|
أوَّل أبجديَّة في العالم: (الكتابة الكنعانية): نشأتْ في جنوب فلسطين.
عزالدين المناصرة
الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 17:52
المحور:
الادب والفن
أوَّل أبجديَّة في العالم: (الكتابة الكنعانية): نشأتْ في جنوب فلسطين.
مقدّمة: كذبةٌ تلدُ أُخرى: استُخدم لفظُ (الساميّ)، (مطبوعاً)، لأول مرَّة عام 1781م، حيث صاغه (شلوتسر – Schlozer) في مقالةٍ له عن الكلدانيين، ورد فيها نصّ شلوتسر التالي: (من البحر المتوسّط إلى الفرات، ومن أرض الرافدين حتى بلاد العرب جنوباً، سادت، كما هو معروف، لغةٌ واحدة، ولهذا كان السوريون، والبابليون، والعرب، و(العبريون!!)، شعباً واحداً. وكان الفينيقيون (الحاميّون) أيضاً يتكلمون هذه اللغة، التي أرغب أن أُسمّيها: اللغة الساميَّة).(1) وهكذا شاع مصطلح (اللغات الساميَّة) في الموروث اللغوي الأوروبي، ونقله الباحثون العرب بحرفيته، دون مناقشة تُذكر. وفيما يلي بعض الملاحظات: أولاً: تبرز أهمية هذا النص في أنَّه يعترف بلغة ساميَّة واحدة (اللغة الأمّ)، توحّدُ البلدان العربية القديمة، لكنّه تركها بلا اسم، مما فتح المجال أمام اللغويين لوضع فرضيات حول هذه اللغة الأم، وفروعها. ثانياً: ورد في النص، تسميةُ شعبٍ، بأنَّهم (عبريون)، والمعروف أنَّ مصطلح (عبري)، الذي اعتمد فيه على مصطلح (خابيرو، عابيرو)، هو مصطلح خاطئ تماماً، لأنَّ (العابيرو)، هم طبقة اجتماعية كنعانية أمورية بدوية، كانت من البدو الرُحَّل، الذين يعتمدون في معيشتهم على الغزو، والسلب والنهب، وهم أشبه بقطّاع الطرق. أما التوراة (لاحقاً) فقد كُتبت بلهجة (كنعانية آرامية)، تُدعى (شفة كَنْعَنْ)، أي: لسان كنعان. ولم يرد مصطلح (اللغة العبرية)، إلاَّ في القرن الأول الميلادي، في الإنجيل المسيحي (إنجيل يوحنّا: الإصحاح: 19 + 20). لهذا، فإنَّ تمرير شلوتسر اسم (العبرانيين)، ليس له أساس من الصحّة. ثالثاً: قام شلوتسر، بفصل (السوريين) عن (الفينيقيين)، وتجاهل مصطلح (الكنعانيين) لأسباب معروفة، رغم أنَّ السوريين، هم (كنعانيون)، كما هو معروف. أما الفينيقيون، فهم حرفياً (بني كنعان)، حتى في اللغة اليونانية القديمة. أما البابليون، فلم تكن لغتهم البابلية، سوى (الكنعانية). كذلك، لم يكن العرب يتكلمون سوى اللغة الكنعانية، التي تحوّلت إلى (كنعانية آرامية سريانية)، ثمَّ تحوَّلت إلى العربية الفصحى، وأكبر شاهد على ذلك، هو قبائل (المعينيين) في وادي (جازان) وجبالها، الذين أسسّوا الدولة المعينيَّة، التي كانت تتكلم الكنعانية. أمَّا شطبه للشعب الفلسطي الكنعاني، فينطلق من تجاهل العارف!!. رابعاً: وصف الفينيقيين (بني كنعان)، بأنَّهم: حاميّون، وشطبهم بالتالي من قائمة (سام)، ومع هذا، اضطر إلى الاعتراف بأنهم يتكلمون هذه اللغة الواحدة (الساميّة)، دون أن يقدّم مبرراً منطقياً واحداً. خامساً: لم تكن المشكلة في شلوتسر (التوراتي)، الذي رمى بهذا النصّ المختصر، بل تكمن المشكلة في حركة الاستشراق، التي تلقفت المصطلح وروّجت له، وتكمن في تلاميذ حركة الاستشراق، العرب، الذين استسلموا للمصطلح، وعنونوا به كتبهم الجامعية، وأفاضوا في شرحه. سادساً: ورد في (سفر التكوين: الإصحاح التاسع والعاشر)، ما يلي: 1- (كان نوحُ، أوَّلَ فلاّحٍ غرس كَرْماً، وشرب نوحُ الخمرَ، فسكر وتعرَّى في خيمته. فرأى حام أبو كنعان عَوْرةَ أبيه، فأخبر أخويه وهُما خارجاً. فأخذ سامٌ، ويافثُ ثوباً وألقياه على أكتافهما. ومشيا إلى الوراء ليسترا عوْرة أبيهما، وكان وجهاهُما إلى الخلف، فما أبصرا عورة أبيهما. فلمَّا أفاق نوح من سُكره علم بما فعل به ابنه الصغير، فقال: (ملعونٌ كنعان، عبداً ذليلاً يكون لإخوته. وقال: تبارك الربُّ إله سام، ويكون كنعانُ عبداً لسام. ويريد اللهُ يافثَ، فيسكن في خيام سام، ويكون كنعان عبداً له). 2- ويذكر (سفر التكوين)، أبناء نوح: سام، وحام، ويافث. أما – (بنو حام)، فهم: كوش، ومصراييم، وفوط، وكنعان. ومن أبناء مصراييم: كفتور، الذين خرج منهم: الفلسطيّون. أمّا، (كنعان) فقد ولد منه: الصيدونيّون، الحثيّون، اليبوسيّون، الأموريّون، الجرجاشيّون، الحوييّون، العَرْقيّون، السينيّون، الإرواديّون، الصمَّاريّون، والحماتيّون. وبعد ذلك تفرَّقت عشائر الكنعانيين. أمّا أبناء (سام)، فهم: عيلام، وأشور، وأرفكشاد، ولود، وأرام. 3- يقول (سفر التكوين) أيضاً، (وكانت أرض الكنعانيين: من صيدون في اتجاه جَرار إلى غزَّة، ثمَّ في اتجاه سَدومَ وعَمورةَ وأدْمَةَ، وصبوييم، إلى لاشع). (2) سابعاً: وهكذا تكون فكرةُ شلوتسر، مستقاةً كاملةً من (التوراة اليَهْويَّة)، حين طرحها عام 1781م، أي قبل (وعد نابليون الإسرائيلي)، عام 1799، بثمانية عشر عاماً فقط. وهكذا مهَّد (المثقف الاستشراقي)، للقائد العسكري الفرنسي (المتأسرل): 1- إذا كان (حام) هو الذي اقترف ذنباً تجاه أبيه نوح، فمعنى ذلك أنَّ (كنعان) نفسه، لم يقترف ذنباً، فلماذا صبَّ نوحٌ (لعناتهِ) على كنعان، وليس على (حام). وكيف نُسمّي ما رآه حام، صُدفةً، بأن عورة أبيه مكشوفة، وذهب ليخبر أخويه، لكي يقوما بتغطيته، بصفته الابن الأصغر، بأنَّه (ذنبٌ عظيم)، يستحق كل هذه اللعنات!!، كما تزعم التوراة. 2- ما معنى أن تحذف (التوراة)، اسم (الكنعانيين) من قائمة (سام)، وتضعه في قائمة (حام)، ومع هذا تُدخل (عيلام) في قائمة سام. وما معنى أن تحذف (الفلسطيين الكنعانيين) من قائمة سام، وتضعهم في قائمة حام!!. 3- ما معنى أن تفصل التوراة (الشعب الفلسطي) عن كنعانيته، وتنسبه إلى كفتور (كريت)، أليس ذلك من أجل أن يمهّد كتبة التوراة لنظرية (شعوب البحر!)!. ومن أين جاء شلوتسر بمصطلح (العبرانيين)!!. ثامناً: إذا كانت (التوراة اليهويَّة) المسوريَّة، قد كُتبت في القرن التاسع الميلادي، وأقدم مخطوط، هو مخطوط حلب، عام 950م، فإنَّ (التوراة السامريَّة) في القرن الحادي عشر الميلادي، تقول: (وكان تُخم الكنعاني، يمتدُّ من نهر مصر إلى النهر الكبير، ومن نهر الفرات إلى البحر الأخير – الإصحاح العاشر: سفر التكوين). (3) وهكذا تتطابق الجغرافيا الكنعانية (تقريباً) مع الجغرافيا التي أوردها شلوتسر على أنَّها موطن اللغة الأم (اللغة الساميَّة)، التي اعترف بأنَّ شعوب هذه المنطقة، كانت تتكلم بها، دون أن يُسمّي هذه اللغة بأنَّها (الكنعانيّة)، حتى لا يناقض نفسه مع لعنات التوراة، التي صَبَّها كَتَبَتُها على (الفينيقيين الكنعانيين)، وعلى (الفلسطيّين الكنعانيين)، بل وعلى العرب ضمناً، لأنَّ الخليل بن أحمد الفراهيدي يقول: (وكنعان بن سام بن نوح، يُنسب إليه الكنعانيون، وكانوا يتكلمون بلغةٍ تُضارعُ العربية)، كذلك تنبَّه ابن حزم الأندلسي إلى العلاقة بين العربية، والآرامية السريانية، فقال: (من تدبَّر العربية والسريانية، أيقن أنَّ اختلافها، إنما هو من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان، واختلاف البلدان، ومجاورة الأمم، وأنَّها لغةٌ واحدة في الأصل) (4) - وهكذا، فإنَّ نظرية شلوتسر في نصّه البائس، ليست إلاَّ تكراراً للمرويّات التوراتية الأسطورية، التي نَسَجها كتبة التوراة اليَهْويَّة، وردّدها المستشرقون الأوروبيون، والمستشرقون العرب، دون تمحيص أو مناقشة جَديَّة. عبد الله الحلو: جغرافيا لغوية لمواقع بلاد الشام: يرى (عبدالله الحلو) في كتابه (تحقيقات تاريخية لغوية) – (5) أنَّ تشديد اسم (سوريّا)، خطأ، وأنَّ وضع التاء المربوطة (سوريّة)، خطأٌ أيضا. والصحيح في شكل الاسم، هو (سورْيا). والرأي الذي يستند إلى منطق تاريخي، حسب الحلو، هو اشتقاق: (سورْيا – سيريا – Syria) من (Assyria). ومن الثابت – كما يقول – أنَّ التسمية، لم تستخدم قبل النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد. وكان الاسم اليوناني عند هيرودوت، له ما يطابقه في اللغة الآرامية السريانية: فما كان يعرف قبل ذلك في الآرامية والسريانية القديمة باسم (آرام النهرين = منطقة الرافدين)، أصبح (فيما بعد) يوصف بأنه: (سوريا بَرّيثا)، أي سوريا الخارجية. وما كان غربي الفرات من ممالك آرامية قديمة تنتشر بين حلب في الشمال، وشرقي الأردن في الجنوب، أصبح يوصف بأنه (سورْيا، جُوّيثا)، أي سوريا الداخلية. أما منطقة البقاع واستمرارها الشمالي، وغور نهر الأردن، أي حفرة الانهدام، فقد أطلق عليه صفة: (سوريا عميقتا)، أي سوريا العميقة، ويقابل ذلك التسمية اليونانية: (سوريا المجوّفة). وفي هذه النقاط دليل على أن تسمية (سورْيا)، في ذلك الوقت، كانت تشمل (كُلّ منطقة الهلال الخصيب). وهكذا، فإنَّ التسمية (سوريا) التي انتقلت إلى العربية، هي تسمية ذات طابع يوناني بالأصل، لأنَّ التسمية المحلية لـِ (Assyria)، كانت بالآرامية (آثوريا)، ونادراً ما وردت بشكل (آشوريا). أمّا، اسم (الشام)، فهو تسمية عربية بحتة، والتسمية كانت بلا شك (حسب الحلو) دائماً – مستخدمة في الجزيرة العربية منذ ما قبل الإسلام على الأقل. ومن المعروف في العربية أن لفظة (الشآم) هي مرادفٌ لكلمة (الشمال). وكان الاسم مستخدماً لدى أهل الحجاز، لكنه لم يرد في أيٍّ من النصوص القديمة: (كنعانية، آرامية، مسمارية، يونانية). وتنطبق جغرافيا الشام على (سوريا جُوّيتا، وسوريا عميقتا)، بما في ذلك: فينيقيا، وفلسطين، حتى وادي عَرَبَةْ. ويقول (عبدالله الحلو) أيضاً، بأنَّ سوريا خلال الفترة (البيزنطية)، قد قُسّمت إدارياً إلى مقاطعات هي التالية: 1. Syria Prima: سوريا الأولى. 2. Syria Secunda: سوريا الثانية. 3. Phoenicia Prima: فينيقيا الأولى. 4. Phoenicia Secunda: فينيقيا الثانية. 5. Palaestina Prima: فلسطين الأولى. 6. Palaestina Secunda: فلسطين الثانية. 7. Palaestina Tertia: فلسطين الثالثة. - أمَّا الإدارة (العربية الإسلامية)، فقد سمَّتْ كل قسم من بلاد الشام، باسم: (جُنْد)، والمقصود هو المنطقة التي يمكن أن يُشكل منها جيش كامل. وهذه الأجناد تمتد من الساحل غربا باتجاه الشرق حتى تصل أطراف البادية، وهي: 1. جُنْد فلسطين (فلسطين الأولى، والثالثة): عاصمته (اللدّ)، ثمّ أصبحت (الرملة)، وكان يمتد من الساحل الجنوبي، باتجاه الشرق، مشتملاً على المناطق الوسطى والجنوبية من فلسطين الحالية، ومثلها من شرقي الأردن. 2. جُنْد الأردن (فلسطين الثانية): عاصمته (طبريا)، وأخذت التسمية من نهر الأردن، ولا شبه له بالأردن الحالي، بل امتدَّ شمالي جند فلسطين ابتداءً من الساحل، مشتملاً على منطقة الجليل باتجاه الشرق حتى الصحراء. 3. جُنْد دمشق (فينيقيا الأولى، والثانية): عاصمة دمشق، يمتدّ من الشريط الساحلي ما بين صور وطرابلس باتجاه الشرق، مشتملاً على حوران أيضاً، حتى قلب البادية السورية. 4. جُنْد حمص (سوريا الثانية): يبدأ في الشريط الساحلي ما بين طرابلس، وشمال اللاذقية، باتجاه الشرق، مشتملاً على مدينتي: العاصي الرئيستين: حمص وحماه مع أفاميا، ثمَّ تدمر حتى أطراف البادية. 5. جُنْد قِنّسرين (سوريا الأولى): عاصمته قِنّسرين، ثمَّ حلب، وامتدّ من الساحل الشمالي (ما بعد اللاذقية حتى خليج اسكندرون)، باتجاه الشرق، متضمنا (الجزيرة)، التي فُصلت عنه في أيام عبد الملك بن مروان، وجُعلتْ (جُنداً إضافياً). - ثمَّ يُصنّف (عبدالله الحلو)، الأسماء الجغرافية لبلاد الشام إلى ست مجموعات لغوية: 1. أسماء ما قبل السامية. 2. أسماء كنعانية. 3. أسماء آرامية. 4. أسماء يونانية. 5. أسماء عربية. 6. اسماء تركية. وهو يرى أنَّ (الأسماء الكنعانية)، منها ما استوعبته اللغة الآرامية بمختلف لهجاتها، وهي منتشرة بشكل رئيس على جانبي نهر الأردن (فلسطين، وشرق الأردن)، وفي الشريط الساحلي الكنعاني، ومع ذلك لا تخلو بعض المناطق البعيدة من أسماء كنعانية الأصل. أما (الأسماء الآرامية)، التي استوعبتها الآرامية من لغات أخرى، فهي تنتشر في كثير من المناطق السورية، بما فيها منطقة الرافدين، بكثافة ليست ثابتة، فهي في فلسطين، أقل كثافةً من الأسماء الكنعانية. أما (الأسماء العربية والمعرّبة)، فقد نتجت عن استيطان بعض القبائل العربية قبل الإسلام في سوريا. وهناك أسماء بعد الإسلام من خلال التعريب التدريجي. (عبدالله الحلو: ص 21 – 40). - ونختار فيما يلي بعض الأسماء، من كتاب عبدالله الحلو، ونضع تفسيراته معها: (بتصرُّف: من ص 21 إلى: ص: 571): 1. بئر: في العربية كما في الكنعانية والآرامية: (بئير: بيرا). ومنها: بئير شبع، التي عُرّبت إلى: (بئر السبع) في فلسطين. وقد تصادف الكلمة بصيغة الجمع، كإسم مستقل أو اسم مركب، مثل الجمع الكنعاني: (بيروت). 2. بحيرة: اسم عربي صرف، حيث أن الكنعانية استخدمت لفظة (يمّْ) للسطوح المائية. 3. تلّ: الكلمة بالكنعانية (تيل)، و(تِلاّ) بالآرامية والسريانية. 4. دير: في الآرامية (ديرا، ديارا)، ومنها اللفظة السريانية (ديْرا). 5. رأس: آرامية، ومنها: (رأس العين: ريش عينا). 6. شقيف: كلمة آرامية، تعني كتلة صخرية. 7. طور: كلمة آرامية بحتة، تعني: جبل. اقتصر استخدامها في المصادر العربية على بعض الجبال الفلسطينية. 8. عين: لفظة كنعانية مشتركة. ولها اشتقاقات في الآرامية. 9. كَفْر، كُفْر: الكلمة موروثة عن الآرامية (كْفَر)، أي القرية. أما صيغة التصغير، فهي (كفرون). 10. مجدل: كنعانية الأصل (مجدل)، ومعناها في الأوغاريتية: كبر وارتفع. وهناك أيضاً صيغة التصغير الكنعانية الآرامية، أي: (مجدلون)، أو (مجدلونا). 11. معارة، معرَّة: مغارة، وهي بالسريانية (معارتا). وأصل الكلمة، كنعاني (معارا). 12. آبل: وهي في الكنعانية والآرامية (ابل)، أي نبت واخضرَّ بعد جفاف، وهي تفسَّر بكلمة (مَرْج). ومنها: آبل الزيت إلى الشمال من إربد، شرق موقع (جدارا) القديمة، وهي قرية كنعانية، وآبل السوق في وادي بردى، وآبل القمح، وتقع بالقرب من المجرى الأعلى لنهر الأردن، جنوب (المطلّة) في فلسطين. 13. أجنادين: صيغة المثنى في العربية من (أجناد). (وموقعها قرب قرية عجّور قرب الخليل بفلسطين – ع.م). 14. أذْرُح: أهم مدن منطقة الشراة، شرقي البحر الميت (شرق البتراء). والتسمية عربية قديمة، أصلها الثلاثي (ذَرَحَ) الذي يعود إلى العربية الجنوبية، ويفيد معنى: الاحمرار. يقابله بالكنعانية (زرح)، أي: التلال الحمراء. 15. إربد: كتبها ياقوت بالفتح (أَربد). والتسمية كنعانية الأصل. وورد الاسم باليونانية (أرْبِلا). 16. أرتاح: آرامية (أرتح)، تعني: منطقة مثيرة، مهيجة، تبعث على الغليان. 17. الأردن: أصل التسمية من الجذر الكنعاني (يرد) المرادف للجذر العربي (ورد)، بمعنى: ورد الماء. وصيغة (يَرْدين)، تطابق في المعنى الصيغة السريانية (يَرْدا)، أي: مورد الماء. أما الاسم العربي (أردن)، فهو عبارة عن تطوير للفظة الآرامية (يُرْدْنا). 18. أرسوف: كانت من المدن الساحلية الفلسطية المأهولة، وتقع شمال يافا، أما شكلها في السريانية، فهو (أرسوف). أما في الكتابات الكنعانية، فقد وردت فيها بشكل رباعي مهمل من الحركات: (أ ر ش ف)، وهي مشتقة من (رِشِفْ: اسم إله البرق الكنعاني). 19. إرم: جبل رم، وادي رم، شرق مدينة العقبة، وربما جاءت من الآرامية (رام) بمعنى مرتفع. 20. أرنون: تقع إلى الجنوب الغربي من (مرجعيون) اللبنانية، وهي التسمية القديمة لوادي الموجب في شرق الأردن. وشكل الاسم هو عبارة عن صيغة التصغير الكنعانية (فَعْلون)، وربما يعود إلى كلمة (أرنْ) الكنعانية، أو أنه من السريانية (أرْنا)، بمعنى: وَعْل. 21. أريحا: التسمية كنعانية صرفة، وأقدم أشكالها: (يريحو). ويبقى أن الأسماء الجغرافية من أصل كنعاني، والتي تنتهي بالواو الكنعانية، اتخذت في العربية نهاية الألف: يافو، أصبحت يافا، وعكّو، أصبحت عكّا. وهذا ما يفسر كيف أصبحت (إيريحو)، أريحا. 22. أشدود: أوردها ياقوت والإدريسي (يزدود)، وأوردها المقدسي وابن خرداذبة (أزود)، ويلفظها أهلها الفلسطيون: (أسدود). والصحيح أنَّ الاسم هو: أشدود، وهي مدينة ساحلية فلسطينية. والألف في أولها ليست أصلية، بل دخلت على صيغة كنعانية أقدم، هي: (شِدود)، بمعنى: الشديد أو القاسي. 23. عانات: بلدة في حوران، وترجع إلى اسم الإلهة الكنعانية: عنات. 24. أفامية: غيَّر سلوقس اسمها القديم في أوائل القرن الثالث ق.م إلى (أباميا)، نسبة إلى اسم زوجته (أبامِه)، وكانت قبل ذلك تحمل اسماً يونانيا أقدم، هو (فَرْنِكه)، كان قد تغلب على اسم آخر هو: (بِلا)، وقد انتقل الاسم إلى العربية من الاسم السرياني (أفاميا). 25. أورشَلَّم: جاء في اللهجات الآرامية بشكل (يِرُوشْلِمْ)، أو (يِرُوشالم)، وفي الكتابات النبطية (أورشلم)، وفي السريانية: (أوريشليم). ومن الثابت أنَّ القسم الثاني، هو الكلمة الكنعانية (شلم) بمعنى السلام. وهناك من يرى أنَّ لفظة (يروشلم)، ناتجة بإهمال حرف العين من لفظة أقدم منها هي (عيروشلم: مدينة السلام). وهذا لا ينفي الإمكانية الأخرى، وهي أن (أور) قد تكون أقدم من (يرو)، بمعنى: النور، مما يتفق والتفسير السرياني للاسم، بمعنى: (نورٌ وسلام). 26. إيلات/ أيلة: بمعنى: الغزلان، أو: الوعول. 27. بئر السبع: يعني العدد (سبعة). 28. بالعة: قريتان: إحداهما (خربة بلعمة، جنين)، والأخرى (بلعمة)، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من جَرَشْ. وهناك (البالعة) في الشمال السوري، والاسم متحوَّلٌ من (بلعام)، و(يبلعام)، بمعنى: الابتلاع. 29. البترون، بثرون: الأرجح أنه من أصل كنعاني. 30. البثنيَّة: سميت قديماً بالآرامية: (باشان). 31. طبريا: استخدمت في الآرامية والسريانية تسميات مشابهة لكلمة طبريا، وكانت تُسمى أيضاً: (يمّاد جْليل): بحر الجليل. وهي: (تُنسب إلى الامبراطور الروماني، طيباروس – ع.م.). 32. البحر الميّت: في السريانية (يَمّ ادْ.. مِلْحا): بحر الملح، ويُسمى البحر الميت (بحر سدوم: يَمّاد... سدوم)، وفي الآرامية: (يمّا فدمايا)، أي البحر الشرقي، ثم: (يمّاد... عربا: بحر العَرَبةْ). 33. البصَّة: قرية فلسطية، تقع بين عكّا وصور، وأخرى تقع في الشريط الساحلي من قرى اللاذقية. والاسمان يعودان إلى اللفظة الكنعانية: (بِصّا)، بمعنى: الوحل. 34. البطّوف: منطقة منخفضة في الجليل، تسميها الآرامية: بقعة بيت نطوفا. أما (نطوفا)، فهي صفة مشتقة من الجذر الآرامي (نطف)، أي: منطقة كثير الماء، أو عالية الرطوبة. 35. بعلبك: مدينة في البقاع اللبناني. اسم كنعاني قديم: بعل بقعا، بمعنى: سيّد البقاع. 36. بُلاطة: بضم أوله وليس بالفتح. والمرجح أن الاسم تعريب لفظي لتسمية آرامية سريانية أقدم هي: (بْلاطا)، أو (بُلاَّطا)، بمعنى: مكان الخلاص والنجاة. وهناك: (البلاطة) شرق اللاذقية، وبلاطة: جوار اللاذقية، وبلاطة مغيزل في منطقة صافيتا، وبلاطة الغربية في محافظة طرطوس. والأقدم هي (بلاطة)، وهو الاسم الحالي لمدينة (شكيم) قرب نابلس. 37. البلْقاء: نسبةً إلى (بلقاء بن سويرة بن سعد بن عمَّان بن لوط) أو: (بالق بن عمَّان بن لوط)، وهما شخصان أسطوريان، وقد تأتي بمدلول السواد الذي يخالطه بياض (ياقوت). وهناك لفظة (بَلَقْ) في العربية القديمة، ولها ما يقابلها في الآرامية، بمعنى: مزَّق، فتح، دخل، عصف، وخرَّب، ولا يستبعد أن تكون أصلاً للتسمية كاشتقاق عربي أو آرامي: (بَلْقا). 38. بيت جالا: بلدة قرب بيت لحم. واللفظة جالا موروثة عن السريانية (جالا)، المرادفة للآرامية (جَلاّ)، التي تعني: (تلّ الحجارة). والمعروف أن كلمة (جلّ)، لا تزال مستخدمة في اللهجات المحلية، بمعنى (كَوْمة). 39. بيت جبرين: تقع بين الخليل وغزَّة. أصل التسمية من الآرامية، هي (بيت جُبْرين)، والكلمة الثانية هي جمع المذكر الآرامي من (جَبْرا) التي تعني: رجل، أو قوي، بحيث أن التسمية لها مدلول: منطقة الأقوياء. 40. بيت دَجَنْ: قرية قريبة من يافا، والتسمية الكنعانية القديمة، هي (بيت داجون). وداجون هو إله الخصب الكنعاني الفلسطي. 41. بيت راس: قرية قريبة من (إربد)، شمال الأردن الحالي، والاسم تعريب للكلمة السريانية الآرامية (بيت ريشا)، بمعنى: بيت رئيس القوم. وهناك بيت راس، قرب حلب. 42. بيت لحم: مكان ولادة المسيح في فلسطين، تقع بين القدس والخليل. والتسمية آرامية صرفة، وتعني: (الخبز)، أو بيت الطعام. أو ربّما تعود إلى الإله (لخْمو)، أو (لَخَمْ). 43. بيت لاهية، أو لهْيا: بمعنى (المعبد: بيت الألوهيَّة). 44. بيت نوبا: مشتق من (نبا)، بمعنى: ارتفع وأثمر. 45. بيروت: اسمها (بيروتا) في ألواح تل العمارنة، وهي من أقدم الوثائق التي تعكس الشكل الكنعاني، وهو: بيروت: يعني (الآبار): صيغة جمع مؤنثة. أما في السريانية، فهو: (بْروتا) التي تعني الأشجار الحُرجية، لكن الأرجح هو معنى (الآبار). أما (البيرة)، شمال القدس، فاسمها الكنعاني القديم (بِيروت)، بمعنى: الآبار. والكلمة الآرامية (بيرا)، تعني: البئر. 46. بيسان: بيت شان هو اسمها القديم، المنسوب لإله بابلي، هو (شان أوْ: شخان، وهي إحدى أقدم المدن الكنعانية. 47. تقوع: تقع جنوب بيت لحم. جاء لفظها بالعربية (تِقُوَع). أما المصادر السريانية، فقد كتبته: (تْقوع)، أو (تقوعا). واشتقاق التسمية، جاء من الجذر (تقع) بمعنى: نفخ، وعَزَف. وقد تعني: البوق. 48. تل جَزَر: من أقدم المدن الفلسطيَّة الكنعانية، ويرد اسمها في الكتابات المسمارية، وألواح العمارنة: (جَزَري، جَزْري، جَزَرو)، وهي تعود إلى الجذر الكنعاني (جزر)، بمعنى: اقتطع وقصّ. تقع جنوب شرق الرملة. 49. تلّ السلطان: تشبه اشتقاقها ومدلولها في الآرامية السريانية (شُلْطان)، ولهذا ربّما تكون معربة لفظا من الآرامية. 50. تلّ الصافي: موقعه عند بيت جبرين الخليليَّة الفلسطينية، كذلك الاسم: صافيتا، غرب حمص. ويرجع الاسمان إلى صيغة قديمة واحدة، هي اللفظة الآرامية: (صافيثا)، التي تعني: المرصد، أو برج المراقبة. وهي مشتقة من الجذر الآرامي (صفا)، الذي يعني: نظر، تطلَّع، راقب. وهو نفس الجذر المشتق من اسم مدينة (صَفَتْ/ صَفَدْ) الفلسطية، ولو أنَّ صيغة الاشتقاق الكنعانية هناك تختلف. 51. تل كيسان: جنوبي شرق (عكّا). التسمية كنعانية الأصل، والصيغة القديمة هي (كيسون)، وهي مشتقة من (كيس). أما نهاية الواو والنون، فتعبر في الكنعانية غالباً عن صيغة التصغير كما هو الحال في الآرامية. 52. الجليل: منطقة شمال فلسطين. تقابلها في الآرامية السريانية، لفظة: (جليلا)، بمعنى المستديرة. 53. جبل السمّاق: المرتفعات الواقعة شرق أريحا. وكلمة (سُمّاق)، وهو اسم شجرة، آراميُّ الأصل: (سُمّاقا)، وتعني: اللون الأحمر. ومن هنا أتت تسمية البحر الأحمر في السريانية: (يَمّا سُمّاقا). 54. جبل سنير: الاسم الأموري الكنعاني لجبل الشيخ. وهو في الكنعانية (سيريون). 55. جبل قاسيون: الجبل المطل على دمشق. شكل الاسم يعكس صيغة التصغير الآرامية (فعلون)، بمعنى: (نبتة القِرْفَة)، غير أنه احتمال ضعيف (حسب المؤلف). والأرجح أن قاسيون، ترجع إلى اللفظة اليونانية: (كاسيون)، نسبة إلى الإله اليوناني (زيوس كاسيوس)، الذي نقلوه عن الأساطير الكنعانية القديمة. 56. جبل الكرمل: الكرمل تسمية كنعانية صرفة، وتعني: (جبل الكروم)، انتقلت إلى السريانية، وهي مشتقة من الكلمة: كرم، أو كرمة. 57. جبل لبنان: تسمية كنعانية صرفة مشتقة من الجذر الثلاثي الكنعاني (لبن)، الذي يعني اللون الأبيض، أي (الجبل الأبيض). 58. جَبْلَة: يرد اسمها في السريانية (جَبْلا). أما تاء التأنيث فهي ليست في الاسم الأصلي. الأرجح أنَّ التسمية كنعانية الأصل. 59. جبيل: تقع شمال بيروت. وترد التسمية في الوثائق الكنعانية، (جبل)، وفي ألواح العمارنة (جوبْلا، جوبْلي)، وفي الأكدية: (جو أبْ لا، جو أبْ لي). وفي الآشورية: (جُبَل). وكان اليونان قد أسموها (بيبلوس). ولا شكَّ أنَّ التسمية من منشأ كنعاني، غير أن اللفظة الثلاثية الكنعانية (جبل)، تعني: حدود. وفي لهجة أوغاريت الكنعانية، تعني (الجبل أو الصخر). أما الصيغة العربية (جُبَيْل)، فهي تصغير للصيغة السريانية (جْبيل). 60. جْدَر: هي (أم قيس)، غرب مدينة إربد، وهي تطلُّ على بحيرة طبريا. واسمها العربي، هو (جَدَرْ)، وهو تعريبٌ عن الاسم السرياني (جَدَرْ)، والأرجح أن اللفظة، ترجع إلى اللفظة الآرامية: (جْدَرْ)، بمعنى: المنطقة المسورة. أما (جَدارا)، فهو اسمها اليوناني. 61. جَرَشْ: كانت تُسمّى في العهد اليوناني باسم: (جِرَسا). أما الاسم العربي (جرش)، فهو بلا شك، مُعرَّبٌ عن (تسمية آرامية)، حيث يُحتمل أن يكون أصل الاسم (بالسين)، ومعنى ذلك أنه مشتقٌّ من: (الجرش والطحن)، أو أن يكون التعريب عن الآرامية حرفياً، أي أن يكون الاسم أصلاً بالآرامية (جرش)، وله معان متعددة: (فرَّق، طرد، صدم، رفع، سحب، قاد). 62. جلجولية: قرية في فلسطين، وفي السريانية (جلجوليا) التي بقيت مستخدمة في العربية، والتي تحمل معنى: (دولاب الماء)، ومعنى: (المرتفع الصعب). 63. جينين: والأصحّ: (جَنّين)، لأنه أقرب إلى الصيغة القديمة التي يلفظ فيها الاسم بتشديد النون. أشهرها: مدينة جِنّين الفلسطينية، والأرجح أنَّ الاسم، كان يُلفظ بالآرامية الفلسطينية: (جَنّين)، أي بنهاية الجمع المذكر الآرامية. أما في العربية، فقد تمّ إهمال التشديد. ومعناها: (الجنائن). وهناك مناطق أخرى: جنين غرب إربد، وجنين عند طرابلس، وجِبْ جْنين في البقاع. 64. حسبان: مدينة (حِشْبون) القديمة الأمورية الكنعانية، ويرد الاسم في المصادر الآرامية السريانية: (حِشْبون)، وقد كتبه الجغرافيون العرب بضمّ أوله: (حُسْبان). 65. حِطّين: غرب بحيرة طبريا. وصيغة الجمع الآرامي في حالة الجرّ بالإضافة، هي: (حِطّيا). أما الشكل العربي، فيعود إلى الصيغة الآرامية (حِطّين)، بمعنى: قرية القمح. 65. حَلْحول: إحدى بلدات (الخليل)، أو حبرون، (أو (خِلّْ إيل) – ع.م.). وهي صيغة قديمة مشتقة من (حَلْحِل)، بمعنى: خَلْخَلَ وهزَّ. 66. حِمْص: آرامية المنشأ. وتفسير الكلمة يجيء من اللفظة الآرامية: (حِمّصا)، أي: نبات الحمّص. 67. حوران: اسم آرامي كنعاني قديم. مشتقٌّ من (حور)، الذي يدلُّ على البياض، ثمَّ على التطلع والرؤية، وله مدلول: التجويف. أما نهاية الألف والنون، فتدلُّ على الصفة. والأرجح لكلمة حوران، هو معنى: التجاويف. 68. الحولة: بحيرة في فلسطين، وأصل التسمية من الآرامية (حولا)، وتعني: أرض الطمي والقصب. 69. حِيفا: مدينة فلسطينية. أصل التسمية آرامية (حيفا بكسر الحاء). والمرجّح هو أن الاسم كانت له صيغة أقدم، أي أن الياء كانت قد قُلبتْ عن واو في لفظة (حُوفا) التي تعني: الحافَّة. 70. الداروم (دير البلح): هي بلدة تابعة لغزَّة، وقيل: تتبع بيت جبرين. واسمها القديم (الداروم)، ويعتبر الدمشقي أنَّ الداروم مدينة ساحلية تابعة لغزَّة. وترجع التسمية إلى الآرامية (داروم)، ومعناها (الجنوب)، وبالذات جنوب فلسطين. وغلب عليها اسم دير البلح لاحقاً، نسبة لدير قديم. 71. دُمَّر: جذرها آرامي سرياني (دمر)، ويعني: عجب ودهش، وعليه، فإن شكل الاسم هو تخفيف للفظة (دُمّارا)، التي تعني: المكان المدهش الخلاّب. 72. دمشق: يعود في الأصل إلى مركَّب، هو: (دار مَسْقي)، أهملت منه الراء في الكتابات المسمارية، وأُدغمت في السريانية، والمعنى هو: (الديار المسقيَّة). 73. دوما: قرية فلسطينية بين الخليل، وبئر السبع، تسمّى اليوم: (الدومة) ومعناها بالكنعانية: المكان الهادئ. 