أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - قراءة في رواية «الواجهة»














المزيد.....

قراءة في رواية «الواجهة»


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


صدفةً خطر على بالي كتابة عبارة على محرّك البحث "غوغل": (استيضاح عن أهم رواية مشوّقة). وكانت النتيجة أن رواية «الواجهة» للكاتب المصري د. يوسف عز الدين عيسى، تُعّدُّ أحد الكنوز الإبداعية العربية الفريدة الأكثر تشويقاً.
وعلى الرغم من أنني لم أسمع سابقاً باسم مؤلّفها، فقد قمت بتنزيلها فوراً وطَفِقتُ بقراءتها.
شدّتني الرواية من صفحتها الأولى. وانهمكتُ بقراءتها بشغف العاشق الذي يلتقي محبوبته للمرة الأولى..
الرواية بقدر ما هي سلسة شيّقة، تخطفك أحداثها وتدفعك دفعاً إلى التهام صفحاتها لمحاولة الوصول إلى لحظة التنوير. بقدر ما هي معذِّبة ومُقلِقة. فقد اعتمد الكاتب على الأسلوب الواقعي الغرائبي السحري في سردها. قصة خيالية مليئة بالرموز التي لا يُستعصى على أي لبيب فهم إشاراتها. تتحدّث عن رجلٍ يُدعى «ميم نون» يصل فجأةً إلى مدينة لا يعرف عنها شيئاً. بل لا يعرف من أين أتى وما الغاية من قدومه إلى هذه المدينة المدهشة في كل شيء. فسكّان المدينة محكومٌ عليهم جميعاً بالإعدام من قبل مالك المدينة. ولكن دون أن يعرف أيٌّ منهم موعد تنفيذ الإعدام. لذلك يُشغِلون أنفسهم بالعمل والمرح والرقص والعزف والغناء، إلى أن يقرر مالك المدينة تنفيذ حكمه. وقد يُنَفَّذ الحكم بهم فرادى أو مجموعات؛ كأن يموت أحدهم بحادث سيارة، أو لدغة ذبابة، أو كإحداث زلزال أو طوفان في المدينة يموت على إثرها المئات..
تزخر الرواية على لسان بطلها بمجموعة من الأسئلة التي اشتغل عليها الإنسان وفكّر بها وبحث عن أجوبة تشفي غليله وحيرته عبر آلاف السنين: لماذا خُلِقَ الإنسان؟ وهل هو مسيّر أو مخيّر؟ ما ذنب الإنسان الذي يولد قبيحاً مشوّهاً مصاباً بفقدان بعض الحواس، أو حتى بفقدان عقله؟ وما الحكمة من ذلك؟ هل فعلاً لا يمكننا معرفة الخير إلا في إبراز نقيضه؟ وما معنى أن تنتهي كل هذه المسائل الملغزة بلغز أكبر منها ألا وهو الموت؟ وغيرها من الأسئلة التي تطرح مفاهيم فلسفية وأسئلة وجودية عميقة أفنى البعض حياتهم في البحث عن إجابتها.
هذا كله في واجهة المدينة. أما في الجانب الخلفي منها، فهناك الصدمة؛ حيث لا قِيم ولا أخلاق ولا ضوابط.. بل مباحٌ هناك كل ما هو محرّم في المدينة. حيث الفسق والدعارة والسرقة والقتل وكل أنواع الجريمة.. وكأن الكاتب يتحدث عن حقيقة النفس البشرية المخفية والتي لا يطالها القانون أو العرف أو العادات.. فكلٌّ منا يقترف بالخفاء جريمة ما..
لتنتهي الرواية بموت «ميم نون» دون أن يدرك الأجوبة التي استبسل في البحث عنها. ليحلّ محلّه كائن بشري جديد يسعى لاهثاً وراء حقيقة الوجود والخلق وما بعد الموت.. وربما ستكون نهايته مماثلة لـرحلة «ميم نون».
رواية مثيرة عظيمة أقترح على الأصدقاء قراءتها والاستفادة من أبعادها ومدلولاتها.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهف أفلاطون والديمقراطية السورية
- حبيبتي حزينة!
- يا للهول! إنهم يتناسخون!
- العُنْفُ حلٌّ أحياناً
- الشَّمس
- «الكباش» الروسي التركي إلى أين؟
- لكلّ حصان كبْوة!
- براءَةُ الخصام
- أُمْنِيّة استثنائيّة
- «الأُمّ»
- عزف منفرد
- مَنْسَف لحم
- في حَضْرَةِ الغياب
- لماذا لم تُشكّل الحكومة الانتقالية في سورية؟
- قَصْرُ المُحافِظ
- من أين لك هذا؟!
- البَدْلةُ الزرقاء
- جُرْأة غير مسبوقة!
- الصحفي والمسؤول
- القلم


المزيد.....




- -روائع الأوركسترا السعودية- تشدو بألحانها في قلب لندن
- التمثيل السياسي للشباب في كردستان.. طموح يصطدم بعقبات مختلفة ...
- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - قراءة في رواية «الواجهة»