيل وحجارة السجيل ، من عام الفيل إلى عصر الذرة والأساطيل ، كيف تُخضعها حَمْلَة ميكروبات ؟ • هل تغدو عزلتك في بيتك ، أكثر حصانة من صلاتك في بيت ربك ..... ويلاه ما أخس الخوف حين يقهر الخشوع ، ويلاه ! • لم يزل المنافقون ، يدافعون عن أصنامهم ، وأصنام غزاتهم ، أكثر مما تعز عليهم صلواتهم ... ثم يحدثونك عن الراية المحمدية ! ألم يكشف كوفيد بني الأصفر ، زيفهم ؟ من أخطر إذن : فيروس النفاق ، أم فيروس كورونا ؟
• انقلبت المعايير وتشوهت القيم ، في زمن الوباء ، الذي يُعظّم السّفيه ، ويُسَفّه النّبيه ، يحرس العالم السفلي اللصوص ، و ينهش لحم الفقراء ، يقدس اللقطاء ، و يستهزئ بالشهداء ، يحترم حق المنحرفين بالانحلال ، بذريعة الحرية ، و يعاقب أصحاب الحق على نضالهم ، للانعتاق من أرض الظلام ... هذا زمن أمور ، ومقلوب ، واجهته قفاه ، زمن بلا رجال ، ولا شرفاء ، ولا أبطال ، زمن يحتاج لتأديب ، والفيروس يقوم بالمهمة على أكمل وجه ، فلم لا تشكر الوباء ؟ • يا أهل غزة ، يا أبطال السجون ، يا سكان مقابر الأرقام ، يا جثامين الشهداء المحتجزة فوق صليب الثلج ، هذا زمان الحصار ، أنتم وحدكم خارج الزمن ، أنتم فقط الأحرار ، والعالم كله مُعتقلٌ في زنزانة انفرادية خانقة ، اسمها كورونا ، فلا زيارات ، و لا فسحات ، ولا تهريب قبلات ، ولا أحضان ، ولا ملاءات مُحرمة ، ولا حريم ولا نسوان ، ولا محارم ورقية ، ولا معقمات ، ولا واقيات إحم إحم ، ولا رحلات و غزوات ولا موت ولا حياة ، هنا وجود حيادي كالعدم ...أما أنتم هناك، فرسان الجنات ، انتصرتْ لكم السماوات ، وقد خذلتكم الأرض ، طوبى لكم ثم طوبى يا أبناء السماء ...لم تخسروا حروبكم وقد هزمتُم الزمنْ ! • ما أجمل العدالة ، حين تأتي في وقتها ، فلا تستقدم ساعة ولا تؤخر ، لقد عم الفساد و انتشرت القذارة ، حتى غدت عقيدة ، أصبح النضال في سبيلها بطولة ، في زمن خسيس ورخيص ، يقاتل ليُجامِل ، و يسالم ليُخاذِل ! • يا أولاد كورونا ، أتى زمن عليكم ، تخرون فيه سجدا لما هو أحط من ذبابة ، و أهوج من جائحة ، وقد تعاليتم على رب الأعالي ، فعمّ تتساءلون : عن الثمن أم عن السبب ؟ • لا تبك أيتها المآذن الحزينة ، ولا يحزن قلبك أيتها الصلوات ، إنه عام العقاب ، لا عام الوباء ..... وفيروسات النفوس أشد فتكا من الفيروسات التاجية ، عندما يعجز العلم عن الشفاء ، يبرئك هاتف عاجل مع الله ، هو الدعاء !
#لينا_ابو_بكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزير الدفاع الأمريكي لـCNN: الحرب الشاملة ستكون -مدمرة- لكل
...
-
مصدر إسرائيلي لـCNN: نعمل على التحقق مما إذا كان حسن نصرالله
...
-
القوارب تملأ شوارع أمريكية مع اجتياح العاصفة هيلين لفلوريدا
...
-
الحرب بين إسرائيل وحزب الله: هل قضت إسرائيل على قدرات حزب ال
...
-
عاجل: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف القيادة المركزية لحزب ال
...
-
العالم على حافة الهاوية.. بوتين يلوّح بالسلاح النووي فهل يقو
...
-
أهداف إسرائيل غير -المعلنة- من حربها ضد حزب الله!
-
ترامب لزيلينسكي.. إذا فزت في الانتخابات سأجد حلا -جيدا- للصر
...
-
يديعوت أحرونوت: قصف الضاحية تم بقنابل تزن 2000 رطل خارقة للت
...
-
القبض على -أطباء التحرش- في مصر بعد انتشار فيديو صادم
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|