74. دير بلَّوط: قرية فلسطينية. التسمية معربة من السريانية (ديرادْ.. بلوطا). 75. دير فاخور: اسم آخر لدير مار يوحنا، المكان الذي تعمّد فيه المسيح. وتسمية (فاخور) هي الأقدم، لأنها تعريب لفظي للآرامية: فاخورا، بمعنى: الفخّاري. 76. ذبيان: قرية تقع شرق البحر الميت، شمال وادي الموجب. و(ديبان، ديبون)، هي مدينة المؤابيين. وقد وردت في السريانية: (ديبون، وديمون). 77. الربَّة: شمال مدينة الكرك، وهي اسم مدينة (مآب، مؤاب) القديمة. وهي تعريب اللفظة الآرامية (ربَّة مؤاب). 78. رَفَحْ: اسمها في الكتابات الآشورية المسمارية: (رابي خو)، وفي الآرامية القديمة: (رِفيَح)، أي المكان المتضخم، أو المليء بالسكّان. 79. الزيب: بلدةٌ في (منطقة عكّا)، تقع على ساحل البحر المتوسط، وكانت من الحصون الساحلية. وهو في الكتابات المسمارية الآشورية، يرد بشكل (أ ك – زي – بي). أمَّا الأصل الكنعاني، فهو: (جْزيب)، بمعنى: السيل. 80. زيزا: وهي بركة زيزياء، جنوب عمًّان. والتسمية آرامية صرفة، جاءت من لفظة (زيزا)، ومعناها: الزخارف والأفاريز في البناء. 81. سارونية: منطقتان في فلسطين: الأولى بين طبريا، وجبل ثابور، والثانية هي السهل الساحلي بين حيفا وقيسارية. والتسمية كنعانيّة: فهي ترد في الكتابات الكنعانية، وترد في ألواح العمارنة (شارونا)، وفي السريانية: (شارونا). وهذه اللفظة الكنعانية تفسر بـِ: الأرض الخصبة الغنية. 82. السافْرية: قرية فلسطينية، تقع إلى الشمال الغربي من (اللدّ). ورد اسمها في المصادر الآرامية (كفر سِبّوريّا)، واللفظة العربية ليست إلاّ تشذيباً للفظة آرامية، ومعناها: قرية الرُواة، أو الحلاّقين. 83. سبسطية: قرب نابلس. اسمها القديم بالآرامية (شامْرين)، وفي الكتابات المسمارية: (سا – م – ري – نا). ثم سمّاها هيرودوس الكبير باسمها اليوناني: (سباستيا)، واستخدم في الآرامية (سِبسْطي)، وفي السريانية (سِبَسْطِيا)، وبقي في اللفظ العربي. 84. سدوم: إحدى المدن الكنعانية القديمة، كانت تقع على الرأس الجنوبي الغربي للبحر الميت. وفي الأصل الكنعاني (أُسْدُم) من الجذر: سَدَّ ومنع، والمقصود: السدّ، أو التحصينة. 85. سُرْطة: قرب نابلس، والتسمية من الجذر الآرامي (سرط)، أي من اللفظة الآرامية (سُرْطا)، أي الشريط من الأرض. 86. السَلْط: السلط عند الدمشقي، أصحُّ من (الصلت) عند أبي الفداء. ومن الواضح أنها ترجع إلى السريانية (سَلْط)، أو صيغة: (سلْطا)، وتعني: حجر الصوَّان. 87. صرفند: اسمها الكنعاني القديم، هو (صَرْفَتْ)، وفي الكتابات المسمارية (صَرِفتو)، وربَّما كان قبل ذلك (صَرَفَنْتّ). والمكان موجود جنوب صيدا في لبنان، وهناك قريتان في فلسطين، هما: صرفند الخراب، وصرفند العمار. 88. صَفّورية: شمال فلسطين. أصل الاسم في الآرامية: (صِبّوريّا)، و(صِفّوري)، أو (صِبّوري)، وتعني (العصافير)، وهي عاصمة الجليل في القرن الأول، ق.م. 89. طفيل: هي الطفيلة، جنوب شرق الأردن، وهي ليست إلاَّ تعريب من الآرامية (طْفيلا)، وتعني: المكان الملطَّخ أو المدهون. 90. الطيرة: تعريب لفظي للتسمية الآرامية (طيرا)، التي تعني: المزرعة المُسوَّرة. 91. عاقر: اسمها القديم (عقرون)، كنعاني فلسطي، تقع قرب الرملة. وترد في الكتابات المسمارية بشكل (أم – قر – رو – نا). 92. عامورا: مدينة كنعانية قديمة على أطراف البحر الميت. وكان اسمها الكنعاني، يلفظ بالغين (غامورا): وتعني: الطوفان. 93. عتليت: تقع جنوب حيفا. التسمية كنعانية، وجدت على نقش: (عثليث)، وربما تعني: الأميرة. 94. عرّابة: بلدة في فلسطين. اللفظة آرامية مؤكَّدة (عرَّابا)، وتعني: الكفيل أو الضامن، وجاءت منها كلمة (العَرَّاب). 95. عسقلان: مدينة في ساحل فلسطين الجنوبي. يرد في السريانية (أشقالون). والاسم من الأسماء الكنعانية القديمة الغامضة في تفسيرها. أما (أشقلون) الصيغة الكنعانية، فهي ظرفية مكانية، وليست صيغة تصغير. ويفترض أن الأصل المجرد للاسم هو (شقل). ويفترض أنها في القدم متحولة عن (سين)، أي: (أَسْقلون) من لفظة (سَقَلَ)، التي تعني: حَجَر. 96. عكّا: جاءت في الكتابات المسمارية (أ ك – كو)، وفي السريانية: (عكّو)، ووردت أيضاً في المسمارية (أ ك – كا). وهي إحدى المدن الكنعانية القديمة. 97. عمَّان: هي من المدن الكنعانية القديمة. ورد اسمها بالسريانية: (عَمّون)، ولكن غالبا ما كان يقال قديماً: (ربَّة بني عَمّون). وتحوَّلت الواو إلى ألف، لكن الملاحظ أنَّ هذا التحوّل قد وجدت له أصول سبقت العربية، فهو يرد في الآشورية: (بيت... أم... ما... نا)، وترجع اللفظة إلى اشتقاقها (عم) التي تعني: الشعب، وتعني: (العَمّْ). أما نهاية الواو والنور في (عمّون)، فهي صيغة تصغير كنعانية. 98. عَوَرْتا: من القرى الفلسطينية المجاورة لنابلس. وهم اسم آرامي صرف، ولا علاقة له بلهجة (سِفْت كَنْعَنْ)، التي يطلق عليها (عبرية). والتسمية الأصلية (عَبَرْتا)، وهي آرامية باللهجة السريانية الفلسطينية. ومعناها: (العَبَّارة). 99. عين سلوان: قناة مائية في القدس، يُعتقد أنَّ المسيح طلب من الأعمى أن يغسل وجههة بمائها ليُبصر. وكان اسم القناة المائية، الكنعاني: (شيلوحا)، الذي نقلته الآرامية كما هو: ونقلته لغات أخرى. أما اسم (سلوان)، فهو لفظة عربية صرفة، وليست تحريفاً للفظة الآرامية (شيلوحا). أما التشويه، فحصل للاسم الثاني (اليوناني: سلوام)، وكان سبباً في ولادة المكافئ العربي (سلوان). 100. بيت عينون: شمال شرق مدينة الخليل. وهي صيغة تصغير آرامية، هي (عينونا)، من كلمة (عينا) الآرامية، والمعنى هو: العين الصغيرة (النبّوعَة). 101. غزَّة: وردت في ألواح العمارنة: (خَزّاتي، أزَّاتي). أما في المسمارية الأشورية، فقد وردت: (خزَّاتو، خَزُّوتو، خزَّيتي). أما في السريانية، فقد وردت: (جَزَّا، عَزَّا)، ولكن رغم ذلك، يبدو أنَّ الاسم، كان يلفظ بالغين غالباً. أمّا لفظها بالعين فيرجع إلى الجذر الكنعاني: (عَزَّ)، بمعنى: قوي وامتنع، فهي (حسب المؤلف): (مدينة المُمانعة)، أو ما شابه. وهناك شبه في اللفظ والمدلول مع اسم: (عزاز، اعزاز). 102. فلسطين: الثابت أنَّ وجود الفلسطيين، تزامن مع وجود الكنعانيين في الأرض، أي منذ الألف الثانية قبل الميلاد. وهي في المسمارية الأشورية: (فَلَسْتو، فِلِسْتو)، وليس هناك من تفسيرات مؤكدة، والسبب أنَّ الفلسطيين القدامى: (لم يتركوا لنا أية نصوص مكتوبة بلغتهم – عبدالله الحلو). (وهذا يؤكّد أنَّ الفلسطيين تكلّموا (الكنعانية)، لأنهم من القبائل الكنعانية نفسها، ولغتهم: (كنعانية فلسطية)، هي التي وجدت آثارها في جنوب فلسطين وسيناء (ع. م)). 103. قاقون: قرية فلسطينية. والاسم صيغة تصغير آرامية: (قاقونا)، بمعنى: طائر البجع. 104. القدس: تعريبٌ لبيت المقدس، فقد استخدمت في الآرامية السريانية، بشكل: (بيت مقدشا)، وفي السريانية أيضاً: (قُدْشا)، و(قريثاد... قُدْشا = مدينة القدس). 105. اللُدّْ: مدينة فلسطينية معروفة قديماً وحديثاً. كانت عاصمة فلسطين (أي: عاصمة جُنْد فلسطين)، قبل أن تتحول العاصمة إلى الرملة. يرجع شكلها الكنعاني إلى الشكل: (لُدّا)، وتحولت إلى (لُدّْ). 106. ياقين: تقع في بلدة بني نعيم الخليلية، وهي (خربة)، وهي تنسب للقينيين الذين تزوَّج اثنان من رجالهم، ابنتي لوط، فولدتا: مؤاب، وعمّون (الأسطورة) – (ع.م). وهي قلبٌ مكاني لكلمة (قاين: حدَّاد). 107. كامد اللوز: في البقاع اللبناني، أضيفت لها كلمة (اللوز) في وقت حديث نسبياً. أما (كامد)، فهي بمعنى: الذبول أو الجفاف، وهي آرامية سريانية مستحدثة لتسمية كنعانية قديمة. وردت في ألواح العمارنة، بصيغة (كوميدي). 108. كفر سابا: آرامية سريانية، بمعنى: قرية الشيخ. 109. كنيسة القيامة: في مدينة القدس، واسمها ترجمة عن السريانية: (عدتاد.. قيامتا). 110. مؤاب: عاصمة المؤابيين، شرق نهر الأردن. والمعتقد حالياً أنها: (ربَّة الكرك)، وهي عاصمة المؤابيين الكنعانيين. واللغة المؤابية، كنعانية قديمة. ويرد الاسم في المسمارية الأشورية بلفظين: مآب، ومؤاب. 111. معان: من مدن شرقي نهر الأردن، جنوب شرق البتراء، واسمها القديم (ماعون). كدلك: (تل معين) إلى الجنوب من مدينة الخليل، والتسمية قديمة: (ماعون)، وهي على الأرجح كنعانية الأصل، تعني: منطقة السكن، أو: الإقامة: (عبدالله الحلو: ص: 21 إلى: 571: بتصرُّف). - أما: (سلطان المعاني: مفردات حضارية...): (ص: 239 – 252)، فهو يقرأ أسماء الأمكنة في بلاد الشام بين الكنعانية والآرامية، على النحو التالي، الذي نختصره فيما يلي: (6) أولاً: يقسّم (المعاني)، اللهجات الكنعانية إلى: الكنعانية القديمة في الألف الثاني ق.م (في فلسطين وسيناء)، والكنعانية (الفينيقية) في الألفية الأولى، ق.م، واللهجات: العمَّونية (بين القرنين التاسع والسادس ق.م)، والمؤابية، (بين منتصف القرن التاسع، والقرن السادس ق.م)، والأدومية، (ما بين القرن التاسع، والقرن الرابع ق.م). أمّا اللهجات (الآرامية، الكنعانية)، فيقسّمها إلى آرامية قديمة (أواخر القرن العاشر، وأواخر القرن الثامن ق.م)، والآرامية الدولية، التي انتشرت في إيران، ومصر، وجزيرة العرب، وترجع إلى ما بين القرنين الخامس، ومطلع القرن الرابع ق.م، كذلك: الآرامية الغربية، وتضمّ: (النبطية، التدمرية، وآرامية فلسطين. والآرامية الشرقية، وتضم: السريانية، وآرامية الحضر، وآرامية بابل، والآرامية المندائية – ص: 239 – 240). ثانياً: اللواحق اللغوية: النهاية (ها)، أو (ا: a): وتنتهي بها الأسماء المؤنثة المفردة في (الكنعانية)، والتي تبرز في عدد وافر من أسماء المواقع الجغرافية، وتتشابه هذه النهاية مع علامة المفرد المؤنث المطلق في الآرامية، وهي تختلط علاوة على ذلك، بأسماء المواقع ذات الأصول العربية التي تنتهي بالألف المقصورة، أو تلك التي على وزن فعلاء، وتلفظها العامة من غير همزة، أو مع الأسماء المؤنثة والمنتهية بالتاء المربوطة، والتي تلفظ في حالة الوقف عند العامة، هاءً. وتبدو في أسماء المواقع ظاهرة تحول اللاحقة (ون) إلى ألف ليّنة، بفعل تأثير الآرامية والعربية). ويدرج الباحث أسماء المواقع المنتهية بعلامة المؤنث المفرد (ألف)، كما يلي: (بَعْلا): اسم موقع في شمال الأردن، وجاء في صيغتي التذكير والتأنيث: بعالا، وبَعْلَتْ. وهو موجود في العربية الجنوبية (بال أمون زول)، وجاء الاسم مؤنثا في اسم المكان (بيلَتْ المزْودير) في منطقة حوران. و: (جَبْعا)، وهو اسم لبعض المواقع في فلسطين ولبنان، جاء على صيغة المؤنث المفرد للوزن قتل بمعنى: تلَّة، أكمة. و: (عَشْتَرا): اسم موقع في حوران، قرب مدينة درعا السورية، وهو اسم إلهةٍ كنعانية (عشتار). أمَّا اللاحقة التالية، وهي (الألف اللينة) فجاءت تحريفاً للنهاية: (ون)، فقد وردت في عدد من الأسماء الجغرافية: الجَدْعا، ومنه اسم العلم (جدعون)، بمعنى جدع: حطبَ، قطع، أسقط. و(صيدا): وجاء بصيغة (صيدونا في الأكدية)، وبصيغة: (صيدونا في رسائل العمارنة)، وبصيغة (ص د ن في الفينيقية)، وهو ينطوي على الجذر (ص و د = صاد)، مرتبطا على ما يبدو بمهنة الصيد البحري. ثالثاً: أما الملمح الثاني الذي يظهر في أسماء المواقع ذات الأصول الكنعانية، فهو (الياء والنون)، وورودها قليل، مثل: مقدسون في مثل: (ق د ش ن)، وبرزت في نقش ميشع المؤابي: (شلشن، جبرن، يمن، ربن). غير أن أسماء المواقع الجغرافية الكنعانية، تأثرت بصيغة الجمع المذكر المطلق في الآرامية (الياء والنون)، بدلاً من: الياء والميم. فالتمييم يتبدَّى في حالة الجمع المذكر في الكنعانية. ويمثل هذا الملمح في سوريا الكبرى، أسماء المواقع التالية: نمرين في لبنان، وغور الأردن، وهو صدى للاسم الكنعاني (نمريم)، و(حطّين)، وهو اسم موقع في فلسطين، وهو بالكنعانية (حطّيم)، بلفظ الجمع المذكر، و(جيتين)، اسم مكان قرب غزَّة، وصداه في الكنعانية هو: جتَّايم، بمعنى: معصرة العنب. رابعاً: الملمح الثالث في الكنعانية هو (الواو والنون) في نهايات أسماء المواقع الجغرافية الكنعانية، خصوصاً في فلسطين والأردن: باعون، عجلون، راسون، ريمون، زرقون، عجلون، عقربون، عليمون، حبرون، عبدون، عينون،... وقد تنقلب إلى الألف والنون: عسقلان (أشقلون)، حسبان (حسبون)، عمَّان (عمّون)، ذيبان (ديبون)، شيحان (سيحون)، بيسان (بيشون)، لبنان (لِبانون). كما تظهر منقلبة إلى الياء والنون: (ماعين، عَيْدَمون، (عين دامون)، وعَرَمون (عيرمون)، وعدلون، بيت عينون. خامساً: تعتبر علامة الجمع المؤنث: الواو والتاء من النهايات المتكررة في أسماء مواقع بلاد الشام: عينوت، عَصْموتْ، عشقوت، حصروت، بيروت (وهو في الكنعانية: بيروت للمفرد beer – بئر)، وقد ورد الاسم في النصوص المصرية: (بي – رو – تا)، وفي نصوص العمارنة: (بي – رو – تا). سادساً: الياء والتاء: فهي النهاية الثانية الخاصة بالتأنيث، ومن مواقع بلاد الشام: زِغْريت، صافيت، عزريت. سابعاً: ومن النهايات التي تلحق الأسماء المؤنثة: التاء والألف، مرادفة للنهاية: الواو والتاء في الكنعانية، وقد ورد في اسم: (هامْتا كنعاني هاموت). - أمّا المواقع الآراميَّة في بلاد الشام، فيحدّد (سلطان المعاني) في بحثه، ملامحها على النحو التالي: أولاً: اللاحقة ياء ونون: بيت سوسين، بيرين، جزّين (خزائن) عابدين (من المفرد: عبد، خادم)، عْبلّين، عصرين، شمسين، مَجْدلين، بْعَقْلين (بيت الطرق المعوجَّة)، مهرين (سكان الجبل)، ديرمانين. ثانياً: اللاحقة (الألف والنون): عرمان (تلال)، عبان (غابة)، حُمْران. أما الأسماء التي تحمل نهاية الجمع المؤنث المطلق: حيلان ومفردها حَيلْتا (المكان القوي)، وحلان، مفردها: حَلّتا (الكهف)، دير كفيفان من المفرد: كِفّثا (دير القبة)، وجذره: مال وانحنى. ثالثاً: النهاية: ايّا – ayya: علاقة الجمع المذكر: داريّا (دار، بيت)، مسكايا، (مفردها: مشكا: مسك)، وحاصْبيّا، مفردها: حِصْبا، أي (حوض، معامل خزف)، وفاريّا: فاكهة، وعْبيّا، وبيكْفيّا، وبُصليّا، وبعربايا، وبانقيا (بيت الشياه). رابعاً: النهاية: أيا – aya: صَيْدْنايا، ينتسب إلى صيدا، ثعلبايا (ثعالب)، قبرايا (مقابر)، غوَّايا. خامساً: تنتهي بحرف الد (آ a): كَرْكا (الحصن المنيع)، مَلْكا (مسكن)، دورا (قرية)، جمحا (المنخفض)، حسْما (وثّق، قسّى)، سَقْبا (القاسي)، جاوا (الداخل)، جَمْلا (التلّة)، حَرْثا (الأرض المزروعة)، يُبْلا (قناة)، جوبا (البئر)، عين دارا (عين المعركة)، العينا (عين الماء)، كَمنّا (مخابئ)، سكّا (أجمة ملتفّة)، خَلْدا (مكان الحفاير)، وهوما (مكان الاضطهاد)، عَبْرا (المعبر والساحل)، وعُمْرا (بيت)، أدما (دم)، عانا (غنم وضأن)، عورا (التبن والهشيم)، وعزقا (مسلك وعر)، وبعبدا (بيت العبد)، باقَرحْا (الأرض القاحلة)، بَرَدَى (بارد، أو أدكن)، بيت سوا (بيت الشوق). سادساً: النهاية اتا (ata): عيناثا (عيون الماء)، فرَّاتا (غنم). سابعاً: النهاية – ta: دُلُبْتا (شجر الدلب). ثامناً: النهاية – ايتا – ita: قْريتا (قرية)، جْديتا (جدي)، رْعيتا (مرعى)، سَمْتا (مذنب)، بَرَشْتا (بيت رأس)، بسكنتا (المسكن)، دلبتا (شجرة الدلب)، حَرَسْتا (قدر)، سياثا (شاة). تاسعاً: النهاية (ون): بَرْقون، (تصغير برق)، بْحمدون (باحَمْدون)، بيت حمدون. عاشراً: بدون نهاية: عيناب (الكرمة). - (السوابق الكنعانية والآرامية في بلاد الشام): يقول سلطان المعاني أيضاً، بأن السوابق في أسماء المواقع تنقسم إلى قسمين: السابقة (ياء): في صيغة المضارع للمفرد المذكر الغائب، مثل: بيت حانون (بيت الحنان)، يانوح (المكان الهادئ)، يارين (مكان التعالي)، يحمُر (التربة الحمراء)، يازور (المعتصر)، ياسوف (السكن)، يبرود (المكان البارد)، يعفور (المغبَّر). أما القسم الثاني، فهو عبارة عن (نحت لغوي): كلمة (بيت) مختزلة إلى (با، وبي). وقد تختصر إلى حرف الباء فقط، والأسماء التي تمثل هذه الظاهرة: باعون (باعانا: بيت الأغنام)، برما: بي راما (بيت رأس)، بليلا: بي ليلا (بيت الليل)، بحبوش: بي حَبَّوشا، بابلا: با أبيلا (بيت المقدس)، باداما: بيت صناعة الجلود، بانقوسا: بيت الناقوس. - سلطان المعاني: مفردات حضارية: ص 239 – 252: بتصرُّف. نشأة اللغة الكنعانيَّة: نحن نعتقد أنَّ (مهد السامية)، كان في جنوب سوريا: (فلسطين، و جنوب شرق الأردن، وسيناء)، وأنَّ الكنعانيين، هم سُكَّان أصليون في (فلسطين وسوريا، وفينيقيا، وشرق الأردن). وقد (أثبتت الوثائق المكتوبة، أنَّ سكان المناطق الساحلية من بلاد الشام، وجزءٌ كبير من الداخل، خلال الألف الثانية ق.م، كانوا يشكلون وحدة لغوية حضارية، هي (الكنعانية)، كما يقول محمود أبو طالب، ويضيف بأنه: قد عُثر على كتابة، سُمّيت (بدايات الكنعانية، 1800 – 1500 ق.م) في: جازر، تلّ بلاطة، تلّ الدوير (قرب الخليل). كما أشارت (وثائق اللعنة المصرية)، 1800 ق.م، إلى أسماء مواقع فلسطيَّة: يريحو، يروشاليم، يافو، هي أسماء كنعانية. كما أنَّ كثيراً من المواقع، التي يعود تاريخها إلى الألف الرابعة، والثالثة، قبل الميلاد، تدخل في تركيب أسمائها، أسماء آلهة كنعانية، بل إنَّ أحد أبرز المختصّين بلغات الشرق القديم، يستنتج بناء على شواهد من هذا النوع، هو المستشرق (جِبْ – Geib)، يقول: (إنَّ جنوب بلاد الشام: فلسطين وشرق الأردن، هي مهدُ الساميّين) – (7). ويقول (هنري عبّودي)، بأنَّ بعض العلماء يعتقدون بأنَّ (الأبجدية الكنعانيَّة. نشأتْ في سيناء، وأنها (من أصل فلسطي)، إضافة للنظريات الأخرى، وأنَّ (الأوغاريتية الكنعانية)، يرجع تاريخُها إلى ما قبل القرن الرابع عشر، ق.م. ويضيف عبّودي، بأن الكنعانيين (الفينيقيين)، كانوا في بلاد كنعان، منذ القرن الثامن والعشرين قبل الميلاد، وأنه قد يكون أصلهم من جزيرة العرب، أو من بلاد العمّونيين، أو المؤابيين، أو الأدوميين. وقد امتزج الفينيقيون بالسكّان المحليين، الذين يرجعون إلى العصر الحجري القديم أو الحديث) – (8). أمَّا – (فيليب حتّي)، فيقول بأنَّ (اللغات الساميَّة)، هي: الكنعانية، الأشورية البابلية (الأكادية)، الآرامية، العربية، الحبشية، وأنَّ اسم (سوري – Syrian) بالإنجليزية، يشير إلى جميع الشعوب، التي تتكلم الآرامية (السريانية)، وأنَّ (اللغة الأموريَّة): اختلفت عن الكنعانية من حيث اللهجة فحسب، ويمكن اعتبارها في الواقع، (لغة كنعانية شرقية)، تقابل الكنعانية الغربية. أما الاختلاف العرقي بين الأموريين والكنعانيين، فهو معدوم. أما مصطلح (لغة كنعان)، حسب حتّي، فقد كان يطلق على لغة فلسطين السامية القديمة، حوالي مطلع الألف الثاني ق.م، غير أنَّ أسلاف الذين سُمّوا كنعانيين، كانوا غالباً في البلاد، قبل ذلك بأكثر من ألف سنة. وكان من صفات الأبجدية الفينيقية (الكنعانية)، المؤلفة من اثنين وعشرين حرفاً، بساطتها، مما جعل القراءة والكتابة في متناول الإنسان العادي. وقد تكون كتابة (عرب الجنوب)، حسب حِتّي: (مشتقة مباشرةً من الكتابة الكنعانية السينائية)، ويعتقد حتّي أنَّ الفينيقيين، الذين كانت لهم علاقات تجارية مع سيناء، (اقتبسوا هذه الإشارات، غالباً، وأضافوا إليها، وجعلوا منها نظاماً أبجدياً تاماً مؤلفاً من 22 علامة بدون حروف صوتية، بسبب تأثير الهيروغليفية. وقد اكتشفتْ كتابات كنعانية، بالأبجدية الخطّية في: لاكيش، وبيت شمس في فلسطين، ترجع إلى القرنين: (14، و13 ق.م)، أي في منطقة (الخليل، والرملة)، كذلك في جْبيل (شفة بعل)، وهي أقدم من نقش أحيرام. واقتبس الآراميّون الأبجدية الكنعانية، فولدت (الكنعانية الآرامية). فالكتابة الفلسطيَّة السينائية الكنعانية، حسب حتّي: (كان لها على الفينيقيين، فضلُ تحقيقِ المرحلة الابتدائية). (9). وكانت فينيقيا، وفلسطين، تتكلّمان الكنعانية، وكأنهما شعبٌ واحد، حسب إشارة هيرودوت إلى تشاركهما معاً في إحدى الحروب، بمجموعة من السُفُن الموحَّدة. أمَّا – مصطفى مراد الدبَّاغ، فيقول بأن اللغة الكنعانية كانت منتشرة في كثير من مدن مصر الشمالية، وفي أفريقيا الشمالية (الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا)، وأنَّ اللغة الأمازيغية، كنعانية، وأنَّ اللغة الهيروغليفية المصرية، كانت معروفة في عدد من مدن فلسطين، خصوصاً (بيسان)، وأن أصول اللغة الكنعانية السينائية، نشأت في (جنوب فلسطين، وسيناء)، وأنَّ هناك تشابهاً بين (العربية الكنعانية)، و(العربية الحديثة)، ويورد الدبّاغ عدداً من المفردات المتشابهة (ص 486: بلادنا فلسطين: الجزء الأول)، كما يلي: (10) عربية كنعانية عربية حديثة 1. صيدون صيد 2. جشور جسر 3. دقق دقيق 4. قرت قرية، أو مدينة 5. قَدْموس قديم، قدماء 6. طيابا طيّب، طيبة 7. داب دابَّة 8. كتن كتّان 9. يشمع إيل إسماعيل 10. لاهام لحم 11. أوتيك عتيق 12. دامور تُمور 13. بِصَّة بَصَّة (مستنقع) 14. باراق بَرْق 15. حمور حمار 16. شمش شمس 17. لسن لسان 18. نحس نحاس - ثمَّ يورد قائمة بمفردات كنعانية، ما تزال مستعملة حتى الآن في العربية الحديثة، مثل: (جبل، لون، أمّ، أب، أخ، ثاني، ثلاث، أربع، سبع، ثمان، تسع، راس، يدّ، بيت، أرض، تين، تحت، كلب، قبر، وغيرها). ويرى الدبَّاغ أنَّ اللغة الكنعانية، كانت لغة أهل فلسطين، وشرق الأردن، وقبائل سيناء الفلسطية – المصرية. وبقيت اللغة الكنعانية، هي اللغة المحكية في (بلاد الشام)، حتى حلَّت محلها إحدى لهجاتها، التي تفرَّعت منها، وتطورت، أي الكنعانية الآرامية. كما انتشرت الكنعانية، (البونيقية = لغة بني كنعان) في افريقيا الشمالية). - كانت فلسطين تتكلم الكنعانية، منذ أوائل الألف الرابع قبل الميلاد، وقيل: منذ (3750 ق.م). ويقول سامي سعيد الأحمد (عراقي)، بأنَّ (اللغة الأمورية ذات علاقة وثقى بالكنعانية: ص 92) (11). ومن القبائل الكنعانية في فلسطين، التي كانت تتكلم لغة واحدة، هي الكنعانية: اليبوسيون (القدس)، العناقيون (الخليل)، وغزة، وجت، وأسدود، ومنهم أربع، باني مدينة الخليل، وبنى العناقيون مدن: بيت مِرْسِمْ، عاقر، عسقلان. أما الحويّون (نابلس)، والعمالقة الذين أقاموا في: الخليل، بئر السبع، بيت لحم، سيناء، غرب البتراء، والفرزيّون (غزّة)، والجرجاشيون (طبريا)، فكلهم كانوا يتكلمون الكنعانية. وهناك أيضاً: (الإيميّون)، (الكرك)، والرفائيّون (بين نهر الزرقاء، وجبل الشيخ)، و(المَدْيَنيّون)، الذين كانت منازلهم بين مصر وفلسطين والحجاز، وبئر السبع، وشرق البحر الميت، وطبريا، ويقال إنّهم من (قبائل معين) التي هاجرت من اليمن إلى فلسطين، وسكنت غزَّة، والخليل. وهناك عناصر حثيَّة كنعانية، سكنت الخليل وبيت لحم، وبيتين (رام الله)، والشاغور، وسخنين. وأقام العرب (الأدوميون) في الخليل، وبيت جبرين، وبني عيم، ودورا، وبيت لحم، والعقبة، وبئر السبع. وأقام (القَيْنيّون) في: بني عيم، وشرق خليج العقبة، وسيناء، وغزة. وكلها قبائل كنعانيَّة أصلية، سكنت فلسطين، وسيناء الفلسطية – المصرية، وشرق نهر الأردن (العمّونيون، والمؤابيّون). وكانت تتكلّم الكنعانية بلهجاتها المتعددة. ويرى بعض الباحثين أنَّ (الكتابة الكنعانية الفلسطيَّة)، التي هي المرحلة الأولى من الأبجدية الكنعانية، وُجدتْ في سيناء (الفلسطية – المصرية)، وترجع إلى حوالي (القرن السادس عشر، ق.م)، وهي حسب سامي الأحمد: (ألفبائية بحروف صحيحة، مشتقَّة من الهيروغليفية المصرية، تُقرأ بصورة عمودية، أو من اليمين إلى اليسار. واستخدمت هذه الألفباء في نقوش: لخيش (قرب الخليل)، وشخم، وبيت شمش في فلسطين، وجبيل (لبنان). وتُسمَّى: الكتابات شبه الكنعانية: ص 278)، وقد عرفت فلسطين، حسب الأحمد أيضاً: (كتابات: شبه الهيروغليفية، والأوغاريتية، والتخطيطية الكنعانية السينائية، وشبه الكنعانية، والآرامية: ص: 279) – (12). وبما أنَّ الكتابة تختلف عن اللغة، لأنَّ اللغة أسبق من الكتابة، فمعنى ذلك أن (الكنعانيَّة الفلسطيَّة) كلغة، وُجدت قبل ذلك بزمن طويل. والأرجح أنَّ هذه اللغة، قد تعود إلى الألف الرابع، أو الخامس. أمَّا اختراع الأبجدية الأولى في العالم، فقد تمَّ بعد ذلك في جنوب فلسطين، وسيناء، وأدوم الفلسطية (السعيريَّة)، وبالتالي، تكون (الكنعانية الفلسطيَّة السينائية)، هي المرحلة الأولى في تطور الكنعانية، تلتها الأوغاريتيَّة في القرن الرابع عشر، ق.م، ثمَّ وصلت إلى مرحلة النضج في (مرحلة جْبيل وصور)، أي أنها مرَّت بثلاث مراحل. وقد انتقلت إلى افريقيا الشمالية، واسبانيا (جزر الكناري)، ونقلت اليونانُ، حروفَها الأبجدية، ثمَّ توزّعت في شتى أنحاء العالم على أيدي البحَّارة الكنعانيين (سكان السواحل الشامية): سوريا، فلسطين، لبنان، مهما كانت تسميتهم آنذاك، لأنّ (الفينيقيين)، هم: (بني كنعان) في اللغة اليونانية القديمة، ولم يكونوا وحدهم في البحر المتوسط، (البحيرة الكنعانيّة)، (فالفينيقيون، هم الكنعانيون أنفسهم)، كما يقول أسد الأشقر. (13). و(كان السهل الفينيقي، وفلسطين، يُسمّيان: بلاد زاهي – ص 138: حتّي)، ويضيف المؤرخ اللبناني فيليب حِتّي: (وهكذا، فإنَّ الفلسطينيين، أعطوا جيرانهم وورثتهم (الفينيقيين)، ميلاً للأسفار البحرية البعيدة، كان من نتائجه، استكشاف البحر المتوسط، والبحر الأحمر، والمحيط الأطلسي الشرقي، كما رفع الفلسطينيون، الحضارة السورية من مرحلة البرونز إلى مرحلة أهم، وهي عصر الحديد. وكان ذلك أهم فضل لهم – ص 200). ويؤكد فيليب حتي، أن لوحة مقبرة بني حسن في مصر، التي تعود إلى (1890 ق.م)، والتي يظهر فيها الشيخ الكنعاني الأموري (أبشة) مع أبناء قبيلته وبناتها، هم من (جنوب فلسطين) غالباً – (حتي: ص 82) – (14)، مثلما يؤكد ذلك سامي الأحمد (ص 99)، وينقل عن (غاردنر، Gardiner)، قوله: (نعرف عن (آسيويين)، ضمنهم دون شك، أو كلّهم من الفلسطينيين في جماعات تتألف من: 6، 10، 20 شخصاً، قد اشتغلت في مناجم التعدين المصرية في سيناء عند سربت الخادم، كما نعرف عن علاقات بين فلسطين ومصر). (15). - إذاً، اخترعت أول أبجدية في العالم (الكنعانية) في جنوب فلسطين، يُدلّلُ عليها النقوش الكنعانية السينائية، التي يُجمع العلماء على أنَّ أصحابها، هم من جنوب فلسطين. وهي المرحلة البدائية الأولى، تلتها مرحلة أوغاريت، وجبيل وصور، وقد تأثرت هذه الأبجدية الأولى في العالم، (الفلسطيَّة الكنعانية)، باللغة الهيروغليفية المصرية (التصويرية)، لكنَّ العلماء يجمعون على أنَّها، (كنعانية فلسطيَّة)، التي يُقدّر بعض العلماء بأنها ترجع إلى القرن الثامن عشر، ق.م. يقول (Cowley) بأنَّ مخترعي هذه الأبجدية، هم: (قومٌ بدائيون من جنوب فلسطين، عملوا في مناجم الفيروز في سيناء). أمّا (Sprengling)، فيجزم أنَّهم من أرض سعير، أي بلاد أدوم، بين البحر الميت، والبحر الأحمر، ويسمّي لغتهم (سعيريَّة). (16) وقد تمدّد الأدوميون في جنوب فلسطين أيضاً: (بئر السبع، تل عراد، الخليل، بيت لحم)، ولاحقاً، (37 ق.م – 100م)، شكَّل هيرودوس الكبير (حَرَد الأدومي العربي)، مملكة فلسطين الأدومية، التي شملت شرق نهر الأردن (بيريا)، وهو فلسطي عسقلاني، وأمُّه (أميرة نبطية)، وبالتالي، قد ترجع اللغة الكنعانية، كما يرى بعض العلماء، إلى الألف الرابع، ق.م، أو (3750 ق.م). ويقول (قاسم الشوَّاف)، بأن (مَدَنية فلسطين)، في العصر النحاسي، والعصر البرونزي القديم (3200 – 2000 ق.