أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - عائد الى هيفا..!!














المزيد.....

عائد الى هيفا..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 08:17
المحور: كتابات ساخرة
    


فوجئت حارتنا بخبر عودة الشهيد "أبو النكبات" من المقبرة حيا يرزق بعد استشهاده في عملية فدائية كبيرة قبل عامين شارك فيها مجموعة مختارة من أبطال القسام وكتائب الاقصى وسرايا القدس وأبو على مصطفى وأبو الريش والناصر صلاح الدين .
لم أصدق الخبر ولكنى هرعت بحكم الفضول الى بيت الشهيد..وفعلا وجدت "أبو النكبات" في جمهرة من جيرانه وأصدقائه ولما يخلع بعد البدلة الكاكي الذي بدت عليها أثار الدماء والثقوب والبلى..ووسط الزغاريد والفرحة العارمة تعانقنا عناقا حارا فقد كنا قريبين الى بعضنا البعض جدا متفقين في كل شيء تقريبا الا في السياسة طبعا .

كان أبو النكبات من مواليد الهجرة ..يحمل أحلام طفل.. بريئا حتى العظم في فلسطينيته ..يصدق أي شىء من الجريدة أو الاذاعةوالتلفزيون ويحفظ مقولات أبو عمار وأحمد ياسين عن ظهر قلب بينما كنت أنا من فرط خربشات الزمن في مرآة ذاتي شكاكا ساخرا محبطا.. ولا أتوانى عن الضحك بطعم البكاء عندما أسمع أبو النكبات وهو يخطب على طريقةجمال عبد الناصر "الدم الفلسطيني خط أحمر"..!! والثوابت الفلسطينية شىء مقدس..!!..والوحدة الوطنية طريقنا الى القدس..!!..الخ الخ
واتذكر أن أبو النكبات قد نقل الى المستشفى على عجل من فرط ألمه يوم ان سمع الختيار المحاصر وهو يردد "شهيدا..شهيدا..شهيدا " وامتنع عن الطعام والشراب لأيام حزنا على اغتيال الشيخ..

* * *
كيف حالك يابو النكبات..والله زمان..كيف الاخوة والرفاق من وراك..؟!!
الحمد لله.. قولولي أنتو كيف حالكو.. كيف الصمود..؟!!..وين اليهود..؟!!
الحمد لله.. و تبادلت النظرات مع الحاضرين.. ثم تلقيت الاشارة صارمة من المختار بمعنى" بلاش برم"..!!
مالكو ساكتين..!! همس أبو النكبات ..أيش الدعوة..؟!!
-ولا حاجة ..المهم احنا فرحانين بشوفتك..!!
-أنا بدي أعرف كل شيء..
- يازلمه أصبر..
- ولا لحظه خليتو الفار يلعب في عبى..
-تقول ولا أقول أنا..همست للمختار
استأذن المختار في الخروج لامر هام مع رئيس البلدية بخصوص بركة المجاري التى سنصدر منها ناموس مفتخر الى أوروبا في العام القادم مع رائحة نفاذة من عطر لا يقاوم وفشرت باريس..!!
بقيت وجها لوجه مع صديقي الشهيد العنيد "أبو النكبات " مشفقا عليه من القادم وكنت أتمنى ألا يلح..ولكنه على رأي عادل امام اصر..والح يلح الحاحا
-اسمع ياسيدي..اليهود طلعوا من غزة
-يافرج الله..وأخيرا تحقق المراد من رب العباد..
انتظرت حتى يأخذ "ابو النكبات حظه من الفرح قبل أن تتبخر
-وبعدين..؟
ترددت في الكلام ولكنه نهرني كعادته
- وبعدين رفاق الخندق حماس وفتح فضيو لبعض وزاد الفلتان..
- مش معقول..!! كيف..؟!!
- والله هيك..!! القاذفات والاربيجياهات وسلاح عمرنا ماشفناه وكل تنظيم الو قواته في الشارع ودنيا زايطه..دم وخطف وحصار..و..و..
- بس.. صرخ أبو النكبات
- مش قلتلك..!!
والدم..الخط الاحمر..والوحدة الوطنية..ياخراب البيت
- انسى..
الدم صار خط أزرق.. والوحدة الوطنية الله يبعت .. والثوابت صارت فول نابت..!!
غمغم "ابو النكبات"..تململ..أصفر لونه..تشنج..صرخ صرخة مدويه.."الموت أحسن..الموت أحسن.." وحنى رأسه
هززت الرجل..حاولت ان أفيقه بجردل ماء..كولونيا..راس بصل.. دون جدوى
لا اله الا الله..مات أبو النكبات..صرخت ..بكيت..استيقظت على صوت ولدي التوأم
وهما يتعاركان بشتى الأسلحة المنزلية من مكانس وقشاطات وأمهما تستنجد بكل اسباب الاخوة والحوار
قمت من نومي وأمسكت بشحوطي القديم مهرولا ورائهما متسلحا بكل الشتائم من العيار الثقيل وصرخت في أم العيال: هو انا ناقص..!!
ولما هدأ الحال قليلا همست لها "بيسلم عليكي أبو النكبات
فما كان منها الا أن ضحكت واشارت اشارة لها معنى وحيد
العوض على الله في الزلمه اللي هو أنا
فتحت الراديو فانطلقت أغنية "واوا" فاستهجنت ام العيال هذه الفعلة الشنعاء وكأنها تقول عيب على شيبتك فقلت لها: يامدام.. غسان كنفاني عائد الى حيفا وابو النكبات عائد الى قبره أما أنا فمن فرط قرفي وغيظي مما جرى ويجري عائد الى هيفا..!!
بعد قليل استغفرت الله واستعذت من الشيطان الرجيم..مستعيدا ثقتي بالله ثم المخلصين أن نخرج من فتنة الفلتان الى بر الامان.
اللهم انك أنت المستعان.



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة في قمة الوجع..!!
- على بلاطة
- ..!!كوع في الممنوع.
- !!..سوق للمقاومة
- ياعيب الشوم..!!
- لأ
- 345
- أرجوك..يامشعل..!!
- لاتفتيح..ولاتحميس..
- صورة بالألوان..مع هنية..!!
- ساخرا..لازلت بيننا
- أمريكا..مرت من هنا
- خمسة شوربة..!!
- انفلونزا اسلامكو أراب..!!
- ياعم هنية..الحالة صومالية..!!
- أكثر زعرنة.. وأقل حكمة..!!
- الحرب الآن..!!
- كل عام وأنت ..امرأة !!
- ..!!هل نحن حقا.. مسلمون
- محكمة..آخر زمن..!!


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - عائد الى هيفا..!!