رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 15:53
المحور:
الادب والفن
محمد كنعان
كتب محمد كنعان:
" يوما ما ستنتهي الحرب هنا
وتعلو القصيدة فوق الأرض كشجر الزيتون "
تستوقفنا طريقة ترتيب الفكرة والألفاظ التي بدأت بسواد: "ستنتهي، الحرب"، ثم فعل شديد: "تعلو"، وخاتمة بيضاء: "قصيدة، الأرض، كشجر، الزيتون" الفكرة واضحة ولا تحتاج إلى شرح، لكن الألفاظ المجردة والتي تتشكل منها الومضة هي المهمة، فهي تعكس ما يحمله الشاعر في العقل الباطن، وهي المحور الذي يمكننا أن نؤكد علاقة الفكرة بالألفاظ، بمعنى أن هناك نص مطلق تنسجم فيه لفكرة مع اللفظ، الفاتحة "ستنتهي، والحرب" لها علاقة بواقعنا، وحتى إذا ما أخذنا "ستنتهي" بمعناها المجرد يمكننا أن نسقطها على واقعنا، (ستنتهي) نحن، و"الحرب" ما نعيشه كأمه وكدول في المنطقة العربية، فهناك أكثر من حرب وأكثر من جبهة للقتال، و"تعلو" فعل يحتاج إلى مجهود وطاقة وارادة، ليكون هناك فرح وبياض من خلال: "قصيدة، الأرض، كشجرة" وإذا ما توقفنا عند الألفاظ سنجدها مؤنثة ولا يوجد أي لفظ مذكرـ إذا ما استثنينا لفظ "زيتون" ، فهناك فعل قاسي "ستنتهي" يقابله فعل شديد لكنه مقدمة للبياض "تعلو"، والقسوة في "الحرب" يقابلها ثلاثة الفاظ بيضاء مؤنثة: "القصيدة، الأرض، كشجر"، وهذا الأمر يشير إلى انحياز الشاعر للأنثى/للمرأة، فأراد أن يمحو تماما قسوة المؤنث في "الحرب" باستخدام ثلاث كلمات مقابلها، ونحن نعلم أن رقم ثلاثة له علاقة بالدين، بالمقدس، وكأن الشاعر أراد بهذه المؤنثات الثلاث أن يؤكد على نصاعة وطبيعة الأنثى البيضاء والمفرحة.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