م): (كانت تضاهي مدينة المواقع كبيرة الحجم في سورية، وأوَّلُها: تل مرديخ، (إيبلا)، وأنَّ عودة الفترة الرطبة (1950 – 1700ق.م)، ساعد على التواصل اللغوي فيها بين المجموعات الهامشية في الجنوب، وعلى استقرار اللهجات العربية القديمة في (سوريا – فلسطين). وهذا ما نجده في نصوص إيبلا، والنصوص الأمورية، والكنعانية القديمة، والأوغاريتية في الألفين: الثالث، والثاني، ق.م. وحين تمَّ الانتقال من العصر البرونزي الأخير (الحديث) إلى العصر الحديدي الأول (1300 – 1000 ق.م)، كانت هناك استمرارية سكّانية على كامل الساحل الكنعاني (الشوَّاف: ص 33). ويضيف الشوّاف بأن (الكتابات الكنعانية في فلسطين)، هي الأكثر غزارةً في الفترة الفارسية، فقد بقيت المكتشفات الكتابية، (كنعانيةً)، مع أنَّ اللغة الآرامية، تمكنت من الانتشار في جميع أنحاء الإمبراطورية الفارسية. ويورد الشوّاف، بعض هذه (الكتابات الكنعانية)، ومنها: 1. الزيب (عكّا): جَرَّة، عليها كتابة، تعود للقرن الخامس – الرابع، ق.م. 2. موقع (حاري ميم): عُثر على نقش كنعاني، سُجّل على محيط حامل من البرونز، وهو تقدمة للإلهة عشتروت. 3. تلّ عكّا: عثر على لوحين حجريين، ووعاء يحمل كتابة كنعانية. 4. تل كيسان، قرب عكا: كِسَرْ فخاريَّة تحمل تحزيزات كتابة كنعانية. 5. جبل الكرمل: عثر على كتابات كنعانية على عدَّة جرار، ترجع إلى نهاية الفترة الفارسية، وبداية الهلنستية. 6. تل أبو حوام (غرب حيفا)، وتل البير الغربي (تل البروة): عُثر على كتابة كنعانية، على ختمين ضريبين، يعودان إلى النصف الثاني من القرن الرابع، ق.م. 7. عتليت: عُثر على ختم، كتب عليه (ع و ت م). كما عُثر على كتابات كنعانية، وآرامية عدّة على طاسات معدنية، عليها اسم: (عَشْتَرن). 8. تلّ دور: عثر على كتابات كنعانية. 9. أرسوف: عُثر على كتابتين مُحزَّزتين غير كاملتين بلغة كنعانية. 10. عسقلان: أوزان عدّة من البرونز، تعود إلى القرن الرابع ق.م، وعليها تحزيزات لكتابة كنعانية. 11. غزَّة: عُثر على جرّتين تعودان إلى نهاية الفترة الفارسية. - ويقول قاسم الشوّاف: (لا بُدّ من الملاحظة أنَّ الفترة الفارسية، لم تقدم سوى كتابات كنعانية، وليس بمستغرب، فالمنطقة الشمالية، والساحل الفلسطي، بقيا على كنعانيتهما في مختلف مراحل تاريخهما، منذ تأسيس هذه المواقع: (سهل يزرع إيل، إيلي يقم، بيت إيل، بيت يَمْ، بيت حورون (إله الطاعون الكنعاني)، وبعل شاليشا، ويبني إيل، وبيت عناة)... وكلها مواقع كنعانية، لم تتغير منذ تأسيسها، قبل الألف الثاني ق.م) – (17) - ويرى (معاوية إبراهيم)، بأنَّ (وثائق مكتبة إيبلا) تُشير إلى أنَّ لغة سكّان بلاد الشام، ومنها فلسطين، كانت (الكنعانية)، التي تفرَّعتْ عنها: الأوغاريتية، والآرامية، والفينيقية، والمؤابية، والعمّونية، وغيرها، في مقابل (اللغة الأكادية) في منطقة ما بين النهرين، التي تفرعت عنها: البابلية، والأشورية. وكان الخطّ الهيروغليفي معروفٌ في بلاد الشام، إضافة للخطّ المسماري في بلاد الرافدين، وإيبلا، الذي تمَّ تطويره في أوغاريت. واستعملت فلسطين (أبجدية سيناء) في الكثير من نقوشها، قبل منتصف الألف الثاني، ق.م. ولا تشكل هذه الاكتشافات الخلفية للنقوش والكتابات الكنعانية فحسب، وإنما تعتبر أساساً لليونانية واللاتينية، (ص: 91 – 92). ويضيف معاوية إبراهيم: (تميز العصر البرونزي باختراع الأبجدية، ويتمثل هذا الاختراع بعدد من النصوص القصيرة، التي ظهرت في أماكن مختلفة من فلسطين: تلّ أبو شوشة، تلّ بلاطة، وتلّ العجول بالقرب من غزة. ويمكن مقارنة هذه الكتابات بكتابات أخرى ظهرت في: كامد اللوز في البقاع اللبناني، وجبيل والبالوعة جنوب وادي الموجب. وتندرج تحت هذه المجموعة: كتابات سيناء، التي ظهرت في سرابيت الخادم. وترجع فترتها غالباً إلى الفترة ما بين القرن السابع عشر، والثالث عشر، ق.م. أما أبجدية أوغاريت، فتتكون من ثلاثين حرفاً بالخط المسماري. ولقد تفرَّع عن هذه الكتابات، كتابات عُرفتْ بالكنعانية القديمة، التي استبدل فيها الخط المسماري، بالخط الكنعاني) (18). - ويقول (أحمد سوسة)، بأنَّ (أعظم عمل قدَّمُه الكنعانيون للحضارة، هو اختراعهم الأبجدية الهجائية، الذي يعتبر من أهم الاختراعات في تاريخ الحضارة البشرية – (ص: 95)، وأنَّ: (من المتفق عليه الآن، أنَّ الكنعانيين، كانوا أول من استعمل الحروف الهجائية في الكتابة، ومنهم انتقلت إلى الفينيقيين سكان الساحل الذين نقلوها بدورهم (850 – 750 ق.م) إلى الإغريقية واللاتينية، وصارت تعرف في اليونانية باسمها العربي (الألف باء، ِAlphabet). عُثر على هذه الكتابة في سيناء، ويعود تاريخها إلى (1850 ق.م). وقد جاءت هذه الكتابة باللهجة الكنعانية القديمة، متأثرةً بالهيروغليفية المصرية. كما وُجدتْ نماذَج منها في (جنوب فلسطين): لخيش، كذلك في شكيم، وقد كتبت هذه النماذج، باللهجة الكنعانية القديمة. ويؤكد (دايرنجر -dir-inger)، بأنَّ مصدر اختراع الأبجدية، يرجع إلى منطقة فلسطين وسورية، وهي تنفرد بين جميع مناطق الشرق الأدنى بهذا الاختراع، الذي يمثل شبه جسر يجمع بين حضارتين: مصر وبلاد الرافدين). ثمَّ ظهرت (أبجدية أوغاريت الكنعانية) في القرن الرابع عشر ق.م. ثمَّ تلتها (أبجدية جْبيل)، المكونة من 22 حرفاً، والتي يرجع تاريخها إلى القرن الحادي عشر، أو العاشر ق.م. ويختتم أحمد سوسة وجهة نظره، بالقول: (يتضح أنَّ أقدم كتابة بأقدم حروف أبجدية معروفة حتى الآن، هي الكتابة الكنعانية السينائية القديمة. وقد قسَّم علماء اللغات الأبجديات التي تفرعت عن الكنعانية القديمة في سيناء وجنوب فلسطين إلى مجموعتين: 1. المجموعة العربية الشمالية: (الكنعانية) وفروعها: الفينيقية، والقرطاجية، والليبيَّة، والآرامية التي تفرعت منها: النبطية، والعربية، والسينائية المتأخرة، وغيرها. 2. المجموعة السينائية القديمة: تفرعت منها: العربية الجنوبية، والسبئية، والأثيوبية، وغيرها. هذا هو مهد الكتابة الأبجدية، التي أظهرها الكنعانيون لأوَّل مرّة في طور سيناء، وفي جنوب فلسطين – أحمد سوسة: ص: 288 – 295). (19). 1. الكنعانيَّة الفلسطيَّة (السينائيَّة): الأبجديَّة في مرحلتها الأولى: يبدو لي أنَّ (سيناء)، قبل وضع اتفاقية الحدود الشهيرة عام 1906م بين بريطانيا المحتلة لمصر، والدولة العثمانية التي كانت تعتبر مصر ولاية عثمانية، وهي أول اتفاقية حدود بين مصر وفلسطين في التاريخ منذ الفراعنة، وحتى القرن العشرين – يبدو لي، أنَّ سيناء، كانت قبل الاتفاقية، (كنعانية فلسطيَّة – مصريَّة) مختلطة. وقد أقرَّ الباحثون، أنَّ (العمّال الآسيويين)، الذين عاشوا في سيناء، قرب مناجم الفيروز، ليسوا عُمّالاً طارئين على سيناء، وإنما هم من أهل سيناء الأصليين، ومن جنوب فلسطين. لهذا يقول نعّوم شقير في كتابه (تاريخ سينا، القاهرة، 1916)، حرفياً: (كانت سيناء في أكثر العصور التاريخية، (ملحقة) بمصر مع أنَّ سكانها، كانوا منذ بدء التاريخ ولا يزالون من أصل سامي، مثل سكّان سوريا – ص: 10) (20)، وسبق أنْ أكّد (غاردنر)، أنَّ العمّال الآسيويين، ضمنهم، أو كلّهُم من الفلسطينيين، وهم من أهل سيناء الأصليين. أما أن تكون سيناء (ملحقةً بمصر)، فهو مصطلح غامض في العصور القديمة على الأقل. صدر كتاب نعّوم شقير عام 1916، الذي شغل منصب (مدير قلم التاريخ بوزارة الحربية بمصر) في عهد الاحتلال البريطاني لمصر، وهو يهديه إلى الجنرال (ونجت)، سردار الجيش المصري، وحاكم السودان. فالكتاب يُمثّل وجهةَ النظر (المصرية – البريطانية) الرسمية في مواجهة الدولة العثمانية. وهو يقول بأن عدد سكان سيناء، لم يزد في عصر ما عن خمسين ألف نسمة، كما هو في الوقت الحاضر (1916)، وأنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: بلاد الطور في الجنوب، بلاد التيه في الوسط، وبلاد العريش في الشمال، وأن اسم سيناء، جاء من (سين)، بمعنى القمر. وقد عُرفت في الآثار المصرية، باسم (توشويت)، أي أرض الجدب. وفي الآثار الأشورية، عُرفتْ باسم (مجان)، المحرّفة عن (مَدْيَنْ)، وهو الاسم الذي أطلقه العرب على (شمال الحجاز، وجنوب فلسطين). والمشهور أن الفَرَمان، الذي أصدره السلطان محمود الثاني لمحمد علي باشا سنة 1841م، هو الذي ثبّتهُ على مصر: (وكان مع الفرمان خريطة، عُيّن فيها حَدُّ مصر الشرقي، بخطّ يمتدّ من العريش إلى السويس – ص: 588). وفي عام 1906، وقعت حادثة (المرشّش: مدينة إيلات الفلسطينية)، عندما ذهب الجنرال البريطاني (براملي)، إلى (المرشّش)، ووضع نقطة بوليس، لكنَّ رشدي باشا، قائد قلعة العقبة العثماني، طرده منها. ثمَّ أزال العثمانيون: (عموديْ الحدود في رَفَحْ، ونصبوا خيامهم بين السدرة وطريق الرفيح)، وقالت الصحف المصرية آنذاك (1906): 1. ليس لإنجلترا، حقٌّ الدفاع عن استقلال مصر الإداري في وجه الدولة العثمانية. 2. سيناء، ليست جزءاً من مصر، ولا امتيازاً لها، بل هي (وديعة مؤقتة)، أُعطيتْ من أجل تسهيل الحج المصري. 3. سيناء كانت في أكثر العصور، تابعة لمصر. هذا ما قالته الصحف المصرية آنذاك (1906)، باتجاهاتها المختلفة. وكان العثمانيون، قد احتلوا (بلاد العريش، وبلاد التيه)، خلال الحرب العالمية الأولى (1914)، وبقيت بلاد الطور بيد مصر. ثمَّ وُقّعت (اتفاقية الحدود بين مصر وفلسطين) لأوّل مرّة في التاريخ القديم والحديث، بتاريخ (1/ 10/ 1906)، كما يقول شقير، الذي أورد النص الكامل للإتفاقية في كتابه (ص: 612 – 614). يقول نعوم شقير في كتابه (تاريخ سينا، القاهرة، 1916) أيضاً، ما يلي: أولاً: مدينة (الفرما)، كانت قديما من أشهر مدن مصر البحرية، وأهلها الأصليون، كانوا من البحّارة الكنعانيين – ص: 182. ثانياً: وللعقبة، طريقٌ إلى القدس الشريف، طولها 81 ساعة سيراً، تمرُّ بالمياه التالية: بئر غضيان، بئر المليحي، فالويبي، الشهابية، نقب الغراب، عسلوج، بئر السبع، الخليل، القدس – ص: 203. ثالثاً: أما درب (غزة)، أو الطريق الشامية، شرق سيناء، فهي تبدأ من العقبة، درب الحج المصري، مفرق نقب العربة، سهل فياح، جبال الحمرا، وادي الخميلة، جبال الصفراء، رأس وادي الأغيدرة، جبل سويقة، وادي الجرافي، مشاش الكنتيلا، وادي الخضاخض، رأس وادي الأحيقبة – تنحدر أرض التيه الشرقية شمالاً، وتصبُّ في وادي العريش، فتنحدر درب غزة بوادي الأحيقبة، وادي قرية، وادي خريزة، جبل عريف الناقة، عين القصيمة، وادي القديرات، وادي صبحة، وادي صرام، وادي بيرين. وهنا ينتهي حَدُّ سيناء، ويبدأ حدّ (فلسطين) – ص: 268. رابعاً: لغة أهل سيناء العربية، يتكلمون بلهجة تقرب من لهجة بادية بلاد الشام – (ص: 340). وعند قبائل: السواركة، والبياضيين، والأخارسة من بادية العريش، عادة قديمة جداً، وهي تقديم الذبائج للبحر، تكاد تكون عادةً وثنيَّة – ص: 354. خامساً: عُرف أهل سيناء في الآثار المصرية في منطقة الشمال، باسم: (هيرو شايتو)، أي: أسياد الرمال، ونُسبوا إلى جنس: (الآمو) المعروف بالجنس السامي. وعُرف أهلها في الجنوب، باسم (مونيتو)، ويُظن أنَّ (الآمو) من سكان سوريا الطبيعية. أما (الرتنو)، وهم سكان سيناء، وجنوب فلسطين، فهم من الجنس السامي الآسيوي – ص: 430. سادساً: اكتشف (المونيتو)، سكّان بلاد الطور الأصليين، منذ بدء التاريخ، طبقات معدنية، استخرجوا منها الفيروز والنحاس والمنغنيز والحديد. وكانوا يأخذونها إلى الدلتا، ويبيعونها للمصريين. فتحركت أطماع ملوك مصر، فأرسلوا حملات عسكرية إلى بلاد المونيتو (الطور)، واستثمروا معادنها. على أن المونيتو لم يرضخوا لاغتصاب أملاكهم، فكان المصريون يشترون سكوتهم، بمال ينقدونهم إياه، قبل التعدين. أو يُعدّون قوة من العساكر لدفع هجماتهم، أثناء التعدين – ص: 429. سابعاً: وكان يساعدُ الفراعنةَ في التعدين: الآمو (الكنعانيين)، و(الرتنو)، سكانُ سيناء، وجنوب فلسطين – ص: 430. ثامناً: اكتشف (بتري: أبحاث في سيناء، 1906)، الصخرات الهيروغليفية في موقع (سرابيت الخادم: شمال الطور)، ووصل إلى خلاصة تقول: 1. مارس المصريون في معبد سرابيت الخادم، الطقوس السامية، لا المصرية. 2. ساعد العمّال (الساميّون)، المصريين في التعدين، وكانت لهم كتابة خاصة بهم، تختلف عن الهيروغليفية. أمّا معبودة السكان الأصليين، فهي (سيّدة الفيروز: عشتروت الكنعانية). 3. وجد بتري، تماثيل غير مصرية، وعليها كتابة مجهولة، رجّح بتري أنها – ساميّة – ص: 436 – 441. - والخلاصة، هي أنَّ سكّان سيناء، كانوا خليطا من الفلسطيين الكنعانيين، والهكسوس الكنعانيين الأموريين، والمَدْيَنيّينْ العرب الكنعانيين، وأنَّ الفراعنة (ملوك مصر)، أدركوا عسكرياً أهمية سيناء العسكرية، بعد حكم الهكسوس (ملوك البلاد الأجنبية، الملوك الرُعاة، حسب المصريين)، لمصر عدّة قرون، الذين امتدحهم المؤرخ المصري المعاصر سليم حسن، وأشاد بمنجزاتهم الحضارية. أما السبب الثاني لاكتشاف أهمية سيناء، فهو اكتشاف المعادن وفي مقدمتها الفيروز. كما أنَّ سيناء، هي مدخل فلسطين الكنعانية، في مواجهة الامبراطورية الأشورية في العراق، والحثيّة في شمال سوريا، خلال حروب الفراعنة. وقد حدث تبادل ثقافي واقتصادي بين مصر وفلسطين، عبر العصور القديمة، ولهذا كانت سيناء (مصرية – فلسطيَّة كنعانية)، منذ الفراعنة، وحتى أول اتفاقية في تاريخها في العصر الحديث (1906)، لكنَّ الباحثة المصرية: (أُلفت أحمد الخشَّاب)، في كتابها: (تاريخ تطوّر حدود مصر الشرقية، 2008) تقول نقلاً عن صفي الدين أبو العزّ، ما يلي: (لم تكن شبه جزيرة سيناء يوماً منطقة عازلةً، أو أرضاً ليست ملكاً لأحد، فالثابت تاريخياً، أنَّ سيناء، ذلك المثلث المنحصر بين خليجي العقبة والسويس، والمُطلّ بقاعدته على البحر المتوسط، هو جزء أصيلٌ من مصر، عبر العصور، وهو حق تاريخي ثابت، (ولا يمكن التشكيك فيه)، وهي تقدّم شواهد تاريخية محدّدة، بصفتها (أدلَّة دامغة)، كما تقول، تؤكد سيادة مصر السياسية على شبه جزيرة سيناء. وهذه الشواهد، التي تصف أحدها بأنه (أقدم أثر مصري في سيناء)، هو: (صخرة سمرخت)، و(صخرة زوسر)، و(صخرة سانخت) الهيروغليفية، التي عليها بعض الرسومات لملوك الأسرة الأولى المصرية. – ص: 53 – 54. وهي تضيف بأنَّ (طريق الفرما)، هو أقدم الطرق بين مصر والشام، وأنَّ من (التقاليد) البريَّة المعروفة والمعلومة والمعمول بها عند أهل الحدود، أنَّ (مدينة رفح)، كانت الحدّ بين مصر والشام على ساحل المتوسط، و(أيلة) على خليج العقبة، كانت الحدّ بين مصر والحجاز (ص: 57)، وتقول بأن مساحة سيناء، هي: (65.500 كم2)، وأنَّ عدد سكانها، بلغ عام 1990 – ربع مليون نسمة – ص: 58).(21). * * * - في كتابة الهام: (الكتابة العربية والساميَّة، 1981)، يناقش اللبناني (رمزي بعلبكي)، مسألة: الكتابة الكنعانية الفلسطيّة في سيناء، التي سمَّاها المستشرقون (السينائية)، مناقشة عميقة. وفيما يلي نلخّص أهم الأفكار حول هذه المسألة: (22) أولاً: يمكن تلخيص نتائج دراسة (بتري، Petrie)، للنقوش السينائية، بما يلي: (1). أنَّ هذه النقوش تنطوي على نظام كتابي ثابت، وليست محاولة عابثة تقصد إلى محاكاة الخط الهيروغليفي. (2). أنَّ طريقة الكتابة هذه فريدة، وكأنها تمثل نمطاً محلياً، يختص بها، ويميزها عن الكتابات المصرية. (3). أنَّ اتجاه الكتابة، هو من اليسار إلى اليمين على خلاف الكتابة السامية اللاحقة، ومعظم الكتابة المصرية. (4). أن النقوش، حسب بتري، كتبت حوالي (1500 ق.م)، وحول هذه النقطة يقول بعلبكي: بعض العلماء يُرجع هذه النقوش إلى القرن الثامن عشر، أو السابع عشر، ق.م، ولكن يبدو أن رأي بتري أصوب، بدليل (النقوش الألفبائية التي اكتشفت في فلسطين وسوريا بعد اكتشاف النقوش السينائية الأولى، يحسن اعتبارها (سابقة) على النقوش السينائية الأم، زمنياً). ثانياً: أمّا القوم الذين كتبوا هذه النقوش، فالأرجح أنَّهم ساميّو الأصل، لأنَّ لغتهم سامية، غير أنه من الراجح أيضاً، أنهم مكثوا في مصر فترة طويلة، وذلك لأن تأثرهم بالمصريين كبير. وقد رأى (أولبرايت)، أن هؤلاء القوم، هم، ربّما من الهكسوس. أما (Cowley)، فيرى أنهم: (قوم بدائيون من جنوب فلسطين)، ويرى (Sprengling)، أنهم (أدوميّون)، أو (سَعيريون)، ولغتهم سعيريَّة. ويرى (Leibovitch)، أنَّ هذه اللغة، (مَدْينيَّة)، متأثرة بالمصرية. ثالثاً: عدد الرموز المستعملة في هذه النقوش، لا يزيد عن (ثلاثين رمزاً)، والأرجح أنَّ عددها هو (سبعة وعشرون رمزاً). ولما كانت هذه الرموز، تشكل نظاماً كتابياً، وجب اعتبار هذا النظام (ألفبائياً)، وليس (مقطعياً)، لأنَّ عدد الرموز المستعملة في الكتابة المقطعية، يفوق الثلاثين بأضعاف. وقد رأى (غاردنر) بأنّ لغة هذه النقوش (ساميّة)، وقرأ أربعة رموز متتالية على أنها كلمة (بعلة)، فهي (لغة سامية شمالية). والمقصود هو الألفباء الشمالية الغربية، التي تمثلها الكنعانية (الفينيقية).. رابعاً: ينتقد بعلبكي، عدداً من النظريات، التي ادَّعتْ أنها أصل الألفبائية، مثل النظرية المسمارية، فهو يرى مثلاً، أن الكتابة المسمارية (السومرية – الأكادية)، مقطعية، أما الكتابة الكنعانية (الفينيقية)، فهي ألفبائية. أمّا الكتابات المسمارية، فهي تستعين بالعلامات التصويرية. كما أنَّ الكتابة المقطعية السومرية – الأكادية، رغم تاريخها الطويل، لم تصبح ألفباء في أية مرحلة من مراحلها. فلا شبه بين الرموز المسمارية، والرموز الكنعانية (الفينيقية)، إلاّ شبهاً خارجياً. أما (النظرية الكريتية)، التي تقول بأن مصدر الألفبائية الكنعانية (الفينيقية)، هو كتابة جزيرة كريت، وأنَّ (الفلسطيين)، نقلوا الألفباء من كريت إلى فلسطين في القرن 13 ق.م، وأنَّ (الفينيقيين) بدورهم نقلوا هذه الألفباء عن الفلسطيين. فنجد بعلبكي يقول: إنَّ الكتابة الكريتية، كتابة مقطعية، والكنعانية (الفينيقية) ألفبائية. وهناك أيضاً (النظرية القبرصيَّة)، التي تدّعي أيضاً، أن الكتابة المقطعية القبرصية، هي أصل الألفبائية، حيث يعتقد (Pratorius) أن الكنعانيين، استنبطوا من الكتابة القبرصية، كتابة ألفبائية في مظهرها، ومقطعية في حقيقتها. وهنا ينتقد بعلبكي هذه النظرية كما يلي: 1. الألفباء الكنعانية (الفينيقية)، ألفبائية، ولا يجوز بحال من الأحوال اعتبارها مقطعية. 2. لا تفرّق الكتابة القبرصية المقطعية بين أصوات متقاربة، بينما تفرّق الكنعانية بينها. 3. أقدم النقوش القبرصية، المقطعية، التي وصلتنا، ترجع إلى القرن السادس قبل الميلاد، أو السابع ق. م على أبعد تقدير، على عكس الكنعانية بمراحلها الثلاث (الفلسطية السينائية، الأوغاريتية، الفينيقية). - أمّا (النظرية الحثيَّة)، فواضعها هو المستشرق الإنجليزي (Sayce)، الذي يقول: إن واضع الألفباء السامية (الكنعانية)، إنسان متأثرٌ بالخطّ (الحثّي الهيروغليفي). ولا تستحق هذه النظرية – يقول بعلبكي – أن تحظى بالقبول من أساسها، لأنها قائمة على عدد من المغالطات، أولها، أنها تشتق كتابة سريعة (Cursive)، والفبائية من كتابة مسمارية مقطعية، وثانيها أنها تخلط بين الأموريين، والحثّيين، وثالثها، أنها تغفل كون الكتابة الحثيّة، كتابة هندو – أوروبية، وليست لغة سامية (كنعانية). خامساً: ينتقد بعلبكي (النظرية المصرية – السينائية)، التي تقول بأنَّ أصل الأشكال الكنعانية (الفينيقية)، لا بد أن يكون مشتقاً من الكتابة الهيروغليفية، أو من الخط الهيري (Hieratic): (1). نلاحظ – يقول بعلبكي – أن هذه النظرية، قد لا تراعي التقابل الصوتي بين المصرية، والسامية (الكنعانية) مراعاة صحيحة. كما أنَّ كثيراً من الأشكال المفترض تشابهها، غير متشابهة. وهذا التشابة، لا يكفي دليلاً لاشتقاق الألفباء السامية الكنعانية (الفينيقية) من الخط المصري، لأنه قد يكون وليد المصادفة. (2). تتفقُ الهيروغليفية، والألفباء الكنعانية (السامية) في كتابة الصوامت دون الصوائت، ولكنَّ هذا، لا يعني أن الكتابة الهيروغليفية، الفبائية، لأن الكتابة الألفبائية، يجب أن تعبر عن الصوت الواحد بشكل واحد كما في الكنعانية، والعربية واليونانية مثلاً، في حين أن الهيروغليفية، قد تعبر عن الصوت الواحد بأشكال مختلفة. (3). كما أنَّ الأشكال في الهيروغليفية، هو (ستمائة شكل، وأربعة أشكال). وهذا العدد الضخم، لا يمكن أن يكون ألفباء بحال من الأحوال. (4). إنَّ النظرية المصرية لم تبلغ طور كمالها، إلاَّ بعد إدخال العنصر السينائي في قوامها، أي عندما أصبحت (نظرية مصرية – سينائية)، عندما اعتبر (غاردنر) أن الخط السينائي فيها، مرحلة متوسطة بين الكتابة الهيروغليفية، والألفباء السامية (الكنعانية)، ورأى أنه الخط السامي الأول (Proto – Semitic). وقال غاردنر بأن الخط السامي (الكنعاني)، متأثر بالخط الهيروغليفي، بوساطة الهكسوس (كنعانيون أموريون). (5). أنَّ الشبه المفترض بين أشكال بعض الحروف المصرية، والسينائية، والسامية غير واضح أو مقنع، وأنَّ أسماء بعض الأشكال في السامية ليست واضحة المعنى، وأنَّ عدداً من الأشكال الواردة في النصوص السينائية، غير مفهوم، أو هو مختلف فيه بين العلماء،، وأنَّ الفترة الزمنية بين النقوش السينائية (السادس عشر ق.م)، وبين ظهور الألفباء السامية الشمالية، التي ترجع إلى القرن الثالث عشر ق.م – فترة قد لا تكون كافية لتبرير التطور الذي حدث للأشكال، إذْ إنَّ الطابع التصويري في الأشكال السينائية، مفقودٌ في معظم الأشكال الكنعانية (الفينيقية). سادساً: من المرجح أنه في فلسطين وسوريا، عددٌ من الكتابات، التي يمكن اعتبارها: إمّا متطورة عن الكتابة السينائية (الكنعانية الفلسطية)، أو موازيةً لها في الأصل. سابعاً: وينتقد بعلبكي، أيضاً النظرية (الجُبيليّة الهيروغليفية الزائفة)، التي زعم (Dunad)، أنها أصل الألفباء السامية (الكنعانية)، حيث أثبت بعلبكي أن الكتابات الجبيلية هذه (مقطعية)، وأنها تمثل لهجة فينيقية. وقدَّم ثلاثة اعتراضات. ثامناً: يصل رمزي بعلبكي إلى الخلاصة التالية: (النظرية السينائية، أدعى للقبول على ما فيها من مخاطر)، أي أن (الكنعانية الفلسطية السينائية)، هي أصل (الألفباء الكنعانية الفينيقية). - أما المصري (محمد شريف علي) في بحثه المُعنون بـ: (قراءة في النقوش السينائية، تبعاً لأماكن العثور عليها بمصر، 2007)، فيقول: (23)، (من المعتقد أن تلك النصوص، استخدمت أبجدية كانت المصدر لكل من الأبجدية الكنعانية المبكّرة (فلسطين) في القرنين الخامس عشر، والرابع عشر ق.م، وهي المصدر للأبجدية الفينيقية (الكنعانية) في القرن الحادي عشر/ العاشر ق.م. والفينيقية (الكنعانية) هي تلك الأبجديَّة التي يعتبرها الباحثون، الأصل الذي اشتقت منه الأبجدية اليونانية، ولذلك، فإنها أصل الأبجديات الأوروبية الحديثة. كما أنه قد لوحظ التشابه الكبير بين هذه الأبجدية، والأبجدية الكنعانية (المبكرة) في بعض المفردات، مثل رسائل النجف وغيرها من الكتابات الكنعانية) – ص 124. وفيما يلي بعض النقاط التي ذكرها الباحث: أولاً: توهم البعض في البداية أنَّ هذه النقوش، عبارة عن كتابات مصرية هيروغليفية، إلاَّ أنه سرعان ما تمَّ التيقن من أنَّ علامات هذه النقوش، لا تمثل نظاماً تصويرياً صوتياً، كما هو الحال في الكتابة الهيروغليفية، وكان ذلك عام 1916 على يد العالم الإنجليزي (السير ألن غاردنر)، وقد خرج غاردنر من دراسته بالحقائق التالية: 1. أنَّ هذه النقوش مكتوبة بنظام أبجدي صرف وليس تصويرياً صوتياً كما هو الحال في النصوص المصرية الهيروغليفية. 2. أنَّ هذه الكتابات رغم ذلك، قد استعارت أشكال علاماتها من الكتابة المصرية الهيروغليفية. 3. أنَّ مبدأ الأكروفونية (Acrophone)، هو المبدأ المطبَّق لاختيار علامات هذه الكتابات المستخدمة كحروف أبجدية. 4. أنَّ اللغة التي استخدمت في هذه الكتابات هي لغة ساميَّة (كنعانية فلسطية)، وليست مصرية. ثانياً: اعتمدت الكتابة المصرية القديمة على تصوير المعنى المراد الإشارة إليه، فإذا ما استحال تصويره لسبب أو لآخر (كأن يكون المعنى رمزياً، أو عند اختلاطه بغيره من المعاني)، استخدمت اللغة المصرية القديمة في هذه الحالة علامات صوتية، وهذه العلامات الصوتية هي أيضاً في الواقع، أشكالٌ تصويرية، تشير إلى أصوات ساكنة، سواءٌ أكانت أحادية (ذات صوت واحد) أو ثنائية (ذات صوتين)، أو ثلاثية (ذات ثلاثة أصوات). وبالتالي، فهي تبعد إلى حدّ ما عن فكرة الأبجدية، التي نجدها محققةً في طريقة تنفيذ الكتابات السينائية، وكذلك في الأبجديات القديمة الأحدث مثل (الكنعانية المبكرة في فلسطين)، والأبجدية الكنعانية (الفينيقية). ويرى الباحث بأن الكتابات الكنعانية الفلسطية (السينائية)، الأبجدية، يمكن أن يكون مصدرها الهيروغليفية!. ثالثاً: ترى مجموعة من الباحثين (بيتري، أولبرايت، كروس، ليبوفتش) أن هذه النقوش ترجع إلى حوالي (1550 ق.م)، بينما يرى آخرون (غاردنر، بوتين، ساس) أنَّ هذه النقوش ترجع (فترة الأسرة، 12) الفرعونية. ويربط البعض، ظهور (الكتابات الكنعانية الفلسطية المبكرة)، التي تأكّد تاريخها بعصر البرونز المتأخر، وهو يقابل (فترة الأسرة، 18) في مصر، يربطها بالنقوش السينائية، وخاصة أنها وثيقة الصلة بالسينائية من الناحية الشكلية. رابعاً: هناك عددٌ من الشواهد تشير إلى وجود آسيويين، يعملون في أعمال التعدين في سيناء في الفترة المتأخرة من الدولة الوسطى الفرعونية، حوالي (1833) ق.م. وقد ورد في لوحة (الملك أمنمحات الثالث) ذكْرُ العديد من الآسيويين (العامو)، الذين مارسوا التعدين، وهم: (كنعانيون أموريون). خامساً: يؤكد الباحث المصري أنَّ الأبجدية في العالم، قد ولدت في شبه جزيرة سيناء في فترة (الأسرة 12)، وأن النقشين اللذين عُثر عليهما حديثا في وادي الهول، تمَّ تأريخهما بشكل مبدئي، ببداية الألف الثاني ق.م، أي ما يقابل (2046 ق.م)، أو الفترة المبكرة من العصر البرونزي في فلسطين وبلاد الشام. وبالتالي، فهما أقدم الأمثلة لهذه الكتابات السينائية. وهو يرى أنَّهم ليسو عُمّالاً، بل هم: (من ذوي المعرفة الخاصة جداً فيما يخصّ اللغة)، وهي (الكتابات السينائية) في كل الأحوال (غير مصرية)، وإنما هي متأثرة بالهيروغليفية المصرية. - أمَّا (أحمد هبو)، فيقول: إن اكتشاف الكتابة السينائية (1904 – 1905) أثار ضجَّة كبرى في أوساط العلماء والباحثين، وحفَّزهم على التكهن بأن هذه الكتابة، هي حلقة الوصل بين الكتابة التصويرية (الهيروغليفية)، والكتابة الكنعانية (الفينيقية). وقد أكّد العلماء، هويَّة كتّاب النقوش السينائية بأنها (كنعانية). ورأوا في أشكالها، التي تُعدُّ (اثنين وثلاثين رمزاً) شبهاً بالصور الهيروغليفية. وهذا يؤكد شيئاً هاماً، كما يقول هبو، وهو أنها (كتابة ألفبائية). وهم يرون أن الكنعانيين، خطّوها وفق المبدأ الأكروفوني، حيث جرَّدوا الأشكال المصورة من دلالتها الأصلية، واكتفوا بالصوت الأول منها. وبالتالي، ما زال النقاش دائراً حول تاريخ الكتابة، وانتقالها من التصويرية، إلى المقطعية إلى الأبجدية – ص: 68 – 69). (24) - أما (يحيى عبابنة)، فيقول بأن (السينائية) لم تكن صورة طبق الأصل عن الهيروغليفية، ولكنها كانت ذات شخصية واضحة المعالم، أفادت من الهيروغليفية. وهو يعتقد أنَّ الساميين الشماليين الغربيين أقرب إلى سيناء من إخوانهم في الجنوب، فطوَّروا عن النقوش السينائية، أول نظام كتابي متكامل، يعبر عن (اثنين وعشرين صوتا)، باثنتين وعشرين علامة، مالت إلى الرمز أكثر من الصورة، على الرغم من احتفاظ هذه العلامات بملامح الصورة الأولى. أما الجنوبيون، فإنَّ الربط بين العربية الجنوبية، والسينائية، ليس أمراً صعباً في كثير من الرموز الكتابية. وهو (عبابنة) يقرر بأن السامية الشمالية، (الكنعانية)، أخذت خطّها من السينائية، ثمَّ تفرّع عن هذا الخط الكنعاني، استعمال اللهجات الكنعانية: المؤابية، البونية، العمّونية، والآرامية، باستثناء كنعانية أوغاريت، التي استعملت الكتابة المسمارية (ص 21 – 22). (25) ويلخص (أحمد هبو) أصول الكتابات الكنعانية، فيما يلي: أولاً: كتابات فلسطين المبكرة (الكنعانية الفلسطية)، التي ترجع إلى (الألف الثاني ق.