سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 08:22
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تذكرت اليوم فيلم اليوم الاخر و كان اول فيلم شاهدته فى اوسلو بعد وصولى لهذه البلاد بعد حوالى اسبوعين .
قصة الفيلم تدور حول قصف نووى تتعرض له الولايات المتحدة الامريكية .حيث نرى طبيبا يقود سيارته حين تبدا الضربة النوويه و من خلال رحلة و معاناة الطبيب نتعرف على النتائج الكارثية فى حال وقوع حرب نوويه .بعد الفيلم ذهبنا و جلسنا فى مقهى نتحدث عن الفيلم و عن كيف تكون عليه الامور فيما لو حدث هذا السيناريو المرعب.
و اليوم و انا ارى حركة الناس الخفيفة و الحذرة بدات افكر كيف جرى هذا بسرعة بحيث اننا كنا قبل اسبوعين نهتم بمشاكلنا الصغيرة التى نظن احيانا انها مهمة. ثم فى وقت قصير يتغير كل شىء.
و الطريف فى الامر ان العدو هذه المرة ليس قنابل نووية و لا طائرات بل فيروس صغير لا نراه بالعين .
اشعر ان كل ما يحصل يشبه الكابوس الذى ياتى فى الحلم قال لى احد معارفى ممن التقيت على الطريق الى السوبر ماركت .
ففى نظرية الكوارث يحتاج الانسان لوقت لكى يستوعب الحدث . و لهذا السبب فان الانكار يكون عادة فعل المرء لدى سماعه خبر سىء.لكن بعد وقت يبدا المرء بالاعتراف بالواقع الجديد .
رحت اتامل السوبر ماركت الذى اذهب اليه كل يوم. انه ذات المنظر المعتاد على رؤيته منذ ربع قرن .لكنه ليس نفس المنظر فى الوقت نفسه مع ان المنظر (المادى ) بما فيه الجسر الازرق الواقع خلف الدكان لم يتغير .هناك عادة التقى بالمعارف و اتبادل معهم احاديث قصيرة .و لسبب ما اتذكر روايات كافكا حيث السرياليه تتجلى فى شخصيات رواياته .و الطريف انى ما زلت اقرا كتابه رسائل الى مليليا و هى المراة التى كان يحبها
و من خلال هذه المذكرات نعرف كونه يهودى كان يفكر بالهجرة الى فلسطين و لكنه لم يهاجر .
اسير فى نفس الطريق .الحياة عادية لكن الوجوه قلقه كانها منتزعه من روايات كافكا . كانت الشمس قد اطلت حاملة بعض الدفء.لكنها سرعان ما غابت بين الغيوم .سرت فى الطريق الى البيت و انا افكر كم تبدو الحياة عبثية !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