|
الشخصية العربية من منظور طوباوي
عبد الرافع كمال
الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 08:28
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
قمنا بنشر مقال سابق يحمل نفس الاسم الا انه يفتقر لاليات منهجية لذا قمنا بأعادة كتابته هنا . اذا طرحنا سؤالا ..ما هي مميزات الشخصية العربية ؟؟ هل يمكن صناعة شخصية عربية تجمع في ذاتها ما بين منطقي الاصالة و المعاصرة ؟؟ كيف يمكننا قراءة معالم الشخصية العربية في ضوء المنهج العلمي ؟.. سوف نستحضر معنا منهج المادية التاريخية كمنهج علمي لقراءة الظواهر في اطار تاريخي . .. # معايير "الحر الكريم " :- .. @ كمال الرجولة :- و تعني في التقليد العربي "الذكر الذي يؤدي كل ما علي عاتقه من واجبات . و يمتاز بالفروسية و الكرم و الشجاعة و الاقدام..الخ ". حسب منهج المثالية التاريخية فان روح العصر الاول يتطلب في الرجل ان يتحلي بهكذا صفات . و اما من منهج المادية الجدلية فان ظروف و اليات الانتاج الصعبة الخشنة تتطلب ذلك . .. @ الفخر بالانساب : و لعل تقديس النسب و الفخر به احد اهم معايير الشخصية العربية . .. @ التشديد العرقي :- الميل لصفاء و نقاء الصفات العرقية لدي ألقبيلة احد اهم المعايير العربية . حسب منهج المثالية التاريخية فان القبيلة هي اهم المؤسسات في روح العصر الاول الذي نشأت فيه الثقافة ألعربية . حيث توفر الحماية للفرد . .. التسامي : كل فرد يسعي لبلوغ شخصية الحر الكريم حيث تسود العبودية في روح العصر الاول . .. @الحريم :- النظر للمراة كحرمة و فصلها و ابعادها عن الرجال . @ الولاية : الرجل يكون واليا علي المرأة .
و تفسر هذين الصفتين علي اساس ان الرجل هو من ينتج و يدير الانتاج بينما يكون دور المرأة فقط في المنزل مما يعط الذكر الفرصة للهيمنة . .. @ الحشمة : تعني ان تتغطي المراة و لا يظهر منها سوي كفيها و وجهها . @ الحياء : تعني ان تقتل المراة كل رغبة لها في الرجل @ الاسرة :- الوالدين يمتلكان سلطات مطلقة علي الابناء و الاب يكون قمة الهرم الاسري . اما الابناء فكل منهم له سلطان علي الاخر . @الجنس كتابوه :- يحرم حتي مجرد الحديث عن الجنس فهو تابوه في التقليد العربي . @ قوة و وحدة الكلمة للرجل : فالرجل العربي يتميز بقوة و وحدة كلمته و عدم التراجع فيها . ... تظهر هذه المعايير بجلاء عن استطلاعنا لعينات من اشعار القبائل العربية في المناطق البدوية ذات التراث العروبي الاصيل الذي لم تخالطه العولمة . .. و لعل تفسيرنا لنشوء هذه المعايير يكون بأستحضار الظروف المادية التي نشأت فيها الثقافة العربية حسب منهجي المادية التاريخية الماركسي و المثالية التاريخية الهيجلي . اذا طرحنا سؤال الحداثة في العالم العربي . فان سؤالا جديدا سيتولد قوامه هو كيف ستبدو هذه المعايير في ميزان الحداثة الطوباوي ؟؟.. علما بأن المنهاج الطوباوي يري بضرورة أن يتحدث و يتمدن الانسان في حدود ارثه الثقافي و ذلك حسب استحضار منهج المحافظين . .. الرجولة : هنالك معايير و صفات يمكن الابقاء عليها كالكرم اما الشجاعة فتكون بغرض درء المظالم و ليس الاعتداء علي الغير .و كذلك الفروسية . @ الفخر بالانساب :- طالما ان ذلك ليس فيه تعدي علي الغير اذن فلا ضير في الابقاء عليه . @ التشديد العرقي :- طالما ان ذلك ليس فيه اعتداء علي الغير فلا مشكلة في الابقاء عليه . @ الحريم و الولاية و العرض :- اذا قبلت المرأة هذا القانون فلا ضير اما اذا تطور الامر الي تسلطية "دكتاتورية " و تدخل سافر في شئون النسوة فأن ذلك يكون مرفوضا . الا اذا وعت المرأة بهذا الامر و قبلت ذلك بدافع تجسيد منطق الاصالة فعندئذ لا باس . @الحشمة :- في حالة حجاب المراة و تغطية جسدها فهذه تقبل بشرط و هو ان يكون ذلك بكامل ارادتها لا ان تغصب عليه . @ الحياء :- و هذا ينافي التمدن حيث يؤدي قتل المراة ل اناها الجنسي الي ظاهرة الهدر الجنسي لذا فان المراة العربية المتمدن تعبر بكل شجاعة عن ميولها تجاه الرجال . @ في الاسرة :- في حالة قبول العلاقات الاسرية في التقليد العربي يكون بشرط و هو انتفاء التسلطية . اي ان لا يكون هنالك تسلط و انما يكون تنبيه بالقول في حين ارتكاب الخطأ . اما في حين رفضت البنت او الابن الطاعة فيكون تركه و شأنه . يرفض التسلطية تماما . @الجنس كتابوه :- هذا مرفوض لانه ينافي منهاج الانسان الكامل . فالانسان الطوباوي الكامل يعبر بطلاقة عن ميوله الجنسية الا ان تعبيراته تتقيد بالرقئ و التمدن و البعد عن السوقية . @ قوة و وحدة الكلمة :- و هذه تكون مرفوضة في حين حدوث تسلطية . @ القبيلة :- و هذه تكون مقبولة اذا ادت ثلاث وظائف :- § ان تكون صلة رحم . § ان تعرف الانسان بأصله . § ان تعرفه بهويته . اما التعصب الاعمي الذي يقود للكراهية فهو مرفوض حسب منطق الحداثة الطوباوي
#عبد_الرافع_كمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خمس مشكلات في دين الاسلام
-
ابادة الشعوب الافريفية في اقليم دارفور . جريمة غير مبررة .
-
مفهوم القبيلة من منظور طوباوي
-
الامبريالية العربية الجديدة
-
نقد الماركسية من منظور طوباوي
-
بين التوراة و القران
-
قصة حزينة
-
الفن بين الواقع و الطوبي
-
اشكاليات الفن في عالم الواقع
-
المثلية من منظور اسلامي
-
عندما يصبح الدين احدي مهددات الاتزان النفسي
-
ثقافة غذائية
-
حقوق المثليين من منظور طوباوي
-
الحلول الطوبوية للمشكل المعرفي
-
الدين و تهديد الصحة النفسية
-
اين ذهب كتاب السيف و النار
-
عبد الرافع كمال و كتابه الجديد
-
الشخصية العربية بين الاصالة و المعاصرة
-
اللباقة في كتالوج كائن الانسان الطوباوي
-
المرأة العربية بين خيارين
المزيد.....
-
بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال
...
-
الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك
...
-
بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
-
ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
-
الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
-
قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
-
الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير
...
-
مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
-
جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت
...
-
مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|