م)، وهي عشرة نقوش. ثانياً: الكتابات (الكنعانية الفلسطية السينائية)، التي تعتبر أحد أصول الابجدية (حسب هبو)، وقد ظهرت في القرن الثامن عشر ق.م، أو في (2046 ق.م) في رأي آخر. ثالثاً: كتابات (أوغاريت الكنعانية) ذات الشكل المسماري، والمبدأ الألفبائي، يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر ق.م. رابعاً: كتابة (نقش أحيرام) الكنعانية: في جُبيل، الذي يرجع تاريخه إلى (عام 1000 ق.م)، أي القرن العاشر. (26). - أما (يحيى عبابنة) في خلاصته عن الكتابات القديمة، فيقول: 1. إنَّ مقولة تأثر الخطّ العربي، بالخطّ النبطي، هي أمرٌ ليس سهلاً، لأنَّ الرموز العربية في أغلبها (كالنبطية) ترجع إلى حلقات أبعد، وإذا أردنا تفسير شكل الحرف وتحليل سيمائيته تحليلاً مقنعاً، فإننا (لن نجد ضالَّتنا في النبطية). 2. لقد أفاد شعبٌ من الشعوب الساميَّة (رُبّما كان هذا الشعب من الأقوام الكنعانية)، ولكن لا يمكن أن نحدّد هويته تماماً، هو الشعب الذي سكن سيناء، أفاد من جيرانه المصريين (الهيروغليفية)، وصاغ الأبجدية السينائية. 3. أما الطور التالي، فقد تولاّه شعب سكن سورية (سورية، لبنان، فلسطين، شرق الأردن)، وهو (الشعب الكنعاني)، فوصلوا إلى (الطور الرمزي). 4. أفاد (العرب الجنوبيون) في بلاد اليمن من التجربة الكنعانية، فنقلوا خطّها إلى بلادهم وطوّروه. 5. أفاد من الخط الكنعاني، أيضاً، الأوروبيون، وما زال مستعملاً إلى اليوم في الخطوط التي تكتب بها اللغات الأوروبية. 6. اشتركت العربية مع اللغات السامية الشمالية الغربية، التي طوَّرت (الخطّ السينائي) في (اثنين وعشرين صوتاً)، وبالتالي تُعدُّ صُوَر هذه الحروف مطوَّرةً عن صُوَرها في اللغات السامية: (الكنعانية، الآرامية، الخطّ النبطي)، وهذه الحروف، هي: (الهمزة والباء والجيم والدال والهاء والواو والزاي والحاء والطاء والياء والكاف واللام والميم والنون والسين والعين والفاء والصاد والقاف والراء والشين والتاء). 7. تميزت (العربية) بوجود ستة أصوات: (الثاء، والذال، والظاء، والضاد، والغين، والخاء). 8. هناك بعض التشابه بين نظام الضبط (علامات الحركات)، الذي ابتدعه (أبو الأسوَدْ الدُؤلي) مع نظام الحركات الذي ابتدعه (السريان النساطرة)، أما نظام الحركات الذي وضعه (الخليل بن أحمد الفراهيدي)، فليس له نظير في أنظمة الحركات الأخرى في اللغات السامية – (27). - والخلاصة، حتى الآن، هي أنَّ (سيناء المصرية – الفلسطية)، قديماً، التي أبدعت (الأبجدية الكنعانية السينائية) مع (جنوب فلسطين) حسب كثير من الباحثين الأوروبيين، يضاف لذلك (كنعانية فلسطين المبكرة) الأبجدية، وهي أقدم من النقوش (الكنعانية السينائية)، هي: (الأبجدية الأولى في مرحلتها الأولى في العالم)، أمَّا، الشعبُ الكنعاني، الآسيويُّ، جارُ اللغةِ الهيروغليفية، الذي تقع بلاده إلى جوار مصر، فهويته واضحة، وليس من الصعب تحديد هذه الهويَّة، لأنَّ أوّل حرف من اسم هذا الشعب الذي اخترع الأبجدية في سيناء وجنوب فلسطين، هو: (الشعب الفلسطي)، الذي حاول المستشرقون التوراتيون، وصفه بالغموض، ووصفه أحد الباحثين العرب بأنه: (شعبٌ بدويٌّ بحريٌّ همجي فظٌّ، سيطر على الساحل الكنعاني). هكذا بالحرف!!!، رغم أنَّ القبائل الفلسطيَّة، هي فرع أصيل من القبائل الكنعانية في فلسطين، وليس قادماً من (جزيرة العرب)، ولا من (جزيرة كريت)، كما يزعم التوراتيون، والعرب التوراتيون. هذه (الكنعانية الفلسطيّة السينائية) مع (الكتابة الكنعانية الفلسطية المبكرة)، هي كتابةٌ أبجدية أولى، تلتها (الكنعانية الأوغاريتيَّة المسمارية)، وهي ألفبائية أيضاً. ثمَّ جاءت في مرحلة ثالثة، (كنعانية جُبيل وصور)، التي تُسمّى (الكنعانية الفينيقية)، وهي قمة نضج ووضوح اللغة الكنعانية. وكان الشعب الكنعاني، يتكلمها ليس في (فينيقيا) فقط، بل في ما يُسمّى الآن، بلاد الشام (فلسطين، لبنان، سوريا، الأردن). ولم تكن فينيقيا في العالم القديم، تعادل (لبنان اليوم)، بل كانت تعني أجزاء من لبنان، وسوريا، وفلسطين (عكّا مثلاً)، حسب نظام مدن الممالك الكنعانية. إذنْ، فالشعب الفلسطي، هو مخترع الأبجدية الأولى في (سيناء، وجنوب فلسطين)، ثمَّ تطوّرت في أوغاريت، شمال سوريا، وتاثرت بالخط المسماري. ثمَّ أصبحت واضحة الحروف في (جُبيل، وصور)، ثمَّ نقلها اليونانيون، وصاغوا أبجديتهم على مقاس الأبجدية الكنعانية، كذلك باقي أمم الأرض. كذلك، فإنَّ (عربية الجنوب)، ولدتْ من (الكنعانية الفلسطية الأولى)، ثمَّ تطوَّرت. فاللغة السامية (الأم)، هي الكنعانية (الألف الرابع ق.م)، أو (3750 ق.م) في رأي آخر. أما أبجدية سيناء وجنوب فلسطين الكنعانية، بصفتها (كتابة)، فالرأي السائد حتى الآن، أنها ترجع إلى (2046 ق.م) تقريباً، وهذا التاريخ يتوافق مع تاريخ (الكتابة الكنعانية الفلسطيَّة المبكرة) في الألف الثاني ق.م. 2. الكنعانيَّة الأوغاريتيَّة: عثر علماء الآثار الفرنسيون في شمال (اللاذقية) في (رأس شمرة) على آثار كتابية مسمارية، وهم ينقّبون في مدينة (أوغاريت الكنعانية)، يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر ق.م، وما لبث اللغويون أن تعرَّفوا إلى كتابة أبجدية ذات شكل مسماري تخصُّ لغة سامية كنعانية، كما يقول (أحمد هبو)، وهي اللغة الأوغاريتية، (لهجة كنعانية)، تكتب من اليسار إلى اليمين، وحروفها تشبه الحروف (الأكديَّة) المسمارية. وتتألف من (ثلاثين) رمزاً كتابياً (حرفاً كتابياً): ثلاثةٌ منها تمثل الألف مع الحركات الثلاث (الفتح والضمّ والكسر). وهذا يعني، حسب هبو، اختلافاً عظيماً عن مبدأ الكتابة المسمارية (السومري – الأكّادي) المقطعي، الذي يشتمل على (500 رمز). ويبدو أن ترتيب حروف الكنعانية الأوغاريتية، هو نفس الترتيب السامي المعروف مع اختلاف في بعض أجزائه: (أ ب ج خ د هـ و ز ح ط ي ك ش ل م ذ ن ظ س ع ف ص ق ر ث غ ت... الخ). ومن المعتقد – والكلام لأحمد هبو – أنَّ الأوغاريتية أخذت الشكل من المسمارية، وأخذت المبدأ الألفبائي من (الكنعانية الألفبائية) في وقت مبكر يعود دون شك إلى الفترة الزمنية، التي بدأت فيها الأبجدية الكنعانية في النشوء، فقد ظهر فيما بعد أنَّ الأبجدية الأوغاريتية، تقلصت حروفها إلى (22 حرفاً) – أحمد هبو: ص 95). إذاً، أخذتْ الأوغاريتية حروفها من (الأبجدية الكنعانية الفلسطيَّة) في سيناء، وجنوب فلسطين، ثمَّ طوّرتها بالاختصار من (27 حرفاً) في الكنعانية الفلسطية إلى (22 حرفاً) في الأوغاريتية. وبالتالي التقت مع أبجدية جبيل وصور، والتقت مع (الأكدية) في الشكل المسماري، مع بعض التأثيرات المصرية. - أمّا، الباحث العراقي (خالد إسماعيل)، فيقول بأن (الأوغاريتية) كُتبت بحروف هجائية، ولكن بخط مقتبس من الخط المسماري البابلي القديم. ولها (ثلاثون علامة). ويعدُّ فريقٌ من المختصين هذه اللغة، بأنها من اللغات الكنعانية، وفريقٌ آخر، يعدُّها من لغات شمال الجزيرة. ونحن نرى أنها إحدى اللهجات العربية التي قد تكون (جيباً) في الرقعة الجغرافية للهجات الكنعانية، التي أثرت في بعض أصواتها، وفي عدد تعابيرها. وتؤرخ نصوصها، بما بين منتصف الألف الثاني ق.م، إلى نحو (1200 ق.م) – ص: 29). ويُرجع خالد إسماعيل (الكتابة الكنعانية السينائية) إلى عام (1800 ق.م) – ص: 31). وهناك صلة وثيقة بين (العربية الجنوبية)، و(الأوغاريتية)، كما يقول، وأنَّ فكرة الحروف الهجائية تولدت في زمن يكاد يكون واحداً في اللغتين. وقد أخذ (عرب الجنوب)، خطَّهم من الخط العربي القديم في (سيناء، وجنوب فلسطين) - خالد اسماعيل: ص: 65) – (28). - أمَّا (رمزي بعلبكي)، فيصف الأوغاريتية، بأنها (ألفباء مكتوبة بأشكال مسمارية) – (ص 89)، فهي تشبه الكنعانية في كونها ألفباء، وتشبه (الأكديَّة) في كونها مسمارية. ويزيد عدد الأشكال في الألفباء الأوغاريتية عن عدد الأشكال في الألفباء الكنعانية (الفينيقية)، ففي الأوغاريتية، ثلاثون شكلاً، أي بزيادة ثمانية أشكال. وفي الأوغاريتية، ثلاثة أشكال مختلفة للألف (أي الهمزة)، بينما يوجد في الألفباء الكنعانية (الفينيقية)، شكل واحد لها، بغض النظر عن الصائت الذي يليها. ويرى بعلبكي أن وجود هذه الأشكال الثلاثة، هو (مظهر من مظاهر الكتابة المقطعية، لا الكتابة الألفبائية التي تلتزمها الأوغاريتية، ما عدا الألف) – (ص 94). أمّا عن أصل الكتابة الأوغاريتية، فقد اتفق (Spengling)، و(Olmstead)، و(Gaster)، على أن أصل الأوغاريتية، هو (الأبجدية الكنعانية) السينائية الفلسطية. أما (Ebiling)، فيرجعها إلى أصل أكادي. أمّا (رمزي بعلبكي)، فيرى أن الأصل الأكادي، هو أضعف النظريات المطروحة، وأنَّ الكتابة الأوغاريتية عمل إنسان بعينه، احتذى حذو الكتابة المصرية، أو (الكنعانية الفلسطية السينائية)، أو (الكنعانية الفينيقية)، ولكنّه فضّل أن يُعبّر عن الفكرة الألفبائية بأشكال مسمارية، ربّما لأنه كان يجيد استعمال أدواتها في كتابة لغة أخرى، أي أنه إنسان يعرف الألفبائية، ويعرف الكتابة المسمارية – (ص: 101). وهو يربط ذلك بمكتشفات في (رأس شمرا)، تنمُّ عن تأثير مصري، وحثّي، وسوري، وأكدي، وكريتي، وقبرصي، فقد يكون واضع هذه الكتابة، متأثراً بنظام مقطعي، مثل (الكتابة الحورية)، كما يرى (Bauer). وينتقد (بعلبكي: ص 96)، النظرية الأكديَّة، بقوله: 1. الكتابة الأكدية مقطعية، في حين أن الكتابة الأوغاريتية، ألفبائية. 2. الأشكال الأكدية، التي يقارنها (Ebeling) بالأشكال الأوغاريتية، مأخوذة من مراحل متفاوتة جداً، فبعضها من البابلية القديمة، وبعضها من البابلية المحدثة، وبعضها من الأشورية المحدثة، وبالتالي فهو (انتقائي). 3. من الدلائل على عدم صحة هذه النظرية أنَّ أصحابها، يختارون ما يناسبهم دون غيره. 4. يضاف إلى ذلك، أن نقل بعض الأشكال الأكديَّة التي ترد في هذه النظرية، (غير أمين)، أي أن هذه الأشكال قد تأتي معدَّلة في القائمة، لتناسب غرض المقارنة. - كما ينتقد (بعلبكي)، النظريات: (الكنعانية السينائية)، و(العربية الجنوبية)، و(الكنعانية الفينيقية)، حول علاقاتها بالأوغاريتية: أولاً: الحق أنه تبدو مظاهر عامة من الشبه في بعض الحروف بين الكنعانية السينائية، والعربية الجنوبية من جهة، والأوغاريتية من جهة أخرى، لكن بعلبكي يضيف، بأنه عند مقارنة الأشكال، فنحن نجد (أنها لا تنمُّ عن أدنى تشابه كما زعم olmstead). ثانياً: اتجاه الكتابة الأوغاريتية هو من اليسار إلى اليمين، عكس الكنعانية الفلسطية السينائية، والعربية الجنوبية. ثالثاً: من الممكن أن يلاحظ الدارس الشبه القائم بين بعض الأشكال الأوغاريتية، وما يقابلها من الأشكال في (الكنعانية الفينيقية)، ولكن هذا لا يقوم دليلا على علاقة أصلين بين الكتابتين. لهذا كله، يعود إلى رأيه الأول – بعلبكي: ص 98 – 101) (29) - وبالتالي، فالخلاصة، هي أنَّ (الأوغاريتية)، لغة كنعانية، وجدت في (أوغاريت)، شمال اللاذقية في سوريا، وهي ألفبائية من ثلاثين حرفاً، لكنّها تكتب بالطريقة المسمارية، التي تشبه (الأكدية)، وفيها بعض الشبه مع (الكنعانية الفلسطية السينائية)، و(العربية الجنوبية)، و(الكنعانية الفينيقية)، لكنَّ هذا الشبه قليل، (حسب بعلبكي). أما عن أصل هذه الكتابة الأوغاريتية، فإنَّ الرأي الشائع حول الأصل الأكدي، بسبب مسماريتها، رأي ضعيف، حسب بعلبكي أيضاً، الذي يرى فيها وجود تأثيرات مصرية، حورية، سورية، أكدية، كريتية، قبرصية، لكنَّ آخرين يخالفونه الرأي، ويصرّون على أصلها: (الكنعاني الفلسطي السينائي)، و(العربي الجنوبي) من جهة الألفبائية، وعلى أصلها (الأكدي) من جهة مسماريتها. فهي لغة كنعانية، تأثرت بمراجع لغوية عديدة. 3. الكنعانيَّة الموحِّدة المشتركة: يقول (حسن ظاظا)، أنَّ اللغة الكنعانية، كانت تشغل أقاليم: (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن). ونفهم من (ملاحم أوغاريت الأدبية) أنَّ الكنعانيين: (عاشوا في صحراء النقب في جنوب فلسطين، وأنَّ الفضل يرجع إليهم في تخطيط أهم المدن في تلك المنطقة، مثل: بئر السبع، وأشدود. ومن المهم أن نشير إلى أنَّ إقليم فلسطين، كان ما يزال تحت سلطة الكنعانيين) – ص: 57. كما يؤكد (ظاظا) أنه من المهم أن نشير إلى أنَّ التفرقة في التسمية بين الكنعانيين، والفينيقيين، إنما جاءت عن طريق اليونان: (فالفينيقيون، أنفسهم، كانوا يسمّون بالكنعانيين)، وأنَّهم كانوا يسكنون بلاد العرب الصخرية في شمال الحجاز، ومنها دخلوا إقليم النقب، ليأخذوا طريقهم بمحاذاة الساحل نحو لبنان وسوريا – ص 58)، وأنشأوا مدنا مثل: صور، صيدا، جُبيل، أرواد، أوغاريت. أمّا (جُبيل) ففيها تطورت الكتابة الأبجدية الكنعانية. أما (صور)، فقد أنشأها أهل صيدا حوالي عام (2750 ق.م). وكانت (صيدا) أقدم من صور، فقد نشأت في القرون الأولى من الألف الثالث، ق.م. وبعد موت (إتو بعل: ملك صور)، قام نزاع على عرش صور بين حفيدته (إليسار) وأخيها (بيجماليون)، وهو غير النحّات اليوناني الذي يحمل نفس الاسم في الأسطورة الشهيرة، ويبدو أن (أليسار)، لم تستطع الوصول إلى الحكم، فهاجرت مع عدد من أهل مدينة صور إلى قبرص، ثم اتجهت إلى تونس، وكوَّنت دولة قرطاجة الكنعانية (قرتا حَدْشا)، أي القرية الحديثة. وترك الكنعانيون (البونيقيون)، العديد من الآثار والنقوش باللغة الكنعانية البونيقية (البونيَّة) – ظاظا: ص 59 – 66) (30) - ويرى (يحيى عبابنة) في كتابة (اللغة الكنعانية، 2003)، أنَّ علماء الساميات، ردّوا تسمية اللغة الكنعانية إلى اللغات (غير الآرامية)، التي سادت على الساحة السورية الفلسطينية، منذ بداية الألف الثاني قبل الميلاد. وهو يرى أن اللغة الكنعانية، تشمل اللهجات الكنعانية المختلفة التي امتازت بالنظام الصوتي، فأغلبها يشمل على (22 صوتاً صحيحاً، والنظام الكتابي، حيث كتبت أغلب هذه الكتابات بالخط الرمزي المطوّر عن (السينائية). وهو يستثنى الأوغاريتية، لأن نظامها الصوتي، يحتوي على (27 صوتاً صحيحاً)، ولأنّ خطوطها، كتبت بالمسمارية، وهو ما لم يحدث في اللهجات الكنعانية الأخرى – ص 27. وقد درس عبابنة (الفينيقية، البونية، المؤابية، العمّونية)، وهو لا يفصل بين الكنعانيين والفينيقيين، فالفينيقيون هم كنعانيون). ومع هذا يبقى (المسكوت عنه)، مطروحاً: ما هي اللغة التي تحدث بها الفلسطيون الكنعانيون في فلسطين في الفترة منذ القرن الحادي عشر ق.م، وحتى حلول الآرامية الكنعانية محلّ الكنعانية (الفينيقية)، أو حتى تلاشي الكنعانية في القرن الخامس، ق.م في بلاد الشام، وإذا أخذنا بالاعتبار أن الشعب الفلسطي في فلسطين، كان يتحدث بلغة (كنعانية فلسطية)، كما هو معروف، فلماذا شُطبتْ هذه اللغة من قائمة الكنعانيات: الفينيقية، البونية، المؤابية، العمونية في هذه المرحلة (القرن الحادي عشر ق.م – الخامس ق.م)، وما هي خصائص هذه اللغة، أو اللهجة الكنعانية، قياساً على اللهجات الكنعانية الأخرى، وهل حدث شطب اللغة (الكنعانية الفلسطيّة)، في هذه المرحلة في دراسة اللغات الكنعانية، لصالح تزوير توراتي استشراقي ما، ولماذا لم يُثر أي باحث لغوي عربي هذه النقطة الجوهرية!!. إنني أعتقد بوجود (لغة كنعانية فلسطية) متطورة في تلك المرحلة، لها نفس خصائص ما سُمَّي بـِ: (الفينيقية)، إلاَّ إذا اعتبرنا أن اللغة الكنعانية كانت هي اللغة السائدة الموحّدة في (فلسطين، وسوريا، وفينيقيا، وشرق الأردن)، بلهجات متعددة من بينها اللهجة (الكنعانية الفلسطيَّة)، وبالتالي، فإنَّ القول، بأن (اللهجة الفينيقية)، هي (وحدها)، الكنعانية، هو قول خاطئ، أي أن ما تمَّ تصديره إلى إفريقيا الشمالية، وإلى اليونان، لا يصحّ أن نسميه: اللغة الفينيقية، بل اللغة الكنعانية. وهذا ما أميل إليه، لأنّ لهجة جبيل، وصور، هي تطوّر في داخل الكنعانية، وليس تطوراً منفصلاً. - ونقتطع من كتاب يحيى عبابنة (اللغة الكنعانية)، خلاصة النظام الصوتي لهذه اللغة، ونُلخّصهُ بما يلي: أولاً: امتدَّت اللغة الكنعانية على رقعة جغرافية واسعة جداً: سورية الطبيعية (فلسطين وسوريا ولبنان وشرق الأردن)، الأقطار المغاربية (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب)، وبعض مناطق العراق، وإسبانيا، وإيطاليا، وجزر المتوسط، ومن الأناضول إلى مصر. وقد عمَّرت هذه اللغة في هذه المناطق، آلاف السنين. وهذا أدّى بدوره إلى تطوّر (النظام الصوتي) على النحو التالي: 1. فقدت اللغة الكنعانية (ستة أصوات) من أصواتها، قبل أن تضع نظامها الكتابي، وهي: (الضاد) التي تحولت فيها إلى صاد. و(الثاء) التي تحولت إلى شين. و(الذال) التي تحوّلت إلى زاي، و(الظاء)، التي تحولت إلى صاد. و(الغين) التي تحوّلت إلى عين. و(الخاء) التي تحولت إلى حاء. 2. أمَّا الأصوات التي تشكل النظام الصوتي للكنعانية، فهي: (الألف والباء والجيم والدال والهاء والواو والزاي والحاء والطاء والياء والكاف واللام والميم والنون والسين (العادية، والسامخ)، والعين والفاء والصاد والقاف والراء والشين والتاء). 3. لا نعرف على وجه التحديد، كيف كانت السين العادية (w)، تُعامل في الكنعانية، وما الفرق النطقي بينها وبين الشين، أو السين السامخ، وهو أمرٌ لا يخصُّ الكنعانية وحدها. 4. إنَّ نطق الجيم في الكنعانية، بسبب وجود صورتين نطقيتين لها، وهما الجيم المفردة (g)، التي يشبه نطقها نطق أهل القاهرة للجيم، والجيم المركَّبة، إحدى مكونات النظام الصوتي للعربية الفصحى. 5. تتعرض الهمزة إلى ما تتعرض له في اللغة العربية وغيرها من اللغات السامية من الأحوال، فهي تسقط وتقحم ويعبر برمزها عن الحركات الطويلة، ولا سيّما الفتحة الطويلة (a)، وهو أمر مرَّت به العربية عبر عمرها الطويل. 6. يحتوي النظام الفونولوجي للكنعانية على ظواهر وظيفية مشابهة للعربية، والآرامية، والأكادية، وذلك كالتشديد والتغير التاريخي (الاتفاقي) للأصوات، وإنْ كانت لم تصنع رمزاً للتشديد، وهو أمرٌ لا يخص الكنعانية وحدها، بل إنَّ العربية نفسها، لم تضع رمزاً للتشديد، إلاّ بعد أكثر من مائة وخمسين عاماً من هجرة الرسول (ص). فالأوغاريتية، وهي لهجة كنعانية، لم تصل إلى ما وصلت إليه اللغة الأم من تطورات، فظلت محتفظة بالأصوات التي فقدتها، ما عدا صوت الضاد الذي ضاع منها. 7. على الرغم من صعوبة الحكم على الحركات وأشباه الحركات في الكنعانية بسبب نقص نظامها الكتابي، الذي لا يعتدُّ برسم صور الحركات الطويلة أو القصيرة، فقد حاولنا رسم بعض ملامح النظام المقطعي لهذه اللغة. 8. كانت اللغة الكنعانية، تسقط بعض الأصوات من أنماطها الاستعمالية في سياقات معينة، كالنون والهاء والحاء والياء والهمزة والعين والميم وغيرها. واشترك معها اللغات: العربية والصفاوية والثمودية والأكدية والعربية الجنوبية والآرامية بلهجاتها. ثانياً: احتوى (النظام الصرفي) في اللغة الكنعانية على الأبنية الآتية: 1. الأسماء الصحيحة السالمة والمُضعَّفة والمهموزة، والمعتلة، والأسماء المزيدة، وَوُرود فيها بعض الأسماء الدخيلة. 2. نجد أنَّ نظامها الصرفي، يحتوي على المشتقات، التي نراها في العربية، كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم المكان، واسم الآلة، زيادةً على المصادر. 3. أما أبنية الأفعال، فنجد منها: الثلاثي السالم، والمهموز، والمضعف، والمعتل، والأفعال الخمسة، والمزيد بصيغ مختلفة. 4. اتخذت الكنعانية عدة سوابق للتعبير عن التعريف، وأشهرها: الهاء، والشين (أحياناً). 5. تميزت الكنعانية باستعمال بعض الألفاظ المساعدة، مثل: yt <، وs <. ولعلَّها أقدم سامية توصلت إلى هذه المُساعدات. 6. الكنعانية ضمَّنت مستواها الصرفي، صيغ جمع مذكر سالم، وما يلحق به كصيغ العقود (في الأعداد)، وجمع المؤنث السالم. وتميزت بوجود صيغ للمثنى وجموع التكسير. 7. استعملت الكنعانية، السوابق التي تحمل معنى المسند إليه في بنية الفعل المضارع (سوابق المضارعة)، وهي: الياء والهمزة والتاء والنون. 8. ومن الأمور التي ترتبط بها الكنعانية مع العربية وبعض اللغات السامية الأخرى، وجود لاحقة التأنيث التي تلحق الأسماء والأفعال. كما امتازت الكنعانية بالقرب من العربية، بخصوص وجود ألف التأنيث الممدودة فيها. 9. استعملت الكنعانية لاحقة النسب، بطريقة تكاد تتطابق مع نظيرتها في اللغة العربية. ثالثاً: استعملت الكنعانية حروف الجر بصورة أقل من نظائرها في العربية عدداً، لأنَّ الحرف في هذه اللغة يحمل معاني حروف كثيرة، فورد فيها الباء واللام وعلى وإلى وحتى ومن، وتعاملها الشكلي مع الكلمات لا يكاد يختلف عن العربية إلاّ قليلاً. رابعاً: استعملت الكنعانية الاسم الموصول واسم الإشارة وأسلوب الشرط، ممّا يقربها من العربية الفصحى في كثير من الاستعمالات، كذلك: الضمائر والظروف وحروف المعاني. خامساً: استعملت الكنعانية التشابه في الاشتقاق، بل إنَّ هذا التشابه منقطع عن سياقه، لأن الكنعانية إحدى لغات أخوات، ولعلها الأخت الكبرى. (31) - صدر كتاب يحيى عبابنة (اللغة الكنعانية) عام 2003، وهو كتابٌ هام (526 صفحة من القطع الكبير). وقد قرأت الكتاب كلمة كلمة، وتأملت في مفردات اللغة الكنعانية المتناثرة في متن الكتاب، وفي المعجم الصغير الملحق، واستخرجتُ منه (مائة كلمة) كنعانية، بأسلوب الاختيار المقصود، لا العشوائي، أي أنني اخترت المفردات الكنعانية، القريبة من مفردات اللغة العربية الفصحى، وفي ذهني قناعة شخصية، أنَّ (الكنعانية)، هي اللغة السامية (الأمّ)، أوْ هي: (الأخت الكبرى)، حسب عبابنة للغات المسمّاة سامية لدى المستشرقين، أما لهجة (سِفَتْ كَنْعَنْ)، فهي فرع صغير في شجرة اللغة الأم الكنعانية: وفيما يلي مائة مفردة مختارة:
فروع أساسيَّة في الشجرة الكنعانيَّة: 1. الإيبلائية: إيبلا، هو الاسم الأصلي لموقع (تل مرديخ) السوري، منذ (2300 ق.م). ويقول عفيف بهنسي في كتابه (وثائق إيبلا)، الصادر عام 1984، ما نلخصه فيما يلي: يرى الباحث أن اسم إيبلا، قد جاء من اسم (عبل)، الذي يعني (عبلة)، أي الصخرة البيضاء، أو الحجر الأبيض، وأنَّ كلمة عبلة أيضاً: (الشريط الضيق في أرض سوداء والمكوّن من حجارة بيضاء)، ومنه اسم (جبل عيبال) في فلسطين. وقد تأكد الآثاريون أنَّ تل مرديخ (تل عطشانة)، هو مدينة إيبلا القديمة، حيث عُثر على ما يقرب من (أربعة آلاف رقيم مسماري) ويقول الفونسو آركي: (تعتبر لغة إيبلا من اللغات القديمة إلى حدّ أنها ما تزال تحتفظ بعناصر مشتركة مع اللغة الأكادية، ومع أقدم بنية في اللغات العربية الجنوبية)، ويستدرك بهنسي بالقول: بأنَّ (لغة إيبلا): لغة سامية غربية عريقة في القدم. وتتماثل هذه اللغة مع اللغة التي جرت العادة على تسميتها: (الكنعانية)، خصوصاً: الأوغاريتية، والكنعانية (الفينيقية)، وتتماثل هذه اللغة مع العربية القديمة، فنجد في لغة إيبلا كلمات ما تزال حيَّة في العربية الحديثة: (كتب، ملك، يد). وقالت البعثة الإيطالية، بأنَّ التحقيق في هوية هذه اللغة، أظهر بأنها (لغة ساميَّة شمالية)، وأنَّ فيها بعض القرابة مع (الكنعانية الفينيقية)، وأنَّ إيبلا كانت مزدهرة في الفترة ما بين (2400 – 2250 ق.م)، وأنَّ مكتبة إيبلا، تحتوي على (16 ألف لوح طيني)، استعملت للمخطوطات المسمارية، بلغة سامية، لها قرابة مع الكنعانية والأكادية، والعربية القديمة. ويقول (بيغز Biggs) أنَّ الكتابة الإيبلائية، مسمارية، تتألف من رموز لكلمات ومن إشارات لأصوات ليست بالضرورة أن تكون مقطعية، وفي (الأكدية)، نظام مقطعي، لكنه ليس أبجدياً. ويقول بهنسي: (إنَّ اللهجة الإيبلائية، هي (لهجة وسيطة بين الأكدية، والكنعانية، بل هي الكنعانية القديمة)، حسب رأي بيتيناتو، وأنَّ العلاقة بين (الأكادية – الإيبلائية – الكنعانية)، وبين اللغة العربية ظاهرة وواضحة). ويضيف بأن ما يسمّى باللغات السامية القديمة، ليس إلاَّ أصل اللغة العربية اليوم، فهي ليست لغات، بل لهجات في لغة واحدة. وأورد بهنسي عدداً من المفردات الإيبلائية (ص: 144 – 147)، وقارنها مع العربية، ومقارنته ليس فيها تعسُّف، كما أن (إيل)، أو (إلْ)، التي وردت في النصوص الإيبلائية، هي (إله الكنعانيين الكبير). (32) 2. الكنعانيَّة المغاربيَّة (البونيقية): هناك قول أوروبيٌّ قديمٌ مأثور يقول: (لا يستطيع الرومان أنْ يغسلوا أيديهم بماء البحر الأبيض المتوسط، إلاَّ بإذنٍ من قرطاجة). ووصفت قرطاج، بأنها (نيويورك العالم القديم). أسسها كنعانيون قادمون من الساحل الكنعاني، سنة (814 ق.م) في تونس الحالية. وتقول (مادلين ميادان)، بأن الكنعانيين (الفينيقيين) لم يؤسسوا مدناً ثابتة إلا في القرن الثاني عشر ق.م، ومن هذه المدن: (عتيقة)، ومدينة حضرموت (سوس الحالية)، (وقادس ولكسوس في جهة مضيق جبل طارق). وهي تقول بأن الفينيقيين (بني كنعان) الذين أسسوا قرطاج، هم: (ساميّون من الفرع الكنعاني)، وأنَّ الذي أسّسها جماعةٌ من مدينة صور الكنعانية، بقيادة أليسا، أوْ ديدون، ابنة ملك صور. ويرى هيرودوت، أنَّ تأسيس صور كان عام (2750ق.م). وقد أخذت قرطاج تحلُّ محل صور، التي انشغلت بمقاومة الأشوريين والفرس في القرنين السابع والسادس ق.م. وتوسَّعت التجارة القرطاجية، إلى اسبانيا وجزر الباليار، وجزيرة سردينية، وصقلية، وأسسوا أغادير، التي تسمى اليوم قادس، وسيطروا على مضيق جبل طارق، وأجزاء من افريقيا (رحلة حنّون البحرية). وفي عام (146 ق.م)، دمَّر الرومان قرطاج تدميراً كاملاً. (33). ويقول (عبد الحفيظ الميَّار)، بأن الكنعانيين (الفينيقيين)، أسسوا المراكز التجارية الثلاثة، التي عرفت أولاً بالأمبوري، وفيما بعد بالمدن الثلاث. وتشير الأدلة الأثرية إلى أن تاريخ إنشاء (لبدة الكبرى) في النصف الأخير من القرن السابع قبل الميلاد، وأنَّ (صبراته) تأسست في أواخر القرن السادس ق.م، و(ويات) في القرن الخامس ق.م، وهي تقع في (ليبيا الحالية)، حيث استخدمت اللغة الكنعانية (الفينيقية) وحروفها القديمة، ويبدو أن الانتقال إلى البونية الجديدة، حدث بصورة تدريجية، حيث ظهرت الرموز القديمة مختلطة بالرموز البونية. واللغة البونية (البونيقية)، هي الشكل الجديد للفينيقية الكنعانية. ويبدو أن (الليبيين، استعاروا من الفينيقيين الكنعانيين، أحرفا قليلة، وأضافوا إليها علاماتهم الخاصة. وقد وصل عدد الحروف الليبية إلى (ثلاثين حرفاً)، وتبين أنَّ ستة من الأحرف الليبية، لها نظائر في البونيقية (البونية)، وهي أحرف: (الجيم، والياء، والميم، والنون، والسين، والتاء). ويستخلص (الميَّار)، الخصائص الجديدة للبونيقية (البونية) الكنعانية في إقليم المدن الثلاث بليبيا، كما يلي: أولاً: أنَّ النقائش البونية (البونيقية)، جاء أغلبها من المنطقة الساحلية (لبدة الكبرى)، لأنها كانت من أهم مراكز الحضارة الكنعانية الفينيقية في الإقليم. ثانياً: أنَّ معظم تاريخ هذه النقائش، لا يرقى إلى ما قبل القرن الأول ق.م. ثالثاً: ظهور هذه الأحرف بصورة مائلة وشكلية. رابعاً: حدث تطور في بعض الأحرف مثل: الجيم، الحاء، اللام، والتاء. خامساً: تكرار بعض الأحرف، وندرة البعض الآخر، فنجد حروفاً مثل: الألف، الباء، الدال، والطاء تكررت بكثرة في النقائش، في حين تندر كتابة أحرف أخرى في النقائش البونيقية الجديدة، مثل: الجيم، الزاي. سادساً: ظهور ملامح غير عادية شاذَّة في كتابة بعض الأحرف في النقائش البونيقية الجديدة التي عُثر عليها في الإقليم، مثل: حرف الجيم، وحرف الحاء، وحرف الكاف (ص 140 – 141). - وهكذا، فإنَّ (اللغة البونية) هي عبارة عن تطوّر داخل اللغة الكنعانية البونيقية (الفينيقية)، وذلك مع اختلافات طفيفة)، كما يقول عبد الحفيظ الميار (ص 141)، وهو يضيف (ص: 150)، بأن نقائش الإقليم، تشير إلى انتشار (الكنعانية (الفينيقية) البونية لغة حديث فيه، حيث يذكر أرنوبيوس، أنَّ (الجرمنت) كانوا يتكلمون الفينيقية البونية على أيّامه، وقد استمر استعمال هذه اللغة، حتى وقت متأخر من العهد الروماني، إذْ نجد (القدّيس أوغسطين)، ينصح رجال الدين الكاثوليك، بتعلّم الفينيقية الكنعانية. ولا شكَّ في أنه كان للثقافة الكنعانية (القرطاجية الفينيقية)، أثرها في المنطقة الساحلية الليبية. ثمَّ انتشرت اللغة، والثقافة الكنعانية (الفينيقية) في المناطق الجنوبية. (34) كما قرأ (علي فهمي خشيم) – نقش (حجر مَسِنْسّنْ)، المعروف في المصادر اللاتينية باسم: ماسينيسا (Masinissa)، وهو حاكم منطقة (قرتة – Cirta)، أي مدينة قسنطينة الجزائرية الآن، وهو قد تعاون مع الرومان ضدّ قرطاجة، واستطاع أن يوسع دائرة ملكه حتى شملت الجزائر، وجزءاً كبيراً من تونس، وقسماً من المغرب. عاش (240 – 148 ق.م)، وحكم ستين عاماً. كان عالماً بالاقتصاد والزراعة واللغويات والديانات، وهو متأثر بالثقافة اليونانية الهلنستية. والنقش مكتوب بالقلمين: القرطاجي، والليبي، حسب خشيم، وما يجمع بينهما، هو اللغة العروبية (الكنعانية). (35) - أمَّا (عثمان سعدي)، فيشير إلى قول عثمان الكعّاك: (جاء الأمازيغ (البربر) من جزيرة العرب في زمنٍ لا يقل عن ثلاثين قرناً قبل الميلاد، وأن الكنعانيين (الفينيقيين)، اختلطوا بالأمازيغ على طول السواحل الافريقية المغاربية في القرن الثاني عشر ق.م، ولمّا كان الكنعانيون (البونيقيون)، عرباً من (بني كنعان)، فقد اختلطوا بالأمازيغ الذين هم عربٌ من العاربة القحطانية). وفي رواية أخرى أن الأمازيغ، هم: فلسطيون كنعانيون، جاءوا من فلسطين مع الهكسوس (الأموريين الكنعانيين) إلى مصر، ثمَّ بعد هزيمة الهكسوس، غادروا إلى افريقيا الشمالية، وعاد جزءٌ منهم إلى فلسطين وسوريا. ويقول (سعدي)، بأنَّه، (كانت في الأقطار المغاربية، قبل الإسلام، لغة عربية فصحى مكتوبة، هي البونيقية (الكنعانية) مع لهجات أمازيغية شفوية منحدرة من عربية العاربة القحطانية. وكانت اللغة الكنعانية، هي لغة الحضر، والعبادة، والثقافة، والدواوين). ويحدّد (هنري باسيه – H. Basset)، بأنَّ (الكنعانية البونيقية، لم تختف من المغرب، إلاّ بعد دخول العرب، ومعنى هذا، أنَّ الكنعانية بقيت في الأقطار المغاربية، سبعة عشر قرناً، وهو أمرٌ عظيم، واستمر تأثير قرطاج قائماً حتى تدميرها، فقد تحوّلت مدينة سيرتا (قسنطينة حالياً) تحت حكم الملوك النوميديين إلى مركز كنعاني (بونيقي)، وجعل الملوك النوميديون الأمازيغ، اللغة الكنعانية (البونيقية)، لغتهم الرسمية. وكان الناس أيضاً يتكلمون الكنعانية مع الأمازيغية. والبونيقية (الكنعانية)، لغة قريبة من العربية، لهذا كان التحول إلى العربية مع انتصار الإسلام، أمراً سهلاً. فاللغة الكنعانية (البونيقية)، عبَّدتْ الطريق للعربية). كما ينقل (عثمان سعدي) عن المؤرخ الفرنسي (لاسوس J. Lassus)، قوله: (لقد بيَّنتْ الكتابات البونيقية (الكنعانية) في عهد ماسينيسا في المغرب، مدى ارتباط الأهالي بقرطاج دينياً من خلال عبادتهم للإله القرطاجي: (بعل عمون). واستمرت البونيقية (الكنعانية) بعد تدمير قرطاج (146 ق.م)، حتى القرن الخامس الميلادي). ويقول القدّيس أوغسطين، أنك إذا سألت فلاّحي نوميديا (الجزائر الشرقية) عن هويتهم، أجابوك بالكنعانية البونيقية: (نحن كنعانيون)، وذلك في القرن الخامس الميلادي. ويقول عثمان سعدي أيضاً بأنه: عثر في منطقة الصخرة، وسيدي مْسيد بمدينة قسنطينة على مصابيح زجاجية بونيقية، كما عثر على جرار بها رماد جثث آدامية. أما الكتابة البونيقية (الكنعانية)، فقد اكتشفت في (سته آلاف نقش) في قرطاج. كما عثر على كتابات بالبونية الحديثة بقسنطينة، تعود إلى التطور الذي طرأ على الكنعانية في العهود الأخيرة للامبراطورية القرطاجية (القرن الثاني ق.م). أمَّا نقوش (معبد الحفرة الكنعاني)، بقسنطينة، فتعود إلى الخمس عشرة سنة الأخيرة من حياة الملك ماسينيسا. وهذه النقوش تلتقي مع نقوش قرطاج وسوسة بتونس، ونفس الشيء يُقال في بعض الرموز مثل الصولجان والهلال، وقرص الشمس، وكذا المثلث الذي يرمز إلى الإلهة تانيت الكنعانية (الفينيقة). ويضيف (سعدي) بأنه عندما انتشرت المسيحية في القرن الرابع الميلادي، كان (المغاربة المسيحيون)، يُصلّون في كنائسهم باللغة الكنعانية (البونيقية). وكان الأب (دونا)، مؤسس المذهب الدوناتي في الجزائر (أمازيغي من الأوراس)، كانت لغته هي الكنعانية (البونيقية). فاللغة التي كان يصلي بها (الدوناتيون الجزائريون)، هي الكنعانية (الفينيقية) القرطاجية، بينما كانت لغة الكاثوليك (المغاربة)، هي اللاتينية. ومن آثار التأثير الكنعاني الثقافي في الأقطار المغاربية، ولادة كتابة (التيفيناغ)، وهي كتابة كنعانية (بونيقية)، استعملتها قبائل الطوارق بالحرف المسماري. (36). - وفي الخلاصة، فإنَّ (اللغة الكنعانية المشتركة الموحّدة) لبلاد الشام (فلسطين، لبنان، وسوريا، والأردن)، انتقلت إلى افريقيا الشمالية (تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب الأقصى) بعد تأسيس قرطاج (814ق.م) من قِبَلْ مواطنين كنعانيين من صور بقيادة (أليسار). وأصبحت قرطاجة، هي (نيويورك العالم القديم، حسب جان مازيل)، وانتشرت اللغة الكنعانية (الفينيقية)، فتولَّدتْ (لغة كنعانية قرطاجيَّة) في تونس، ولهجة كنعانية بونيقية في ليبيا، والجزائر والمغرب، أطلق عليها اسم: البونية (البونيقية)، أي الفينيقية. والفينيقية، مصطلح أطلقه اليونان مُحرّفا في اليونانية لمصطلح: (بني كنعان)، لهذا أخذت المصادر الأوروبية بمصطلح (الفينيقيين)، بسبب جذره اليوناني، وشاع خطأ في اللغات الأوروبية، رغم أن الكنعانيين في (فينيقيا الكنعانية) في بلاد الشام، لم يستخدموا، ولم يصفوا أنفسهم إلاَّ بالصفة الكنعانية. وقد حدثت تطورات على اللغة الكنعانية القديمة في موطنها الجديد في الاقطار المغاربية، هذه التطورات الطفيفة، تسمح بأن نسميّها: (الكنعانية البونيقية)، بسبب خصائصها الجديدة. 3. الآرامية (السُريانية) الكنعانية: كُتبتْ (الآرامية) بحروف كنعانية، وعاشت من القرن السادس ق.م وحتى القرن السابع الميلادي، حيث كان صعود اللغة العربية التي حلَّت محلَّها، وهي أي (الآرامية الكنعانية) فرعان: الكلدانية الشرقية في العراق، و(السريانية) الغربية في سوريا. وما تزال الآرامية (السريانية) موجودة حتى الآن (2009) في أربع قرى سورية: (انظر: (الآرامية) في كتابي: الهويّات والتعددية اللغوية) (37) يقول (مصطفى طلاس): (بدءاً من القرن الثاني عشر ق.م، راح الآراميون ينتشرون تدريجياً في المجال السوري، واستمر تأثيرهم أربعة قرون لا سيّما في المجال اللغوي، ولكنهم لم يتمكنوا من توحيد دويلات مدنهم، فسقطت واحدة تلو الأخرى بيد الأشوريين، حتى (منتصف القرن الثامن، ق.م) – ويُعدّد (طلاس)، هذه الإمارات الآرامية: 1. إمارات تيمانا: في مناطق: نصيبين، وماردين في القرن العاشر ق.م. 2. بيت بخياني: في مثلث الخابور، وعاصمتها: جوزانا – تل حلف. 3. بيت زماني: في مناطق ينابيع نهر دجلة، وعاصمتها: آمدي /ديار بكر. 4. بيت عديني: عاصمتها: تل برسيب / تل أحمر. 5. ومن إمارات حوض الفرات في القرنين العاشر والتاسع ق.م: إمارة (بيت خالوفي)، وعاصمتها: سورو (صور شرق دير الزور). وإمارة (لاقي)، وعاصمتها: (ترقا) في موقع تل العشارة الحالي. 6. بيت آجوشي: عاصمتها: (أرفاد)، وهي حاليا (تل رفعت)، وحاضرتها الدينية، مدينة حلب في القرنين التاسع والثامن ق.م. 7. مملكة يأدي: عاصمتها: شمأل، وزنجري الحالية، وتصل إلى تخوم حماة., وظلت مستقلة لقرنين، قبل أن يحولها سرغون الثاني إلى مقاطعة آشورية عام (720ق.م). 8. مملكة حماة: امتدت في مناطق وادي العاصي، لتصل إلى أطراف دمشق جنوبا، واشتهرت بملكها: (زكور). 9. مملكة دمشق/ ومن إماراتها: صوبا في سهل البقاع، رحوب في الجنوب من صوبا في مجرى الليطاني، معكة في بقاع الجولان، جشور في حوران. ومن ملوكها (برهدد الثاني /حدد عزر)، الذي قاد التحالف الكنعاني في معركة قرقرة (853ق.م)، ضدَّ الجيش الآشوري. - ويضيف (طلاس)، بأن (الآرامية)، صمدت أمام الغزاة من فرس وإغريق ورومان، ورومان بيزنطيين، وصانت الوحدة العربية اللغوية، طيلة اثني عشر قرناً (539ق.م، حتى الفتوحات العربية)، حيث مهَّدت الآرامية الطريق لشقيقتها العربية الفصحى. وما اللهجات العامية في مختلف ربوع الوطن العربي، بأصواتها ومفرداتها المتنوعة، إضافة لأسماء المدن والبلدات والقرى والجبال والأنهار، ليس هذا كله إلاّ صدى للآرامية، أو الكنعانية: طلاس: ص:73-76). (38) - ويقول (رفائيل بابواسحق)، بأنَّ الآرامية إحدى اللغات السامية، وأنَّ الساميين عند تفرقهم كانوا يتكلمون لغة واحدة. ويؤيد المؤرخون أنَّ الملوك الأشوريين، قلّدوا الآراميين، مسؤولية كتابة في دواوين مملكتهم. ومن أقدم ما وصل إلينا من الكتابة الآرامية، (رقيم كلمو) في أيام شلمناصَّر الثاني (859-829ق.م)، و(رقيم بنمو) حوالي 740ق.م. ورقيم ملك حماة، ورقيم حدد، يرجع تاريخهما إلى اوائل المائة الثامنة، ق.م. لقد كانت الآرامية، لغة أقطار بلاد الشام، وبلاد ما بين النهرين، وتغلغت في بلاد الفرس، وانتشرت في وادي النيل وآسيا الصغرى، وشمال جزيرة العرب حتى حدود الحجاز. وبقيت اللغة الرسمية والتجارية للأمم الحيّة في القرون الاولى قبل الميلاد في بابل وآشور وفارس ومصر وفلسطين. وكانت إحدى اللغات الثلاث في بلاطات ملوك الفرس. والثابت أن (اللغة الآرامية الرَهَوية)، كانت ثابتة بكتابتها الإملائية، وبأسلوبها الانشائي. ويضيف (رفائيل بابو اسحق)، بأن الآرامية، حتى أواخر القرن السابع الميلادي، ظلت مزدهرة، وامتدَّت إلى القرن الثامن. ثمَّ تقدمت في القرن الثاني عشر والثالث عسر الميلادي، بيد أنه في أوائل (القرن الثامن)، أخذ يتقلَّص نفوذها، لدى تمازجها باللغة العربية، ثمَّ دبَّ الضعف فيها. وأقرب اللغات الى الآرامية، هي العربية. وكان الآراميون، قد اقتبسوا الحروف الأبجدية الكنعانية. وكان (الأرمن)، يكتبون بالقلم الآرامي، حتى القرن الخامس، ثم اخترعوا قلمهم الأرمني. وفي المائة الأولى للميلاد، ولد (القلم الأسطر نجيلي)، ثمَّ تغير الخط الآرامي ليصبح أكثر ليناً، بولادة (القلم المتوسط).وفي المائة الحادية عشرة للميلاد، تغيَّر الخط المتوسط، وتفرغت منه ثلاثة خطوط: الخطّ النسطوري (الكلداني)، والخط السُرياني (اليعقوبي)، أما الثالث فهو الخط الملكي، الخاص بالملكيين، وقد استعملوه قبل ان يتخذوا الخطّ العربي بدلاً منه. وتتفق المصادر على ان السريان الشرقيين والغربيين، لم يستعملوا علامات للحركات قبل المائة الثامنة للميلاد –(رفائيل بابو اسحق: ص:12-22). (39) - أمَّا (دوبونت سومر)، فيقول بانَّ الآرامية قريبةٌ من الكنعانية (الفينيقية)، والعربية، وأحصى ثلاثة عشر نقشاً من آثارها، أقدمها يعود إلى القرن التاسع أو العاشر.م، وأنَّ هذه الوثائق صدرت عن مناطق مختلفة (من غوزانا وسمأل وأرباد وحماة ودمشق). أماّ كتابة هذه الوثائق، يقول (سامر)، فهي مقتبسة رأساً من الكتابة الكنعانية (الفينيقية)، ولا تتميز عنها إلاّ قليلاً. فالألفباء المكونة من (22حرفاً)، التي ظهرت في (فلسطين، لبنان، سوريا، الاردن) في نحو نهاية الالف الثاني ق.م، لم يتاخر الآراميون عن اقتباسها. غير انَّ الكنعانية (الفينيقية) هذه، لم تتضمن إلاَّ الحروف الصحيحة. اما الآراميون، فقد اهتموا ببعض حروف العلَّة الطويلة، فأضافوا أربعة أحرف إلى الأبجدية، وهي: (الألف، والواو، والواو والياء). التي استعملت تارة كحروف علّة، وطوراً كحروف صحيحة. ويلاحظ (سومر)، أنَّ الآراميين لدى استقرارهم في سوريا، وبلاد ما بين النهرين في القرن الحادي عشر والعاشر ق.م، لم يكن لديهم لغة مكتوبة فصحى. لهذا نلاحظ أنَّ الكتابة الآرامية الكبرى (نقش الملك كيلامو)، مكتوبةٌ بالكنعانية الصافية في سمأل في القرن التاسع ق.م، ولو أن اللغة المتداولة آنذاك كانت الآرامية. وإذا كان التأثير الكنعاني ظاهراً في كثير من هذه الوثائق، فاللغة الآرامية فيها أصيلة. فاللغة الفصحى الكنعانية، كانت هي السائدة في القرن السابق في عهد الملك كيلامو. وقد حلَّت (الآرامية المشتركة)، مَحَلّ لهجة (سمأل) الآرامية في الثلث الاخير من القرن الثامن ق.م. وقد كان الآشوريون في عهد آشور بانيبال (650ق.م)، يعرفون الآرامية، ورغم أنَّ (الاكدية) كانت هي اللغة الرسمية، إلاّ ان استعمال الآرامية، بدأ يطغى على الأكدية، وأخذت تنتشر تدريجياً بين الآشوريين أنفسهم. وقد توغلت اللغة الآرامية (حسب سومر أيضاً)، وانتشرت في فلسطين، التي كانت قد احتفظت باللغة الكنعانية في عام 700ق.م، ولم تكن عامّة الشعب (الفلسطي)، تعرف اللغة الآرامية. ولم تتوقف الآرامية عن الانتشار، ففي نهاية القرن السابع، أصبحت (اللغة الدبلوماسية واللغة الدولية)، عِوَضاً عن الأكديَّة. فقد وجدت كتابة آرامية على البردي في مصر السفلى، وهي رسالة إلى فرعون مصر نحو (6500ق.م)، أرسلها إليه ملك، اسمه (أدون)، أمير إحدى ممالك المدن الفلسطينية، أو الفينيقية، أي أن الرسالة مكتوبة بالآرامية، رغم أن لغة هذا الأمير الأصلية هي الكنعانية السائدة في فلسطين. لقد انهارت شهرة اللغة الأكدية، وحلَّت الآرامية محلَّها. ويلاحظ (سومر) أنَّ الموظفين الفرس والمصريين في مصر، يتراسلون باللغة الآرامية، أي بلغة أجنبية لكلا الطرفين. وهو يضيف: لنا شهادات كثيرة عن استعمال اللغة الآرامية في فلسطين في العهد الفارسي. أما في (جنوب فلسطين)، فلدينا بعض الشواهد على نفوذ الآرامية المتزايد (أريحا، بيت شمش، تل فارة، وآرامية (لاخيش (قرب الخليل)، كذلك في أورسالم، وأشدود، وهي (آرامية فلسطين)، التي استمر الناس زماناً طويلاً يتكلمون ويكتبون بها. في عهد المسيح، (حسب دوبونت سومر أيضاً)، كانت الآرامية، هي اللغة الوحيدة التي تتقنها عامة الشعب، وهي اللغة التي تكلّم بها المسيح. أما الكتابات النبطية في الفترة (القرن الأول ق.م، والقرن الثالث الميلادي)، فقد اشتملت على آرامية توزعت في البلاد النبطية: من شمال الحجاز (حجرة) الى الحدود السورية الجنوبية (بصيرة) في طريق البتراء العاصمة. يضاف إلى ذلك كمية وافرة من الرسوم في شبه الجزيرة سيناء (3000)، فالنبطيون كانوا عرباً. ومنذ القرن السابع الميلادي، بدأت الآرامية، تُخلي المكان للعربية، لكن الآرامية السريانية، عاشت، كلغة أدبية، حتى القرن الثالث عشر.م – (دوبونت سومر: ص99-130). - إنَّ تأثير اللغة الكنعانية الآراميَّة (السُريانيَّة) في لهجات: (فلسطين وسوريا ولبنان، وشمال الأردن)، أي (اللهجات الشاميَّة)، ذات الأصول الكنعانية – مايزال قائماً حتى الآن في الكلام اللهجي العادي. وأعتقد جازماً انَّ أصل اللغة العربية وجذورها، موجودةٌ في: (الكنعانية المشتركة، والكنعانية الآرامية السُريانية)، وما الآرامية، إلاَّ كنعانيَّة متطوَّرة، حلَّت محل الكنعانية المشتركة، المسمّاة – خطأ – بالفينيقية، التي كانت توحّدُ بلاد الشام، وأنَّ مسألة حلول لغة محل أخرى، لم يتم فجأةً، وإنما تمَّ بالتدريج، فالكنعانية المشتركة استمرت في التوازي مع الآرامية، حتى في أوج صعودها، والآرامية، استمرت في التوازي مع العربية، رغم التلاشي التدريجي لقوة الآرامية. كما انَّ التوازي الجغرافي، كان قائماً في اللغة الكنعانية المشتركة الموحّدة، المسمّاة خطأ بالفينيقية (لغة بني كنعان)، فقد كانت موجودةً في: فينيقيا، فلسطين، وسوريا، وشرق الأردن في نفس الزمن، لأنَّ هذه البلاد كانت مفتوحةً في عصر ممالك المدن الكنعانية، وحدودها هي (حدودُ مُدنٍ)، لا حدود (أقطار). - يقول (إيليّا عيسى): مع الفتح العربي، انحسرت اللغة الآرامية السريانيَّة، غير أنَّ ألفاظاً سريانيَّة عديدة، بقيت قيد الاستعمال في اللهجات في: (لبنان، وفلسطين، وسوريا والعراق)، وحتى في مصر ومن المظاهر الباقية السريانية في اللهجات الشامية: تسكين المتحرك في أوَّل الكلمة وفي مواقع اخرى، مثل قولهم: كْبير، صْغير، نْروح، كْبار. أو قلب الميم إلى نون في ضمير المخاطبين والغائبين في لهجتي: سوريا ولبنان، مثل: أبوكُنْ (أبوكم)، بيتهُنْ (بيتهُم). أو تسكين أواخر الفعل الماضي في ضمير المتكلم: رحْتْ، شِفْتْ، وكَتَبْتْ. أو تسكين اول الكلمة وثانيها في لهجات: لبنان وفلسطين وسوريا: كْتابْ، بْريقْ، بْخاطرك. وتسكين آخر الكلمة: أكَلْتْ، شْرِبْتْ، إنْتْ. والتقاء الساكنين في وسط الكلمة: حَضْرْتَكْ، عَمْتَكْ، خالْتَكْ. - كذلك يشير (ايليا عيسى) إلى ظاهرة معروفة، هي أسماء المدن والبلدات والقرى، (وهي أسماء سريانية) في فلسطين والأردن ولبنان، وسوريا، مثل: عينطورا (رأس العين)، ريشميّا (رأس المياه)، راشيّا (الرؤوس)، بكْفيّا (بيت أو محلّ الحجارة)، فارياّ (الفواكه)، عانا (الغنم) في لبنان. وهناك ألفاظ سريانية في لهجات: فلسطين ولبنان وسوريا، مثل: دَقَّرْ، سكَّر، فَقَعْ، دَلَفْ، شَلَحْ، شَمَطْ، شَطَحْ، شَقَلْ. والأسماء مثل: الشوب (الحَرّ)، شْكارة (قطعة أرض مزروعة)، الشرش (الجذر)، الدقن...الخ. ويضيف إيليا عيسى، بأنَّ السريانية كانت لغة التخاطب في بلاد الشام حتى القرن الحادي عشر الميلادي. وبقيت الآرامية السُريانية لغة لبنان اللهجية، حتى (1694) مثلاً، حيث قال مرهج بن نمرون الباني: (إنه لأمر يستوجب الاعتبار أنَّ قرية (بشرّاي)، وقرية (حصرون)، وثلاث قرى ومزارع، تحاذيها، قد حفظ سكانها، وما يزالون حافظين للغة الآرامية السريانية، يتكلمها الرجال والنساء غالباً). ويقال ‘نَّ العلاّمة السمعاني (1687-1768م)، عندما عاد من رومية إلى قريته (حَصْرون)، خاطب والدته باللغة السريانية. وهناك من أسماء الأعلام، ذات الأصول السريانية: (نهرا، شليطا سابا (الشيخ)، مرتا (السيدة) – (إيليا عيسى: ص14-16). - وقد وضع (إيليا عيسى)، مُعجماً سَمَّاهُ: (قاموس الألفاظ السريانيَّة في العاميّة اللبانية، 2002)، والأصحّ، انْ نُسّميه: (قاموس الألفاظ الآرامية السريانية في لهجات بلاد الشام)، لأنه كذلك بالفعل، إذْ باستثناء (5% تقريباً)، لها خصوصية لبنانية، فإنَّ ما تبقى من ألفاظ قاموسه، ينطبق تماماً على: فلسطين شمالاً وجنوباً، وعلى شمال الأردن، وعلى سوريا في معظم مناطقها. وقد أورد المؤلف، الكلمة برسمها الآرامي السرياني، ومقابلها الصوتي باللاتينية، ومعناها بالعربية، واستعمالها في اللهجة اللبنانية، وعلى سبيل المثال، أختار الألفاظ التالية كعينة، وقد حذفت الرسم السرياني، لصعوبته بالنسبة لي: (41) الصوت اللاتيني المعنى بالعربية استعمالها في العاميّة 1. aoyqed أشْعَل وْقاد. 2. ido(ida) يَدّ إيدْ 3. alesta بالضبط ألِسْطَةْ. 4. elito إلْيَة ليَّة الخروف. 5. echtaqlab أصبح على غير وجهه تَشقْلَبْ. 6. emat متى إيمتي. 7. etgandar يتمايل في مشيته إتْغَنْدَرْ. 8. etfarag ابتهج، تلذَّذ تْفَرَّجْ. 9. etraba e تربّع في جلوسه تْربَّعْ. 10. biro بئر بير. 11. bahlo مغفّل، أجدب بهلول. 12. boukcho ثُقْب بُخْش. 13. bezza ثدي بِزّْ. 14. bhach حفر، نبش بَحَشْ. 15. batna حَبَلٌ بَطْن. 16. bakkar أبكر بكَّر. 17. bolo خاطر البال. 18. ballech بحث، فتَّش بَلَّشْ بالحكي. 19. bso لاحظ بَصَّ. 20. baqbeq صوت المياه الغالية على النار بَقْبَقْ. 21. baqolo بائع الخضار بقَّال. 22. tomo توأم تُومْ. 23. tonouro مخبز تَنَّور. 24. toch تاه، ضلَّ طَشّْ (خرج من البيت إلى وجهة غير معلومة). 25. tannourta لباس مستدير التفصيل تَنَّورة. 26. tokh ارتخى، هَمَد تَخّْ. 27. chlah تعرَّى شَلَحْ. 28. charech أصل شَرَّشْ. 29. fram قطع فَرَّم. 30. soroufo صيرفي صَرَّاف. 4. العربيَّة الكنعانيَّة: أعتقد أنَّ الكنعانية، هي (اللغة الساميَّة الأُم)، إذا صحّ القول بأنَّ لغة شعوب المنطقة العربية، كانت (لغة واحدة)، ثمَّ تفرَّقت إلى لغات (لهجات عديدة). أمَّا إذا كان العكس، أي أنَّ الأمر بدأ بلهجات متنوعة، ثمَّ تمَّ التوحيد، فإنَّ هذا التوحيد، من وجهة نظرنا الاستبصارية، قد تمَّ في (الكنعانية) أيضاً، التي تفرَّعت إلى (لغات كنعانية)، ومنها: (الشومرية – الأكادية)، و(الآرامية) بفروعها، و(العربية الكنعانية)، وأنَّها ربما كانت (متوازية)، سواءٌ في نشأتها، أو تطوّرها. أما التراتبيَّة التاريخية التدريجية من زاوية الصعود والهبوط، فقد تمَّ في فترات متباعدة. ولا بُدّ أن الجغرافيات، قد ولَّدتْ خصائص معينة لكل لغة من (الكنعانيات)، حسب جدلية الزمان والمكان. أما القول بعزلة شبه الجزيرة العربية عزلة تامة، فهي نظرية خاطئة، لأنَّ ما نؤمن به، هو (الهجرات المتبادلة) التدريجية لحركة القبائل من الجزيرة إلى بلاد الشام والعراق، أو العكس. والعكس هو فرضية هجرات تدريجية من بلاد الشام إلى شبه الجزيرة في فترة الجفاف الكبير. يقول (توماس طومسون) بأنَّ الجفاف الكبير، قد حدث في الفترة (2350 – 1950 ق.م) وأنَّ: (النقص الحاد في عدد السكان في جنوب فلسطين، والتحوّل من الاقتصاد الزراعي إلى اقتصاد الرعي، قد أدّى من دون شك إلى هجرة البعض بعيداً عن فلسطين، كما حصل في سوريا – وهذا ما تؤكده المصادر المسمارية: قرى ومزارع ومخيمات جنوب شرق الأردن والنقب الأوسط بصورة خاصة، (يمكن أن تعتبر دليلاً على تحركات واسعة قام بها الساميون الغربيون للابتعاد عن فلسطين)، وأجبر (الجفاف)، مجموعات من السكّان في فلسطين على عبور سهوب شرق الأردن إلى (بلاد العرب: العربا)، وبقي التواصل اللغوي بين فلسطين، والعَرَبا. ويضيف طومسون، بأنَّ فترة رطبة في الفترة (1950 – 1700 ق.م)، جاءت، فتزايدت أعداد السكان في معظم أطراف فلسطين، بما فيها منطقة الجنوب الفلسطيني، وعاد السكان إلى الزراعة. ويؤكد طومسون ما يلي: (هُجرتْ المستوطنات الهامشية في النقب الأوسط، وسيناء، وجنوب شرق الأردن، ممّا أدَّى إلى (تواصل لغوي) بين المجموعات اللغوية السامية الهامشية في الجنوب، والشرق (أسلاف العربية)، واللهجات السامية الغربية المستقرة منذ وقت طويل في (سوريا – فلسطين)، والتي نجدها في: الكنعانية القديمة، والإيبلائية، والأمورية، والأوغاريتية، التي كانت في الألف الثالث، والألف الثاني) – ص: 126 – 128). (42) المعروف أن أقدم ذكر للعرب في وثائق الدولة الأشورية، يرجع إلى عهد (شلما نصر الثالث – 858 – 824 ق.م)، لدى الحديث عن معركة قرقرة على نهر العاصي عام (853 ق.م)، حيث تحدَّث النقش عن تحالف دويلات المدن الكنعانية في حربها ضد الهجوم الأشوري، فقد ذكر النقش أن ملك دمشق، وملك حماة، واثني عشر ملكاً من فلسطين وفينيقيا، وشرق الأردن، و(جُنْدُب العربي)، ومعه ألف جمل، وهو من البادية الشامية، قد شاركوا في المعركة. كذلك يرد في النقوش اسم (زبيبة: ملكة العرب)، في مرحلة أخرى، و(شمس: ملكة العرب). ويرد في نقش آخر (عهد سرجون الثاني – 722 – 705 ق.م)، أسماء جماعات عربية، مثل: (ثمود، خيفا، عباديد، مرسيمان) واصفاً أفرادها بأنهم: (عرب يقيمون في البادية البعيدة). ويضيف بأن: (شمس ملكة العرب)، و(يثع أمر السبأي)، دفعا له إتاوات. وذكر في نقوش أخرى، أنَّ (حزائيل: ملك العرب القيداريين) تحالف مع (تعلخونو، ملكة العرب)، عندما هاجمهم سنحاريب (705 – 681 ق.م). ويستنتج (رفعت هزيم) من هذه المعطيات وغيرها، ما يلي: أولاً: وجود العرب في بلاد الشام والأطراف الغربية والجنوبية من بلاد الرافدين – أمر مؤكد طيلة الألف الأولى ق.م. ثانياً: كان العرب يشكلون، مثل الكنعانيين والآراميين، إثنية كبرى، منضوية في كيانات، لا تختلف عن الكيانات: الكنعانية، والآرامية، والأدومية، والمؤابية، والعمونية، وغيرها. ثالثاً: لا يجوز قبول الرأي الشائع بأن الوجود العربي في بلاد الشام، يقترن بالمناذرة، والغساسنة، وكندة، بعد الميلاد بقرون. فالوجود العربي، يرجع إلى القرن التاسع ق.م، في حين تمثل دول: الأنباط، واليطوريين، والحَضَر، وتدمر، مرحلة الوجود الوسطى، التي تمتدّ حتى أواخر القرن الثالث الميلادي. رابعاً: يرفض الباحث نظرية الهجرة من شبه الجزيرة العربية واليمن، ويرى أنَّ القول بأنها (الموطن الأصلي للعرب)، هو خطأٌ منهجي، ارتكبه المستشرقون، لأنَّ ذلك أدّى إلى الظن أنَّ (العرب في بلاد الشام) وبلاد الرافدين، هم (مهاجرون دخلاء)، وأنَّ تعريب هذين الاقليمين، بدأ بعد المسيح بقرنين أو ثلاثة، فأغفلوا بذلك، دور القبائل العربية في بلاد الشام، والرافدين في تكوين الفصحى. خامساً: استناداً إلى قول أبي عمرو بن العلاء: (ما لسان حِمْيَرْ، وأقاصي اليمن، بلساننا، ولا عربيتهم، بعربيتنا)، يضع الباحث نشأة المرحلة السابقة للفصحى، قد تكون في بلاد الشام. وهو يستند مرَّة أخرى إلى (نقش النمَّارة، 328م)، باعتباره أقدم نقش ورد بالفصحى، عُثر عليه في سوريا. كما يشير الباحث إلى نقش (موقع الفاو) في وادي الدواسر، ونقش (مدائن صالح)، ونقش (عُبادة) في النقب الفلسطيني، بأنَّها تنتمي إلى بدايات الفصحى. ويصل الباحث إلى النتيجة التالية: (نشأة الفصحى لم تكن في مكَّة، بل سبقت العهد الذي سادت فيه قريش، فالسيادة في مكَّة كانت أول الأمر لقبيلة (جرهم) اليمنية). وقبل ظهور قريش، نجد أن معظم المراكز الحضارية في الألف الأول ق.م، وفي القرون الميلادية الأولى الثلاثة في المشرق، ومنها: ممالك اليمن القديمة: (سبأ، معين، حضرموت، وقتبان)، ودويلات المدن الكنعانية، ودولة الأنباط، ودولة تدمر في بلاد الشام، ودولة الحَضَرْ في بلاد الرافدين – يرجع ازدهارها إلى مشاركتها في التجارة الدولية: (طريق الحرير، وطريق البخور، وطريق البحر الأحمر)، حيث تصل طريق البخور إلى غزَّة، ودمشق، عبر ديدان وتبوك والبتراء. وفي منتصف القرن الخامس الميلادي، حلَّت (قريش)، محلّ التجارة اليمنية. كما أنَّ مشاركة عرب جنوب الجزيرة العربية في نشوء الفصحى، مؤكدة من خلال (خطّ المُسْنَد). وقد نشات الفصحى عن طريق اختلاط عرب الشمال بعرب الجنوب، حيث يرجح الباحث (رفعت هزيم)، أنَّ: (اللغة المشتركة، أي الفصحى، تكوَّنت – على الأرجح – في بادية الشام، أو في الجزيرة السورية، لأنّ هذه المواطن، كانت صلة الوصل. فأمّا زمن نشأة الفصحى، فهو القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد). وهو يستند إلى موطن اثنين من النقوش، هما: (عبادة في صحراء النقب الفلسطينية)، و(النمّارة) في سوريا، أي في بلاد الشام، وذلك قبل ظهور قريش (رفعت هزيم: ص: 67 – 81: بتصرُّف). (43) وحول علاقة (العربية)، بالنظام اللغوي (السامي)، يقول (كارل هيكر)، بأنَّ العربية، طوَّرت أسس النمط اللغوي السامي، بشكل غاية في الثراء: فالوضع الصوتي حافظت عليه كاملاً، والنظام الأصلي للصيغ فيها، كامل النمو، ومعجمها لم يُحرَّف بعد من خلال تأثيرات أجنبية، وهذه هي الأدلَّة الجوهرية على أنَّ العربية، هي: (الحارس الأمين على المادة اللغوية الأصلية في اللغات الساميَّة). أمّا (جدول اللغات الكنعانية)، حسب هيكر، فهو: 1. الأوغاريتية. 2. البونيقية – الفينيقية، في: المنطقة الساحلية الشاميَّة – الفلسطينية، وفي إفريقيا الشمالية. 3. الكنعانية الفلسطينية (القرن 12 ق.م). وتتفرع منها وحولها: 1. الأمورية، التي تفسر المفردات الكنعانية، بمفهوم أضيق لرسائل العمارنة المكتوبة بالأكادية (القرن 14 ق.م). وتتفرع منها وحولها: 2. المؤابية: (نقش ميشع. وما تزال (الظواهر الأقدم) للمجموعة اللغوية الكنعانية حتى الأوغاريتية، تقترب بشكل نسبي من (الآرامية) بلهجاتها المتعددة. أمّا (جدول العربية الجنوبية)، (السبئية، المعينية، القتبانية، الحضرمية). ثم (جدول العربية الشمالية)، فهو: (الثمودية، اللحيانية، الصفوية، النبطية، التدمرية). ويربط هيكر أيضاً: التدمرية، والنبطية بالآرامية. وهو يقول أيضاً: (الشاهد الأقدم على العربية هو نقش النمّارة، جنوب دمشق (328م)، وفيه إلى جانب الصيغ المميزة، عددٌ من الخصائص الآراميَّة. ويجب أن نعرف أن هذا النقش، لا يسبق فترة ازدهار الشعر العربي القديم، والقرآن الكريم، إلاَّ بقرنين إلى ثلاثة قرون). ويرى هيكر أيضاً، أنَّ اللغة العربية: (حافظت على ما يبدو على المحتوى الفونيمي للسامية الأولى بلا تغيُّر، ويجري ذلك على الحركات أيضاً، وقد حلّ نظام الحركات العربية، محلّ نظام معقّد في الحقيقة في الآرامية، وقد استمرّ الإرث السامي مع الأصوات بين الأسنانية في العربية، والعربية الجنوبية، بينما ابتعدت الآرامية عن ذلك ابتعاداً كبيراً – ص: 21 – 32)(44). أمَّا (كمال الصليبي)، صاحب نظرية (التوراة جاءت من جزيرة العرب)، فهو يرى (عكس ما نراه)، أنَّ اللغات الثلاث الأساسية القديمة (الكنعانية، الآرامية، والعربية)، كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية (عسير وجنوب الحجاز)، وأنَّ العربية كانت معاصرةً للكنعانية والآرامية، وأنها أي العربية: (أقدم اللغات الثلاث)، وهو يقول: (ربّما كانت العربية في الأصل، لغة الأعراب من أهل البادية، في حين أنَّ الكنعانية والآرامية، كانتا من لغات النبط (سكان الحواضر) في مناطق التحضُّر المحيطة بالبادية، سواءٌ في الشام والعراق، أو في الجزيرة العربية. ولا بُدَّ أنَّ انهيار حضارات النبط في هذه الأقطار، ابتداءً بالقرن الثاني أو الثالث للميلاد، وامتداد نفوذ الأعراب إلى هذه الحواضر المحيطة بالبادية، كان السبب في انتشار لغة الأعراب، وحلولها مكان اللغات الحضرية. وقد سبق للآرامية أن تغلبت على الكنعانية، التي صارت للعربية فيما بعد بالطريقة نفسها، وفي اليمن، حلَّت العربية، محلّ اللغة اليمنية القديمة القريبة من الحبشية – ص 17). ثمَّ يوضح كمال الصليبي ما يلي: (الواضح من أسماء الأماكن في اليمن، أنَّ لهجات من الكنعانية والآرامية، كانت منتشرةً هناك، قبل تحوّل هذه المنطقة من شبه الجزيرة إلى اللغة اليمنية القديمة، وأنَّ هذا التحوّل ربّما حدث في وقت سابق للقرن السادس قبل الميلاد – ص: 18). وبوثوقية، لم يستطع الصليبي البرهنة على صحّتها، يؤكد أنّ: (اللغة الكنعانية ماتت عام 500 ق.م – ص: 43). هذا هو مجمل رأي كمال الصليبي: (45). أولاً: يؤكّد علماء الآثار أنَّ اللُقى الأثرية، في الفترة التي يقول فيها الصليبي أن الكنعانية ماتت (500 ق.م)، جاءت كنعانية، وبكتابات كنعانية في فلسطين، رغم صعود الآرامية. ومعنى ذلك، أنَّ الكنعانية لم تمت في فلسطين عام (500 ق.م)، كما يسرد الصليبي. ثانياً: نحن نعتقد أن الكنعانية استمرت موازيةً للآرامية، حتى ما بعد ميلاد المسيح، الذي قيل إنه كان يتكلم الآرامية. ومعنى ذلك، أننا نقول بثنائية اللغة في فلسطين (الكنعانية – الآرامية) في فترة ما قبل الميلاد بقليل. والدليل في الإنجيل، هو مقابلة المسيح للمرأة التي وُصفت بأنها كنعانية. وهناك شواهد أخرى على استمرار الكنعانية بعد الميلاد، ربَّما حتى القرن الرابع الميلادي على الأقل في فلسطين، رغم صعود الآرامية، التي هي فرعٌ من فروع الشجرة الكنعانية، وليست منفصلة ومستقلة عنها. ثالثاً: أمَّا أن تكون العربية أقدم من الكنعانية، فهذا أمرٌ يحتاج إلى نقاش، فمصطلح (عرب)، لم يكن معروفاً، قبل القرن التاسع ق.م. كذلك، فإن الصليبي نفسه يقول: (يبدو أن الكنعانية كانت اللغة الأصلية للسكان القَبَليين، والمستقرين في أطراف المرتفعات الغربية للبادية الشامية العربية، في الشام، كما في شبه الجزيرة العربية). - وفي نفس سياق (نظرية كمال الصليبي)، التي تقول بأنَّ (الكنعانيين)، جاءوا من عسير وجنوب الحجاز، فإنَّ عبد الرحمن محمد الرفاعي (باحث سعودي)، يقول بأن (الكنعانيين) هم: (مَعينيّون من منطقة – جازان)، وأنه وجد أنَّ الآثار التي وجدها في خرائب مدينة (قرنو) إحدى مدن معين، لا تختلف في شكلها ومضمونها عن تلك الآثار التي وجدت في مواقع (الجوف)، ولا عن الآثار التي وجدت في بلاد الرافدين، أو الشام، أو فلسطين، أو في (جزيرة رودس) اليونانية، وغيرها من الآثار التي نُسبت لمن سمّوا بالكنعانيين، وهم أصلاً معينيّون. كذلك، فإنَّ (الكنعانيين، والفينيقيين من نسل أب واحد، هو (عمليق). والفارق بينهما أن الفينيقيين ساروا في الطرق الشرقية كبحر العرب في رحلتهم، أما، الكنعانيون، فقد خالفوا إخوتهم، طرق رحلتهم، وأصبحت هذه المخالفة، اسماً لهم (لكنوعهم وميلهم في سيرهم عبر طرق خالفوا فيها طرق إخوتهم الفينيقيين، فجاء اسمهم مرادفاً لمعنى: العدول والميل، أو الاجتماع والانضمام والالتصاق، فقد مالوا نحو طرق الغرب، وبذلك سمّوا بالكنعانيين، ويدلّل الباحث على صحّة ما يقول، بما يلي: 1. لفظة (كنع) لا تزال موجودة في لهجات أهل الموقع الأثري وما حوله. وفي لهجات (فيفا)، نطق خاص، فهم حين يريدون نطق: (كَنَعَ)، يقولون: (تشَنَعَ)، وهي ليست نسباً، وإنما صفة، أي أنهم: (مالوا إلى جهة الغرب). وهناك فن شعبي في هذه المنطقة (جازان)، يُسمّى (فن الدَلَعْ)، وهو ما يقابل (دلعونا) في بلاد الشام: فاللاحقة (ونا)، مركبة من لاحقتين: الأولى: الكنعانية (ون)، والثانية هي (الألف الآرامية). وهذا يؤكد جنوبية تلك العربية ومعينيتها، وخصوصاً: الكنعانية وأخواتها. وقد تمَّ اكتشاف نقش في (وادي جازان) يرجع إلى ما قبل سبعة آلاف سنة، يؤكد (خروج) الكنعانيين من نفس الموقع. كما أنَّ (الخطّ الكنعاني هو نفس الخطّ المعيني). ويقدّم (الرفاعي)، مجموعة من المعلومات حول اللغة في تلك المنطقة، نلخّصها فيما يلي: أولاً: ضمير الغائب المنفصل: إذا رجعنا إلى الموقع وما حوله من قبائل، فسنجدهم ينطقونه بطرق متعددة، فقبائل (صعدة، والجبالية) ينطقونه (ش – هـ)، أما الأحقاف (شه)، وأما مواقع المهرة وقبائلها فينطقونه: (هه). أما (بني معين)، فينطقونه (شو)، ومثلهم كان الأوسانيّون، والقتبانيّون، بعكس السبئيين الذين ينطقونه: (هاء). أما في حالة المؤنث (هي)، فهو في الجبالية، ينطق: (سه، س – هـ)، أما بعض البطون الحضرمية، فينطقونه: (س، أو: ث). ويقول الباحثون بأن اللهجات الكنعانية والأكادية في فلسطين والشام، وفي بلاد الرافدين، قديماً، عرفت هذه الصيغة: (شا – شو – شي)، إلاَّ أن الأكادية أخذتها لتعني: (ذا – ذو – ذي). أما (شو – شي)، فقد أخذتا مدلولين آخرين، حيث (شو) تعني: هو، و(شي)، تعني: هي. وكان القتبانيون، والأوسانيون، والمعينيون، قديماً، يستعملون للإشارة: (سا – سو – سي). ويدلّ هذا أن اسم دولة معين وجدت في نفس الأرض، التي وجد فيها: (كنعان، وأكّاد). ثانياً: (حمّورابي)، كان سادس ملوك الأسرة الكنعانية، الذي قدَّم الشريعة البابلية (2460 ق.م). وقد وجد اسم دولة معين في النقوش البابلية (3750 ق.م). وإذا كانت هذه الدولة، (كنعانية)، فاللغة التي كتبت بها تلك الشريعة، هي أيضاً (لغة كنعانية)، لأنَّ التاريخ يقول: (وكان للأسر الكنعانية، تأثير عظيم في حياة بابل وعقائدها وعقليتها). وهذا يدلُّ على أن للكنعانيين حضارة عظيمة، قبل رحيلهم إلى بابل. كما يدل على متانة العلاقة بين اللغة الكنعانية، والبابلية، وهي (لغة عربية جنوبية معينية). ثالثاً: يقول ولفنسون بأن (الخطّ في النقوش المعينية)، المسماري، هو (كنعاني الأصل): (إنَّ الكنعانيين هم الذين اخترعوا أبجدية الكتابة المختزلة للخط المسماري والهيروغليفي، فلا غَرْوَ أن أصبح الخط الكنعاني، أساساً لجميع خطوط العالم المتمدن في الشرق والغرب). ويقول أحد هؤلاء المستشرقين (هومل) ما يلي: (الخط المُسْنَدْ، هو الأصل الذي اشتقَّ منه الخط الكنعاني)، ودليله على ذلك أنَّ نماذج من الكتابات المعينية التي وصلت إلينا، هي أقدم من نماذج (كنعانية)، أو هناك (تشابه بينهما))!! - (عبد الرحمن الرفاعي: ص: 23 – 66)، (46). - يمكننا طبعاً، أن نوافق الباحث على أنَّ (الكنعانية)، كانت منتشرة في (فلسطين، وسوريا، والعراق، وفي شبه الجزيرة العربية)، وأنَّ (دولة معين) كانت كنعانية بالفعل، ولكن لا توجد دلائل حقيقية حول مسألتين: الأولى، أن يكون الكنعانيون قد رحلوا من شبه الجزيرة إلى الشام والعراق، حسب نظرية الهجرات، فقد يكون العكس هو ما حدث، أي الهجرة من الشام إلى شبه الجزيرة، حسب نظرية الجفاف الذي أصاب بلاد الشام. والأمر الثاني، هو أنَّ وجود تشابه بين (المُسند) و(الخط الكنعاني)، لا يعني بالضرورة أنَّ الخط المسند هو الأصل، بل قد يعني العكس كما قال عدد من المستشرقين أيضاً، إذا أخذنا بالاعتبار أن (الأبجدية الكنعانية) في مرحلتها الأولى، ولدت في جنوب فلسطين وسيناء، وفي أوغاريت في مرحلتها الثانية، وفي جُبيل وصور في مرحلتها الثالثة، حيث انتقلت حروفها إلى (المُسْنَدْ). ونحن نوافق الباحث على أنَّ (الأكادية) ذات أصول كنعانية، كذلك: البابلية. ولهذا، فالأرجح عندي، هو (الهجرة المتبادلة)، وليس نظرية هجرات كل هذه الشعوب من جنوب الحجاز وعسير إلى العراق وبلاد الشام، لأنَّ هذه البلاد لم تكن فارغة من السكّان، إذا عرفنا أنَّ (أريحا) وحدها في فلسطين، كانت أول من مارس (الزراعة) في العالم، منذ (الألف السابعة ق.م). أمّا أن يكون الكنعانيون والفينيقيون شعباً واحداً (أبناء عمليق)، فهو أمرٌ نوافق عليه. - ويقول (رمزي بعلبكي)، بأنه يمكن تقسيم الكتابات (الساميَّة الجنوبية) إلى ثلاثة أقسام: أولاً: الكتابة العربية الشمالية: وتضمُّ إلى (الخطّ العربي) المستعمل حتى اليوم، الخطوط: (الثمودية والصفوية واللحيانية). ثانياً: الكتابة العربية الجنوبية: وتضمُّ الخطوط المعينية، والسبئية، والحِمْيريَّة، والقتبانية، والحضرمية، والأوسانية. ثالثاً: الكتابة الحبشية قديمها وحديثها، وهي في الأصل مأخوذة من الكتابة العربية الجنوبية. وتتألف الكتابة العربية الشمالية من مجموعة من الخطوط السريعة، وقد وجدت في سوريا وشرق الأردن، وهي ثلاثة أقسام: 1. الخطّ الثموديّ: لعلَّ أقدم نقوشه لا ترقى إلى تاريخ ما قبل منتصف الألف الأول ق.م، وأحدثها من القرن الرابع م. 2. الخط الصفويّ: شديد الشبه بالثمودي. وترقى معظم نقوشه إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين: منطقة الصفاة، وبلاد الشام. 3. الخطّ اللحيانيّ: وجدت نقوشه في منطقة العلا، شمال الحجاز. معظمها يرجع إلى ما بين 400 و 200 ق.م. وما يجمع هذه الخطوط الثلاثة، هو أنها جميعاً قريبة من الخط المُسْنَدْ. والثابت أن النقوش العربية الجنوبية، أقدم المجموعتين، لأنَّ (الكتابة المعينيّة)، ترقى إلى القرن الثالث عشر، أو القرن الثاني عشر ق.م، وإن كان الأرجح، أنها ترجع إلى القرن العاشر أو التاسع ق.م. وتجيء بعدها نقوش اللهجات الأخرى، ومعنى ذلك أنَّ الخطوط العربية الشمالية المكتوبة بخط يشبه المسند، لا يمكن أن تكون الحلقة التي تربط بين الكنعانية المشتركة (الفينيقية)، وبين الكتابة العربية الجنوبية. وقد توحي مظاهر الخط المسند أنه أقدم من الخط الفينيقي الكنعاني، لكن هذه المظاهر ناتجة عن صفتين في المسند، هما: أولاً: صفة المحافظة في الأشكال وكراهية التطور السريع. ثانياً: صفة التناسق الهندسي، ممّا يوحي بالقدم. ويبدو – والكلام لرمزي بعلبكي – أنَّ الخطّ المسند ليس أقدم من الخط السامي الشمالي، ويزيد من قوة هذا الاستنتاج، أن أقدم النقوش الشمالية المكتوبة بالخط الكنعاني، ترقى إلى تاريخ أقدم من تاريخ أقدم نقوش المسند. ولعلّ في أسماء الحروف العربية، دليلاً على أقدمية الخط السامي الشمالي (الكنعاني)، بالنسبة للخط الجنوبي. ويصل بعلبكي إلى النتيجة التالية: (وجه الشبه بين الكتابة السامية الشمالية (الكنعانية)، والكتابة السامية الجنوبية (المُسند)، هو أن يكون ناتجاً عن علاقة عضوية بين الكتابتين، دون أن تكون إحداهما مشتقة من الأخرى، وليس من الضروري أن يكون الأصل المشترك الذي يرجع إليه الفرعان كتابة واحدة معينة، بل قد يكون فرعٌ منهما مشتقٌّ من كتابة واحدة، ويكون الفرع الآخر مشتقاً من كتابة أسبق من الأولى، أو أحدث، المهم أنَّ هناك أصلاً أولياً يتصل به الفرعان، سواءٌ أكان مباشرة أو بشكل غير مباشر. وعند البحث عن هذا الأصل، فلا بُدَّ أن يكون (كتابة فلسطين السينائية)، وذهب (Grimme) إلى أنَّ الأشكال الثمودية، تظهر شبهاً شديداً بكتابات فلسطين السينائية، وهو شبه جوهري، يشير إلى وحدة الأصل أو إلى اشتقاق المسند من الكتابة الكنعانية الفلسطية السينائية، كما أن الطبيعة الألفبائية تدعم هذه النتيجة. وهنا يجب ردّ الرواية التي تُرجع أصل الخط العربي المستعمل حتى اليوم إلى المسند، لأنها لا تتفق والواقع، إذ إن هذا الخط مأخوذ من مصدر آخر. أما الخطوط العربية الشمالية التي تستخدم المسند (الثمودية والصفوية واللحيانية)، فمأخوذةٌ من المسند، وعلى هذا يصح أن يقال إن هذه الخطوط وحدها، هي التي أخذت من الكتابة العربية الجنوبية، ولا يجوز تعميم هذا الأخذ، ليشمل الخط العربي المستعمل حتى اليوم، أو الخط الكنعاني (الفينيقي) عموماً). أما عن العلاقة بين الخط العربي، وأصله النبطي، فيؤكد بعلبكي بأنه من الثابت أنَّ خطّنا العربي الشمالي (اليوم)، مشتقٌ من الخط النبطي، وهي موجودة في النقوش التالية: 1. نقش أُمّ الجمال الأول، منتصف القرن الثالث للميلاد. 2. نقش النمَّارة، 328م. 3. نقش زَبَدْ، 512م. 4. نقش حرَّان، 568م. 5. نقش أُم الجمال الثاني، القرن السادس الميلادي). وتختلف هذه النقوش في قربها من العربية الموسومة بالفصحى، ففي بعضها عناصر (آرامية) واضحة إلى جانب عناصر عربية صريحة. وأقدم هذه النقوش، هو (نقش أم الجمال الأول)، ولغة هذا النقش ما تزال آرامية. أما الطابع العربي للنص، فيُستدل عليه بكون اسم العلم فيه عربياً. أما (نقش النمارة)، فهو عربي، أكثر من أن يكون آرامياً. أما (نقش زبد)، فهو عربي، ما عدا الكلمة الأخيرة فيه، فهي سريانية. أما (نقش حرّان)، فهو أكثر النقوش إفصاحاً عن عربيته. أما نقش (أُمّ الجمال الثاني)، فعربيٌّ خالص، لا أثر للآرامية فيه. والخط النبطي من حيث الأصل، هو خط آرامي – (بعلبكي: ص 105 – 163) (47). - ويؤكد (بياترس جرندلر) بأنَّ أغلب المميزات الرئيسة في الخط العربي، يمكن أن تُوجد أصولها في النبطية (ص: 111). ويتساءل الباحث حول الأسلوب الخطّي النبطي الذي ولد منه الحرف العربي، ويجيب: 1. هناك أشكال متماثلة بين العربية وحروف النقوش النبطية، وهي: (الباء، الدال، النون، والواو. والراء. والجيم والزاي والعين والباء واللام. والحاء). وتحتوي النصوص النسخية على أغلب هذه الحروف. وقد طُوّر الخط النسخي حوالي نهاية القرن الثاني الميلادي. 2. الحروف النبطية النسخية فقط، يمكن أن تسم الأشكال التالية: الفاء على الخط، الألف بدون حلقة، الكاف، الميم المستديرة، الجيم المتوسطة المتصلة، والياء االتي تتخذ شكل (s)، والياء النهائية الراجعة يساراً. 3. هناك فجوة بين النبطية، ومراحل العربية للوصول إلى الحروف النبطية النسخية: الشين، الصاد، الطاء، وتبدو نماذج النبطية متشابهة مع أمثالها العربية. 4. يُستعمل هذا بصورة أكبر في الحروف النبطية النسخية، (والنقشية المتأخرة): التاء، الهاء، الذي ما زال يتطلب تغييرات أساسية حتى يصل المرحلة العربية. وهكذا، فإنَّ أغلب عناصر الأبجدية العربية، محتواة في النقوش النبطية المتأخرة في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي، لكنَّ النبطية النسخية، وقبل انتهاء القرن الثاني الميلادي، كانت قد شكَّلت (مقدمة تكوين الأبجدية العربية) التي اتضحت في القرن الرابع الميلادي – (جرندلر: ص: 118 – 119) – (48). الشعر الجاهلي والقرآن الكريم: ويناقش (ناصر الدين الأسد)، نشأة الشعر الجاهلي، فيورد قول الجاحظ: (... فإذا استظهرنا الشعر، وجدنا له إلى أن جاء الله بالإسلام، خمسين ومائة عام، وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار، فمائتي عام)، ويرى (الأسد) أنَّ هذا التحديد، يعني: (مطالع القرن الخامس الميلادي: ص: 56). ويضيف قائلاً: (ربّما كان هذا الشعر الذي نقلته كتب تراثنا عن العرب القدماء، أو وجدوه منقوشاً، نقلوه إلينا مترجماً باللغة التي يفهمونها ونفهمها، لأنه كان مكتوباً بلغة لم يكن أهل الجاهلية الأخيرة، وأهل القرون الإسلامية الأولى، يعرفونها. وكان بعض ذلك الشعر، مكتوباً بالخط المُسْنَد بلغة أهل اليمن، وبعضه في الشمال، بالثمودية والنبطية، وربما بلغات أخرى قبلهما: (ص: 49). وهو يقول في موضع آخر من كتابه، بأنَّ: (لغة جُرْهم، هي غير اللغة العربية الحديثة في مرحلتها الجاهلية الأخيرة، كما تجمع كتب القدماء – ص: 91). ثمَّ يقول في خاتمة كتابه (ص: 111) ما يلي: (زمن أوائل الشعراء الذين قالوا: (أبياتاً) في (حاجتهم) قبل تقصيد القصائد، يقف بنا عند مطلع القرن الرابع الميلادي). وهو يقول أيضاً: (كانتِ القبائل العربية تتوالى، وتتواصل في إطار جميع القبائل البائدة والعاربة، والمستعربة، وربّما أيضاً بشعوبها: الكنعانية، والأشورية والبابلية، والفينيقية، والعمّونية، وغيرها، على رأي من ذهب إلى أن تلك الشعوب كانت عربية الأصل، أو المنشأ، وتوالت مراحل اللغة العربية في لهجات متعددة. وقد رأينا في (نقش النمّارة)، أنه يمثل اكتمال نشأة اللغة العربية الحديثة (في مرحلتها الجاهلية الأخيرة)، وفيه كلمات هي من بقايا لغة عربية سابقة – ناصر الدين الأسد: ص: 113). (49). - رغم أنَّ (موضوع: المعرب، والدخيل)، تناوله عددٌ كبير من العلماء والباحثين قديماً، وحديثا، كما دار جدل كبير حول المفردات الأعجمية في القرآن الكريم، وانقسموا إلى تيار رافض لورود لفظ غير عربي في القرآن، وقابلٍ لورود المُعرب ذي الأصل غير العربي، ولكنه عُرّب، حتى صار جزءاً من لغة العرب بحكم اتصال اللغات وتطورها. هنا، محاولة جديدة للمفكر واللغوي الليبي (علي فهمي خشيم)، في كتابه: (هل في القرآن أعجمي!)، تعيد هذه الألفاظ الواردة في القرآن، والتي وصفت بأنها أعجمية من قبل بعض المستشرقين، أي: فارسية، أو يونانية، تعيدها بالتأثيل إلى أصولها الحقيقية نسبياً. وهو ينطلق من فكرة نوافقه تمام الموافقة عليها، وهي أنَّ جذور المفردات التي قيل إنها أعجمية، هي جذور عربية أصيلة، فاللغات القديمة (الكنعانية، الآرامية، الأكادية، بل والمصرية القديمة)، يصفها خشيم بأنها (لغات عروبية): والكنعانية المشتركة، (المسمّاة خطأ: فينيقية)، هي حسب (خشيم): (لغة عرب بني كنعان في بلاد الشام)، وجاء في (اللسان) في مادة (كنع) ما يلي: (وكنعان بن سام بن نوح: إليه ينسب الكنعانيون، وكانوا أمَّةً يتكلمون بلغة تضارع العربية) – ويعلق خشيم: (لقد صدق، فالكنعانية لغة عروبية خالصة – ص: 29. وإذا كانت (الكنعانية، عربية) حسب خشيم، فيفترض أن يقبل مقولة، أن (العربية،كنعانية) من الناحية المنطقية، كذلك: الأكدية، وأنْ يوافق معنا على أنَّ الكنعانية، ربّما تكون هي اللغة السامية (الأم) المفترضة لجميع اللغات العروبية: الأكدية، والآرامية، والإيبلائية، والأمورية، والنبطية، والعربية مثلاً، أو أن تكون السامية الأم، هي (ما قبل الكنعانية بقليل)، والتي تركت آثارها في الكنعانية المشتركة الموحّدة. يورد علي فهمي خشيم، الآيات القرآنية التي وصفت القرآن، بأنه (عربي)، وأشهرها: (إنَّا أنزلناه قُرءاناً عربياً لعلّكُم تعقلون). وهو يقول: (ويبدو أن الاختلاف نشأ أصلاً عن فهم كلمة (عربي)، التي يوصف بها القرآن الكريم في مقابل (أعجمي)، فقد فُهمت (عربي) باعتبارها نسبة إلى أُمَّة العرب ولغتهم، بتحديد قومي ولغوي معيّن، وما عداه، فهو (أعجمي). ورغم أن الدلالة العامة تجيز هذه المقابلة، فقد يقال إنه ليس ثمَّة ما يمنع من فهم (عربي) بمعنى: الواضح، الجلي، غير الغامض، وهذا ما يفيده الجذر (ع ر ب)، أي: (بدا، وظهر)، ويؤيد هذا الفهم الصفة الأخرى، (مُبين): بلسانٍ عربيّ مبين. أي الوضوح والجلاء في مقابل (العُجمة: أعجمي) الذي يفيد جذرها (ع ج م)، العكس، أي أنَّ (أعجمي)، تعني: الإبهام. فالمقابلة في أساسها إذاً، هي بين (الوضوح والغموض). وقد قال (الشافعي، والطبري)، بأنه: (لا وجود للدخيل أو المُعرَّب في القرآن الكريم). ويضيف خشيم، بأن: الكنعانيين،والأكادّيين، والمصريين، والليبيين القدامى، والأنباط، والآراميين، وقسماً كبيراً من الأحباش بتأثير الهجرات العربية – كلهم عربٌ قدماء، وليس غريباً، مثلاً أن نرى تأثير (اللغة العروبية الكنعانية) في أماكن نائية من العالم، فما بالك بالقريب منها كل القرب!!. وهناك أحاديث عن بلوغ الكنعانيين قارة أميركا الجنوبية، واكتشاف نقوش بالقلم واللغة الكنعانيين في تلك الأصقاع). ثمَّ يقوم (خشيم) بعملية تأثيل واسعة لمفردات القرآن الكريم التي قيل إنها (أعجمية). وسوف أختار من الكتاب، مجموعة من الألفاظ، وأختصر التأثيل التفصيلي: 1. إبريق: قالوا: إنها تعريب كلمة (آبريز) الفارسية، بمعنى: جرَّة، دلو، لكنَّ معناها الحرفي كما ذُكر هو: صَبَّ، أو سكب الماء. التعليق: أليست هي مكونة من (آب = ماء)، و(ريز: صبّ). وفي العربية ذاتها: (أباب: مادة: أبب). وكلمة (ريق) في العربية: راق الماء: انصبَّ، وأراقه: صبَّه. وهي في الأكادية العروبية: (أبوبو = ماء غزير). وفي المصرية القديمة (إب = عطشان)، و(إبت: ماء طهور). 2. إبليس: قالوا إنها يونانية (Diabolos)، بمعنى: شيطان. والمعاجم الاشتقاقية ترجعها إلى كونها من مقطعين: 1. Dia = نور، وهي تقارن في العربية مع (ضياء، ضوء = نور). 2. Bolos: سيّد. والسين زائدة لغوية يونانية. ويبقى الجذر bolo (BL)، وهذا ما نجده في العربية: (بعل = سيّد)، فالكلمة هي في العربية: (ضياء + بعل) أي: سيّد النور. 3. أسطورة: الصحيح أنها من العربية (سطر)، وهو الجذر الذي يفيد النقش والحفر والقطع (شطر: قطع). وفي السبئية: نجد (ش ط ر)، بمعنى: كتب. وهذا إبدال للسين شيناً في العربية (سطر). ومن ذلك: الساطور (القاطع)، وهي آرامية. 4. درهم: قالوا: يونانية. لقد نشأت (drakhme) في مدينة (عتيقة = أتيكا) التي أنشأها الكنعانيون منذ أيام قدموس العربي، وهي محرَّقة عن (جرم garama) أو (جرام) بإبدال الجيم دالاً، وزيادة (kh) رجعت إلى العربية في صورة: درهم. 5. الدّين: قالوا: فارسية. وهي في الكنعانية: أدن = السيّد، الرب. وهي الأصل في اسم أدونيس الذي عرف هكذا في صورته اليونانية. وفيها: دن = قضى، حكم: (العربية: دانَ).و في الأكادية: دن. 6. دينار: قالوا: فارسية، لكن جذرها الأصلي (د)، ويعني (يد)، وهو الجذر نفسه في اللغات العروبية القديمة، وفي العربية. بالذات، إذ نرى منه: (يد) و (أد)، وهما فصيحتان. وفي الكنعانية (يد). وفي الاكادية (غد). هذا هو جذر كلمة ديناروس اللاتينية ايضاً. 7. سُندس: قالوا: فارسية. وفي المصرية العروبية القديمة: (شندة) وتعني بالمصرية والعروبيات الكنعانية: البُرْدَة، أو القميص. 8. الصراط: قالوا: يونانية. والصحيح انها عربية (سرط: الممّر، أو الطريق)، وجذرها الثنائي (سر): سار، مضى. 9. مقاليد: قالوا: فارسية. وقال حسن ظاظا: انها من اليونانية (Klida) بمعنى: مفتاح، وهي تحمل ايضاً معنى الإقفال. أما في (اللسان): مادة كلأ، أي: حرس. وفي السبئية: ك ل ل: م ك ل = أحاط، أغلق. وفي الكنعانية: ك ل أ: أغلق، أقفل. وفي الأكادية: كل: حصر. وكلها ينبثق من الجذر (كل)، وهو الجذر نفسه في اليونانية (مفتاح – مغلاق)، وأضيفت (ميم الآلة العربية) على وزن مفاعيل: مقاليد. 10. الاريكة: وردت في القرآن الكريم بصيغة الجمع (أرائك)، وهي عروبية قديمة: ففي الكنعانية (أرك: طال، امتدّ). وفي الأكادية: أرك: طويل. وفي العربية (شجر الأراك)، وهي طويلة، والأريكة: السرير يُتكأ عليه. (50) المُستشرقون، واللغة الكنعانيَّة: 1. تيودور نولدكة، (1899): ينتقد (نولدكه) في كتابه (اللغات السامية)، تصنيف (شلوتسر sclozer) للشعوب السامية، حين اعتبر شلوتسر (عيلام، ولود) من أبناء سام، ولم يعتبر من جانب آخر، الفينيقيين (الكنعانيين) من الساميين، لكنَّ (نولدكه)، يعود، فيستسلم للمصطلح (سام) ومشتقاته، حين يقول: بالرغم من ذلك، فقد يكون من غير الصواب، أن يُراد ترك هذه التسمية: (الساميون، واللغات السامية).!! واللغات السامية عند نولدكه هي: (الفينيقية (الكنعانية)، والآرامية، والآشورية والعربية، والحبشية (الجعزية، والامهرية). وهو يقرُّ بصلات القرابه الوثيقة بين هذه اللغات، ويشير إلى (اللغة السامية الأم) المفترضة، بأنها (اندثرت من قديم الزمان)، لكنَّها أصل هذه اللغات. ويقدّم (نولدكه) بعض خصائص اللغات السامية، على النحوالتالي: 1. كثرة الأصول الثلاثية او المبنيَّة، قياساً على تلك الاصول. 2. وجود الزمنين الرئيسين لحدوث الفعل. 3. تغيُّر الدلالة بتغير حركات الكلمة الداخلية. 4. نلاحظ المشابهة في بناء الموازين الاسمية والفعلية. 5. اتفاق صيغ الضمائر وطريقة استعمالها. 6. المشابهة في بناء صيغ الفعل. 7. المشابهة نوعاً ما في تركيب وبناء الجمل. 8. كثرة المفردات المشتركة بين هذه اللغات (ص:10). ثمَّ يقرر نولدكه بأنَّ مصطلح (اللغة السامية الاولى): جائزٌ مطلقاً، لكن لا يجوز أن نطلب الكثير من خصائصها، لأن تطور اللغات غامض. وهو يحدد بأن (المفردات) في اللغات السامية، ترجع في أصلها إلى هذه اللغة السامية الأولى، المفترضة. وقد قيل بأن اللغات السامية كلها، صادرة أصلاً عن الأرامية، وقيل إنَّ العربية هي أقرب هذه اللغات إلى السامية الأولى. وهو يرى أن (مقارنة قواعد اللغات السامية، يجب أن يبدأ حقاً من العربية: ص:15). وهو يقول بأنَّ الآرامية أقدم من العربية. وهو يلاحظ (الاتفاق العجيب) حسب تعبيره بين اللغات السامية، ولغات معينة في إفريقيا الشمالية (حتى ليضطر المرء إلى الاعتقاد بوجود قرابة شديدة بينهما، مثل: المصرية القديمة، الأمازيغية، البشارية، وغيرها من لغات الحبشة: ص:19). وهو يحدّد القرابة بينهما كما يلي: 1. وجود بعض المفردات السامية في لغات إفريقيا الشمالية، مثل: ماء، فم، وبعض الأعداد. 2. الاتفاق في المسائل النحوية المهمة، مثل: بناء صيغة المؤنث، بإضافة التاء في أول الكلمة أو آخرها. 3. بناء صيغة السببيَّة، بزيادة السين، والمشابهة في زيادة مقاطع في الأول والآخر لبناء زمن الفعل. 4. المشابهة المطلقة في بناء صيغ الضمائر. ويقول نولدكه: قديماً كان الرأي المُفضَّل أنَّ الساميين، قد وفدوا من أماكن معينة من شعوب (ارمينيا). وهذا مستمد من (سفر التكوين) الذي يعزو كثيراً من هذه الشعوب إلى (أفكشاد)، وهو اللقب التاريخي لبلده (Arrapachitis)، المسمّاة الآن (Albak)، وهي تقع على حدود ارمينيا، وكردستان، حيث كان يسكن فيها: الساميون، والهندو أوروبيون معاً، حيث يُظن أن (سفينة نوح) قد رست قريباً من هذا الموقع). ويقرر نولدكه بأنه (رأيٌّ خياليٌّ تماماً). وعلى العكس من ذلك، يرى آخرون أن موطن الساميين هو (الجزيرة العربية)، ويميل نولدكه إلى هذا التصوُّر. وهناك رأي ثالث، يقول بأن موطن الساميين، هو (أسفل الفرات). ويصل إلى خلاصة، هي: (موطن الساميين لا يزال غير مؤكد، كذلك لغتهم). ويرى نولدكه أن (اللغة الآرامية، أقرب إلى الكنعانية). وقد اتسعت حتى شملت كل سوريا، حتى الأجزاء التي كانت مسكونة قديماً بأقوام غير ساميين، وغيرها من الأجزاء التي يُظن أن قبائل كنعانية كانت تقطنها، وأخيراً أيضاً: فلسطين –ص:47). وترجع النقوش الآرامية إلى القرن الثامن، ق.م. وقد انتشرت الآرامية في بلاد ما بين النهرين، وفارس، ومصر، وشمال الحجاز. وقد احتفظ الفلسطينيون بلهجتهم الآرامية زمناً طويلاً، ربَّما حتى القرن الخامس الميلادي. ثمَّ ضعفت الآرامية مع صعود العربية في القرن السابع، ق.م. ويشير (نولدكه) إلى أن الرحَّالة، (وجدوا نقوشا في منطقة (العُلا)، شمال الحجاز، ذات مميزات خاصة، يبدو أنها كُتبت قبل ميلاد المسيح، في العصر الهلليني). وعلى الرغم من وجود هذه النقوش في (أرض ثمود)، فإنَّ نولدكه يقول: (نوصي باستعمال تسمية موللر لهذه النقوش بأنها: (اللحيانية)، وهو اسم قبيلة عربية وتتشابه حروفها مع حروف الهجاء السبئية. ويقول (نولدكه) أيضاً، أنَّ اللغة العربية، (أصبحت حقاً، لغة عالمية، بسبب القرآن، والاسلام: ص:79). وكانت لهجة أهل اليمن، هي: (السبئية)، لكنهم (عام 60م)، كانوا يتكلمون العربية. وما يزال أهالي (جزير سوقطرا)، يتكلمون اللهجة السبئية)، كما يقرر نولدكه. (51)
2. كارل بروكلمان، (1906): يصف بروكلمان مصطلح (الساميين)، بأنه (مناسب ومختصر: ص11) وهو يعتقد أن الجزيرة العربية، (هي المكان الذي يصلح لأن يكون مهد الساميين الأول: ص:12). وبتقديري أن كتاب بروكلمان: (فقه اللغات السامية)، هو الأهم من بين كل الكتب التي بحثت هذه اللغات حتى تاريخ صدوره (1906)، لكنَّ أخطر ما في هذا الكتاب، هو شطبه اللغة الكنعانية في جداول مقارناته التطبيقية في قواعد الساميات، واعتباره اللهجة التي سمَّاها خطأ: (العبرانية)، أهم هذه اللغات، كما فعل نولدكه، وربط هذه اللهجة، بالأساطير (اليهويَّة) في فلسطين، التي توهَّم بأنها (تاريخ!)، وتوهم أنَّ الشعب الفلسطي الكنعاني (الوثني)، غير موجود في فلسطين، وبالتالي، أصبح تاريخ (الكنعانية والآرامية) في فلسطين، هو تاريخ ما أسماه خطأ: (اللغة العبرية)، التي لم تكن سوى لهجة فرعية منقولة نقلاً حرفياً عن الكنعانية، واسمها الحقيقي، هو: (سفت كنعن = شفة كنعان). وهكذا فعل نولدكه. فهو يقول في مقدمة كتابه: (ليس من الممكن أن يؤخذ في الاعتبار هنا في الغالب، إلاّ اللغات السامية القديمة، التي سوف نعدُّ من بينها في المقام الأول: العبرية، والسريانية، (بصفتهما يمثلان) تمثيلاً رئيساً للكنعانية والآرامية: ص:10)، حيث يفصل بين الآرامية، والسريانية، رغم أنهما تسميتان لاسم واحد. وهو يجعل (العبرية)، اللغة الأهم مع شطب أصلها الكنعاني. وهذا يتماشى مع نظرية شلوتسر التوراتية. صحيح أن الكتاب صدر في نفس عام صدور كتاب بيتري حول اكتشاف (الكنعانية الفلسطينية السينائية)، أول أبجدية في العالم، إلاَّ أننا نفتقد في كتاب بروكلمان لأيّ صدى لهذا الاكتشاف العظيم. وربّما لم يكن اطلع على الاكتشاف، لكنَّ هذا لم يكن ليُعفيه من المسؤولية العلمية، حول شطبه للكنعانية (الفينيقية)، باعتبارها اللغة الرئيسة مع الآرامية الكنعانية. وقد تركزت جداول المقارنة اللغوية عند بروكلمان على اللغات التالية: (العبرية، العربية، الحبشية، الآرامية، السريانية، الأشورية). والعبرية عنده هي الأهم. رغم ذلك، فنحن نقتطف بعض أفكار بروكلمان: أولاً: يبدو أنه من المبالغ فيه جداً، أن يعدَّ (المصريون القدماء)، داخلين حقاً في دائرة الشعوب السامية. فكلّما استنبط البحث تلك الصيغ القديمة في اللغة المصرية (كما هي نصوص الأهرام) – تكشَّفتْ لنا مشابهتها للغات السامية. ويظن أحسن العلماء في اللغة المصرية، وهو (Erman)، أن اللغة المصرية، (كانت لغة سامية، غير أنها انفصلت في وقت مبكر جداً عن قريباتها، وسارت منذ آلاف السنين في طريقها الخاص). وقد يكون من الجائز أنّ اللغة المصرية القديمة، قد تطوّرت تطوراً أسرع وأشدّ من اللغات السامية الأخرى، عن طريق اختلاط (الساميين المهاجرين)، بالسكان القدامى لوادي النيل، الذين كانوا يتكلمون لغة أخرى. ثانياً: حقاً يبدو كما لو كانت هناك علاقات قرابه معينة بين اللغات السامية، واللغات الحامية (الأمازيغية، الكوشية). ويشهد على ذلك بعض (الاتفاقات العجيبة) في أصول التراكيب النحوية، إلاَّ أنَّ هذه اللغات انفصلت قبل انفصال المصرية عن الأصل السامي. ثالثاً: اللغات التي ظهرت لنا في العصور التاريخية في صورة لغات مستقلة، لم تكن إلاّ لهجات للغة واحدة. رابعاً: أقدم مصادرنا عن لغة الكنعايين، هي بعض التعليقات في الرسائل المكتوبة بالخط المسماري واللغة البابلية، التي وجهها أمراء فلسطين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى ملك مصر (أمينوفيس الرابع)، والتي عثر عليها حديثاً في تل العمارنة بمصر. وأقدم المصادر الأصلية للغة الكنعانية، هو (نقش ميشع المؤابي). ويظهر في هذا النقش، كل الخصائص النحوية والأسلوبية، التي تتميز بها اللهجة الكنعانية)، لكن بروكلمان يصف هذه اللهجة بأنها: (عبرية!!) خامساً: وأهم اللهجات الكنعانية عندنا – يقول بروكلمان، هي: (العبرية - الاسرائيلية!!)، وأقدم مصادرنا فيها هي: قصيدة دبورة (الإصحاح الخامس من سفر القضاة)، التي ترجع إلى الألف الثانية قبل الميلاد!!. ومنذ العصر الهلليني: (انتهت حياة اللغة العبرية)، وقد تأثرت بالآرامية، واحتفظت الآداب العبرية المتأخرة، ببعض الكلمات التي يظهر من حالة أصواتها أنها: (كنعانية خالصة). وهكذا يخترع بروكلمان، تاريخاً أسطوريا وهمياً للعبرية، التي يصفها بـِ (الإسرائيلية)!!، تبعاً للفكر التوراتي. وهو يكاد يشير إلى أنها (كنعانية)، لكنه لا يريد أن يعترف بأن الشعب الكنعاني الفلسطي الوثني، وغير الوثني، كان يتكلم الكنعانية، ثمَّ لاحقاً الآرامية الكنعانية أيضاً، ولم تكن لغته (عبرية!)، لأنه لم تكن في فلسطين لغة اسمها العبرية، بل كانت (الكنعانية الفلسطية)، التي شطبها، واخترع بدلاً منها، لغة سمّاها: (العبرية). سادساً: بدلاً من أن يعترف بروكلمان، بأن الشعب الكنعاني الواحد في فلسطين، وفينيقيا، كان يتكلم الكنعانية المشتركة الموحّدة، التي يسميّها المستشرقون: (فينيقية)، خطأ – جعل العبرية هي الأساس، والفينيقية (الكنعانية) إلى جانبها، فهو يقول: (وأهم اللهجات الكنعانية، إلى جانب العبرية، هي الفينيقية –ص20)، التي أرجع نقوشها إلى القرن العاشر قبل الميلاد. ويجب أن نلاحظ أنه دسَّ، معلومته المزوَّرة عن (عبرية قصيدة دبّورة)، وأرجعها إلى الألف الثاني قبل الميلاد. وهذا غير صحيح!!. وهو يقول أنَّ (الفينيقية) ذابت في الآرامية، حوالي (سنة 100 ق.م). أما (البونية) في إفريقيا الشمالية، فقد ظلت حتى القرن الخامس الميلادي، متجاهلاً أنَّ الآرامية، هي لغة كنعانية، وأنَّ البونية، هي استمرار الكنعانية فلسطين وسوريا. وكلاهما يعود إلى الألف الرابع ق.م، أما كتابتها الأبجدية الأولى في العالم في (سيناء، وجنوب فلسطين)، فترجع إلى (2046ق.م)، كما رأى أحد الباحثين. سابعاً: يستغرض بروكلمان (أصل الكتابة السامية)، حسب بعض الآراء، ويصف هذا الأصل، بأنه (لا يزال لُغزاً حتى الآن -1906). ويقول بأن أقدم المصادر هو (نقش سلوان)، الذي يقترب في خصائصه كلية من الخطوط الفينيقية (الكنعانية)، والمؤابية الكنعانية. ويصف خط (نقش سلوان)، بأنه: (كنعاني قديم) مع هذا كله، فهو يصفه بـنه (خطٌّ عبري!!) –ص:36). وهو يعترف بأن الخط الآرامي (يرجع في حقيقته إلى الخط الكنعاني القديم: ص:37). - وهكذا، نقول ببساطة: لو حذف بروكلمان من كتابه، المصطلح الزائف (اللغة العبرية)، واستخدم مصطلح (اللغة الكنعانية الفلسطية)، لبقي كتابه، أهم كتاب في فقه اللغات السامية، لكنه أفسد كتابه بهذه الفكرة التوراتية!! (52) 3. إسرائيل ولفنسون، (1929): يضع ولفنسون، خصائص اللغات السامية على النحو التالي: 1. تعتمد على الحروف (Consonnes) وحدها، ولا تلتفت إلى الأصوات (Voyelles) بمقدار ما تلتفت إلى الحروف. 2. أغلب الكلمات يرجع في اشتقاقة إلى الجذر الثلاثي. 3. نشأ من اشتقاق الكلمات من أصل هو (فعل)، بعد أن سادت (العقلية الفعلية) على اللغات السامية. 4. ليس في اللغات، أثر لإدغام كلمة في أخرى، كما هي حال اللغات غير السامية، وهذا هو سبب ظهور الإعراب في العربية. 5. اتفق المستشرقون على أن الصيغة القديمة أو الأصلية للفعل، إنما هي (صيغة الأمر)، ثمّ منها صيغة المضارع في حالة الإسناد للفاعل أو الضمير: فمن (قُمْ، عُدْ، زدْ، بع)، أشتق: يقوم، يعود، يزيد، يبيع. على أن الحروف التي زيدت في أول الفعل المضارع، كانت زيادتها سابقة لزيادة الحروف التي في آخره. 6. تميل الأمم السامية في أساليبها الكتابية إلى الجمود والمحافظة. ويقسم (ولفنسون) اللغات السامية إلى الأقسام التالية: أولاً: الكتلة الشمالية: شرقية: البابلية والأشورية. وغربية: الكنعانية والآرامية، والعبرية. ثانياً: الكتلة الجنوبية: اللهجات العربية (الجزيرة، واليمن). - وفيما يلي، نلخص بعض أفكار ولفنسون: أولاً: ظهرت طلائع الجيوش الكنعانية على ضفاف الفرات، وكانت قد انتشرت حوالي سنة (3000ق.م) في سوريا وفلسطين، وبدأت بعد عدة قرون، تجتاز حدود صحراء سوريا، وتمتد إلى نهر الفرات. وتمكنت إحدى الأسر الكنعانية (سومابي - 2300) من الاستيلاء على عرش بابل. وكان لهذه الأسرة الكنعانية، تأثير عظيم في حياة بابل، فقد أدخلوا اللغة الكنعانية، والدين الكنعاني. وهذا يدل على أن الكنعانيين كانت لهم حضارة، قبل أن يتغلبوا على بابل، كما يدل على تلك العلاقة المتينة، التي بين اللغة البابلية، واللغة الكنعانية. وسادس ملوك هذه الأسرة، هو (حمّورابي)، الذي وضع ما عرف باسم (شريعة حمّورابي)، التي تعكس ثقافة بابل وشومر، وثقافة الكنعانيين. ثانياً: الكنعانيون، هم الذين اخترعوا السفينة، واهتدوا إلى صنع الزجاج، ووضعوا نظام الحساب، وهم الذين اخترعوا أبجدية الكتابة المختزلة (قياساً) على الخط المسماري، والهيروغليفي. فلا غَرْوَ أن أصبح الخط الكنعاني، أساساً لجميع خطوط العالم المتمدن في الشرق والغرب). ثالثاً: ادَّعى ولفنسون أن الكنعانيين (لا يكادون يميلون إلى الشعر)، ونسب الاهتمام بالشعر لليهود والإغريق والرومان (ص:54)، طبعاً بتأثير عقله التوراتي، بل وزعم أخطر من ذلك، عندما قال حرفياً: (أجمع المستشرقون على أن اللغتين العبرية والآرامية، مشتقتان من اللغة الكنعانية – لكننا نعتقد أن هذا الرأي، حديث خرافة، إذْ كيف يعقل أن تكون الكنعانية أصلاً، والعبرية فرعاً، في حين أنَّ الكنعانيين والعبريين والآراميين، إنما هم فروع لأصل واحد مشترك!!). وهو يرى أن الكنعانيين هاجروا من (جزيرة العرب) إلى سوريا، وفلسطين (عام 2500 ق.م)، وهذا يقتضي أن الكنعانيين حين تركوا (موطنهم الأصلي!)، تركوا معه أيضاً اللغة التي كان يتكلمون بها فيه، وأوجدوا لهم لغة يتكلمون بها في موطنهم الجديد. وهذا لم يحدث طبعاً –(ص:56). ثمَّ يتابع ولفنسون، تزويراته المدروسة، بقوله: (لم ينصّ التاريخ على أن سوريا كانت مأهولة بأحد قبل الكنعانيين –ص:57)، لكنه يتراجع قليلاً، فيضيف: (أغلب الظن أن بعض مناطق سوريا وفلسطين كانت آهلة ببعض الأقوام من أقدم الأزمنة، ومهما يكن من شيء، فليس لدينا ما يدلُّ على أنَّ: صور وصيدا وعكا ويافا وأورشليم، كانت موجودة قبل الفتح الكنعاني!!) ثمَّ قسَّم ولفنسون (أرض كنعان) إلى أربع مدن: أرواد، جبيل، صيدا، صور!!. وفجأة يؤكّد ولفنسون بأن (الكنعانية هي العبرية بعينها). وهكذا يصل ولفنسون في كذبته الكبرى إلى هدف الكتاب، بوصف ابراهيم (النبيّ)، بأنه (إبراهيم العبري – هكذا بالحرف!! – ص:73). ومثل (بروكلمان)، زعم ولفنسون أن (نقش سلوان) مكتوب بالقلم العبري القديم، لكنه يأخذ الحذر قليلاً حين يقول: (الذي يقترب في حروفه من النقوش الكنعانية، التي لا تستعمل بعض الحروف للدلالة على الحركات ص:79)، لكنّه للحق، لم يكذب كذبة كبرى مثل بروكلمان، الذي قال بأن (قصيدة دبَّورة)، ترجع إلى (الألف الثاني ق.م)، بل قال: إنها ترجع إلى (القرن الثاني عشر ق.م)، والفارق بينهما حوالي (عشرة قرون!). وكان ولفنسون، وللحق، أول من ترجم (نقش ميشع المؤابي) إلى العربية، وهو حسب ولفنسون يرجع إلى عام (850 ق.م)، لأنه حسب المستشرقين، يورد اسم (يسرال)، ست مرَّات في النقش، التي فُسّرت بأنها تعني: (إسراءيل). ومع هذا كله يقول ولفنسون ما يلي: 1. ليس في صحف (العهد القديم) ما يدلُّ على أنهم، كانوا يسمون لغة بني إسراءيل، باللغة العبرية، بل كانت تُسمَّى (شفة كنعان): (ص:75). 2. إنَّ الخط العبري القديم، كان يعتمد على القلم الكنعاني، الذي اشتقت منه جميع الخطوط السامية المتأخرة –(ص:91). 3. ويؤكد ولفنسون ما يلي: (نحن نقول: إن الخط الكنعاني، ليس إلاّ من صنع الكنعانيين واختراعهم وحدهم، لأنه لا دليل مطلقاً على وجود أبجدية حرفية من هذا النوع عند غيرهم من الأمم – ص:92). رابعا: يقول ولفنسون: إنَّ قبائل (معين، وسبأ) كانت تعرض بضائعها في أسواق الشام، وقد نتج عن هذا التعاون التجاري، أن انتقل (خط كنعان) إلى أرض اليمن. وقد بقيت الكتابة الكنعانية في موطنها الأصلي، قريبة من الأصل أكثر منها في أي مكان آخر (ص:210). - وتنحصر الاختلافات الظاهرة، حسب ولفنسون، بين الخط الكنعاني، والمسند اليمني: 1. حروف المسند، هي حروف الأبجدية العربية. أما الخط الكنعاني فينقص عنها الحروف الآتية: (ذ ض ظ س (سامخ) ث غ). 2. تنقسم حروف المسند قياساً على الخط الكنعاني إلى ثلاثة أقسام: الأول: حروف تتفق تمام الاتفاق مع أمثالها من الخط الكنعاني، حتى ليعد تقليداً دقيقاً لها ومنها: (ج ط ل ن ش ق ت و). أما القسم الثاني فهو حروف دخل عليها شيء من التغير: (د ر ح ك). أما القسم الثالث، فهو حروف بعدت تماماً عن أصلها الكنعاني: (ز ص س م) –(ص:211). 3. هذا هو مجمل آراء ولفنسون في كتابه: تاريخ اللغات السامية- (53) - وفيما يلي بعض الملاحظات: أولاً: عندما صدر كتاب ولفنسون عام 1929 في القاهرة، اكتُشفت في نفس العام (مدينة أوغاريت) الكنعانية، تماماً، كما اكتشفت أول أبجدية كنعانية فلسطية في سيناء وجنوب فلسطين، عام 1906، أي في نفس العام الذي كشف فيه بتري عن هذه الأبجدية. أي أنَّ الأرض الكنعانية المليئة بأسرار، أراد أن تكذّب المستشرقين. والمفارقة العظمى أنَّ نصوص أوغاريت، كشفت عن أجمل (قصائد كنعانية)، يرجع تاريخها إلى ما قبل (أناشيد التوراة)، بأربعة عشر قرناً. ومنها أناشيد (هوميروس فلسطين): الشاعر الحبروني الكنعاني الفلسطي: (تالمين الخلّْ إيلي). ثانياً: اللهجة العبرية (شفة كَنْعَنْ)، كانت في بابل، ولم تكن في فلسطين، وهي فرعٌ كنعاني صغير، من لغة بابل الكنعانية، قياساً على تاريخ تطوّر اللغة الكنعانية المشتركة في فلسطين وسوريا، وشرق الأردن. والكنعانية، هي أصل اللغات الكنعانية كلها، وإنْ لم تكن هي (اللغة السامية الأُمّ)، فهي الدليلُ الأول عليها. ومنها تفرعت: الأكادية، والآرامية، والعربية الجنوبية. ثالثاً: لم يهاجر الكنعانيون إلى فلسطين من جزيرة العرب، أو كريت، وإنما هم أصليون في فلسطين. أمّا الشعب الفلسطي، فهو قبائل كنعانية. ولم تكن فلسطين وسوريا وشرق الأردن (غير مأهولة) قبل هجرة الكنعانيين (المزعومة) إليها!!، فهي (بلاد الإنسان العاقل). رابعاً: كانت: (صور وصيدا وعكا ويافا والقدس)، موجودة قبل هجرة الكنعانيين المزعومة إليها عام (2500 ق.م)، لأنَّ الكنعانيين كانوا يومئذٍ في الأرض. خامساً: إنَّ قول ولفنسون: (الكنعانية هي العبرية بعينها)، هو قول خاطئ تماماً، لأنه أراد أن يقول: (الكنعانية أعظم لغة في التاريخ، بشرط أنْ توافقوا على إدخال العبرية إلى جانبها!)، بل هو يتطاول أحياناً ويزعم التساوي في الأهمية بين اللغتين، وهذا غير صحيح. فالعبرية التي لم تكن موجودة على الإطلاق في فلسطين، قبل الميلاد، هي فرعٌ من فروع اللغة البابلية (شفة كنعن). أمّا اللغة التي تحدثت بها الطائفة (اليَهْويَّة) في القدس في القرن الأول قبل الميلاد، فهي لغة الشعب الفلسطيني المشتركة، أي (الكنعانية الفلسطينية)، ودين هذه الطائفة، هو (عبادة الإله يهوه)، وهو دين وثني. وإبراهيم النبيّ، كان عربياً آرامياً، ولم يكن عبرياً، لأنه لم يكن هناك (عبرانيون). أمّا – بنوا إسراءيل، فقد اندثروا واندمجوا في شبه جزيرة العرب قبل القرن الثامن قبل الميلاد. وهذا ما يؤكده ولفنسون نفسه، حين يقول: (بنو إسراءيل، من الأمم البائدة، وقد فنوا تماماً في الفترة (800-500ق.م) بالاندماج، بعد الحرب الطاحنة التي نشبت بين مصر وأشور، وبابل والفرس: ص:102) سادساً: لقد باعنا المستشرقون (نصراً)، وأثبتوه في نقش ميشع المؤابي في مقابل السكوت على إدخال كلمة (يسرال) في النقش من قبل المستشرق الفرنسي كليرمون غانو. وإذا كانت انتصارات الملك المؤابي الكنعاني، حقيقيّة، فهي انتصارات على قبائل آرامية كنعانية (بيت عومري)، أي أنه صراع قبائل كنعانية عربية. 4. سبتينو موسكاتي، (1957): يقول موسكاتي: (ظهرت الأبجدية لأول مرَّة في المصادر الكنعانية، ولا ريب في أنَّ هذا الاختراع، هو أعظم ما أسهمت به (شعوب سوريا وفلسطين) قديما في مضمار الحضارة)-ص:120. ثم يتحدث عن (النقوش السينائية)، ويصفها بما يلي: ( أتت أقدم وثائقنا الأبجدية من منطقة سوريا وفلسطين)، وهي تشمل علامات تنطوي على شبه معين بالكتابة الهيروغليفية، ولكن لا يمكن تفسيرها على أنها هيروغليفية). ويعتبر (أولبرايت) هذه النقوش: (صورة من الكتابة الأبجدية الكنعانية)، وينسبها إلى حوالي القرن الخامس عشر ق.م. ويضيف موسكاتي بأنه تمّ الكشف عن (نقوش أبجدية في جنوب فلسطين ووسطها)، وأقدم هذه النقوش، هي التي عثر عليها في (جزر، لاكيش، شكيم)، وهي أقدم من النقوش الكنعانية السينائية، لأنها ترجع إلى القرنين: السابع عشر، والسادس عشر، قبل الميلاد. وأقدم الوثائق التي كشفت في (فينيقيا) هي وثائق أوغاريت، وهي مسمارية الطابع. وأقدم نقش فينيقي أبجدي، فلسطيني الطابع، هو النقش المكتوب على تابوت أحيرام، وهو يرجع إلى نهاية الألف الثاني ق.م. وصورة هذه الأبجدية، تشبه أبجدية النقوش الفلسطية، شبهاً مباشراً. وفيها أيضاً شبه أبعد بالأبجدية الكنعانية (السينائية). ومن المقطوع به – يضيف موسكاتي، أنَّ الأبجدية ولدت في منطقة سوريا وفلسطين، ولكن ليس من المقطوع به أنَّ الاختراع الأصلي يرجع إلى الفينيقيين، بشكل خاص – (ص:120-121). (54) 5. مارتن برنال، (1987): ينطلق برنال في نظرته الاستشراقية إلى (الفلسطيين)، انطلاقاً من نظرية (شعوب البحر)، التي تقول بأن الفلسطيين القدامى، هم من جزيرة كريت، أي أنهم يونانيون، وهو يقرر ذلك، انطلاقاً من الفكر التوراتي: (هكذا، ليس هناك مدعاةٌ للشك فيما يرد في العهد القديم من ربط بين الكريتيين، والفلسطيين القدامى: ص634)، وأن: (الاحتمال الأكبر هو أنهم كانوا يتكلمون اللغة اليونانية –ص:635)، ويرفض نظرية (strange)، التي تقول إنهم (كنعانيون)، كما يرفض النظرية الأناضولية: (لم تكن صلة شعب الفلسطين بكريت تشكل أمراً محيّراً. كان من اليسير أن ينظر إليهم على أنهم شعب سابق على اليونان هناك. أما اخفاق المستشرقين في القرنين: التاسع عشر والعشرين، فهو ناتج عن فهم (الفلسطيين) على أنهم بالضبط، وعلى النقيض من الهللينيين، هم خصوم الحضارة)، أي أنَّ برنال يستبدل النظرة الاستشراقية في القرن التاسع عشر: (الفلسطيون هم خصوم الحضارة)، بنظرة استشراقية أخرى، هي نظرية شعوب البحر، حيث منحهم الهويَّة اليونانية، حتى لا يضطر إلى الاعتراف بأنهم كانوا قبائل كنعانية أصلية في وطنهم فلسطين!، انسجاماً مع الفكر التوراتي. رغم أن برنال في فصل سابق من كتابه، يتحدث عن (عنصرية الاستشراق الأوروبي)، حول (الكنعانيين)، على النحو التالي: أولاً: كان اهتمام الفرنسيين بالفينيقيين قد تزايد مع تورّطهم الاستعماري في لبنان (فينيقيا القديمة)، وشمال إفريقيا = فينيقيا الجديدة. وقد وصل العداء الفرنسي ذروته في رواية فلوبير الشهيرة: (سلامبو)، التي رسمت صورة حيَّة للرفاهية والقسوة التي كانت عليها قرطاجة في القرن الثالث ق.م، فقد فجّرت رواية سلامبو، قضية طقس مولوخ المرعب (صَنَمْ كنعاني) والتضحية بالمولود البكر أمام هذا الصنم من قبل الكنعانيين القرطاجيين، وهو الطقس الذي ورد ذكره في التوراة، كما يقول برنال. وهكذا اخترع المستشرقون هذه الكذبة وروّجوا لها في الأدب الأوروبي، أي (التضحية بالبشر عند الفينيقيين الكنعانيين!!). ثانياً: كانت أوروبا في الفكر الاستشراقي، خلال القرن التاسع عشر، قد وصلت إلى ترسيخ (النظرية الآرية العنصرية)، كما في أفكار (رينان، وغوبينو)، المتضمنة حالة العداء للسامية، التي تعني معاداة الساميين الكنعانيين، ومعاداة لغتهم السامية الكنعانية، ورفض منجزهم الحضاري. وقد: (ذُكرتْ بالفعل نظرية التاريخ المرتكزة على الدراسات اللغوية، باعتبارها حواراً بين الآريين والساميين: برنال: ص:508). وكانت فردريك شليجل، قد حدَّد اللغات السامية باعتبارها: (الشكل الأعلى للحيوان). وقد نظر علماء وظائف الأعضاء إلى الساميين باعتبارهم (أنثى عاقر)، في مقابل الآريين (الذكر). كما يبدو الجنس السامي في الفكر الاستشراقي (جنساً غير مكتمل من خلال بساطته، حسب رينان). وركز الاستشراق على أهمية الجذر اليوناني، الخالي من الشوائب الكنعانية (الفينيقية)، والخالي من ذكر فضل الكنعانيين على اليونان!. وفي انجلترا، ومن خلال رواية هاردي، عام 1891م، يقول برنال بأنه: (تمَّ الربط بين النزعة الجرمانية لدى هاردي، والنزعة الهيللينية، التي رأى أنها في حال من الصراع، ضدّ النزعة السامية، والفلسطينية السائدة في أوساط البرجوازية الجديدة: ص:517). يقول هاردي في الرواية على لسان (آنجل) لأبيه: (ربما كان من الأفضل للجنس البشري، لو أنَّ بلاد اليونان كانت هي منبع الديانة للحضارة الحديثة، بدلاً من الفلسطين)!!. ثالثاً: قسَّم عالم الساميات الألماني (Gesenius) اللغة السامية إلى ثلاث عائلات فرعية: 1. الآرامية، والسورية. 2. الكنعانية: تضمّ الفينيقية، والعبرية، ومن الفينيقية، ولدت اللغة البونية. 3. اللغة العربية، التي اشتقَّتْ منها : (الحبشية)، لكنَّ (جوبينو)، زعم أنَّ (جسينوس)، قسَّم اللغات السامية إلى أربعة أقسام، هي حسب غوبينو: 1. الفينيقية والبونية والليبية التي اشتقت منها اللهجات البربرية. 2. العبريَّة ولهجاتها المختلفة. 3. الآراميَّة. 4. العربية –(برنال: ص:521-522). وقد ربط غوبينو مشابهة بين الأنجلو ساكسون، والكنعانيين، وأعلن كراهيته الاثنين. وقد اعتبر الفينيقيين المتأخرين، نتاجاً لاختلاط المولّدين الحاميين، بالساميين الفاسدين (ص:523). أمّا فلوبير في روايته سلامبو، فيعتقد برنال أنَّه كان مخادعاً بشكل جوهري في اثنين من استدلالاته: 1. إنَّ قرطاجة في القرن الثالث ق.م، كانت نموذجاً للحضارة الشرقية على نحو ما، ومن ثمَّ، فإنها تستحق إبادتها على أيدي الرومان بعد تسعين سنة. 2. الاستغلال والرفاهية والفساد الذي حفلت به قرطاجة من خلال رواية سلامبو، كان موجوداً بشكل مشابه لملامح باريس في زمن فلوبير، كما وصفتها بشكل يتسم بالحيوية – روايات زولا). 3. أحيت (سلامبو)، حالة الكراهية التي يكنّها اليهود للكنعانيين والفينيقيين، من خلال اختلاق فلوبير لأسطورتي: (القرابين البشرية)، و(البغاء المقدّس) في قرطاجة، اعتماداً على مقولات توراتية لا أساس لها من الصحة، بل إنَّ التوراة هي التي مارست (البغاء المقدس)، وأنَّ: (فكرة القرابين البشرية، ترجع إلى السَحَرة اليهود)، كما قال برنار لازار. رابعاً: لم يستطع العلماء أن يتجاهلوا حقيقة أنَّ الحروف الإغريقية تشبه الحروف السامية (الكنعانية)، وأنَّ معظمها لها نفس الأسماء (ألفا، بيتا...وهكذا)، وكانت لها معاني واضحة في (الكنعانية المتأخرة)، لكنَّ بيلوخ مثلاً، ادّعى أنَّ (أسماء الحروف الأبجدية اليونانية، تشبه الآرامية، ولا تشبه الكنعانية!!). وقد تبين أن بيلوخ – كما يقول برنال – لم يعرف أية لغة من اللغات السامية، وأنه كان مخطئاً عندما ادعى أن الحروف اليونانية تعكس النطق الآرامي، لأن أصوات بعض هذه الحروف موجودة في الكنعانية، لا الآرامية (ص:568). - وهكذا نفهم من هذه النظريات، المحاولات الدؤوبة للاستشراق، لشطب الكنعانية الأصلية في بلاد الشام، وتشويه دور الكنعانية في قرطاجة لصالح النظرية العنصرية الآرية، التي أنتجت فبركة تاريخ مصطنع لمركزية العبرية، والترويج للفكر التوراتي من خلال العداء للسامية، أي العداء للكنعنة. ثمَّ ارتكاب (الآرية الراقية)، للهولوكوست في ألمانيا ضدّ اليهود، ثمَّ الخلاص منهم، في أوروبا، بتصديرهم إلى فلسطين، بصفتهم شركاء في الاستعمار الأوروبي. الكنعانيات العروبيَّة: المصريَّة، والأكَّاديَّة: إذا كانت (الكنعانية)، لغة عربية، حسب عدد من الباحثين، فإنَّ المنطق يقول بأن العربية، هي ايضاً كنعانية. وإذا كانت (الأكديَّة)، عروبيةً أيضاً، والمصرية، عروبية كذلك، حسب علي فهمي خشيم، فما الذي يمنع أن تكون الأكدية والمصرية، (كنعانية). وما دامت (الكنعانية الفلسطية)، و (الكنعانية الأوغاريتية)، و(كنعانية جُبيل، وصور)، هي (الأبجديَّة الأولى في العالم)، فلماذا لا تكون العربية الجنوبية (خطّ المسند)، كنعانية أصيلة أيضاً!!، مع إقرار الجميع بكنعانية (البونية) في إفريقيا الشمالية!!.
اللغة المصرية القديمة قال الخبير باللغة المصرية القديمة، (أحمد بك كمال) أنَّ (اللغة المصرية القديمة، واللغة العربية، هما من أصل واحد): (نعوّم شقير: ص:475)، لكنَّ المفكر الليبي (علي فهمي خشيم) في كتابه (البرهان على عروبة اللغة المصرية القديمة، 2007)، يقدّم البرهان على صحّة ذلك من خلال عملية تأثيل واسعة. ويقع كتابه (البرهان) في (912 صفحة من القطع الكبير)، ممّا يدلُّ على الجهد العظيم الذي بذله لإثبات صحَّة ما يعتقد به، وهو أنَّ المصرية القديمة، والعربية من أصل واحد. وقد قمت بقراءة الكتاب كاملاً، واخترتُ منه ما أعتقد أنه مناسب لإثبات الفكرة، على النحو التالي: 1. كلمات أحادية المقطع: 1. با: رأى (أمبير) أنَّ اللامّ ساقطة من (بل)، وقورنت بالعربية: بال، البال (النفس)، وهي عند أرسطو (النفس النامية)، ورمزها الهيروغليفي، طائر، ونكافئها بالعربية: بأي = ارتفع وطار. 2. كا: القرين. العربية: قوى = العقل. وهي ذات صلة بكاف التشبيه العربية. 3. سا: ابن. العربية: ذ>ذو. كذلك: سوى. السواء: المثل، باعتبار الإبن على صورة أبيه. نلاحظ أنَّ في المصرية (مس)، تعني: ولد، ابن، كما تعني: مثل، شبيه. 4. ب: مكان: العربية: بوأ. تبوّأ: أخذ مكاناً. البيئة: المكان. 5. ت: زمن: العربية: توّاً. التوّ: الزمان. 6. د: أعطى: العربية: أدَّى. 7. ر: رأي: العربية: روى، يروي، رواية: حكى، تكلَّم. 8. ش: ماء: العربية: الشيء: الماء. 9. ع: يد: اللام ساقطة من (عل): علا: ارتفع، مثل اليد. 10. ف: تقزز: العربية: أفف، تأفف. 11. قا: ارتفع: العربية: قلل، قلَّ: ارتفع. 12. م: قصد: العربية: أَمَم. أمَّ: قصد. 2. كلمات ثنائية المقطع: 1. أخ: أزهر، اخضرَّ: الكنعانية: أخو: عشب. 2. بج: صاح: العربية: بوج = صاح. 3. تب: رأس، مرتفع: العربية: تبا = ارتفع. 4. جب: أرض: العربية: جبوب. 5. حي: مطر: العربية: حيا = مطر. 6. خخ: بلعوم: العربية: خوخ، الخوخة: الممّر بين بابين – كالبلعوم. 7. دب: فرس النهر: العربية: دبب، دابة. 8. سأ: ظهْر: العربية: سأساء = ظهر. 9. من: قوي: العربية: منين: قوي. 10. شم: صيف، حرارة: العربية: سموم = حرارة. 11. عر: أسد: العربية: عرا. عروة = الأسد. 12. قر: ساكن: العربية: قرر: قرَّ: سكن. 3. القلب: 1. م ر ح = رمح. 2. ع م = مع 3. ب ر ك ت: ركبة. 4. و ج ب: جاوب، أجاب. 5. ف ك أ: كافأ. 6. م ر ي: رام، ر ق ح. حرق. 7. ش ن و ت: شونت (شونة: مخزن حبوب). 8. د م: مد: مدية. 4. الإبدال: 1. إ ع ب: قدح: وعب، إو (كلب) =عوى /أوى (صوت ابن آوى). 2. إ ب: قلب: لُبّْ. 3. إ ن ق: حضن = عنق، عانق. 4. إ د ب: طرف النهر: ضفّ، ضفَّة. 5. ع أ: مرتفع: عل (علي/عال). 6. ع د: طرف، حاشية: حد. 7. و أ س: سيادة، قوة: بأس. 8. و د ن: ثقل: وزن. 9. ب س خ: فكَّ: فسخ. 10. ب ق أ: فتح: فقأ. 11. ب ت خ: ألقى أرضاً: بطح. 12. ن ب س: شجرة السدر: نبق. 13. ن خ ت: قوي: نشط، ناشط (النخوة). 14. ن أ س: قليل: نقص. 15. ر خ ت: عدد من الناس: رهط. 5. الأضداد: 1. ش ب ت: شيء لامع، ش ب ت: عمى، غشاوة البصر، ش ب و: أعمى. ش ب و: ضياء. 2. أ ف: قوة، صحة: كذلك: أ ف و: نوع من البلسم أو الدواء. ومن نفس الجذر: أ ف ي ت: لهيب، نار. 3. ح م: خادم، سيّد: يُفرّق بينهما عند الرسم للرموز الهيروغليقية: إذا كان المقصود (الخادم)، رسمت صورة رجل باسطٌ ذراعيه في هيئة الخضوع، وإذا كان المقصود (سيد)، ترسم صورة رجل جالس على رأسه تاج، وبيده صولجان الحكم. والمكافىء العربي (حم، حما)، ومنه (الحمو)، أي الحامي، كما أنه منه (المحمي)، المدافع عنه. تماماً مثل (مولى) العربية، التي تعني: السيّد، والتابع. 6. مفردات مختارة من مُعْجم اللغة المصرية: 1. أ ب، أبو: ناب العاج، صافٍ: الكنعانية: إب: حجر كريم، نقي، صافٍ، ربة القمر (المنيرة). 2. أب: والد: أبٌ. 3. أبتو: عبد: خادم. 4. أم:أاحرق: أَوَمَ: الأُوام: العطش والحرّ، والأُيام: الدخان. 5. أمايت: أرض، جزيرة: الكنعانية (م ت). 6. أر: عيب: عارٌ. 7. أرري: كرمة، دالية عنب، أرروت: عصير العنب (الخمر). 8. أحت: حقل، مزرعة: واحة. 9. أست: الثبات والأولية: أُسسّ + تاء التأنيث. 10. أشو: لحم مشوي: شواء. 11. أقأ: قذر: قاءَ، قيء. 12. أتيت: أرضع، مرضعة: ثأد. ثدي. وقارن: دادة. 13. اأيل: حيوان ذو قرون: أيل. 14. اأبوت: آباء: أُبوّة. 15. اأنأيت: ربّة: بالكنعانية: ع ن ت= عنات (البتول). 16. ايت: حادث سوء: أوي، الأوية: الداهية. وصوت النساء في النواح: أويها. 17. اواو= صيحة، عويل. 18. اوعويت: عش، سكن: أوا: مأوى. 19. اوعويت: كلاب: عوى، يعوي. 20. اوحو: انتحب: الوحوحة: صوتٌ كالبكاء. وحا. الوحاء: البكاء. 21. ابأر: حصان، خيول، ثيران: بالكنعانية: (ابر): جاموس برّي. 22. اميتيو: شخص ميت: موت، ميّت، مائت. 23. امسكا: بشرة، جلد: مسك، المَسْك: الجلد. 24. اخم: جاهل، ضعيف: خادم =بسيط، ساذج. وخم: ثقيل: حسًّا ومعنى. 25. اسفك: شقّ، ضحَّى: سفك الدم. 26. اسكا: حرث: سك. سكة المحراث. 27. اشو: جفَّ: شوى، يشوي. 28. اكأنأ: قدح، زجاجة: قنينة. 29. ات: أبٌ: بالكنعانية: أد: أب. 30. اتم: انهى، أغلق: تمم، أتمَّ: أنهى. 31. اد: طفل: اللام ساقطة من العربية: ولد، وفي اللهجة المصرية: وَدْ. 32. إذبع: أصابع: أُصبع، أصابع. 33. بأت: ضريح، مسكن: بيت. 34. بأركأتأ: بركة، بحيرة: برك. بركة: غدير، بحيرة. 35. بأستت: ربة نار قديمة ذات رأس قطّة: بسَّة: هرَّة، قطَّة. 36. بأقت: شجرة الزيتون. 37. بأتأ. عنتإت: بت عنات: أي بنت عنات. وفي الكنعانية: بت (بدون نون)، تعني: بنت. 38. بإت: عسل: الكنعانية: (نبت =عسل). 39. بس، بأس: فهد: الفهد من الفصيلة القططية، البسّْ: القطُّ السنّور. 40. بدش: غاضب: بطش (عُنق). 41. بأرثأل: حديد: في الكنعانية: (برذل)، وفي العربية: فرزل. 42. بريت: بيت: في العربية: برر، البُّر: الأرض الفضاء. 43. يرحمت: بيت النساء: بيت الحريم. 44. ير.م هرو: الخروج من النهار: عنوان عام لكتاب الموتى. 45. يخأر: سحر: بَخَر، التبخير: التدخين يستعمل في السحر. 46. يتح: ربّ الخلق، البادئ به: فتح، فتَّاح. 47. تأ.بر: بريّة: أرضٌ بريَّة غير مسيَّجة. 48. تأ. دشر: الأرض الحمراء. 49. تإراأ: باب: في الكنعانية (د ل ت =باب الخيمة). من ذلك اليونانية: (delta): حرف الدال الذي يشبه باب الخيمة، وسميت منطقة (الدلتا)، في شمال وادي النيل كذلك لشكلها بين فرعي النيل الكبيرين. 50. تبخو: تُفَّاح: تَفَلَ، تُفَّاح. 51. تفن: بصق: تَفَلَ: بصق. 52. تمحو: قبائل ليبية: الماء الغزير. 53. ترو: جدول، نهر: ترع، الترعة: فم الجدول ينفجر من النهر. 54. تحر: غار، غيور: يطحر (باللهجة الفلسطينية): يتميز غيظاً، شأن الغيور. 55. تشْ: غادر: التش (باللهجة اللبنانية): الخروج للنزهة، وباللهجة الفلسطينية: (طشَّ): خرج دون هدف، أو للنزهة. 56. جأحس: غزال، ريم: جحش: ولد الظبية، (جحس: بالمصرية). 57. جَبْجَبي: عدوُّ مهزوم، هارب: باللهجة الفلسطينية: (مْجبْجِب): منعزل، هارب من الناس، خائف. 85. حأتي: أمير: باللهجة المصرية: الحاتي: الأمير. 59. حي: إله ماء البحر المتوسط. 60. حوحم: حرارة: حُمّى (حمم، حُمّى). 61. حبت: نوع من الأرض: خبت: ما اتسع من بطون الأرض (عربية محضة). 62. حببأ: بقبق النبع: حبب: حباب الماء: الفقاقيع التي تطفو فوق الماء. 63. حبس: غطاء الوعاء. وحبس: ثوب، رداء. 64. حمأت: أرض مالحة: حمأ، الحمأة: الطين الأسود المنتن. 65. حمن: اسم إله: حمن. المعبود الكنعاني (حمون). 66. حريتي: منتم إلى الأصقاع العليا. 67. حتحت: قطع: حتت، الحتُّ: الفرك والقشر، وقطع الورق من الغصن. 68. حتميت: ربَّة الدمار. 69. خأقو: حلاّق: حَلَق. 70. خبس: سراج، كوكب مضيء: شعَّ، قبس 71. خن: سبَّب مشكلة: خنا: فحش وفساد. 72. خنوس: بعوضة: خنفس. 73. خريت: الموتى. 74. خر: صبَّ، سكب: هرر. هرَّ الماء: صبَّه، خرير الماء. 75. خرش: صُرّة: خُرج: صُرَّة المتاع. 76. ختمت: وثيقة مختومة، عقد، اتفاق، معاهدة. 77. دبحو: قرابين. 78. دمم: اتحد بِ: ضَمَمَ، ضمَّ: انضمَّ. 79. دخ: شرب ليسكر: دوخ، داخ من السُكر، فهو: دائخ. 80. دشر: صار أحمر اللون. دشرتي: مفزع، مرعب. 81. ذت: بدن، شخص: ذات. 82. ربو: ليبيون: الأرجح أنَّ العين سقطت من (عربو) في المصرية. وفي النصوص الأكادية: أربو، أربايا، أريبو، أريبي = بدو الصحراء = أعراب. 83. رمء: اسم شعب: أرم: الأراميون. 84. ردمت: نبات أو عشب: رَتَمْ: شجيرة تنمو في الكثبان. 85. سأرت: حائط: سور. السور: الحائط. 86. سأرقو: ثلج. 87. سباس: نسيج سداسي الخيوط: شاش: نوع من النسيج. 88. سيكي: تدمير: سَحَق، دمَّر. 89. سبح: صاح: سبَّح: صوَّتَ. 90. سفت: سكين، سيف. 91. سنتر: بخور: قارنْ مع (صَنْدَل: شجرة طيب الريح، يتبخَّرُ به). 92. سندت: خشب شجرة الأكاسيا: سنْط. 93. سَسَمْ: زوج من الخيل: سَسَمْ (بالكنعانية): خيول. 94. سكسك: دمّر، أخضع، خرَّب. 95. سكأم: شابَ شعره: شخم. الأشخم: الذي علا بياضُ رأسه سوادَه: شابَ. 96. سذر: قلعة، مكان حصين: السدير: بناء (فارسية). 97. سوإس: فساد: سَوَسَ. تسوَّس: أصابه السوس (فَسَدَ). 98. سمتي: اسم الملك (دن): لعلّها تكافئ في العربية: (سمد = علا، ارتفع. التاء بدلٌ من الدال. في القرآن: (وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون): السمد: الغناء، أي ارتفاع الصوت. 99. سن: طين: قارنْ مع القرآن: (ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأٍ مسنون). 100. سنشن: زنبق، لوتس: سوسن. 101. سس: حصان: في الكنعانية : (س س: حصان)، وفي العربية: سوس، سائس. 102. سكب: قلب، دحرج: سين التعدية + كب = في العربية= كبكب. 103. شأسو: بلاد البدو الساميين: أهل الشاء، الشاوية: الرعاة. 104. شأردأنا: شعب من البحر المتوسط (سردينيون): الشردن، إحدى ثلاث قبائل ليبيّة، ويرى (بيتري) أنَّ تسمية (سردينيا)، جاءت من (شردن). ويقول (باوسانياس) أن سردينيا، سميت باسم الفاتح الليبي: ساردورس، وهو الذي أسَّس مدينة (نورا). 105. شوت: صحراء مقفرة. 106. شمشت: بذرة الجلجلان: سِمْسِمْ: الجلجلان. 107. شمعي: غنَّى، عزف: سمع. السماع: الغناء. 108. شنع: رجل كريه: شنيع. 109. شندش: حديقة: سُنْدُس. 110. شس: مرمر: جصص: جصّْ. 111. شتم: عاب، سبَّ: الشتم: اللعن والسباب. 112. عن: نبع:عين: ينبوع ماء. 113. عنب: عنب، كرم: العنب. الكروم. 114. عنقنعامو: شعب العماليق، الجبّارين: (العناقيون: سكنوا جبل الخليل بفلسطين). 115. عر: باب: في الكنعانية (عر: مدينة، لها بابان من الخشب). 116. عسأ: عقاب، خطيئة: عصا. عصى: لم يُطع، وعصا: ضرب بالعصا: عاقب. 117. عشأت: قرية، بلدة، (عشيرة). 118. عككت: فطيرة تُخبز في الرماد: كعك، كعكة. 119. فنخو: أغراب، أجانب. تأو. فنخو: بلاد الفنخو: في اليونانية (Foinikes)، أي: (فينيقيون): والكلمة اليونانية ذاتها، محرفة عن: (بنو كنعان = بنو كنع). بسقوط العين: بنوكن.وبإبدال الباء المفردة، وإسقاط النون: (بنوك). وتتعاقب الباء المفردة، والفاء: (فنوك). في المصرية، أبُدلت الكاف، خاءً، وزيدت واو الجمع: (فنخو). 120. قأرذأن: فأس: في الكنعانية: (قردم = فأس)، وفي العربية: (قرزم: الإزميل). 121. قإدموس: اسم قدموس: في الكنعانية: قدم.قدم، مقدم (ظرف): أمام، قُدَّام، (اسم): الشرق، (صفة): الريح الشرقية –(أنيس فريحة). وفي السُريانية: قادما = القادم من الشرق. 122. قمحو: قمح. 123. قن: جندي، محارب. قنو: شجاع: يبدو أنَّ (kanon) اليونانية، جاءت من (قنو) الأكادية، وصارت في العربية: (قانون). 124. كأم: كرم عنب. 125. كوفي: كف: قرد: في الكنعانية: (قوف). 126. كننأروت: آلات موسيقية، قيثارات: كنر. الكنارات، مفردها: كنارة. 127. كريت: مسكن، مأوى: قَرَرَ. قرَّ: مقرُّ قرية. 128.كتيت: وليد، طفل، صغير: في الكنعانية: (كدو: طفل، ولد صغير)، وفي الدارجة: كتكوت:صوص = فرخ الطير الصغير. 129. موي: فاض:موه. ماءٌ. أماهت الأرض: كثر ماؤها. 130. مكوت: توفي: مات يموت موتاً. 131. منإت: اسم إله: العربية: مناة. 132. (مرتي): قناة. مرسى. ربَّتا الفيضان، الجنوبية والشمالية. (مريت): بحيرة. 133. مري: مُحبّ، محبوب، شيء محبوب. 134. مرت: خُدَّام. 135. مكر: كاذب: ماكر: كذَّاب، مخادع. 136. نأبحنو: نبح (الكلب): نبح الكلب. 137. نعم: رضي: نَعِمَ: رضي. 138. نوبي: صاهر الذهب، صائغ. 139. ندف: رشَّ: ندفت السماءُ الثلج: رمت به. 140. همهم: زمجر: أطلق صيحة. -(علي فهمي خشيم: البرهان)- (56) اللغة الأكديَّة (العروبية): اللغات السامية (العاربة) بالنسبة لخالد اسماعيل (عراقي)، هي: (العربية، النبطية، السريانية، الحبشية، والعبرانية). أما الموطن الأصلي للعرب العاربة عند خالد اسماعيل، فهو: 1. الأموريون: نزحوا إلى فلسطين وما جاورها. 2. الآراميون: قوم إرم: شمال الحجاز، تيماء، بلاد الشام، والقبائل الثمودية منهم. 3. الأكاديون: هاجروا من البحرين (دلمن). 4. عرب الشمال: العدنانيون. 5. عرب الجنوب: القحطانيون. 6. العبرانيّون: موطنهم الأول هو: أور الكلدانيين (جنوب العراق). ويؤكد الباحث أنه: (بخلاف ذلك، فليس لدينا أخبار عن حدوث هجرات من أطراف الجزيرة إليها) –(ص:13). ثمَّ يُصنّف لغات العاربة، حسب تدوينها، ويبني عليه درجة القدم: (الأكديَّة، الإيبلائية، الأوغاريتية). وهو يقرر بأنََّّ اللغة العربية، هي: (أقدم في خصائصها الصوتية والنحوية والصرفية والمعجمية من اللغة الأكدية –ص:16-19)، لأنَّ (التدوين وحده) لا يصّح أن يكون أساساً للتعرف على قدم هذه اللغة أو تلك، كما يقول الباحث. وهو يفاضل بين اللغتين (الأكديَّة، والعربية) على النحو التالي: الأكدية: اختلطت بالسومرية، وهي غريبة عن لغات العاربة، ولا نعلم أصلها، ولها صفات صوتية وصرفية ونحوية تختلف اختلافاً بيّناً عن اللغات العاربية. كما يختلف أسلوبها ومباني جملها ومعاني ألفاظها. وقد تركت السومرية آثاراً بعيدة الفور في الأكدية: 1. إنّ العربية، أغنى من الأكادية أصواتاً، حيث يبلغ عدد الحروف الجنوبية العربية (تسعة وعشرين حرفاً)، بينما فقدت الأكدية حروف الحلق، ما عدا الهمزة والخاء، كما فقدت الثاء والذال والضاد والظاء. 2. تدغم الأكدية النون في التاء في ضمائر الرفع المنفصلة في المخاطب وفي بعض أوزان الأفعال، وهذه كلها من مظاهر الاتجاه نحو العامية، ومثل ذلك يقال عن إدغام التاء بالشين، ثم بالسين، والنون بالميم، وغير ذلك. 3. الأفعال العربية، أغنى في أوزان الأسماء ومشتقاتها، وكذلك أوزان الأفعال ومشتقاتها من الأكدية. 4. العربية أكثر تنوعاً في ضروب استعمال الصفات والظروف والحال والتمييز والبدل والاستثناء والمفعول المطلق والمفعول معه والمفعول لأجله، والنفي، والإضافة، والنداء والمدح والذم. 5. العربية أغنى في استعمال المثنى، وفيها جموع التكسير. أما الأكدية، فاستعمال المثنى، يكاد يكون مقصوراً على أعضاء الجسم المزدوجة، وليس فيها جمع تكسير. 6. العربية أغنى في الحالات الاعرابية وعلاماتها، حيث فقدت الأكدية مثلاً، الحركة في المضاف، الذي يرد ساكناً. كما أن العربية أوسع في استعمال الممنوع من الصرف. 7. للعربية مفردات أكثر من الأكدية. 8. تأثرت الأكدية في بناء الجمل بأنماط الجمل السومرية. ويقول (خالد اسماعيل) أيضاً، أنَّ (الهجرات حدثت بالتأكيد قبل عشرة آلاف سنة، أي في الألف الثامنة، نحو: فلسطين والعراق وبلاد الشام ومصر: ص:21)، وأنَّ تاريخ الأكادية يرجع الى نحو (2500 ق.م)، أي قبل (الإيبلية) قرب حلب (2400 ق.م) بقرن. وهناك وجه شبه بين الخط المسماري الأكادي، والخط الإيبلي. أمّا (الكنعانية الأمورية)، أو الكنعانية الشرقية، فيمكن أن تُنسب إلى القرن الرابع عشر ق.م، وتضمّ لهجات: فلسطين وسوريا وسيناء). أمّا (الكنعانية الفلسطية)، التي يسميها (السينائية)، فترجع حسب الباحث إلى (1800ق.م). أمّا (الكنعانية المشتركة)، التي يسميها الباحث (الفينيقية)، فترجع إلى مستهل الألف الأول ق.م، وهي عنده لغة (جبيل وصور وصيدا)، ونلاحظ أنَّ الباحث شطب سوريا وفلسطين، رغم أن الكنعانية المشتركة (الفينيقية)، تطورت في زمن واحد في (فينيقيا وفلسطين وسوريا)، وكان الناس يتكلمون بها في المناطق الثلاث في زمن واحد. ومن لهجات الفينيقية كما يقول الباحث: البونيقية في قرطاجة، وبقيت مستعملة حتى (500 ميلادية)، بل ربَّما حتى (1100م) في سرت بليبيا، لكنها ماتت في فينيقيا كلغة كلام عام (400م). أمَّا (المؤابية)، وكانت سائدة شرق البحر الميت حتى عام (600ق.م)، لكنَّ نص ميشع، كتب بالآرامية. وتحتل المؤابية، مكاناً متوسطاً بين الكنعانية والعربية. أما (العمّونية)، فتؤرخ بالقرن السابع قبل الميلاد، وقد كُتبت بالخط الآرامي القديم، وتمثل لهجةً وسَطاً بين العربية والكنعانية والآراميّة، أي أنَّ الباحث (خالد اسماعيل)، لا يريد أن يعترف صراحة بأنَّ المؤابية، والعمونية، هما: لهجتان كنعانيتان!!. وهو كما رأينا يحاول تمييز الأكادية في العراق بقرن كامل عن (الإيبلائية) في سوريا، وهذا غير صحيح، لأنهما نشأتا وتطورتا معاً، ولكن لأن الإيبلائية تحمل خصائصها الكنعانية قام بتأخيرها، رغم أن الأكادية تحمل بعض الخصائص الكنعانية أيضاً. أمّا (اللهجة العبرانية)، فهي مشتقة من الخط الكنعاني في القرن العاشر ق.م – (ص:31-37). أمّا (الأدومية)، فترجع حسب الباحث إلى القرن التاسع ق.م. ورغم أنَّ (العبرانيين)، أصلهم في (أور الكلدانيين)، حسب الباحث، إلاّ انه يربط (العبرانية)، بلهجات: فلسطين وسوريا وشرق الأردن!!!. أما (الآرامية)، فهي تؤرخ بالمائة التاسعة ق.م، وحتى المائة السابعة، ق.م. وتضمُّ لهجات: سوريا، شمال فلسطين، شمال الأردن، شمال العراق، بلاد أشور. أمّا (العربية الجنوبية)، فهي تؤرخ من خلال (خطّ المسند) بنحو المائة الثامنة ق.م، وربما تمتد نحو الألف الأول ق.م. ويقع الباحث (خالد اسماعيل) في تناقض واضح عند محاولته الدؤوبة لإثبات أنَّ (الأكادية) أسبق من (الكنعانية القديمة)، تدويناً، فهو يقول ما يلي: أولا: اللغة الأكدية، هي أقدم اللغات العاربية تدويناً، والتي يبدأ تدوينها في حدود (منتصف الألف الثاني ق.م) –ص:86. ثانيا: أقدم اللغات العاربة المدونة، هي الأكدية، التي دوّنت بالخط المسماري الشومري في نحو (منتصف الألف الثالث ق.م): ص:74. ثالثا: التصنيف حسب تاريخ التدوين، يشتطُّ أحياناً، عندما يجعل الأكدية، أقدم اللغات العاربية، لأنها الأقدم تدويناً، ولا يراعي قدم اللغات قبل بدء التدوين) ص:15. رابعاً: الكتابة السينائية (الكنعانية الفلسطيَّة) في سيناء، وجنوب فلسطين، ترجع في تدوينها حسب الباحث إلى: (مستهل الألف الثاني، ق.م، بل على الأرجح قبل ذلك)- ص:75. ثمَّ طوَّرها الكنعانيون (الفينيقيون) بتبسيط أشكالها في ألفبائية ذات الاثنين وعشرين حرفاً. خامساً: ينبغي أن نحترز في القول بأنَّ (الأوغاريتية)، أو الفينيقية، هما الأصل الذي تفرغت منه خطوط اللغات العاربة، لأنَّ الأوغاريتية، مسمارية، لا علاقة لأشكال حروفها المسمارية بأشكال حروف لغات العاربة الأخرى) –(ص:77)- (57) - هكذا شطب (خالد اسماعيل)، أبجدية سيناء، وجنوب فلسطين (الكنعانية الفلسطية)، حتى لا تكون أقدم من الأكدية، بل حذف صفة الأبجدية عنها، وقام بتأخير الأبجدية الكنعانية (الفينيقية)، إلى القرن العاشر ق.م. ثمَّ حذف صفة الكنعانية عن الأوغاريتية، والفينيقية معًا، ليقول إنَّ الأوغاريتية الكنعانية، هي إحدى مشتقات الأكدية. وبالتالي، يقع الباحث في (الشطط)، الذي سبق له أن حذَّر منه!!. في كل الأحوال، كان يدور الباحث حول نقطة واحدة، هي شطب الكنعانية، بفروعها، خصوصاً: الكنعانية الفلسطية، الكنعانية الأوغاريتية، الكنعانية الفينيقية، حتى لا تكون كما قال: (الأصل الذي تفرعت منه خطوط اللغات العاربة)!!. وقد قدَّم مقارنات منهجية، وبذل جهداً ممتازاً في مجال اللغات العاربة، في الألفاظ ومعانيها، وقواعدها النحوية والصرفية، وقد اقتصرت هذه (المقارنات) على: العربية، الأكدية، الأوغاريتية، العبرية، والآرامية السريانية. ويمكن أن نلاحظ غياب الموضوعية في هذا الجهد الهائل من التطبيقات في نفس النقطة الجوهرية، أي غياب المقارنة بين: (الكنعانية بتحولاتها)، والأكاديَّة، والعربية على وجه التحديد، وعندما اختار فرعاً أو تحولاً في الكنعانية (الأوغاريتية)، فهو لأنه يخدم فكرته الأساسية أي: قدم اللغة الأكدية، التي تتنازل عنه أحياناً لشقيقتها العربية في القدم، لأنَّ الأوغاريتية، مسمارية مقطعية، مثل الأكادية، مع حذف صفتها: الكنعانية. فلماذا حُذفت (الكنعانية الفلسطية السينائية)، و(الكنعانية الفينيقية) في تطبيقات المقارنة كلها!!. - أمَّا (عامر سليمان) في كتابه (اللغة الأكدية)، 1991م، فهو يقسم الكنعانيات العربية (الجزرية) الغربية إلى فرعين: أولا: الفرع الشمالي: يضمُّ: (الكنعانية، الآراميَّة، الإبليَّة): والإيبلية ترقى بتاريخها إلى النصف الأول من الالف الثالث قبل الميلاد، وهي قريبة الشبه بالكنعانية (الفينيقية)، والكنعانية (الأوغاريتية). وقد استخدمت الكتابة المقطعية المسمارية لتدوينها. أمّا (الكنعانية)، فتضم لغات ولهجات بلاد الشام وفلسطين، وهي: 1. الأوغاريتية، التي يصل تاريخها إلى أواسط الألف الثاني ق.م (1400ق.م)، وهي أبجدية مسمارية، وخطّها المسماري الأبجدي في الأوغاريتية، يختلف عن المسمارية العراقية المقطعية. وهي كنعانية. 2. الفينيقية: استخدمت منذ مطلع الألف الأول ق.م، وحتى القرن الأول. أما اللهجة البونية، فقد استخدمت منذ القرن التاسع ق.م، حتى القرن الثاني الميلادي. 3. المؤابية: مكانها شرق الأردن في حدود القرن التاسع ق.م. 4. العبرانية: حسب مخطوطات البحر الميت، يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الثالث ق.م، والقرن الثاني الميلادي. أما (الآرامية)، فترقى بتاريخها إلى القرن العاشر ق.م، ثمَّ سمّيت لاحقاً بالسريانية. ولهجاتها عديدة. أمّا (النقوش العربية الجنوبية) المدونة بالخط المسند، فهو مشتق أصلاً من الخط الكنعاني، وهو موجود في (المعينية، والسبئية، والحميرية، والقتبانية، والحضرمية)، وعدد حروف المسند هو (29 حرفا)، ويرجع تاريخ أقدم المدونات إلى القرن السادس الميلادي. أمَّا (الأكديّة)، فقد دُونت بالخط المسماري، حيث يرفع عامر سليمان، سقف تاريخ تدوينها إلى (3500ق.م – 3200ق.م). وماتت مع حلول التاريخ الميلادي. ولها لهجات عديدة. وبعد قيام الدولة الأكدية (2371 ق.م)، أصبحت اللغة الرسمية في المكاتبات والمعاملات، حسب عامر سليمان أيضاً. وقد قدَّم الباحث، دراسة عميقة لمعجم الأكادية، ونحوها، وصرفها. ومن ملاحظتنا للمفردات، نجد أن معظمها قريبٌ من اللغة الكنعانية، واللغة العربية، واللغة الأمورية الكنعانية في عصر حمّورابي – (58) وبالتالي، تزدادا الثقة بانَّ اللغات العروبية: الأكديَّة، والمصريَّة، هي لغاتٌ ذات علاقة باللغتين: الكنعانية، والعروبية، وهذه العلاقة قوية بنسبة عالية. خلاصة: أولاً: نلاحظ أنَّ بعض المستشرقين، وبعضَ العرب (المستشرقين أيضاً)، يحاولون شطب اسم (فلسطين، الفلسطينيين، وشطب (أرض كنعان، والكنعانيين)، ما أمكن، تماهياً مع أفكار (شلوتسر) التوراتية. كما أنَّ (بعض العرب!)، يمارسون نفس الدور، لأسباب قُطريّة، رغم معرفتهم بأهمية اللغة الكنعانية، وبمركزية فلسطين اللغوية. ثانياً: اللغة الكنعانية المشتركة في بلاد الشام: (فلسطين، سوريا، لبنان، الأردن)، المسمّاة خطأً بالفينيقية، مرَّت بثلاث مراحل: الكنعانية الفلسطية، الكنعانية الأوغاريتية، الكنعانية (الفينيقية)، والأخيرة هي قمّة نضج اللغة الكنعانية، وهي لم تكن في (فينيقيا) فقط، بل كانت متوازية زمنياً في كل أقطار بلاد الشام. ثالثاً: أوّل أبجدية في العالم، نشأت في (جنوب فلسطين، وسيناء، وجنوب شرق الأردن)، هي: الأبجدية الكنعانية الفلسطية. رابعاً: إذا لم تكن (الكنعانية)، هي: (اللغة الساميّة – الأمّ)، فهي بالتأكيد، الدليل الأقوى على أنها دليلٌ على: (ما قبل السامية الأم) مباشرة، ومنها اشتُقتْ اللغات: الآرامية، والعربية، ولها صلة وطيدة بالأكاديّة والمصرية، وغيرها. خامساً: (أينما وَلَّى المستشرقون وجوهَهُمْ، فثمَّةَ وجْهُ فلسطين، ووجْهُ الشعب الفلسطي الكنعاني). سادساً: نُقدّم، فيما يلي خارطة جديدة، تنسفُ تقسيم شلوتسر، لما أسماه بِـ(اللغات السامية): أول أبجديّة في العالم: (الأبجدية الكنعانية الفلسطيّة) اللغة الكنعانية، 7000ق.م.، (السامية الأُمّْ) – أريحا: كنعانية (بني عيم) = العيميون، مدينة (خلّْ إيل)، جنوب فلسطين: (بدائية) كنعانية أدوم الأولى، (السعيرية): خلّْ إيلْ، بئر السبع، غزّة، سيناء، وادي عربة، بصيرة. (جنوب فلسطين، وجنوب شرق الأردن): (بدائية) كنعانية (شِكْ - يَمّْ): تل بلاطة، وسط فلسطين: (بدائية)
السومرية الأكدية: مقطعية مسمارية: (3200 ق.م.) – العراق. الكنعانية الفلسطيّة الوسطى: أبجدية متطورة (2500 ق.م.): (تل الدوير، شكيم، بيت شمش) – فلسطين.
الكنعانية البابلية – الأشورية: مقطعية مسمارية (2000 ق.م.) (العراق). كنعانية أمورو: 1. كنعانية إيبلا: مقطعية، مسمارية. (متأثرة بالأكديَّة): سوريا. 2. كنعانية أوغاريت: أبجدية مقطعية، مسمارية. (متأثرة بالأكديَّة): سوريا.
الكنعانية المشتركة: (الفينيقية): سوريا، لبنان، فلسطين، شرق الأردن: (أبجدية راقية)، القرن 13 ق.م.
الأبجدية المغاربية الكنعانية: - الكنعانية الأمازيغية. - الكنعانية الليبيّة. - كنعانية قرطاج البونيقية. تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب.
الأبجدية الكنعانية الفلسطيّة الوسطى (2500 ق.م.)
الأبجدية الكنعانية الفلسطيّة السينائية (2046 ق.م. – متأثرة بالمصرية)
الآرامية السريانية الكنعانية كنعانية أمورية هكسوسية: فلسطين،شرق الأردن، سيناء العربية الجنوبية (كتلة المُسند)
- (الكنعانية): الأدومية الثانية، المؤابية، العمّونية، التدمرية. - آرامية فلسطين. - العربية النبطية، الحضرية.
اللغة العربية - آرامية العراق: الأثورية، الكلدانية، المندائية، السوداية. - آرامية (سِفْتْ كنعن) في بابل، القرن الخامس ق.م. - آرامية الرها السريانية. - آرامية (الطائفة اليهويّة الفلسطينية): القرن الأول ق.م. - الآرامية السريانية الحديثة: (موجودة حالياً، 2007 في أربع قرى سورية، وفي العراق، وفلسطين، ولبنان، والأردن).
- الفرع الأول: المعينيَّة، السبئية، القتبانية، الحضرمية، الحميرية (اليمن). - الفرع الثاني: الثمودية، اللحيانية، الصفاوية. - الفرع الثالث (الحبشية): الجعزيَّة، الأمهرية.
إعداد: عزالدين المناصرة فلسطين، 2007
مراجع 1. سبتينو موسكاتي: الحضارات السامية القديمة، ترجمة: السيّد يعقوب بكر، دار الرُقيّ، بيروت، 1986. 2. الكتاب المقدّس (العهد القديم)، منشورات دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، بيروت، 1993. 3. التوراة السامريَّة، ترجمة: نبيل الغندور، مكتبة النافذة، القاهرة، 2008. 4. كارل هيكر: العربية في إطار اللغات السامية – في كتاب: دراسات في العربية، تحرير: فولفديتريش فيشر، ترجمة: سعيد البحيري، مكتبة الآداب، القاهرة، 2005. 5. عبد الله الحلو: تحقيقات تاريخية لغوية، ط1، منشورات بيسان، بيروت، 1999. 6. سلطان المعاني: مفردات قديمة في السياق الحضاري، دار ورد، عمّان، 2004. 7. محمود أبو طالب: آثار الأردن وفلسطين في العصور القديمة، وزارة الثقافة والشباب، عمّان، 1978. 8. هنري عبّودي: معجم الحضارات السامية، جروس برس، لبنان، 1988. 9. فيليب حتّي: تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، ترجمة: كمال اليازجي، دار الثقافة، بيروت، (الطبعة الانجليزية، 1951). 10. مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، الجزء الأول، ط2، منشورات رابطة الجامعيين بمحافظة الخليل، فلسطين، 1973. 11. سامي سعيد الأحمد: تاريخ فلسطين القديم، مركز الدراسات الفلسطينية، بغداد، 1979. 12. المرجع السابق. 13. أسد الأشقر: تاريخ سورية، الجزء الأول، بيروت، (د.ت). 14. فيليب حتي، مرجع سابق، ص:200. 15. سامي الأحمد، مرجع سابق، ص:99. 16. رمزي بعلبكي: الكتابة العربية، والسامية، دار العلم للملايين، بيروت، 1981– ص:19. 17. قاسم الشوَّاف: فلسطين: التاريخ القديم الحقيقي، دار الساقي، بيروت، 2006. 18. معاوية إبراهيم: تاريخ فلسطين القديمة، المجلد الثاني، القسم الثاني، الموسوعة الفلسطينية، بيروت، 1990. 19. أحمد سوسة: العرب واليهود في التاريخ، ط6، العربي للطباعة والنشر، دمشق، (د.ت). 20. نعّوم شقير: تاريخ سينا، القاهرة، 1916. 21. أُلفت الخشَّاب: تاريخ تطور حدود مصر الشرقية، القاهرة، 2008. 22. رمزي بعلبكي، مرجع سابق. 23. محمد شريف علي: قراءة في الكتابات السينائية – في كتاب: النقوش العروبية القديمة في المشرق والمغرب، مجمع اللغة العربية، طرابلس، ليبيا، 2007. 24. أحمد هبّو: الأبجدية: نشأة الكتابة، دار الحوار، اللاذقية، سوريا، 1984. 25. يحيى عبابنة: التطوّر السيمائي لصور الكتابة العربية، جامعة مؤتة، الكرك، الأردن، 2000. 26. أحمد هبو، مرجع سابق. 27. يحيى عبابنة، التطور السيمائي، مرجع سابق. 28. خالد اسماعيل: فقه لغات العاربة المقارن، إربد، الأردن، 2000. 29. رمزي بعلبكي، مرجع سابق. 30. حسن ظاظا: الساميون ولغاتهم، القاهرة، 1971. 31. يحيى عبابنة: اللغة الكنعانية، دار مجدلاوي، عمَّان، 2003. 32. عفيف البهنسي: وثائق إيبلا، دمشق، 1984. 33. مادلين ميادان: تاريخ قرطاج، ترجمة: ابراهيم بالش، منشورات عويدات، بيروت، 1981. 34. عبد الحفيظ الميار: النقائش الفنيقية، -في كتاب: النقوش العروبية القديمة، مرجع سابق. 35. علي فهمي خشيم: (حجر مَسِنْسّنْ) في (المرجع السابق). 36. عثمان سعدي: دور اللغة الكنعانية في ترسيخ الفصحى بالمغرب العربي قبل الفتح الإسلامي –المرجع السابق. 37. عز الدين المناصرة: الهُويّات، والتعدديَّة اللغوية، دار مجدلاوي، عمَّان، 2004. 38. مصطفى طلاس: سورية الطبيعية، دار طلاس، دمشق، 2001. 39. رفائيل بابو اسحق: الآراميون: لسانهم وقلمهم، -في كتاب: الآراميون، تأليف: دوبونت سومر، ترجمة: البير أبونا، دار الورَّاق، بغداد، 2007. 40. دوبونت سومر: المرجع السابق. 41. إيليا عيسى: قاموس الألفاظ الاسريانية في العامية اللبنانية، مكتبة لبنان، 2002. 42. توماس طومسون: التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي، ترجمة: صالح سوداح، دار بيسان، بيروت، 1995. 43. رفعت هزيم: هل الفصحى لغة قريش! –في كتاب: النقوش العروبية القديمة –مرجع سابق. 44. كارل هيكر، مرجع سابق 45. كمال الصليبي: التوراة جاءت من جزيرة العرب، ط3، المؤسسة العربية، بيروت، 1986. 46. عبد الرحمن محمد الرفاعي: الكنعانيون: معينيون من جازان، مجلة جذور، السعودية، فبراير، 2008. 47. رمزي بعلبكي، مرجع سابق. 48. بياترس جرندلر: تاريخ الخطوط والكتابة العربية، ترجمة: سلطان المعاني، وفردوس العجلوني، بيت الأنباط، عمَّان، 2004. 49. ناصر الدين الأسد: نشأة الشعر الجاهلي وتطوُّره، المؤسسة العربية، عمَّان، 1999. 50. علي فهمي خشيم: هل في القرآن أعجمي، دار الشرق الأوسط، بيروت، 1997. 51. تيودور نولدكه: اللغات السامية، ترجمة: رمضان عبد التواب، مكتبة دار النهضة، القاهرة، 1963. 52. كارل بروكلمان: فقه اللغات السامية، ترجمة: رمضان عبد التواب، جامعة الرياض، السعودية، 1977. 53. اسرائيل ولفنسون: تاريخ اللغات السامية، دار القلم، بيروت: (نشر في القاتهرة عام 1929، لجنة الترجمة والنشر). 54. موسكاتي، مرجع سابق. 55. مارتن برنال: أثينا السوداء، تحرير ومراجعة وتقديم: أحمد عتمان، ترجمة: لطفي يحيى، فاروق القاضي، حسين الشيخ، منيرة كروان، عبد الوهاب علوب، المجلس الأعلى للثقافة بمصر، (د.ت). 56. علي فهمي خشيم: البرهان على عروبة اللغة المصرية القديمة، منشورات مجمع اللغة العربية، طرابلس، ومركز الحضارة العربية، القاهرة، 2007. 57. خالد اسماعيل، مرجع سابق. 58. عامر سليمان: اللغة الأكديَّة، ط2، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2005.
#عزالدين_المناصرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عز الدين المناصرة: الأرض والقدس والإنسان
-
الهويات أطروحة كتاب
-
الشهيد في شعر عزالدين المناصرة
-
بنية اللغة الشعرية في شعر عزالدين المناصرة، ديوان (البنات، ا
...
-
مقالات نقدية في الأدب الفلسطيني
-
شعر عزّ الدين المناصرة إشكالية التكوين والتعبير
-
شعريّة الابيض المتوسط: بحر أمورو الكنعاني العظيم
-
(النوع الشعري الخامس): حركة قصيدة التوقيعة
-
اللغات غير العربية في السودان
-
حوار مع الشاعر الفلسطيني الكبير عزالدين المناصرة: (سوريا الك
...
-
الروائي نجيب محفوط (1970) الشكل لا يأتي نتيجة التفكير النظري
...
-
النص... وشعرية التاريخ
-
ثقافة الفساد: قانون: (من أين لك هذا!!!)
-
معين بسيسو، (غزّة، 1926-1984)... (ماياكوفسكي فلسطين):
-
تتويج مئوية فدوى طوقان باكتشاف مخطوطة شعرية قديمة (1933-1948
...
-
مشروع الدولة الواحدة (ثنائية القومية): (التكيف مع الاحتلال،
...
-
مشروع الدولة الواحدة (ثنائية القومية): (التكيف مع الاحتلال و
...
-
النقد الثقافي السلافي: جمالياتُ (المثاقفة)، وتلميحاتُ (النوا
...
-
صورة اليهودي في الشعر الفلسطيني المعاصر
-
(الشاعر المستقل)... خائفاً ومخيفاً: المنع يُوَلِّدُ سحرَ الم
...
المزيد.....
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
-
الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا
...
-
روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم
...
-
كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا
...
-
مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م
...
-
“نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma
...
-
مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
-
شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا
...
-
منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|